أن تركيب الذرة (atom) و مكوناتها كما أشرنا في الحلقة السابقة أزاحت الستار عن حقيقة المادة الصلبة , كونها مجموعة كبيرة من آلذرات ثم آلجزيئات تتّحدْ و تتحَدّدْ وجودها عبر آلأهتزار (آلتردد) كقانون عام لكل مستوى من مستويات آلوجود . و قد صنّف آلعلماء منذ بداية آلقرن آلماضي تلك آلموجات إلى نوعين هما :
ألاول : ألموجات آلمعبأة و تسمى بـ (المادة) , ويضم كل ما يتعلق بالوجود المشهود و آلاشكال الخارجية.
ألثاني : ألموجات آلممتدة و تسمى بـ (آلضوء). ويضم كل ما يحتويه جواهر آلاشياء و آلجسم الاثيري.
و بتطور علم آلفيزياء آلذرية في أواسط آلقرن آلماضي وصل آلعلماء إلى إكتشافات دقيقة و عجيبة أبهرتهم , حتى آمن جميعهم بوجود آلله تعالى بشكل مُطلق و كان منهم آينشتاين نفسه و كيرليان مكتشف آلجسم الأثيري و كاكارين آلروسي آلذي يعتبر أول رجل وصل إلى سطح آلقمر , فقد برهنت آلتجارب آلعلمية على أن كلّ شئ في آلوجود يهتزّ ضمن مرتبة مُعيّنة تمكّن آلعلماء من قياس موجاتها , حتى تأكّد لديهم أنّ آلفارق في مستوى تردّد و طول آلموجة آلمختصة بكلّ موجود هوآلفارق بين آلموجودات آلظاهرة لعيوننا كأشكال و أحجام تجمع مكوناتها آلعناصر آلأربعة : (ألماء و آلهواء و آلتراب وآلنار) ـ فكلّ ما نلمسه أو نراه أو نسمعه أو نشمّه أو نتذوقهُ ؛ ليس إلاّ كيان أثيري في درجة إهتزاز معينة , إذ لا وجود في آلأصل إلاّ لحقيقةٍ واحدةٍ تتوّلد منها كافة آلتركيبات آلوجودية “الهيولية” , و كل قوى آلطبيعة صادرة عن ناموس واحد , مُتَفَنّنٌ في تركيبه و مفاعيله يحيى و يتواجد من خلال مبدأ آلحركة آلتي تضفى على صفة آلوجود ألحياة و آلجمال و آلتغيير آلمطرّد , من خلال تحوّل أو نقل شئ إلى شئ آخر , كتحويل آلسائل إلى بخار بفعل آلحرارة أو إلى حالة آلمادة (ألأنجماد) عند إنخفاض درجة الحرارة.
و يتّفق جميع آلعلماء أيضاً على : ( عدم وجود أي إنشاء حقيقي للمادّة , و على أيّ نحو , و إنّما هو تحوّل من حالة إلى حالة و بإستمرار …) بحيث يُمكننا آلقول بعدم وجود ثابت مطلق في آلوجود إلا آلمصدر آلذي أشرنا له بعد إثبات وجوده علمياً . كما برهن آلعلم أمكان تحوّل آلمادة إلى طاقة ثم إلى ضوء ( إشعاع ) , و آلضوء ( آلأشعاع ) لا يفنى لأنها تمثل آلجوهر, و قد تعرضنا له من قبل!
و آلذي نريد التركيز عليه هي نظرية آلأهتزاز (ألتذبذب) لأنها ليست نظرية علمية هامشية , بل تفيد كونها أصلاً لأثبات آلروح و آلوجود بشكل مُغاير لما في ذهن الناس , و عليه يتوقف خضوع آلموجودات لأدراكنا و حواسنا , أو إفلاتها من مدى آلحواس و قدراتها . حيث ثبت علمياً أن حواسنا لا تدرك سوى جزء محدود من تموجات آلكون و مراتبه , في حين يغيب كل ما عداها , فقد أثبت العلماء أن كل ما في آلكون آلمادي بالنسبة للأنسان يتردد ضمن 34000 إلى 64000 موجة (Wave) في البوصة آلواحدة (Ing) – تتمثل في إهتزازات آلطيف المنظور و آلتي تقع ما بين إهتزازات آلأشعة دون آلحمراء و آلأشعة فوق آلبنفسجية . و كما أشرنا فأن كل شئ يهتزّ يكون له موجة , و لكلّ موجة تردّد و طول مُعين , لذا يتوقف خضوع أي شئ لحواسنا على درجة تردّده و طول موجته . و كلّما إزداد تردّد آلشئ كلما إزداد رقةً و شفافيةً . و لذلك فأنّ آلغازات أسرع من إهتزازات آلسوائل , وإهتزاز آلسوائل أسرع من إهتزاز آلمواد آلصلبة ليكون معدن آلألماس أبط آلمواد إهتزازاً لأنها أصلب آلمواد آلتي تمّ كشفها لحد آلآن . فالعين آلبشرية آلعادية تتأثر ببعض آلأشعاعات دون غيرها , فما تأثرت به إعتبرتهُ عقولنا ضوءاً , و ما لم تتأثّر به إعتبرتهُ عُقولنا ظلاماً . و هي لا تتأثر من أشعة آلطيف آلشمسي إلاّ بما يقع بين آللونين ألأحمر و آلبنفسجي , فما نقص عن آلأول في طول موجته و ما زاد عن آلثاني في طول موجته لا تتأثر به . و كذلك آلأمر بالنسبة لآذاننا , فأنها لا تلتقط أي صوت إلاّ إذا تراوحت ذبذبته بين 20 و 20000 ذبذبة في آلثانية , أي أن آلبشر لا يُدركون سوى أحد عشر سُلماً و نصف من آلسّلالم آلصوتيّة , أما بلايين بلايين آلسلالم آلأخرى فلا ندرك منها شيئاً رغم إحاطتها بنا من كل إتجاه . أما أعيننا فأنها تُدرك سُلماً واحداً فقط من بين بلايين آلموجات آلضوئية (1). بإختصار أن ما نريد قوله هو أنّ عالم آلروح و آلمادة هُما أشكال مُختلفة من مادّة موجيّة سائلة , و إن هذه آلمادة آلسيالة لو حازت على تذبذبات بطيئة فأنها تتّخذ خاصّية ماديّة يُمكن مُشاهدتها بالعين , و نسميها في علم الفيزياء بالمادة , و أما لو إمتلكت إرتعاشات (تذبذبات) سريعة فأنّها تفقد آلصفة آلمادية و نسميها في آلفيزياء بالأثير (أتري) حيث تشمل عالم آلأرواح , و بما أن شبكية آلعين غير قادرة على رصد آلأرتعاشات آلسريعة آلتي تزيد على 64000 ألف موجة , و لهذا آلسبب لا نتمكن من رؤية آلروح أو عالم الأرواح أو آلاجسام الأثيرية آلتي تتذبذب بسرعات خارقة !
