بمناسبة اليوم العالمي للشعر وفي جو الربيع المشرق واعياد نورز احتفى نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب في البصرة السبت بكوكبة من الشعراء الشباب، وسط جمهور غفير من مثقفي المدينة من ادباء وكتاب وشعراء ، وقد كانت الجلسة بتقديم الشاعر حبيب السامر حيث تفاوت القراءات الشعرية فيها منها القصيدة العمودية ومنها القصيدة النثرية اعقبتها تعليقات من بعض الشعراء والنقاد الكبار تضمنت النصيحة بالالتفات الى ادوات الشاعر الاساسية كاللغة ومفصلاتها.
وقال رئيس نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب في البصرة الدكتور محمد طالب الاسدي “بمناسبة اليوم العالمي للشعر ارتأى نادي الشعر في اتحاد الادباء في البصرة ان يضيف مجموعة من الشعراء الشباب لكسر المعهود لأنه عادة يحتفى بالاسماء الراسخة لهذ ارتأينا تقديم الذين هم بعد لم يأخذوا فرصتهم من الظهور وهم في الحقيقة جزء من الكيان الادبي في المحافظة “.
مضيفا ” تفاوتت قراءات الشعراء منهم من قرأ قصيدة النثر ومنهم من قرأ القصيدة العمودية المحدثة المطورة ،اعقب ذلك الكثير من المداخلات منها مداخلة الاستاذ كاظم الحجاج توجه بالنصح الى بعض الشعراء على الرغم من الاشادة بقصائد بعضهم وكان النصح لإيلاء اللغة كونها المادة الاساس في السلوك الشعري للشاعر وهناك بعض القراءات النقدية بينت ان بعض القصائد كانت اشبه بالمقالة وكانت النصيحة له من الحجاج بالفصل بين الشعر وبين المقال وكذلك تحدث الدكتور فهد محسن وتحدث ايضا الدكتور غدير من بغداد وتحدث الدكتور سلمان كاصد وكلهم اشادوا بالتجارب الشبه مكتملة وبينوا نقاط الضعف ونقاط الاجادة “.
معتبرا “وانا بصفتي رئيس نادي الشعر اشعر بالغبطة بوجود هذا التوجه نحو الشعر المتزايد في زمن غير شعري في زمن المادة في المشاكل التي تشغل الانسان يطل الشعر علينا ليس بوصفه شيئا زائدا عن الحاجة وانما بوصفه جوهرا في حياة الانسان ،يبدو ان الشعر احدى الادوات او احدى العناصر الموجودة في الطبيعة التي تساعد الانسان على البقاء شأنه شأن الهواء والماء شأنه شأن الشمس يجب ان يمتلك الانسان قدرا من الشمس وقدرا من الشعر ليس بالمعنى المبالغ به او اليوتوبي ولكن هو واقع حال الكلمة المعبرة عن الهم الانساني كلمة لها قدسيتها ولها اهميتها وسيبقى الشعر الى الاجيال ميناء يلاذ به”.
من جانبه قال مقدم الجلسة الشاعر حبيب السامر “بمناسة يوم الشعر العالمي احتفى اتحاد الادباء والكتاب في البصرة نادي الشعر بمجموعة جميلة من الشعراء الشباب الذين سيأسسون لتجربة جديدة في البصرة ومثلما يعرف الجميع ان البصرة ولودة بالثقافة والشعر والفن “
مشيرا “الحقيقة نحتاج الى دماء جديدة والى نوافذ جديدة الى كلمات جديدة الى روح جديدة لنخلق منها جسدا جديدا للشعر والمحبة .مهما قال الشعراء فهم يكتبون بنبض وحرف جديد اكيد هذه تجربة جديدة لهم والمنصة ليست سهلة ولكن ان يصوروا الحالة ان لا يضعوا الخجل امام اعينهم فالكلمة الجميلة والمعبرة هي التي تخلق من الشاعر جمال اكبر “.
