
• توطئة
إذا كانت الحداثة في الشعر بالمشرق لا تثير أية إشكال باعتبار أنها تتحدد في فترة معينة ألا وهي النصف الثاني من بداية القرن التاسع عشر على عكس المغرب وربما يعود ذلك الى بدايتها المتأخرة، وهذا قد يفسره البعض على أنه نوع من التبعية للمشرق وأنه صورة للشعر المشرقي، حتى أن البعض ذهب إلى أن الشعر المغربي هو بمثابة الهامش على اعتبار أن الشرق هو المركز ، أو بتعبير آخر الصوت والصدى كما يشير إلى ذلك البعض، وهو ما قد ينفي عن الشعراء بالمغرب أي تجديد أو إبداع، لكن بالمقابل هناك رأي مخالف طبعا والذي يركز على الخصائص المميزة للشعر المغربي لذا يصعب أن نتكلم عن شعر إحياء مغربي مشابه لما قد يسمى بالمشرق أو ذاتي أو رومانسي أو غير ذلك . كل هذه الطروحات تحيلنا إلى أن الحداثة في المغرب تعرف إشكالا ربما سببه الأساسي كونه ظهر متأخرا .فما هو السياق العام لظهور الشعر الحديث في المغرب؟ وكيف يتم تناوله من خلال النقاد؟ وأيضا ما طبيعة السجال النقدي الذي طرح بين بعض الأجيال الشعرية وشكل نقاشا استمر لحقب تاريخية؟
• الحركة النقدية حول الشعر المغربي الحديث
يقول محمد بن العباس القباج في كتاب الأدب العربي في المغرب الأقصى الذي يمكن اعتباره أول كتاب نقدي اهتم بالشعر المغربي :(منذ عهد قريب وصل إلى المغرب الأقصى صدى تلك النهضة الفكرية التي انبعثت في الشرق العربي وأحدثت انقلابا في الأفكار والأساليب، فعاد أدباؤنا الذين لم تتأصل فيهم جذور تلك الوراثة المذكورة أنفا ولم تتعود بعد أفكارهم الجمود على تلك التقاليد والاقتصار على تلك الأساليب إلى أن يشحذوا قرائحهم من جديد ويوجهوها إلى ما فيه نفع الأمة ويعود عليها بصلاح هيئتها الاجتماعية من استنهاض الهمم ولفت الأنظار إلى الحالة التي وصل إليها الشعب من جهل عام وانحطاط في الأخلاق وعبث بالدين ثم نشأت بعد ذلك طائفة من النشء الحي ، وأشعار هؤلاء ملء الأفواه وحديث المنتديات ، فالتهبت جوانح ذلك النشء واتقدت أفكارهم واهتزت عواطفهم ، فإذا في المغرب الأقصى شعر جديد ، فيه من جمال الأسلوب وسهولة الألفاظ وصفاء الديباجة وسمو الخيال ما يبشر أن لهذا القطر مستقبلا زاهرا .
فالأدب المغربي يمثله اليوم رجال هذه الطبقات الثلاث :
طبقة أدبائنا الكبار الذين يمثلون أدب الماضي بطلاوته وجناساته وأمداحه وتغزلاته.
