الزمان: 06 غشت 2024
المكان: مقهى فرنسا الدار البيضاء
الحدث: لقاء الدكتور و الفيلسوف عبد الكريم برشيد
الشخصيات: الدكتور عبد الكريم برشيد، الطالب الباحث عبد الباقي البوجمعاوي، الطالب الباحث منصف الادريسي الخمليشي
المشهد الأول: في حضرة عبد الكريم برشيد
في صباح يوم الثلاثاء 06 غشت 2024 قصدنا العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء من أجل لقاء خامة فكرية كبيرة, ناضلت و كافحت و صالت و جالت في جل ربوع الكرة الأرضية لتنشر ما أصبح يعرفه العادي و البادي, الصغير و الكبير, الفقير و الغني, كل شرائح المجتمعات تعرفت و اعترفت بصلابة الرجل و أفكاره الصلبة التي ما فتئت أن تكون لولا نضالات و رحلاته فهو ليس بابن بطوطة و لا ماجلان و لا كريستوف كولومبوس و لا حتى مصطفى الزموري, إنه المؤسس و المنظر و المفكر الفيلسوف المتواضع صانع التيار الاحتفالي الذي اعترفت به كل مكونات الثقافة في العالم العربي, إلا بعض المثقفين أبناء جلدتنا هم الجاحدين المجادلين المزايدين على الرجل الذي سخر الحياة لصنع مسرح يشبهنا و نشبهه.
عند الساعة 10.45 كان عبد الباقي البوجمعاوي و منصف الادريسي الخمليشي قد وصلا و شاهدا الرجل الثمانيني, يتأمل العمران و البنيان التي ما كانت أن تكون لولا ثقة صناع المشاريع في المهندسين, فجأة دخلنا لمقهى فرنسا الذي سيظهر لك منذ الوهلة الأولى أن المقهى تدعم الفرنكوفونية و الثقافة الغربية, إلا أننا اكتشفنا العكس بعد وصولنا, ضمنا الرجل المفكر العظيم و الحالم الصوفي العاشق الولهان للمسرح, عناق حار و ترحاب و بسمة ستجعلك تخجل من انتساب بعض الأشباح للمسرح العظام, رحب بنا و قال:
الدكتور عبد الكريم برشيد: مرحبا جلسوا
نحن: شكرا أستاذ بارك الله فيكم
الدكتور عبد الكريم برشيد: شوف آ ولدي الشباب شنو يشربوا
نحن: إكسبريس
المشهد الثاني: في حضرة قهوة و نقاش لطيف مع الصانع برشيد
جاء عندنا النادل اللطيف بكأس قهوة ساخن و نحن نشربه أمدنا الرجل الحكيم ببعض من مؤلفاته التي صنعت نظرية ناجحة ” قراقوش الكبير, حمار الليل, الاحتفالية و هزات العصر, فلسفة التعييد الاحتفالي” أهدى لنا الكتب و كانت سعادة تغمرنا و نحن نجالس رجل من طينة الكبار
في ساعتين و ربع من الزمان ناقشنا المواضيع الآنية ” سياسيا, اجتماعيا, اقتصاديا, ثقافيا ” الرجل الذي يسمع و ينصت للشباب و يعتبرهم الخلف, تحدثنا على أشباه المثقفين في ظل التقنيات الجديدة فجاء في الحديث حكم كثيرة, في عصر المتنبي كان شعراء كثر و لكننا نحن نعرف فقط المتنبي و البحتري و أبو تمام و أبو نواس و أبو العلاء المعري و أبو العتاهية و ابن الرومي, ففي كل زمان أسياده و هناك ” الشاعر و الشويعر”
قادتنا أسئلتنا لنعرف لماذا هذا الحجر على نظرية التي لا تريد شرا للمسرح العربي فهي جاءت فقط من أجل صنع المسرح الذي يشبهنا و تأصيل المسرح و إعطاء هوية للمسرح, لو كان هذا المتأصل اسمه جاك أو جورج كان سيكون من الذين يقدرهم ويقدسهم الجميع, و هذا ما جعلني أطرح أسئلة كثيرة لماذا لازالت عقدة الأجنبي راسخة فينا و تعيش معنا و برفقتنا؟ لما كان المغرب يأتي بإريك غريتس و هيرفي رونار جورج مارداريسكو و جوست فونتين كان المغرب في اسفل السافلين و لكن عندما اعتمدنا فلسفة المغربي و جربناه كبادو الزاكي و وليد الركراكي الذي وظف الاصالة و الهوية المغربية المتأصلة و أعطى تعريفا جديدا لمفهوم الأسرة تقدمنا, فلماذا رحل رشيد الأزمي لسنغافورة؟ و منصف السلاوي الى الولايات المتحدة الامريكية و لامين يامال لإسبانيا؟
إن الجواب على كل هذا سيقودنا لما قام به بعض أشباه المثقفين الذين حاولوا محاولات فاشلة يائسة بائسة لإطفاء نور الاحتفالية, في حكاياته لنا الدكتور عبد الكريم برشيد ” حوري حسين كان يهب الموت فذهب له بقدميه” فلماذا حوري حسين و لماذا أحمد جواد ينتحر؟ هذا ما أرادوه قلة قليلة لهذه النظرية الاحتفالية و لكن…
إن المسرح الاحتفالي سائر و لكن من يظن في نفسه مسرحيا و يحاول أن يطفئ هذا المسرح بأفعاله و صبيانيته و الذي يظن أن المسرح هو أن تتحول لشديد لبيب و يكون حوار قاس و استغلال الضعفاء الذين ليس لهم حيلة لتمرر لهم كل ما تخفيه من الحيوانية.
المشهد الثالث: توقيع و صور
طلبنا منه صورا للذكرى و التأريخ كنت أنا في اقصى اليسار و كان عبد الباقي البوجمعاوي في الوسط و أستاذنا في أقصى اليمين, خاطبه عبد الباقي, ” أستاذي أجي الوسط” فأجابه الدكتور ” لا بلاش بلاش” و الخجل يخيم على محياه فهذا كله لا يمكن أن يصدر إلا من رجل عارف عالم حاضر في الآن و سيكون هناك و في كل زمان و مكان, لا يمكننا أن نمر من دون أن نوجه خالص شكرنا لهذا الأستاذ الناضج فكريا و الذي ذاع اسمه و يجلس و يجالسك بكل أريحية, ينصت للشباب و يعطيهم الكلمة ليكونوا نبراس هذا الفن في الغد.
كتب لنا عبارات تجعلنا نخجل من أنفسنا، فشكرا لكم،هذا هو الذي جعلنا نتجرع غدا أفضل مع هذا الدكتور الحارس الذي لا يريد شيئا سوى أن يظل هذا المسرح نظيفا بعيد على صراعات و نزاعات, فدام المسرح فنا نبيلا لطيفا عفيفا… يتبع