صدر للقاص والروائي العراقي فيصل عبد الحسن المقيم في المغرب مجموعته القصصية ” بستان العاشقين ” عن دار الشؤون الثقافية في بغداد، وقد اهدى الكاتب مجموعته الجديدة بكلمات معبرة عن الحب والأمتنان للحب، لأنه يصنع السعادة والأمل باليوم القادم بقوله في الأهداء الذي خص به أقرب إنسان له:
“إلى ولدي محمد.. الذي صار اليوم شابا في الثالثة والعشرين من عمره من دون أن يتعلم الكتابة والقراءة، وبدلا من ذلك تعلم فن حب الناس، والأبتسام للحياة، فصار أسعد منا جميعا نحن الذي نقرأ ونكتب، لم يقل كلمة منذ ولد، ولم يسمع صراخنا ولومنا للحياة، أنه في كل الأحوال لا يسمعنا ولا يقول شيئا، لكنه يهبنا السعادة دائما، بإشارات الصم والبكم، التي يؤديها بأصابعه التي تشبه أصابع عازفي البيانو، يوصينا بالحياة لأنه يعتبرها رفيقة طيبة، ومبتسمة مثله أبدا.. لكننا لا نفهمها، والذنب ذنبنا وليس ذنبها، فالحياة مهما قست علينا، فهي بستان للعاشقين يبكي فيه من يبكي ويضحك فيه من يضحك، وفي النهاية يمضي الجميع إلى مصائرهم، ويبقى البستان بأنتظار عاشقين جدد !! ”
وقد حملت ” التوطئة” للمجموعة مجتزءاً من قصيدة يقول الشاعر فيها:
” لا تذهب للبستان بدوني
منتشيا بالرقص تذهب
في البستان سأرى عينيك
وفي عينيك سارى البستان
انت ياروحي
لا تذهب بدوني .
وتدخل البستان
ضاحكا مع احبائك
أتوسل إليك
لا تذهب بدوني ..
فلماذا سانظر الى قمر آخر في بستان العاشقين ؟
أو أبحث عن شمس أخرى..
فما سوف أراه منك
سيكون كافيا لي .
ويغنيني عن كل الشموس والأقمار والبساتين”
جلال الدين الرومي
وضمت المجموعة 21 قصة من قصص القاص الجديدة : ”
“طعام الأُسود… ردني إلى بلادي.. بستان الذكريات .. قص الشريط.. وجه ميت بعينين مبصرتين.. ما يحدث بعد الموت.. زهور لا تبتسم لأحد… امنيات لم تتحقق.. لغة العيون الخائنة.. وقعة الكلب… المخطوفة … خيل الحكومة… حكاية عبد القادر… زوج الأستاذة… امرأة لم تخلق للحزن.. بتول تحكي قصتها… وحمدت الله لأني فقير.. عروس لا تجيد الرقص… شجرة الحب.. كان ذلك الرجل أبي.. بستان العاشقين ”
والمجموعة الجديدة جاءت بعد إصداره للعديد من المجاميع القصصية: ” العروس ” عام 1985 و ” ربيع كاذب ” عام 1986 و” جنود ” عام 1988 في بغداد و” اعمامي اللصوص ” عام 2001 القاهرة، وبعد عدة روايات ” سنام الصحراء ” عام 1984 و” فردوس مغلق ” 1985″ الليل والنهار ” عام 1985 و ” أقصى الجنوب ” عام 1989 و” عراقيون أجناب ” 1999 و” سنوات كازابلانكا ” لندن عام 2011 و” تحيا الحياة ” لندن عام 2013.