وطبقة المخضرمين الذين جمعوا بين الحسنيين وضربوا بالسهمين . فنالوا من أدب الماضي أوفى نصيب وأكثر حظ. وأخذوا من الأدب الحديث بعض معانيه ومقاصده فأفرغوها في قوالب ذلك الأدب ، فكانوا خير واسطة قائمة بما يجب عليها الماضي والحاضر
والطبقة الثالثة وهي الطبقة النابتة التي تربت وتثقفت في عصر تحلق فيه الطيارات في الأجواء وتخترق فيه السيارات شاسع الأطراف، وتعم آلة البحار والكهرباء أغلب البقاع ، وتشاهد ما تخرجه العقول من الإبداع والاختراع، فجاءت أفكارها مطابقة لروح العصر، ومناسبة لرقيه وحضارته نوعا ما )1 وبعد كتاب القباج وهذا التقسيم الطبقي المعتمد على الطريقة المشرقية وتقسيم الأدباء الى ثلاث طبقات جاء كتاب عبد الله كنون الموسوم ب “النبوغ” سنة 1938 لكن الكتاب المتخصص في الأدب المغربي الحديث كان هو كتاب أحاديث والصادر في بداية السبعينات حيث كان اقرب الى النقد من الكتاب الأول حيث يبرز خصائص الشعر المغربي الحديث . لكن بوادر الحركة النقدية المغربية إذا صح التعبير تأخرت إلى فترة السبعينيات حيث أصدر الناقد إبراهيم السولامي سنة 1974 كتاب “الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية( 1912- 1956)”وهو الكتاب الذي قدم له الدكتور عباس الجراري واهتم بالأساس في المقدمة بتحليل ظروف نشأة الشعر الحديث في المغرب وتأخرها إلى ثلاثينية القرن الماضي قبل أن يصدر كتابه ” النضال في الشعر العربي بالمغرب ” سنة 1975. وهو كتاب يركز على تأثير الظروف التاريخية والاجتماعية في الشعر يقول فيه : ( والشاعر ، كالأديب والمثقف عامة ، مهما كان قادرا بمفرده على تجاوز عصر بتلك الملامح ، فهو متأثر به سلبا وإيجابا، ولا بد بالتالي لإنتاجه أن يكون لهذا العصر )2
لكن الكتاب الذي يمكن اعتباره تأريخ للحركة الشعرية بالمغرب هو الذي أصدره الدكتور عباس الجيراري سنة 1997 كتاب وسمه ب” تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب ” وهو كتاب ضخم جدا تناول فترة زمنية تناهز أكثر من 130 سنة أي من 1830 الى 1960 .
ويقول في هذا الكتاب: ( كما أني لم أقصد من ( الحديث) و( المعاصر ) غير مدلولهما التاريخي والزمني، وليس المعنى الذي يربطهما بالإبداع ، إذ الشعر إما أن يكون أو لا يكون ، بغض النظر عن المرحلة التي ينتمي إليها ، لأن الحداثة غير مقترنة بفترة معينة ، ولأن المعاصرة لا تعني دائما التزام روح العصر والتأثر به )3 وهو هنا يشير إلى السجال النقدي الذي طرحه البعض حول الشعر الحديث والمعاصر وأيضا الى ظهور مصطلح حداثي والذي قد يراه البعض يعني المعاصر
ويعتبر عباس الجراري ( احتلال الجزائر ) بما شكله من تحريك وإيقاظ وما كان لهما من عواقب منطلقا للفترة الحديثة التي تؤطر داخلها هذه الدراسة . ومن الذين تأثروا بتوجه الدكتور عباس الجراري الناقد أحمد الطريسي الذي أصدر سنة 1987 كتاب ” الرؤية والفن في الشعر العربي الحديث بالمغرب “وأيضا الناقد مصطفى الشليح والذي أصدر كتابه ” في بلاغة القصيدة المغربية “
وإذا كان عباس الجيراري قد تناول الشعر المغربي من رؤية تاريخية فإن أحمد الطريسي أعراب تناول كتابه من منهج الرؤية الفنية حيث اعتمد تقديم تلاثة أنماط للشعر المغربي، أو لنسميهم الصور وهي أولا الصورة الوثيقة ويقصد بها نمط من الشعر يعتمد النموذج القديم أي التقليدي. ثم الصورة النموذج هي نمط من الشعر يعتمد على استحضار نموذج آخر ويقصد هنا النموذج الإحيائي المشرقي مثلا علال الفاسي والمكي الناصري ومحمد الحلوي وغيرهم … وأخيرا الصورة الرؤيا وهذا النمط يمكن تحديد بدايته زمنيا بالأربعينيات، وهي ما تسمى بالقصيدة المستقبلية ولها تعامل خاص مع اللغة من انزياح وخروج عن المألوف وممكن أن نستشهد ببنجلون ومصطفى المعداوي وهو شعر لا يتحرر من النماذج السابقة فقط وإنما يحاول أن يبني نموذجه الخاص به ، وما قام به الدكتور أحمد الطريس في هذا الكتاب يتجاوز الوصف النقدي إلى التنظير وقد أشار إلى ذلك في كتابه أحمد الطريسي وهو ينتصر للشعر المستقبلي أو ما سماه الصورة الرؤيا يقول: ( ان الفنان حين يعيش لحظة الإبداع يكون قد انتقل من حال الرؤية الى حال الرؤيا )4 وهو ما ذهب إليه لوسيان كولدمان .