و قد سبق ان أشرنا إلى إلى أنّ آلحرارة و آلضوء و آلكهرباء من حيث أنها تُمثل آخر مراحل آلمادة قبل أن تختفي في آلأثير عندما تفوق سرعتها سُرعة تردّد آلحدّ آلأقصى من تردّد آلمادة , و لو فرضنا عبور تلك آلسرعة ضمن أجواء معينة سرعة آلضوء .. و إذا إعتمدنا آلقياس بالبوصة .. فإن سرعة إهتزازها ترتفع إلى فوق الـ 64000 ذبذبة في آلبوصة , و لو إنخفض إلى ما دون 34000 موجة في آلبوصة بسبب مرتبتها في الوجود , فأنها تختفي نهائياً عن حواسنا , لكنها تبقى موجودة في مكان مّا من رُتب آلوجود آلهائلة.
من هُنا نعلم مدى قصور حواسّنا آلتّي لا يُمكنها أن تَصلح كمدخل حقيقيّ لأيّة مَعرفةٍ حقيقيّةٍ . لذلك علينا أنْ لا نُعوّد أنفسنا على إعتبار كل وجود تُطالهُ حواسّنا هو آلوجود آلوحيد آلحقيقي , بل آلحقيقة و آلجوهر تكمنان في ما وراء هذا آلوجود آلمادي ألمحدود .
لقد فتحت هذه آلنظرية آلعلمية أمامنا آفاقاً جديدة في معارفنا للأيمان بأكوانٍ لا عدّ و لا حَصْرَ لها , تداخلت بقدرة صانع حكيم مع بعضها في أنساق و كيانات إخترقت بعضها آلبعض لا نعلم عن تفاصيلها آلكثير , و من دون أن يَشْعُر أحدُها بوجود آلآخر نظراً لتغاير رتبها و كيفياتها في آلتردّد و آلتداخل . و لعلّ آلصحون آلطائرة آلتي شُوهدت مرات عديدة في كثير من بقاع آلدنيا إشارةٌ بسيطةٌ و واضحة تحكي جانباً من تلك آلأسرار آلتي أشرنا إليها ؛ كدلالة على وجود مخلوقات و أرواح مُتطورة نسبياً علينا , إستطاعت إختراق عالمنا من عوالم و رتب أخرى , بفعل تقدمها آلتكنولوجي و آلعلمي و آلرّوحي , و قد حَجَبَتْ مُنظمة آلفضاء آلأمريكية (NASA) معلوماتاً هامّة عن هذا آلموضوع و لا تنشرها وسائل آلأعلام عادةً للناس آلعوام خوفاً من سريان آلرعب و آلشك و آلقلق آلذي من آلممكن أن تصاحب نشر مثل تلك آلمعلومات آلخطيرة , خصوصاً في آلمجتمعات آلغربية آلتي لا تحبذ آلبحث و آلغوص عادةً في مثل تلك آلموضوعات آلتي تخرجهم من آلحدود آلمادية آلضيقة آلتي أحاطت بهم من كلّ جانب و مكان و تعرضهم للأرهاب و للأزمات آلنفسية !
و قد أشار آلعالم آلمعروف جيفونوس (Jevons) 1835 -1882 (2) في مؤلفه ” مبادئ العلم ” : ( أنه قد يُوجد هنا آلآن كوكب غير منظور منا يخترق بمحيطاته و بحاره و أنهاره , و جباله , و مُدُنهِ , و سُكانهِ , عالمنا هذا بما فيه من أجسام و كائنات تتجاوز في إهتزازها إهتزاز ما تقدر حواسنا على إدراكه! ) .