وقال الشاعر اكرم الامير “في البدأ اشكر اتحاد الادباء لأتاحة هذه الفرصة للشعراء الشباب وخاصة في هذا اليوم يوم الشعر العالمي اضافة الى احتفالات نوروز اليوم الشباب ابدعوا بقصائدهم الجميلة وبعضهم قرأ عن الربيع وعن الزهور وعن الجمال. واشكر الدكتور محمد طالب الاسدي لأتاحة الفرصة لنا وبالحقيقة كانت فرصة جميلة إلتقتنا بالادباء والشعراء والنقاد حقيقة اجادوا النقد وكانت تعليقات مقومة لنا ولقراءاتنا ،وقد قرأت قصيدتين الاولى “كجرات ” وهي شجرة الشراب الجميل الذي اعتدنا شرابه والقصيدة الاخرى “خرائب لا تقشر” هي عن ما هو موجود في عراقنا من مآسي وظلم وتهجير” .
الماضي،
قطرةُ زيتٍ محروق
تفترسُ مُفكرتي الصغيرة،
تمتد …
في الانتضار…
ذوبان حروف،
لا خلاص لورقي القادم،
الزيتُ صيادٌ ماهر
بعينين يعانقهما (الاستكماتزم)
لا يفرقان بين النسور الجارحة والنوارس،
حروفٌ تشابهت،
عالمٌ من مسوخ
يعرفونني،اخافهم
مفكرتي
فتيل ايامي المحاكةِ بالتعاسةِ والوجع،
وجعٌ لا يدعني اشتاق اليه،
تعاسة تشابهتُ معها بالملامحِ،
حديد وهواء رطب
ليلة حمراء…
الصدأ جنين !!
الشاعر سجاد السلمي “طبعا اقدم تهنئة الى جميع الشعراء الذين يحملون انسانية واليوم حقيقة كانت اصبوحة جميلة جدا لأنها تضمنت الشعراء الشباب وقد سمعنا نصوصا جميلة وائعة جدا ، وقد كانت مشاركة اليوم بقيدتين احداهما نثرا والاخرى عمودية والقصيدة العمودية اكيد نسير بها على خطى الشعراء القدامى لكن بتجديد مستمر والنثرية هي القصدية الموجودة حاليا وهي حسب رؤية الشاعر ونمط تطلعاته وايضا على خطى السياب “.
أهزوجة الظمأ
سجدتْ شرايين الحياة ببابه
ومنابع الجبروت بعض رضابه
يستنشق الأكبار صمت طفولتي
من جانبيه … ليختفي بركابه
تتسائل الأنهار عن أوصافه
فتضيع أروقةً بنهر سرابه
تتدفق الكلمات بين حروفه
لتضج أغنية الهوى لشبابه
قمٌر تكامل في مجرة مجده
فهمى على الأحياء فيض سحابه
من كل مئذنة يذاع نشيده
أنا للحسين جزيئة بترابه
بحشاه ينبجس الضما أهزوجةَ
وعلى شفاه الماء عذر شرابه
كسر الوجود بقبضتيه وما انحنى
هذا الذي الكرار قد أوصى به
في الحرب كبّر فاستطارت ارؤسا
والسيف أبلغ من عظيم خطابه
سقطت يمين الجيش من نظراته
وهوى يسار من رفيف قرابه
وصل الفرات فأينعت أحلامه
ولسوف تختصر النفوس ببابه
ملأ المياه من الحياة بكفه
فتكربلت قطراته بمُـذابه
سكب الفرات على يدي اطفاله
فغفى صهيل الأرض فوق عُرابه
نهضت دماء المرتضى بعروقه
فاستلّه موتا ….لكي يحيا به
وسقى جفاف الأرض مقلة عينه
فنمى حياء في جبين قبابه
سكرت رقاب في نشيد حسامه
فمضى يراقصهم بسوط عقابه
من شيبة للحمد حمرة سيفه
إذ يختفي الكرار تحت إهابه
بطل زمام الغيم بين كفوفه
وطفولة الأنهار فوق رحابه
هو قال (تباً للمياه ) فاُخرست
كل البحور تخاف من إغضابه
منذ ابتكرت الجرح ينزف عاشقا
وبقيت..وحدك..دون أي مشابه
أنت اشتهاك الله شمعة عرشه
ولذا اصطفاك الماء حلم سرابه
هَرِمَ الفرات وظل ظلك شامخ
كيف المسيح علا على صُلّابه
عقمت طقوس الأنتظار لزينب
إذ أنت من يتـفـتـتوا لغيابه
رقصت بجرح الله ألف رصاصة
وعلى ضفاف الحزن رجع عبابه
وأناخ كيوان الطبيعة عنده
فعلاه بحر هاج في أهدابه
وتسورتْ كل السيوف مدينة
لله….كفرا ما عثت بكتابه
دعني لأسقي الفجر سمرة قهوتي
فأنا كحرف تاه من سيّــابه
ولأنت في شفة العراق قصيدة
فكلاكما آذِن الهوى بعذابه
الشاعر مصطفى عبود “اهنأ بهذا اليوم اتحاد الادباء اقول لهم كل عام وانتم بالف خير واتمنى تتاح الفرصة اكثر للشعراء الشباب كونهم الامل لقراءة الواقع وبيان تحدياته شاركت في جلسة اليوم بقيدتين الاولى “بؤس” والثانية “دعابة سوداء”.