• السجال النقدي وتحديد مفهوم الشعر المعاصر
يقول بنيس : (الشعر الحر هو خروج هامشي على القانون الشعري ، وينحصر في مجال البنية الإيقاعية ، ثم استحضاره بشكل حيي وجانبي . أما الشعر المعاصر فقوانينه تتعدى البنية الإيقاعية لتشمل متتاليات النص وقوانين البلاغة . إن مجموع هذه القوانين هو الذي يحدد نوعية النص الشعري المعاصر ويميزه عن غيره من النصوص الشعرية السابقة عليه أو المتواجدة معه في الساعة الثقافية وطنيا وقوميا)5 ويقصد هنا أنه ليس كل ما كتب شعرا حرا قد يكون معاصرا بما أن الشعر الحر ويمكن أن يندرج تحته شعر التفعيلة والشعر النثري أيضا ، غير أن الشعر المعاصر حسب قوله هو الذي يعتمد الانزياح على مستوى اللغة وعلى مستوى العروض .
ومن المتفقين مع هذا الطرح الشاعر عبد الله راجع في كتابه القصيدة المغربية المعاصرة ، بنية الشهادة والاستشهاد: وهو بحث إجازة اشتغل عليه واعتمد فيه على استقصاء رأي بعض الشعراء الذين عاصروه حيث يقول : (فهناك شعراء ما زالوا يكتبون ، غير أن إنتاجياتهم الشعرية لا تدخل ضمن ما هو معاصر )6 ثم يضيف ( يجوز أن نسمي الشعر الحر شعرا حديثا لخروجه عن نظام الشطرين إلى نظام الشطر الواحد ، بيد أن الشعر المعاصر ليس خروجا جزئيا . إنه خروج كلي ، لا عن الإيقاع المألوف بمفرده ، بل عن اللغة ودلالاتها المألوفة ، عن البناء المعماري للنص الشعري ، عن كل ما كان سابقا مبعث اطمئنان وهدوء ، المعاصرة نسف كلي وبناء كلي ، إنها نهاية الحداثة كتراكم )7
ومن هنا نرى أن كل من بنيس وراجع اعتبرا أن شعر السبعينيات هو شعر التجاوز والهدم ويستحق أن نسميه شعرا معاصرا بينما شعر الستينيات هو شعر السقوط والانتظار . الأمراني له راي مخالف تماما حيث يقول: ( ليست المعاصرة مرتبطة بشكل خاص أو مضمون معين ، ولكنها مرتبطة بروح الشعر (….) وكما الشمس لا تفقد وهجها وسحرها بمرور الزمن ولا يمكن أن نحكم عليها بأنها متخلفة أو رجعية لأنها ما تزال تشرق من الشرق (….) كذلك الشعر (…) وبهذا المعنى فإن امرئ القيس ومالك بن الريب والمتنبي والمعري وأضرابهم يظل حضورهم في هذا العصر أكثر مشروعية من كثير مما تقذف به المطابع في هذا الزمان ، أي أنهم شعراء معاصرون )8 وهو هنا يركز على الإبداع كمرتكز أساسي. ويسانده في هذا الرأي علال الحجام حين يقول: (أما الحداثة فكثبان متحركة على الرحالة الوعي بحركيّتها، لأنها تتميز بنسبية فائقة وليست قيمة أبدية ثابتة، ذلك أن ما يُعَدُّ حديثاً اليوم قد يصبح قديما بعد عقد أو عقدين من الزمان، وما تفتأ بعض القيم الحداثية التي خبا نجمها تستعيد رواءها وبريقها بعد فترة قصيرة أو طويلة، من هنا تكون نسبية الحداثة فيبدو بعض القيم الحداثية التي خلفها لنا الماضي أكثر حداثة مما ينتجُه العصر الأحدث، ويكون من الصعب الحكم على كل قديم زمنيّاً بالقدم، وكل حديث زمنيّاً بالحداثة.) 9.
وان اعتمدنا على الترتيب التاريخي كما ارتكز عليه الدكتور عباس الجراري حين قال : ( لم أقصد من الحديث والمعاصر غير مدلولهما التاريخي والزمني ، وليس المعنى الذي يربطهما بالإبداع )10 فإن أولى قصائد النثر في المغرب كانت مع الفيلسوف والأديب محمد عزيز لحبابي في الأربعينيات الذي بدأ بنشر قصائده النثرية على صفحات المجلات والجرائد المغربية أنداك ليستمر شعر النثر بعد ذلك في فترة الخمسينيات مع أسماء جديدة مثل أحمد عبد السلام البقالي ومحمد الصباغ المعروف بقصائده النثرية المميزة وربما تأثرا بما عرف بالحركة الرومانسية في المشرق مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ، لتستمر قصيدة النثر مع الجيل الجديد مثل أحمد المجاطي ومصطفى المعداوي .