لقد كنتُ شخصيّاً أفكرُ بإمعان و تدبّر طوال سنوات دراساتي و أبحاثي بكلام أستاذي في آلفيزياء عام 1972م , عندما كنت طالباً في آلإعدادية و هو يقول : هناك مُفاجئات عديدة سيكشفها آلمستقبل في عالم آلذرة و آلأتصالات ؛ مشيراً إلى أمكانية صناعة أجهزة مُتطورة قد لا نتعقلها آلآن كالسلفون (Cellphone) , و بالفعل كنت أفكر حينها بكيفية آلتحدث بجهاز صغير سميّ بـ (ألموبايل) فيما بعد , مع أي شخص و في أية دولة من دول آلعالم , بل حتى مع آلكواكب آلقريبة منا و أنت تشاهد صورته في نفس الوقت ؟ و قد صَدَقَتْ تنبؤآتهُ , لكن ما زال يشغل ذهني قولهُ من إمكانية إرسال أنسان بالبريد آلأليكتروني من دولة إلى دولة أخرى في بضع ثوان ! و من يدري ما في عالم آلأثير و آلموجات من أسرار نجهل آلكثير منها !؟ لقد صدَّق آلناس ألصعود على القمر والوصول إلى المريخ و إلى غيرها . و صدَّقوا آلاقمار آلصناعية و غيرها من الأختراعات المذهلة و الظريفة . لكن هل يصدقون سرّ آلاثير و الموجات ؟ و إنهم لطالما ذهبوا لعوالم اخرى و إلتقوا بأهلها ؟ و هل يُصدّقون تفوق قدرة آلفكر و أثره آلخارق في المادّة ؟ و آلأغرب ؛ هل أنهم يصدّقون بحقيقة أنفسهم و قدراتها آلتي تفوق قدرة جميع أجهزة آلتكنولوجيا و آلصواريخ على آلأرض ؟
بعد هذا آلعرض آلموجز لنظرية آلأهتزاز (ألتذبذب) يتوضّح لنا أن رجال آلعلم آلقديم و آلحديث قد فتحوا أمامنا آفاقاً جديدة عن آلمادة آلفيزيقيّة كونها أول مراتب آلوجود آلمرئي , حيثُ فتحت آلمجال كي نُؤسّس فهماً صحيحاً جديداً لعالم آلمادة آلتي تبجّح بها آلكثير من رُواد آلألحاد خطأً في فترة من آلزمن بسبب محدوديّة آلمنطلقات آلعلمية التي كانوا قد بنوا عليها آرائهم و نظرياتهم , عندما أشاعوا بأن آلمادّة لا تفنى و لا تخلق من آلعدم , بعد أن كانت آلمقولة آلشائعة هي : ( ألمادة تُفنى و تُخلق من آلعدم) ثم عادة آلمقولة آلأولى من جديد بتفسير جديد . لكنْ لا هذا و لا ذلك ؛ لأنّ آلحقائق آلعلمية تؤكد بأن آلنجوم و آلكواكب و لأسباب غير معروفة تدخل آلثقوب آلسوداء في آلفضاء آللامتناهي لتختفي إلى آلأبد حسب تقارير و تصاوير المرصد آلفلكي الأميركي في كاليفورينيا , و لم يستطيع آلعلم آلحديث آلتوصل إلى تفسير منطقي لمعرفة مُسبقات هذه آلظاهرة أو ملحقاتها أو آلأسرار آلتي من ورائها , و إذا كانت آلمادة لم تُخلق من آلعدم فمن أين جاءت؟ بالطبع نحن ُنعَذّر آلمادّييّن على منطقهم لأنهم أخذوا جانباً من آلعلم و أهملوا جوانبَ عديدة أخرى غابت عنهم و تداخلت فيما بينها , لتعطي تفاسير منطقية و علمية للعديد من ظواهر و مُكونات آلوجود بشكل علميّ و منهجيّ .
لقد اتاح لنا آلعلم آلحديث بعد أن صنعوا أجهزة مُتطورة جداً من أمكانية إستعادة آلأصوات آلسابحة في عظمة آلفضاء , دون أن تختلط أو تنمحي معالمها و بصماتها . و تندرج نظرية آينشتاين و آخرين في آلنسبية آلتي علمتنا أن كلّ ما في آلوجود آلكوني نسبيّ بحكم حواسّنا و ظروفنا , و غيّرت فكرتنا عن آلمكان آلمطلق و آلزمان آلمطلق . فالزمن يتغير لو تخلصنا من شروط حياتنا آلمادية , و لو وُجدْنا في مكان مُستقل لا يربطنا بجاذبية آلأرض و قوانينها , فلا نعود نرى عند ذلك سوى آللازمن , أي آلاحساس بالحالة آلراهنة آلدائمة فقط , و هذه آلحقيقة تثبت لنا من جانب آخر مسألة الخلود في آلجنة أو النار عندما تتلاشى فيها آلقوانين الأرضية التي تحكم حياتنا آلمادية آلخاوية آلآن , و قبل آلخلود تبرهن لنا عظمة آلرّوح و قدرتها التي إنكمشت بسبب سجنها في جسدنا آلمادي .
إأن أهم ما توصلنا إليه في هذه آلحلقة بدراستنا لنظرية آلاهتزاز ؛ أنّها كانت أوّل خطوة للبحث عن عوالم ما وراء آلمادة , و أنها فتحت أمامنا عالماً حقيقيّاً ينطلق منهُ سرّ آلحياة و آلحركة و هو عالم آلرّوح بلغة علميّة لا تقبل أدنى درجات آلشك .
أما مادّة آلأثير فهي آلحقيقة آلأخرى للمادّة من آلناحية آلجوهرية (3) , من حيث دورها آلحيوي آلخطير ألذي يستدعي حضورها في كلّ آلموضوعات آلتي تصدى لها آلعلم آلرّوحي آلحديث – ألقديم . ذلك إن آلأثير ليس مادة يمكن أستبعادها أو غضّ آلنظر عنها , بل هي آلمادة آلأساسية في بناء نسيج آلكون برمّته , و دورها أجلّ شأناً و أبعدُ مدىً ممّا يعتقد كثيرٌ من آلناس . حيث أنه يغطي جميع آلفضاء آلخارجي آلذي يلي طبقات آلهواء آلمحيطة بكوكب آلأرض , بالإضافة إلى تخلخلها في جميع آلأجسام و آلأشياء التي تحيط بنا , بل هي حقيقتها آلتي غابت عن أعين آلكثير من آلناس و حتى بعض آلمهتمين بقضايا آلوجود !