هناك
هنا امامي
خلفي …. على جانبي
وربما في اتجاهات اخرى
تجاعيد غامضة
يخشاها الليل
الضوء ينفى حين يقترب
ما ان تبتسم الوردة
حتى تقتل
قهقهات من بعيد
ومن قريب دموع ثملة
هنا
شبح قبلة
من احمر الشفاه
تلويح من بعيد
بأصابع مقطوعة مسبقا
هنا ما نعيش فيه
هنا
القرار يندفن
في متاهات الألسنة ذات الرؤوس المتعدده
هنا
نشرب القهوة
بفنجان غريب لا يحمل نقش بابل
ثم نستعير التأمل
بالمستقبل المجهول والماضي المنسي
هنا
كبرنا
متى يستيقظ الوطن من جديد
وينام البارود المغترب”.
الشاعر علي الخفاجي “ابارك للشعر وللشعراء فس هذه المناسبة الرائعة والذي يجمعنا بالوجوه المشرقة من الشعراء واليوم في هذه الاصبوحة التي ضمت الشعراء الشباب وهي خطوة جميلة ونأمل ان تكون حاضنة للمواهب الشبابية شاركت بقصيدة كان عنوانها “الى ابي العراق” تكلمت فيها عن هموم العراق”.
الى ابي الذي لم تهدأ جراحه يوما…
الى ابي العراق
الفخر يسجد حين اسمك يذكر
والكل من اسم العراق تعطروا
ياانت ياراس المعالي كلها
والجود فيض من كفوفك ينشر
ياقصة في الحب ناغت مسمعي
كل الهوى زيف وحبك اخضر
ياحمل امي والدموع تلفها
ياكل جرح يستفيق ويكبر
ياابيضا مستوطنا راس ابي
ياكل عين ترتجيك وتنظر
ياموطن الامس الجميل هوادة
كل اليتامى في هواك تكسروا
كانوا صغارا يكبرون على غد
والحب في مرأى العيون مؤطر
كانت حكايا الطامحين تلفهم
ساروا ولكن الدروب تعثر
ذرفوا سني العمر فيك محبة
تعبوا وماهم عن هواك تنكروا
وطني لكل الزائفين مناهل
وعن الاباة الظامئين تصحر
كل الايادي السارقات مهابة
ويد الفضيلة تستباح وتنحر…”
الشاعر زين العابدين المطوري “ابارك للشعر وللقضية الشعرية في العالم في هذا اليوم حضرنا وحضر الاخوة الشعراء وهم النافذة التي تطل نحو المستقبل من حيث الادب والشعر والثقافة بصورة عامة نتمنى التوفيق للجميع شاركت بقصيدة “رواية العراق” والتي كانت عن الشاعر الراحل بدر شاكر السياب ، واتنى ان تكون حضيت برضى الادباء والنقاد في الاتحاد”.
لن ترتني فأرتجال الغيم من صمت الضياء..
