مقداد مسعود :
المفردات ..نتاج خبرة ..إذن المفردات نزفت دما وتصببت عرقا
تحفت..تعرت..تأنقت..ثم لطخناها بظلامنا وعطرناها بالكدح…
وهناك من يرى ان البدء كلمة وهناك من يرى الفعل كان البدء..
وهناك من يرى ان المفردة مزدوجة القيمة فهي: فعل/ كلمة ..فمن فعل (قام) نشتق (قيمومة) كما نشتق( قيامة)والعكس صحيح ايضا..وحين نقول..المفردات نتاج خبرة فهذا يعني تبيئتها …
فالبيئة تملي علينا اللغة التي نسمي بها الاشياء…فقطع غيار السيارات مكثت مدة طويلة بمفردات تركية( جاملغ)( جكمجة)..
(دشبول)..ومع الاحتلال البريطاني انتشرت للتداول (ماسيرة)( سستر)(أستيشن) (أسبيتار) (ريل)..ومع نفي بعض ثوار ثورة العشرين الى جزيرة (هنكام)..أشتقت الناس ..مفردة(هنكيمة)…واستسهل الناس للتداول( قنزة ونزة) على مفردة (الانفلاونزا)..وحين عم استعمال (الكينا) في مستوصفات الاربعينيات من القرن الماضي والكينيا كشراب للتداوي..أحدث المواطن انزياحا موائما لمذاق الدواء( قنقينة)واصبح هذه المفردة ذات استعارة اجتماعية طريفة..فحين تسأل عن فلان..؟ سيكون الجواب مختزلا وكافيا : قنقينة..وهكذا نرى ان المفردات كائنات لغوية ،عرضة للموت وللنحول وللولادة.. مفردة (زوج) تعني مغفل… في سنوات الحرب ازاحتها مفردة ( سويج)..وهي كلمة انكليزية تعني مفتاح..وشخصيا حين كنتُ في قعر مظلمة عام 1989كنت اسجل تلك المتغيرات اللفظية على حافات الجرائد التي كانت تصلنا..سألني احد الاعزاء لماذا (سويج)؟ وكيف انتشرت واتفق الجميع عليها..بعد نقاش جماعي في تلك الليلة..توصلت الى النتيجة التالية: ان الوعي الجمعي،يلتقط برهف خبرته مايلائم المرحلة التي يعيشها..ليتجاوز المتوفر سعيا نحو الجديد ،فمفردة (سويج) استعارة قوية تشخص ان هذا الشخص صالح للأستعمال اليدوي.شخص ينفذ الاوامر، يدور دورة المفتاح في القفل بفعل قوة اليد التي تمسكه كمفتاح..الآن ومع انتشار عنكبوت النت انتشرت مفردات نتية فلانه اتفرمت../ فلان هكر/ فلانه تغريدة وضمن هذا السياق سألني (….) قبل ايام : لماذا ليس لديك فيس بوك؟
أجبته :
انا أفضّل …
فيس تو فيس..
*طريق الشعب/ في السادس من تشرين الثاني/ 2013