يقول ” كلارك مكسويل “(4) :” نحن عندما نُسدّد آلنظر إلى آلفضاء آلفسيح آلذي يبدو لأعيننا آلقاصرة فراغاً , فأنما نُسدّدهُ إلى ذلك آلأثير آلذي يملأ آلأكوان , كما أننا لا نعتبر تلك آلمناطق آلواسعة آلكائنة بين آلكواكب و بين آلنجوم أماكن خاوية في آلكون , إنّها ملآى بهذا آلوسط آلعجيب .. و هي من آلأمتلاء بحيث لا تستطيع قوة بشريّة آن تُقصيه عن أصغر جزء في آلفضاء , و أن تحدث أدنى نقص في إتصاله آلغير مُتناهي “(5).
إن عدم خضوع هذه آلمادة لحواسنا , إنما يعود لسرعة إهتزازها . و هي مادّة كاملة كما يراها عالم آلفيزياء و آلطبيعيات ” أوليفر لودج ” (Oliver Lodge) (6) ألذي توصل إلى عدم وجود اي أوجه للنقص فيه , بينما آلمادة آلصلبة ذات أوجه نقص مُتعدّدة . و هذه بحدّ ذاتها شهادة على عدم تكامل آلمادة بل و ضعفها و خضوعها لمطلق غير محدودٍ . حيث يقول : ” أن آلحياة و آلعقل يحتاجان إلى أداة يظهران بها أو يتجليان فيها , لكنّ هذه آلأداة يجب أن لا تكون مادّة , بل قد تكون آلأثير نفسهُ , و أن آلحياة و آلعقل ليسا مرتبطين بالمادة إرتباطاً مُباشراً بل إنهما يملكان آلعمل عن طريقها بشكل غير مباشر خلال إتصالهما آلأوثق صلة بمركبة أثيرية تشكل آلأداة آلحقيقية لهما , أي بجسد أثيري يعمل بالأشتراك معهما و يتحكم في آلمادّة ” .
بعد أن اثبتنا بأن آلمادّة عبارة عن شحنات كهربائية تحددها قوانية تختص بتكوينها آلذري مثبتة في علم الفيزياء , لكن الفضل كل الفضل يعود إلى آلعلم الروحي في كشف آلنقاب عن آلجسد آلأثيري من خلال دراسته للظواهر الروحية آلمختلفة , حيث ثبت أن لكل كائن حيّ جسداً غير مادي هو آلجسد آلأثيري , وهو صورة كاملة و نسخة مطابقة للجسد المادي خلية خلية و بصمة بصمة . و الجسدان مطابقان كلياً , وبينت الدراسات أن الوجود الحقيقي في الواقع هو للجسم الأثيري . أما آلجسم المادي فهو مجرد تعبير خارجي لحقيقة ذلك الأصل و الجوهر . كما إنه لا يصلح إلاّ لمستوى منخفض من الوجود و هي الحياة الدنيا.
كما أن الجسم الأثيري لا يختص بالأنسان فقط بل يشمل كل موجود و مخلوق في الوجود بما فيه الأرض . و يعتبر الجسم الأثيري هو آلحامل للوعي و آلأحساس و آلحكمة بل هو مصدره بتعبير أدق , و لا يختص بالجسد المادي كما هو الشائع بين آلناس و بعض العلماء . علماً أن جزءاً من هذه آلقدرة ترجع إلى آلعقل كرافد من مجموعة روافد تشكل قلب آلأنساني و ضميرهُ .
و لو تخلى الانسان آلحقيقي عن آلكون الخارجي , كما عبر عن ذلك آلطبيب الألماني ” جوهان يونج ” يقع آلجسد في حالة من الغيبوبة . و عندها تعمل الروح بطريقة أكثر حرية و قوة . فترتفع فيها كل قدراتها بعد أن كان يعوقها إرتباطها بالمادة , و قد تمكن الأنسان بعد أن طوّر وسائل الأبداع و طرق فصل الجسم ألأثيري آلحقيقي عن الجسم المادي , و لا غرابة في الأمر فالنوم يمكن إعتباره حالة من تلك الحالات و عمليات التخدير الجراحي . و حالات الغيبوبة المغناطيسية , و حالات الرعب الشديد , أو أحياناً آلألم الذي لا يطاق, حيث ينسل المقابل آلأثيري حاملاً معه كل آلاحساس و الوعي و الشعور , ويبقى مرتبطاً مع الجسم المادي عن طريق آلحبل الأثيري آلذي يعتبر آلفاصل بين آلموت و الحياة .
و لا يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل أن أحد العلماء الكبار و إسمه ” سيمون كيرليان”(7) و بمساعدة زوجته إخترع جهازاً للتصوير ذا سرعة تردد عالية , لتحويل آلظواهر الغير كهربية إلى كهربية , لتصبح خاضعة للتصوير و سمي آلجهاز بـ “كليركيان” . حيث تمّكنوا بواسطته تصوير آلاشكال الأثيرية لجميع الأجسام المحيطة بهم . و قد دعم بعض علماء النفس ككوستاف يونج و هو أحد آلثلاثة الكبار مع وليام مكدوغال و وليام جيمس آلذين نهض على سواعدهم علم النفس الحديث ؛ حيث توصل إلى أن آلجسد الأثيري ليس سوى نسخة طبق آلأصل بكامل تفصيلاتها و دقائقها عن الجسد المادي. و قد عُرف آلجسد الأثيري أيضاً بالأسماء التالية : ألجسد الحيوي Corps Vital و آلهيولي Fluidique و آلوسيط Intermediaire نظراً لدوره آلوسيط بين آلعقل و آلمادة . أما آلحواس آلخمسة فما هي إلا أدوات آلأحساس المساعة آلتي يستخدمها المصدر , أي الطاقة الموجودة في الجسم الأثيري.