في صدود الاشتياق تجهض الاحلام من فرط الرحيل لا تلمني..
ان نقش الذكريات
من قوانين الأفول
لن تراني فأحتطاب الجذع في طور النماء
انه جرم الشتاء
واختضاب الورد من نزف الرحيق
كان دمعي وانفعالي وارتجاجي يين وهج الامنيات وانبثاقات الرحيل
ليت لي عمرا قصيرا
ليت لي انفاس طير
لاختصار الحزن والليل البهيم
ليت لي”
الشاعر داود الفريح “انا سعيد جدا لمشاركتي في هذه الاصبوحة الجميلة التي شارك في مجموعة من الشعراء الشباب والحقيقة واضح هدف مثل هكذا جلسات وندوات وبالتأكيد لتلاقح الافكار بين الاجيال الشعرية ،والتي لها الثقل الكبير في المجتمع وفي رأيي كانت فرصة رائعة ومثمرة لنا كشباب واتمنى ان تدوم مثل هكذا جلسات . كانت لي قصيدتي قد شاركت في هذا اليوم الاولى هي “الارواح الميتة “والثانية “العروبة ” القصيدة الاولى كانت سياسية اكثر من غير شي والثانية كانت عن العروبة انتقاد للواقع العربي الذي نحن جزء منه”.
“أنا من امةٍ عمياء
أحياؤُها أموات
وأمواتُها أحياء
تأمرُ الناسَ بالبرِ جهراً
وتمارس المنكرَ في الخفاء
تعيشُ حاضرها بالماضي
وماضيها ملطخٌ بالدماء
تتقدمُ للخلفِ دوماً
وتسيرُ دوماً للوراء
تتغابى عن الحق عمدا
وتصر عمدا في الغباء
انا عربي حتى النخاع
وانا ادرى بهذا الهراء…”
الشاعر صفاء الصحاف “اهنئ الشعراء بهذه المناسبة الجملية الا وهي منايبة يوم الشعر العالمي واقول ان الشعر مازال يقضا في العراق وكما قال محمود دوريش اذا اردت ان تصبح شاعرا فكن عراقيا بهذه المناسبة كل قدم تجربته بمشاركة سريعة وهي في الواقع نقطة تحول في التجربة الشعرية لنا كشباب ، قلت في جلست اليوم ثلاث قصائد الاولى كانت بعنوان “اكسباير” والتي فازت بالجائزة الاولى في مسابقة الرابطة القلمية وشاركت بـ”قفاز نار” وايضا بـ “راحيل”وجميعا كانت قصائد نثرية” .
لا تُسند نفسكَ
على شجرةٍ ميتةٍ
ولا تعتقد بأنَ أسراب الطيور
اعتادت ارجوزةَ الموت ..
لترددها على اغصانها اليابسه
منذ متى يستفزك التعب ؟؟
منذ متى ..
وانت َ تجمع احلامك الكثيرة جداً
بـ علبةِ ( ماكنتوش )
وتقاسم ليلك الرمادي
مع انجمٍ شاحبة
انجمك .. !!
أرجوحتكَ المستبدةُ بالريح
تبحث عن ضوءٍ اصم
لا يفقهُ الا انعكاساتِ
سنيكَ الدامعة
ترتفع حيناً
لتهبط حيناً آخر
لا يزيدك الخوف
إلا شهيةً..
في السقوط
متى ما جمعت لآلأكَ
الثمينة بالخيبات ِ
تجعل منها عقداً
لجيدكَ المثقلُ بالهوانِ
فمكَ مشكاةٌ لتجلي الازمنةَ الحقيرة
تلتحي غبار العمر
وكأن وجهكَ المصفّر
تغتالهُ مستعمرات الالم
عسيرةٌ جداً
ولادة مومسات الهواء
ولذلك ..!!
لا تتنفس ملامحك
ما تتنفسهُ الكائنات
هم الآن بانتظارك
يلوحون بباقاتٍ
من سكاكينٍ بيضاء
يضيئون لك كل مكان
كي لا ترى عيناك
اي مكان