
مضت شهور وعيوننا معلقة على (روزنامة 2014) احلام وامنيات مؤجلة ، ومشاريع رسمناها في الخيال وغيرها رسمناها على الورق ، بانتظار (السيدة المبجلة) الموازنة ، نهشت جسدها السياسة والمحاصصة وشيلني وشيلك ، واختلاف الاخوة الاعداء !!
افواه جائعه ، وبطون شبعت حتى الثمالة ، رواتب خيالية قفزت خط الاستهتار بالمال العام ،تقابلها بطون خاوية،تعمل بالاجور اليومية والعقود ببضعة دنانير لاتكفي لشراء (نساتل لابن المسعول المدلل)!! الذي وقف خلف تاخير الموازنه ، وراهن على جوعنا ،وتخلفنا ،ووساخة مدننا .
الموازنة مسجاة على سرير الانعاش منذ عام والاطباء( المسعولين ) يتهامسون ، هل نعلن موتها سريريا ، ام نمنحها شيئ من الوقت ليتعذب الفقراء …
البصرة تعد الخاسر الأكبر لانها كانت من المفترض أن تحصل على موازنة ضخمة…ومشاريع الحلم على الورق والامل !!
يقول (المتخمون) وهم (يكشرون على شاشات الفضائيات) الحكومة مضطرة لتخفيض النفقات ولاجل ذلك، سيتم حذف السلم الوظيفي من قائمة الموازنة، وبهذا لن يحصل الموظفون المتعبون على اية زيادة على رواتبهم ، و حذف بند الدرجات الوظيفية ، لن تكون هناك لعشرات الالاف من طالبي التعيين ممن انهكتهم البطالة وشظف العيش اية وظائف جديدة!!
تصوروا ولا بند ولا حتى (فرع بند) يشمل رواتب النواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة، لان الموازنه للفقراء حصرا (هنيالكم)(سجلوني وياكم )!!
(رحم الله حسقيل ساسون أول وزير مالية في الدولة العراقية الذي بفضله أخذ العراق يسترجع واردات النفط بالباون الذهبي، بدلاً من العملة الورقية، بعد إصراره على هذه المعاملة مع الجانب البريطاني، برغم اعتراض أعضاء الوفد العراقي على ذلك.
كان ساسون منظم أول ميزانية في العراق وأول هيكلية لنظام الضرائب.
لقد طلب الملك فيصل من وزير ماليته العتيد مبلغ 20 دينارا عراقيا من أجل بناء مدرسة في الديوانية فرفض الطلب قائلاً “لقد أقرت الميزانية في البرلمان وليس هناك مجال للتلاعب فيها!!”.
لم يدبر الملك المكائد للإطاحة بساسون والمجيء بوزير آخر بالوكالة، بل شد على يديه وقال له طوبى لمهنيتك وحرصك!
لو كان وزراء ماليتنا امس واليوم بصلابة ساسون ما سمح لأموالنا أن تهدر وتبدد ،ولوقف ببسالة وشجاعة وفضح من كان وراء نكبة الإفلاس التي نعيشها.)
قبل ايام اهداني الصحفي والكاتب الكبير عكاب سالم الطاهر كتابه الموسوم(على ضفاف الكتابة والحياة) ورد فيه موقف نذكرة والشيء بالشيء يذكر، يقول الطاهر(في عام 1970 حل في بغداد ،الوفد الشعبي السوداني ،مكون من خمسة اشخاص( مهمين) ورغبت جريدة الثورة ان تدعو الوفد للغداء فشكل رئيس التحرير لجنة(مناقصة)!! مهمتها مراجعة المطاعم من الدرجة الاولى في بغداد للحصول على اقل عرض من الناحية المالية لوجبة غداء للوفد الضيف وحصلت لجنة المناقصة على اقل العروض انذاك في فندق السفير وهو مبلغ 550فلسا للشخص الواحد ..
(وانا متاكد ولا واحد من الوفد راح يطلب شيش عوازة)!! (لان ما موجوده بشروط المناقصة ) كافي انقهرت!!
وهذا مجرد كلام…