أما عن خواص الجسم آلأثيري فهي عبارة عن أشعاعات ضوئية منبعثة من جسم آلانسان , يختص كل أنسان بقوة أشعاع خاصة به تقاس بالفتو سايكل , وهي ذات الوان متعددة بما يعكس شخصية الأنسان. و عواطفه و ميوله و رغباته . و مستوياته الخلقية والعقلية و الصحية , و تكون العين هي الحاسة آلأكثر حساسية و إثارة في تصوير و أنبعاث أو إظهار حالات الأنسان آلروحية والجسمية بشكل مذهل , وقد ألفت إحدى معارفنا و هي آلدكتورة دانش به (Daneshbeh)ألمتخصصة بالطب الحديث – القديم و لها عيادة معروفة في مدينة تورنتو – كندا .. كتاباً بحثت فيه إمكانية معرفة كل أسرار آلجسم الأنساني من خلال العين فقط بنظرة واحدة , كما يمكنها إخبارك بتأريخك الصحي منذ آلولادة بالاضافة إلى آلحالات المستقبلية آلتي قد تصاحب المريض , و هو أمر أذهلني أيضاً عندما شهدت كشوفاتها لبعض المرضى .
في ختام الحلقة نشير فقط إلى أن حقيقة آلجسم الاثيري و أسراره آلتي لا تنفك عن المجرات والغيب ليست جديدة إلا بالنسبة لعقولنا ! حيث أن الاعتقاد به قديم يرجع إلى عصر آليونان القديم بل إلى آلعصور التأريخية في الشرق الأوسط كما يظهر في قول سقراط(8) : ” إن النفس صورة مماثلة للجسم المادي , و إنها كمال أولي لجسم طبيعي آلي. ذي حياة بالقوة ” .
كما أ فيثاغورس(9) صرّح بوجود جسد نفسي شبيه للجسد آلمادي , و اضاف أن هناك مادة أثيرية مرنة تتخلل آلاشياء آلمنظورة و عن طريقها يمكن للعقل الالهي ان يباشر سلطانه على العالم . و لم يزد آلعلم الحديث شيئاً على هذالاصل سوى آلصور التي إلتقطت عنها , بعد إختراع الأجهزة الأليكترونية المتطورة حيث تم صناعة كاميرات تصل إلى سرعات هائلة جداً.
أما نظرة الأديان فهي الأخرى كانت موجودة منذ عهد التوراة ثم الانجيل فالأسلام آلذي بين الموضوع بشكل رمزي او صريح أحياناً .
في الحلقة القادمة سندرس علاقة و تاثير آلفكر في المادة إنشاء آلله , و لا حول ولا قوة إلا بالله آلعلي العظيم.
عزيز آلخزرجي
Alma1113@hotmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للمزيد من آلتفاصيل راجع كتاب ” مفصَّل آلأنسان روح لا جسد , ج2 , ص 209و 214 .
(2) و ليم ستانلي جيفونوس William Stanley Jevons ولد في ليفربول بإنكلترا عام 1835 م , بدأ دراساته الجامعية عام 1851 م , أبدى إهتماماً بدراسة الاقتصاد و العلوم آلاجتماعية و في عام 1866م عين أستاذاً للأقتصاد السياسي في كلية أوين بمانشستر , ثم أستاذاً بالكلية الجامعية عام 1876م , تقسم مؤلفاته إلى قسمين : في المنطق , و العلوم آلاقتصادية ؛ حيث ألف فيها عدة مؤلفات عديدة , كما أبدع جيفوس في معارفه آلعميقة في علوم آلطبيعة و تصوراته حول آلظواهر آلفيزيائية فألف كتاب : ” مبادئ العلوم “.
(3) راجع آلحلقة الخامسة و السادسة في سلسلتنا آلعرفانية للأطلاع على المزيد حول موضوع الجوهر والعرض.
(4) ولد جيمس كلارك مكسويل (James Clerk Maxwell) عام 1831م في دمفريشر في أدنبره , و هوايته كانت في إصلاح الأجهزة الميكانيكية و آلمخترعات , ثم بدأ بتعليمه آلنظامي في أدنبرة ليعيش مع عمته و يدرس في آلأكاديمية هناك , و لم يكن تحصيله متميزاً في بادئ الأمر , لكنّه وجد أن لديه موهبة خاصة في آلهندسة فأصبح ماهراً في هندسة آلأشكال آلفراغية بوجه خاص و في آلرياضيات بوجه عام , حتى نال ميدالية الأكاديمية آلسنوية للرياضيات , و عمره لم يكن يتجاوز 13 عاماً . في عام 1847 م تخرج مكسويل من الأكاديمية و كان الأول على أقرانه في الرياضيات و اللغة الانكليزية , ثم إستمر بدراساته في الرياضيات و آلفيزياء , مع إستمراره باجراء آلتجارب في مختبر آلمجهد حتى نال أعلى درجة شرف في جامعة كامبردج , و عمل أستاذاً فيها ثم أنتخب عضواً في هيئة آلتدريس في كلية ترينيتي و عمره لم يزل 24 عاماً , و قدم عام 1857م نشرة علمية عن بنية حلقات زحل ففازت بجائزة E. Routh آلثانية بعد إيروث أدامز , و إزدادت شهرته , و هكذا تدرج في مناصبه آلعلمية في أنكلترا حتى صاغ نظريته في آلحقل الكهرومغناطيسي عام 1871م , كما أبدع في علم آلترموديناميك و آلكهرباء و آلمغناطيسية .