بينما في الستينيات ومع صدور مجلة أقلام سنة 1964 تحولت حركة الشعر المغربي المعاصر من حركة فردية لحركة جماعية وفي هذه الفترة قد نتكلم عن رواد الشعر المغربي المعاصر أمثال محمد السرغيني وعبد الكريم الطبال وأحمد المجاطي والكنوني وأحمد السولامي وغيرهم .. حيث عرفت الحركة الشعرية المغربية تطور كبيرا ربما يكون له السبب في ظهور من سموا بعدهم بشعراء السبعينيات والذين خلقوا سجالا كبيرا حول المفاهيم كما ذكر سابقا من أمثال أحمد بنيس وعبد الله راجع والأمراني بالإضافة الى أسماء أخرى مثل الأشعري و محمد علي الرباوي واحمد بن ميمون وغيرهم . ثم مرحلة الثمانينات مع الشاعر صلاح بوسريف ومليكة العاصمي وغيرهم ممن آمنوا بتطوير التجربة الشعرية المغربية ودخول مرحلة التجاوز والإزاحة . من هنا نرى أن الشعر المغربي عرف تطورا تدريجيا من الشعر الإحيائي وبداية التحول في الثلاثينيات وان ظل محافظا على شكله التقليدي إلى مرحلة الشعر الذاتي في الأربعينيات حيث التركيز على هدم بعض توابثه والتجديد على مستوى المضمون والشكل ليكتمل الشكل الجديد للشعر المغربي المعاصر في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات حيث التخلي الكلي عن الأوزان والوصول الى مرحلة التجاوز والهدم وهو تطور تاريخي طبيعي قد يناقض ما ذهب إليه محمد بنيس بتسميته بالقطيعة .
• قصيدة النثر : الهوية والامتداد
يقول يحيى بن الوليد في دراسة مطولة وسمها ب ” قصيدة النثر بالمغرب: (التشكل والامتداد ” : يظهر أن قصيدة النثر تقع خارج تلك النظرة التصنيفية الطِلائية المبتسرة التي لا تستند إلى نوع من وهو”التأثر المتبادل” الذي يصل ما بين “الكتابة النقدية” و”العمل الأدبي”. ثم إن البحث عن “جمالها”، وهو وللمناسبة، “جمال مخصوص” كما تقول منظرتها الرائدة سوزان برنار، يقع، في تصورنا، في “نصوصها” التي كثيرا ما يتهرب النقاد من “قراءتها” وبالمعنى “الفلسفي الاصطلاحي” للقراءة؛ تلك “النصوص” التي تؤكد “شرف الانتساب” للشعر في “خرائطيته” التي تتأبى على “المناظير العشوائية” أو “القراءات الأحادية”.)11 وهو رأي وإن لم يتقبله البعض فلا يمكن نفيه لا على مستوى الخريطة النقدية المغربية ولا العربية ، وقد أثبت ذلك الناقد حسين عجيل الساعدي – إشكاليات قصيدة النثر العربية حين قال : (يلجأ البعض من الشعراء إلى كتابة قصيدة النثر، ظناً منهم أنها الأقرب والأسهل في الصناعة الشعرية، لكونها تفتقر إلى خصائص الشعر التقليدية. فيتراءى لهم أن قصيدة النثر فتحت ذراعيها لهم، والى جانبهم منابر ثقافية وثلة من النقاد الذين يلمعون صورهم ويصفقون ويزمرون لهذيانهم، الذي لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، ثم ينشرون نتاجهم، وهؤلاء لا يعرفون أن قصيدة النثر هي (الفن الأصعب) في ممارسة الكتابة. لذا قيل أن (كثيراً ممن ألفوا قراءة الشعر العربي القديم يواجهون صعوبة في التجاوب مع الشعر الجديد وربما رفضوه من أجل هذه الصعوب)12 يقول الناقد المغربي عز الدين بوركة ويضيف : ( ويذهب البعض للقول أن هذه القصيدة كان لها الظهور قبل انكتابها على يد الشاعر الفرنسي بودلير، فهذا المصطلح كان مذكورا في المجالس الأدبية الأوروبية (الفرنسية بالخصوص) منذ القرن الثامن عشر ميلادي، فوفقا لسوزان برنار أن أول من أستخدمه هو اليميرت عام 1777، ووفقا لمونيك باران في دراستها عن الايقاع في شعر سان جون بيرس، أن المصطلح هذا يعود إلى شخص اسمه غارا في مقال له حول “خرائب” فونلي، وذلك عام 1791. إلا أن بودلير هو أول من أخرج هذا المفهوم من التداول النظري إلى التطبيقي، أي من المجالس إلى النص/الورق/الكتابة،مماأحدث قفزة تطورية في الشعر الأوروبي منذ ذلك الحين…..)13
