فلاح العيساوي:
خنقتني الغصة وارتجف جسمي بأكمله وسقطت.. مغميا علي!!.. لا اعرف ما انتابني في حينها !!.. لكن الأمر الغريب والذي أرابني أني خفيف!.. احلق في فضاء البيت… اخف من النسيم والعبير في الجو.. ارى جسمي طريحا فوق الأرض!!!…
اقتربت منه واليه دنوت أحاول جاهداً أن أتحسسه بيدي، لكني لا استطيع ذلك فالحس المادي أصبح معدوما عندي!!.. خاطبت نفسي هل إنا في حلم!!.. أم أنا في حالة من التجرد عن المادة!.. فروحي تطير وجسمي فاقد الحس!!.. لم استطع أن احدد ما أنا عليه ألان!!..
دخلت زوجتي فجأة إلى الغرفة فراءت جسدي المطروح أرضا!!.. أسرعت تهرول نحويا!!.. لا!.. أنها لا تهرول نحوي!.. بل هي تهرول نحو جسدي الملقى على الأرض!!.. قامت تتحسس الجسد وهي مرعوبة!!.. بدأة تجهش بالبكاء وعلا صوتها وهي تقول حبيبي فلاح!!!… قرة عيني فلاح، روحي فلاح، هل أنت فعلا فارقتني!!.. والى من تركتني!!..
في هذه الإثناء دخل جميع من في الدار وعلا صوت الصياح والعويل والبكاء الحار!!.. أخذتني العبرة والشهقة وصرت أصرخ، حبيبتي وثمرة فؤادي وبلسم جروحي ورفيقتي برحلت حياتي زوجتي الحنون ( إيناس )!!.. إيناس, أنا هنا موجود،أنا لم أمت !!!,,, لماذا تبكي؟ ولماذا تنحبين؟؟..
الأمر الغريب أن زوجتي، وكل الحضور كانوا لا يسمعون كلامي وكأنهم قد فقدوا السمع والبصر أو أنهم أرواح، وربما أنا في حلم، أم ماذا؟..
صرت أراقبهم وانأ بلا ظل!!.. حملوا جسدي المطروح، وذهبوا به إلى المشفى!!.. فحصني الطبيب وقال لهم أن فلاح وافاه الأجل بنوبة قلبية مفاجئة!!.. كتب لهم الترخيص بالدفن!!.. الغريب في الأمر أني لا اصدق ما يحدث أمامي، روحي بجهة وجسمي بجهة أخرى!!.. أهلي وأحبتي لا يريدوا أن يسمعوا صوتي وكلامي!!.. الغريب أني أراهم وهم لا يروني!!.. أنا اسمع كلامهم وهم لا يسمعوني!!..
وصلت السيارات إلى المغتسل!!.. انزلوا النعش الذي يضم جسدي!!.. ادخلوا النعش إلى المغتسل ووضعوه قرب دكة مستطيلة الشكل مرتفعة عن الأرض بمسافة اقل من متر، والى جنب الدكة يوجد حوض ماء كبير يصب فيه الماء بغزاره!!..
قام بعض الأحبة من الأهل والأصدقاء برفع الجسد من النعش ووضعه على دكة المغتسل واشترك معهم المغسل!!.. قام المغسل بتجريد ثيابي عن جسدي الخاوي بلا حراك!!.. بدأ يصب الماء من أول الرأس ثم الجهة اليمنى إلى أخمص القدم ومن ثم الجهة اليسار إلى أخمص القدم اليسار!!.. بعد إن أتم المغسل تغسيل جسدي العريان!!.. قام بلف جسدي بقطعة من قماش خام ابيض!!..
ثم حملوا جسدي المكفن ووضعوه في النعش وذهبوا به إلى مدافن المسلمين وهناك انزلوا الجسد في حفرة قد هيأت للدفن!!.. كل هذا الأمور كانت تحدث وانأ في دهشة منها!!.. الغريب بعد إنزال الجسد ووضعه في الحفرة حصل أمر لروحي السارحة والطافية في الفضاء!!..
فقد حدث جذب من الجسد أو من عموم القبر لروحي فدخلت مرغمة مع الجسد إلى الحفرة المخيفة وعندما قام الأهل والأحبة والأصدقاء بإهالة التراب على جسدي، بدأت اختنق وأحس بضغطة قوية جداً،
ومن قوة الضغطة والخوف الشديد والاختناق المرعب!!.. أفقت من النوم وانأ أقول… لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.