
لماذا الخوف من الخطوة الأولى؟
في الواقع، كنت أفكر ملياً في هذا الشعور الذي نكرس له جزءاً كبيراً من حياتنا والذي، كما نعلم، ينجم عن أخطار وتهديدات حقيقية، وفي أغلب الأحيان عن مخاوف خيالية!
الخوف من البدايات الجديدة
ماذا يعني أن تخاف من بداية جديدة، مثل الزواج، أو رحلة عملك الأولى، أو أن تخاف من كلب لمجرد أنه ينبح؟
ألا يدل هذا إذا نظرنا وفكرنا أن الإدراك والإدراك وحده هو الذي يجعلنا نخاف من هذا الشيء مهما كان؟
تغيير الصور السلبية إلى إيجابية
لذا، إذا غيرنا هذه الصور إلى صور أكثر إيجابية وشجاعة، ألن تختفي مخاوفنا أو على الأقل تقلل من حدتها؟
فلو واجهنا الأمر مثلاً لتغيرت رؤيتنا وتغيرت نظرتنا للعالم لأننا جربناه وجربناه، أما إذا لم ندخل في هذه التجربة فإن صورة الخوف ستبقى أمامنا وقد تشتد، وتهدد أمن حياتنا الداخلية والخارجية.
حكمة في مواجهة الخوف
يقولون: “لا خوف إلا من خوف”
وهناك مقولة منسوبة للإمام علي بن أبي طالب تقول: “إذا خفت الشيء فافعله، فإن شدة خوفك منه أعظم مما تخاف منه”.
فإذا لم تحاول ستبقى كما أنت ولن يتغير شيء.
الخوف في الأدب
قرأت مؤخراً روايتين تتناولان موضوع الخوف بطريقة تثير التأمل والبصيرة…
الرواية الأولى: “العمى” لجوزيه ساراماغو
تتحدث الرواية عن وباء غامض يصيب مدينة، حيث يصاب أهل هذه المدينة بالعمى فجأة، مما يخلق موجة من الذعر والفوضى.
تصاب المدينة بأكملها بالعمى، باستثناء زوجة الطبيب التي آثرت ألا تتخلى عن مساعدة زوجها والوقوف إلى جانبه، متحدية ذلك الخوف ومتخلية عن هذا العمى الفكري.
الرواية الثانية: “الخوف” لستيف زفايغ
استطاع الكاتب أن يرسم لنا ملامح ذلك العدو الذي يسكن داخلنا وبرز لنا معالمه من خلال تجربة مؤلمة خاضتها امرأة من الوسط الأرستقراطي، تلك الفئة الاجتماعية الحساسة.
دمجها الكاتب في قالب اجتماعي متشعب عندما نال الفتور الاجتماعي والأسري من تلك المرأة وجعلها فريسة لإحدى الشهوات الحسية. فتميل نحو تلك الشهوة لتقع في عشق رجل آخر ليأخذها بعيداً عن عالمها. ولتتذوق معه لذة مؤقتة جعلتها تتضرع خوفاً في سبيل التوقف والابتعاد عنها.
حتى استيقظت ذات يوم على نهاية حلم وبدء كابوس يُدعى الخوف.
الخوف: تشوه معرفي في الإدراك
أعتقد من خلال التحليل والتجربة أن الخوف هو تشوه معرفي في الإدراك يبدأ بتصوير أفكارنا وتمثيلها في مشاهد مرعبة تجعلنا نعيش الخوف مرتين. مرة في عالمنا الداخلي ومرة في عالمنا الخارجي مما يفقدنا كل توازننا