أقف على كورنيش شط العرب،مع عوائل مسيحية لاوجود لها الآن إلاّ… في المنافي..لأستقبلك ِ يا 2014
أذهب ..بقاطي الكحلى مع المسيحيات الانيقات الى كنيسة مارا فرام للكاثوليك السريان ،يسبقني يا أولاد جدكم وجدتكم وأعمامكم وأخوالكن وعماتكن.. نستمع الى (أبونا) بجلبابه القدسي، نتأمل حمل الله ، عيسى بن مريم عليه السلام في جدارية تواجهنا وهويحنو علينا مسيحيين ومسلمين ومدائيين، يحنو علينا ويغادر صليبه ويحتضننا كلنا فنرتل معه(على الأرض السلام وفي الناس المسرة)..ومن دفء الكنيسة، تعلن كل البواخر الراسيات في شط العرب، (أنقصفت من الطرفين في الحرب العراقية الإيرانية )،ويمتزج قرع نواقيس كنائس البصرة،وكاتدرائية (المحبول بها بلادنس) ،الكائنة في شارع فرعي من سوق الخندق ..وهذه الكاتدرائية ،من أقدم كنائس البصرة وهي أم كنائسها، بل من أقدم كنائس العراق.. أطلعتُ على بعض أرشيفها الخاص بأنشطة الكاتدرائية في القرن التاسع عشر.. في 1991- 1992..
……………………………………………… لنعد لتلك الليلة من تلك السنوات الحالمة بعينين مفتوحين ،نصغي
لصفارات البواخر،و أغاني الشبان الأنيقين ،تعطر وتضيء شارع الوطني، في تلك السنوات من سبعينيات القرن العشرين..وفي النادي الآثوري ،نادي الميناء، نادي النفط ،وفي بيوت كمب الأرمن تتعالى البهجة والمسرات و صوت تلك الغيتارة البصرية، وعفيفة اسكندر، تحيّ ليلة الليالي في نادي نفط الجنوب…..
يبتسم شباب العائلة يبتسم الجيل الجديد من كلا الجنسين
يتبادل الكل إبتسامة غامضة وشفيفة ، فأعلق مبتسما بكل الوجوه : نعم كانت حلما جميلا تلك السنوات في الروزنامة العراقية ..
والآن…يا أحبتي متى يتحقق الحلم ثانية ؟
يا أنتن ويا أنتم؟