يالها من مسؤوليةٍ شاقةٍ أن أتحدث َعن شهداءِ حزبِنا الشيوعي العراقي ..!! الحق ..أقول لكم : اني لأستحي منهم وأنا أتحدث ُ عنهم..فالشيوعيون الشهداء لايحتفون بالموتِ ولايروّجون له..
قدرهم الطبقي صيّر مهنتَهم : مانعة َصواعق الحركة الوطنية العراقية
نعم..الشيوعيون يصعدون على الأكتاف..لكن ليفوزوا هم بحبل المشنقة
مانحين أحبتًهم فرصة للأغاني الطرية..
والشيوعيون الشهداء..يعبرون الجسرَ من الحياة الى الحياة ..قدرهم الاقتصادي ..أنهم من أشجار العالم الثالث بديمقراطيتهِ التي تكتفي بالاعلام وحده فهي إذاً ديمقراطية ٌ مرتعشة ٌ كفوهةٍ كاتمة..
الشهداءُ الشيوعيون :حياتُهم اجازة ٌ قصيرة ٌ، انشغلوا فيها بزراعة المصابيح الملونة جاعلين خبزَنا ساخنا وطعامَنا دافئا وكرامَتنا كصواري السفن وكتبنَا لاغبارَ عليها ..
اليوم..والفتى في الثمانين فتانا الناصع الجميل الحلو الطول ..نحتفي
ونحن بكامل اناقِتنا وبذاكرةٍ وفيّةٍ نحتفي ونحتفل بالشهداء . أكتفي بالوصف (شهداء) واترك لمخيلتكم التقاط صورٍ ..لأحتدامهم النفسي أو حدسِهم المتصدي بكبرياءِ كادحين للحظةِ إنقضاض الغراب المسلح
والتساؤل هنا هل احتفاؤنا يعني: استعادتَهم من الشهادة ؟،فذاكرتنا التذكارية تستعيدهم عبر زمنِنا النفسي ،وهم في مرحِهم واناقتِهم والكتبُ التي كانوا يقرأون والمواقف التي مروا بها ونحن معهم ..و..و..كل ذلك قبل لحظة عروجِهم المدمى ..والتساؤل الآخر هل احتفاؤنا بأستشهادهم ، هو تصدينا لكل انواع النسيان ؟ شخصيا ارى احتفاءَنا جسرا ..منهم يمتد واليهم يعود ..وأراه ضرورة ً لتحويل الارشيف من الحفظ الى التداول الميداني..فالمسافة ُ ليست قصيرة ً بين استشهادهم وحضورِهم فينا…عبر سنواتٍ من شراسةٍ لامثيل لها..وحكومات تفننت في اساليبها بدءا من المشنقة والمروحة والفرامة الكهربائية ومحلول السيانيد والدهس والقتل الكاتم في الهواء الطلق…ان هذه المسافة الزمنية لايمكن ردمها إلاّ.. بهذه الضرورة الاحتفائية، وكذلك ضرورة ُالتوثيق الفوتو – سردي..
*المادة في صحيفة طريق الشعب /19- شباط -2014