(5) حيدر , محمد عبد آلهادي . عالم الأرواح , دار العلم للملايين 1990م , ص 33.
(6) لودج، السير أوليفر جوزيف Oliver Lodge ( 1851 – 1940م). عالم طبيعة إنجليزي درس طبيعة الذبذبات و الموجات الكهربائية في الإرسال البرقيّ السلكي و اللاسلكيّ .
(7) في عام 1970م إدعى آلكهربائي آلروسي (سيمون كيرليان) (Simon Kirlian) إكتشاف هالة تحيط أي جسم (من بشر و نبات و حيوان) بغلاف غير مرئي يشع على هيئة موجات كهرومغناطيسية ذات ألوان تسمى بالهالة أو آلأورا (Aure) يطلق البعض عليها بالهالة آلنورانية , و قد صورها بكاميرة كيرليان (Kirlian Photography) , و إدعى أيضاً بأنه يمكن إثباتها علمياً و تفسير ألوانها و أشكالها على الحالة النفسية والجسدية للجسم , والهالة يمكن تقويتها أو تنظيفها .
(8) سقراط (469 – 399) فيلسوف يوناني جعلت منه حياته و آراؤه و طريقة موته آلشجاعة أشهرت الشخصيات آلتي نالت الاعجاب في التأريخ , صرف حياته بحثاً عن الحقيقة , لم يترك أية مؤلفات , و قد عرف معظم المعلومات عن حياته و تعاليمه من تلميذيه زينفون و أفلاطون , بالاضافة إلى ما كتبه عنه أريسطوفانيس و أرسطو . عاش في أثينا , و كان متواضعاً جداً في حياته و كبيراً في فكره و آراءه , تزوج من جانثيب آلتي عرفت حسب الروايات أنها كانت حادة الطباع و يصعب العيش معها , و قد أنجبت له طفلين . قُدّم سقراط للمحاكمة بتهمة إفساد الشباب و آلأساءة إلى آلتقاليد الدينية, و لعل السبب الاساسي في إعدامه كان لتلميحه إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من آلرجال الكفوئين الذين يعرفون كيف يحكمون , و ليس بالضرورة أؤلئك الذين يتم إنتخابهم . وكان يؤمن بأن الأسلوب الصحيح لاكتشاف الحقائق والخصائص آلعامة هو الطريقة آلاستقرائية آلمسماة بالجدلية.
(9) فيلسوف و رياضي يوناني عاش في آلقرن آلسادس ق . م , و تنسب إليه نظرية فيثاغورس , و لعل سبب علمه هو سفرهِ إلى بلاد ما بين النهرين (العراق) ثم مصر , و بعد عشرين عاماً من آلسفر تعلم الكثير عن الرياضيات من مختلف الحضارات , و عند رجوعه لم يستطع الأقامة في اليونان لمعارضته للدكتاتور بوليكراتس فيما يخص الاصلاحات آلأجتماعية , و إستقر في جنوب إيطاليا في كرتوني , من اشهر نظرياته هي في المثلت القائم الزاوية : ” مربع طول آلوتر يساوي مجموع مربعي آلضلعين آلمحاذيين للزاوية القائمة
ألاول : ألموجات آلمعبأة و تسمى بـ (المادة) , ويضم كل ما يتعلق بالوجود المشهود و آلاشكال الخارجية.
ألثاني : ألموجات آلممتدة و تسمى بـ (آلضوء). ويضم كل ما يحتويه جواهر آلاشياء و آلجسم الاثيري.
و بتطور علم آلفيزياء آلذرية في أواسط آلقرن آلماضي وصل آلعلماء إلى إكتشافات دقيقة و عجيبة أبهرتهم , حتى آمن جميعهم بوجود آلله تعالى بشكل مُطلق و كان منهم آينشتاين نفسه و كيرليان مكتشف آلجسم الأثيري و كاكارين آلروسي آلذي يعتبر أول رجل وصل إلى سطح آلقمر , فقد برهنت آلتجارب آلعلمية على أن كلّ شئ في آلوجود يهتزّ ضمن مرتبة مُعيّنة تمكّن آلعلماء من قياس موجاتها , حتى تأكّد لديهم أنّ آلفارق في مستوى تردّد و طول آلموجة آلمختصة بكلّ موجود هوآلفارق بين آلموجودات آلظاهرة لعيوننا كأشكال و أحجام تجمع مكوناتها آلعناصر آلأربعة : (ألماء و آلهواء و آلتراب وآلنار) ـ فكلّ ما نلمسه أو نراه أو نسمعه أو نشمّه أو نتذوقهُ ؛ ليس إلاّ كيان أثيري في درجة إهتزاز معينة , إذ لا وجود في آلأصل إلاّ لحقيقةٍ واحدةٍ تتوّلد منها كافة آلتركيبات آلوجودية “الهيولية” , و كل قوى آلطبيعة صادرة عن ناموس واحد , مُتَفَنّنٌ في تركيبه و مفاعيله يحيى و يتواجد من خلال مبدأ آلحركة آلتي تضفى على صفة آلوجود ألحياة و آلجمال و آلتغيير آلمطرّد , من خلال تحوّل أو نقل شئ إلى شئ آخر , كتحويل آلسائل إلى بخار بفعل آلحرارة أو إلى حالة آلمادة (ألأنجماد) عند إنخفاض درجة الحرارة.
