استضافت ” إذاعة معسكر الجهوية” في الجزائر الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان في لقاء أذيع على الهواء مباشرة في برنامج ” حوار مع الثقافة” الذي تعدّه وتقدّمه الإعلامية الجزائرية “سميرة قادري”،كما استضاف البرنامج ذاته الدكتورة الناقدة رقية جرموني رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة معسكر.وقدّ عرّفت قادري وجرموني بالشعلان،وتوقفتا عند صور إبداعها،وأهم بصماتها الإبداعيّة والأكاديمية والإعلاميّة،ومراحل تجربتها الحياتيّة.
وقد تحدّثت الشعلان عن أفق زيارتها لجامعة معسكر،كما تحدّثت عن الكثير من أواصر التواصل المفترضة والمهمة بين المبدعين والأكاديميين. كذلك تحّدثت عن خصوصيات الإبداع وإشكالياته،وفصّلت كذلك الحديث عن المشهد النقدي العربي،وأشارت إلى أهم ملامح هذا المشهد وأهم أعلامه وروّاده.
وعن تجربتها التجريبية في راوية” أعشقني” التي استضافت جامعة معسكر حفل توقيع جماهيري لها ،قالت الشعلان :”التجريب غالباً ما يكون وليد رغبة التّجديد والخروج بنسق جديد،كما هو وليد حالة غضب وانزعاج،وهو- دون شكّ – لاينحر هذا الغضب وذلك الانزعاج،ولكنّه ينقله من حالة العصاب والكبت إلى حيّز الوعي والنّقد والتّشكيل والتّحرر والرّفض،هو يصنع من حالة القهر حالة إبداع إداركيّة تنطلق من العلم والعقل والقلب لبناء عالم يوتيوبيّ منشود يفارق العالم المنكود الذي يجتهد المبدع المجرّب في التّمرد عليه،وعدم الانصياع لإكراهاته.
المبدع المجرّب يجب أن يكون غاضباً من البشريّة الحمقاء التي تتصارع دون توقّف،من البشر القساة اللامباليين،من حمّام الدّم المشرع في كلّ مكان بزخم دماء الأبرياء،من مشهد الحياة دون كرامة،من جداريّة الموت دون ونيس،من سلطة الفاسدين،ومن قهر المستلبين،من إعدام العشق،يجب أن يكون حانقاً على المتخمين كلّهم،وثائراً باسم الجائعين والمحرومين والمنكدين جميعهم،أن يكون في حرب ضدّ الحرب،وفي صرخة ضدّ جعجعات الكاذبين،أن يكون راغباً في أن يقول لا حتى ولو كلّفه ذلك أن ينجز عملاً روائيّاً يعدم نفسه عند أوّل مفترق كتابة،عليه أن يدرك تماماً وأن يسلّم في لحظة إيمان لا تعترف بالشّك بأنّه يقامر على طاولة التّجريب بكلّ آلامه ومعاناته”.
كذلك تناوبت الدكتورة رقية جرموني والدكتورة سناء الشعلان على الحديث حول خصوصية إبداع الشعلان وخصائص تجريبها في أعمالها القصصية والروائية والمسرحية،كما أشارتا إلى مشروع “الذين أضاءوا الدّرب” للأطفال بما فيه من خطة تربوية عملاقة للنشء العربيّ . وأشارتا كذلك إلى مشروع ترجمة أعمالها إلى كثير من اللغات التي كان آخرها مشروع ترجمة بعض أعمالها إلى البلغارية.
وعن سؤال حول أهمية السّفر والتّواصل والتّعرف على الأمم والثقافات والحضارات للمبدع،قالت الشعلان إنّ المبدع لا يمكن أن يبني منظومته الإبداعيّة دون الاحتكاك الحرّ مع البشريّة في كل مكان وزمان دون إهمال الانطلاق من الذاتيّة والمحليّة التي انطلق منها كلّ المبدعين العرب والعالميين نحو الإبداع الحقيقي والبصمات الخالدة لهم في عالم الإنجاز والتميّز.
وبدعوة من إدارة الإذاعة قامت الشعلان بزيارة أقسام الإذاعة والتعرّف على موظفيها بعد أن كان لها لقاء رسميّ مع مديرتها التي عبّرت عن فرحها واعتزازها بزيارة الشّعلان لإذاعة معسكر التي تميّزت باستضافة المبدعين والمبدعات من كلّ مكان.
مقالات ذات الصلة
17/12/2024