(إنّ قصيدة النثر منذ دخولها لغة النقد والإبداع، حملت معها مفاهيم مغلوطة كانت السبب في كثير من الأحكام المفتعلة، بل بنيت عليها دراسات أخطأت طريقها ومنهجها. بل إن مصطلح ”قصيدة النثر“ ذاته (وهو مصطلح ارتضاه النقاد والشعراء ممن تبنوا هذه القصيدة) سيتولد عنه ما نسميه بمغالطات قصيدة النثر. وهي مغالطات نحصرها في ثلاث دوائر: مغالطات التعريف ومغالطات التعويض ومغالطات الاستقلالية، وجل ما كتب من دراسات ذات طابع تاريخي أو وصفي انبنى عليها. كما أن السجالات النقدية التي جعلت المواقف تجاه هذه القصيدة متباينة انطلقت من تلك المغالطات…) 14.
• الخاتمة
فالحساسية توحي بمرونة متجددة وتدفّق مستمر. هذا التدفق شرط قصيدة النثر. وما هي إلا نظام متجدد، ومكسر للنظام التقليدي وتحطيم للترتيب العقلي والمنطقي للعمل الفني، وتغيير للطاقة اللغوية واستغناء عن السياق التقليدي في التعبير. إنها تدشين لأفق أرحب، وفتح باب أمام صور متعددة للقصيدة). 15. فإن استعمالنا لمصطلح القصيدة المغربية الحديثة، لا يعدو نوعا من التعميم، إنما هو استعمال مفاهيمي نهرب به من تلك التصنيفات الكرونولوجية للقصيدة المغربية، إذ نقول القصيدة: الستينية السبعينية، الثمانينية…إلخ. فالشعر في عمقه لا يقاس بالزمن أو المكان،
المصادر
1- كتاب الأدب العربي في المغرب الأقصى لمحمد بن العباس القباج /مطبعة دار المناهل الطبعة الأولى المقدمة صفحات(ج-د-ه)
2- نشرت الدراسة بمجلة المناهل، عدد 3 ،يوليوز 1975 ،ثم صدرت على شكل كتاب عن دار الثقافة سنة 1978
3- تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغربî ، 1830 ـ 1990، منشورات النادي الجراري ط. 1، مطبعة الأمنية ـ الرباط، 1997.
4- من كتاب الرؤية والفن في الشعر العربي الحديث بالمغرب لأحمد الطريس/ مطبعة المؤسسة الحديثة 1984 الطبعة الاولى ص 122
5- ظاهرة الشعر المعاصر،المركز الثقافي العربي / الطبعة الثانية ص .14
6- القصيدة المغربية المعاصرة، ج 1/ص 9
7- نفس المصدر
8- كتاب القصيدة المغربية المعاصرة / منشورات العيون / ج 2 / ص 191
9- علال الحجام: أنا حادي العشق وشغوفٌ بشعريّة المعيش / د عبد اللطيف الوراري / جريدة القدس العربي / عدد 4 سبمبر 2016
10- تطور الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب للدكتور عباس الجراري منشورات نادي الجراري /ط 1 / ص .7
11- قصيدة النثر بالمغرب: (التشكل والامتداد للدكتور يحيى بن الوليد / بمجلة الكلمة عدد 5 مايو 2007
12- حسين عجيل الساعدي – إشكاليات قصيدة النثر العربية / مجلة أكتب عدد 3 مارس 2023
13- نفس المصدر
14- – نماذج من الشعر النثر المغربية في الالفية الثالتة للناقد المغربي عز الدين بوركة/ مجلة رسائل الشعر / العدد الخامس / كانون الثاني 2016/ ص 95- 106
15- رشيد يحياوي : قصيدة النثر مزعجة أصلا / حوار الدكتور عبد اللطيف الوراري / مجلة ايلاف عدد 20 ديسمبر 2028