و يتّفق جميع آلعلماء أيضاً على : ( عدم وجود أي إنشاء حقيقي للمادّة , و على أيّ نحو , و إنّما هو تحوّل من حالة إلى حالة و بإستمرار …) بحيث يُمكننا آلقول بعدم وجود ثابت مطلق في آلوجود إلا آلمصدر آلذي أشرنا له بعد إثبات وجوده علمياً . كما برهن آلعلم أمكان تحوّل آلمادة إلى طاقة ثم إلى ضوء ( إشعاع ) , و آلضوء ( آلأشعاع ) لا يفنى لأنها تمثل آلجوهر, و قد تعرضنا له من قبل!
و آلذي نريد التركيز عليه هي نظرية آلأهتزاز (ألتذبذب) لأنها ليست نظرية علمية هامشية , بل تفيد كونها أصلاً لأثبات آلروح و آلوجود بشكل مُغاير لما في ذهن الناس , و عليه يتوقف خضوع آلموجودات لأدراكنا و حواسنا , أو إفلاتها من مدى آلحواس و قدراتها . حيث ثبت علمياً أن حواسنا لا تدرك سوى جزء محدود من تموجات آلكون و مراتبه , في حين يغيب كل ما عداها , فقد أثبت العلماء أن كل ما في آلكون آلمادي بالنسبة للأنسان يتردد ضمن 34000 إلى 64000 موجة (Wave) في البوصة آلواحدة (Ing) – تتمثل في إهتزازات آلطيف المنظور و آلتي تقع ما بين إهتزازات آلأشعة دون آلحمراء و آلأشعة فوق آلبنفسجية . و كما أشرنا فأن كل شئ يهتزّ يكون له موجة , و لكلّ موجة تردّد و طول مُعين , لذا يتوقف خضوع أي شئ لحواسنا على درجة تردّده و طول موجته . و كلّما إزداد تردّد آلشئ كلما إزداد رقةً و شفافيةً . و لذلك فأنّ آلغازات أسرع من إهتزازات آلسوائل , وإهتزاز آلسوائل أسرع من إهتزاز آلمواد آلصلبة ليكون معدن آلألماس أبط آلمواد إهتزازاً لأنها أصلب آلمواد آلتي تمّ كشفها لحد آلآن . فالعين آلبشرية آلعادية تتأثر ببعض آلأشعاعات دون غيرها , فما تأثرت به إعتبرتهُ عقولنا ضوءاً , و ما لم تتأثّر به إعتبرتهُ عُقولنا ظلاماً . و هي لا تتأثر من أشعة آلطيف آلشمسي إلاّ بما يقع بين آللونين ألأحمر و آلبنفسجي , فما نقص عن آلأول في طول موجته و ما زاد عن آلثاني في طول موجته لا تتأثر به . و كذلك آلأمر بالنسبة لآذاننا , فأنها لا تلتقط أي صوت إلاّ إذا تراوحت ذبذبته بين 20 و 20000 ذبذبة في آلثانية , أي أن آلبشر لا يُدركون سوى أحد عشر سُلماً و نصف من آلسّلالم آلصوتيّة , أما بلايين بلايين آلسلالم آلأخرى فلا ندرك منها شيئاً رغم إحاطتها بنا من كل إتجاه . أما أعيننا فأنها تُدرك سُلماً واحداً فقط من بين بلايين آلموجات آلضوئية (1). بإختصار أن ما نريد قوله هو أنّ عالم آلروح و آلمادة هُما أشكال مُختلفة من مادّة موجيّة سائلة , و إن هذه آلمادة آلسيالة لو حازت على تذبذبات بطيئة فأنها تتّخذ خاصّية ماديّة يُمكن مُشاهدتها بالعين , و نسميها في علم الفيزياء بالمادة , و أما لو إمتلكت إرتعاشات (تذبذبات) سريعة فأنّها تفقد آلصفة آلمادية و نسميها في آلفيزياء بالأثير (أتري) حيث تشمل عالم آلأرواح , و بما أن شبكية آلعين غير قادرة على رصد آلأرتعاشات آلسريعة آلتي تزيد على 64000 ألف موجة , و لهذا آلسبب لا نتمكن من رؤية آلروح أو عالم الأرواح أو آلاجسام الأثيرية آلتي تتذبذب بسرعات خارقة !
و قد سبق ان أشرنا إلى إلى أنّ آلحرارة و آلضوء و آلكهرباء من حيث أنها تُمثل آخر مراحل آلمادة قبل أن تختفي في آلأثير عندما تفوق سرعتها سُرعة تردّد آلحدّ آلأقصى من تردّد آلمادة , و لو فرضنا عبور تلك آلسرعة ضمن أجواء معينة سرعة آلضوء .. و إذا إعتمدنا آلقياس بالبوصة .. فإن سرعة إهتزازها ترتفع إلى فوق الـ 64000 ذبذبة في آلبوصة , و لو إنخفض إلى ما دون 34000 موجة في آلبوصة بسبب مرتبتها في الوجود , فأنها تختفي نهائياً عن حواسنا , لكنها تبقى موجودة في مكان مّا من رُتب آلوجود آلهائلة.
من هُنا نعلم مدى قصور حواسّنا آلتّي لا يُمكنها أن تَصلح كمدخل حقيقيّ لأيّة مَعرفةٍ حقيقيّةٍ . لذلك علينا أنْ لا نُعوّد أنفسنا على إعتبار كل وجود تُطالهُ حواسّنا هو آلوجود آلوحيد آلحقيقي , بل آلحقيقة و آلجوهر تكمنان في ما وراء هذا آلوجود آلمادي ألمحدود .
لقد فتحت هذه آلنظرية آلعلمية أمامنا آفاقاً جديدة في معارفنا للأيمان بأكوانٍ لا عدّ و لا حَصْرَ لها , تداخلت بقدرة صانع حكيم مع بعضها في أنساق و كيانات إخترقت بعضها آلبعض لا نعلم عن تفاصيلها آلكثير , و من دون أن يَشْعُر أحدُها بوجود آلآخر نظراً لتغاير رتبها و كيفياتها في آلتردّد و آلتداخل . و لعلّ آلصحون آلطائرة آلتي شُوهدت مرات عديدة في كثير من بقاع آلدنيا إشارةٌ بسيطةٌ و واضحة تحكي جانباً من تلك آلأسرار آلتي أشرنا إليها ؛ كدلالة على وجود مخلوقات و أرواح مُتطورة نسبياً علينا , إستطاعت إختراق عالمنا من عوالم و رتب أخرى , بفعل تقدمها آلتكنولوجي و آلعلمي و آلرّوحي , و قد حَجَبَتْ مُنظمة آلفضاء آلأمريكية (NASA) معلوماتاً هامّة عن هذا آلموضوع و لا تنشرها وسائل آلأعلام عادةً للناس آلعوام خوفاً من سريان آلرعب و آلشك و آلقلق آلذي من آلممكن أن تصاحب نشر مثل تلك آلمعلومات آلخطيرة , خصوصاً في آلمجتمعات آلغربية آلتي لا تحبذ آلبحث و آلغوص عادةً في مثل تلك آلموضوعات آلتي تخرجهم من آلحدود آلمادية آلضيقة آلتي أحاطت بهم من كلّ جانب و مكان و تعرضهم للأرهاب و للأزمات آلنفسية !
و قد أشار آلعالم آلمعروف جيفونوس (Jevons) 1835 -1882 (2) في مؤلفه ” مبادئ العلم ” : ( أنه قد يُوجد هنا آلآن كوكب غير منظور منا يخترق بمحيطاته و بحاره و أنهاره , و جباله , و مُدُنهِ , و سُكانهِ , عالمنا هذا بما فيه من أجسام و كائنات تتجاوز في إهتزازها إهتزاز ما تقدر حواسنا على إدراكه! ) .
لقد كنتُ شخصيّاً أفكرُ بإمعان و تدبّر طوال سنوات دراساتي و أبحاثي بكلام أستاذي في آلفيزياء عام 1972م , عندما كنت طالباً في آلإعدادية و هو يقول : هناك مُفاجئات عديدة سيكشفها آلمستقبل في عالم آلذرة و آلأتصالات ؛ مشيراً إلى أمكانية صناعة أجهزة مُتطورة قد لا نتعقلها آلآن كالسلفون (Cellphone) , و بالفعل كنت أفكر حينها بكيفية آلتحدث بجهاز صغير سميّ بـ (ألموبايل) فيما بعد , مع أي شخص و في أية دولة من دول آلعالم , بل حتى مع آلكواكب آلقريبة منا و أنت تشاهد صورته في نفس الوقت ؟ و قد صَدَقَتْ تنبؤآتهُ , لكن ما زال يشغل ذهني قولهُ من إمكانية إرسال أنسان بالبريد آلأليكتروني من دولة إلى دولة أخرى في بضع ثوان ! و من يدري ما في عالم آلأثير و آلموجات من أسرار نجهل آلكثير منها !؟ لقد صدَّق آلناس ألصعود على القمر والوصول إلى المريخ و إلى غيرها . و صدَّقوا آلاقمار آلصناعية و غيرها من الأختراعات المذهلة و الظريفة . لكن هل يصدقون سرّ آلاثير و الموجات ؟ و إنهم لطالما ذهبوا لعوالم اخرى و إلتقوا بأهلها ؟ و هل يُصدّقون تفوق قدرة آلفكر و أثره آلخارق في المادّة ؟ و آلأغرب ؛ هل أنهم يصدّقون بحقيقة أنفسهم و قدراتها آلتي تفوق قدرة جميع أجهزة آلتكنولوجيا و آلصواريخ على آلأرض ؟
بعد هذا آلعرض آلموجز لنظرية آلأهتزاز (ألتذبذب) يتوضّح لنا أن رجال آلعلم آلقديم و آلحديث قد فتحوا أمامنا آفاقاً جديدة عن آلمادة آلفيزيقيّة كونها أول مراتب آلوجود آلمرئي , حيثُ فتحت آلمجال كي نُؤسّس فهماً صحيحاً جديداً لعالم آلمادة آلتي تبجّح بها آلكثير من رُواد آلألحاد خطأً في فترة من آلزمن بسبب محدوديّة آلمنطلقات آلعلمية التي كانوا قد بنوا عليها آرائهم و نظرياتهم , عندما أشاعوا بأن آلمادّة لا تفنى و لا تخلق من آلعدم , بعد أن كانت آلمقولة آلشائعة هي : ( ألمادة تُفنى و تُخلق من آلعدم) ثم عادة آلمقولة آلأولى من جديد بتفسير جديد . لكنْ لا هذا و لا ذلك ؛ لأنّ آلحقائق آلعلمية تؤكد بأن آلنجوم و آلكواكب و لأسباب غير معروفة تدخل آلثقوب آلسوداء في آلفضاء آللامتناهي لتختفي إلى آلأبد حسب تقارير و تصاوير المرصد آلفلكي الأميركي في كاليفورينيا , و لم يستطيع آلعلم آلحديث آلتوصل إلى تفسير منطقي لمعرفة مُسبقات هذه آلظاهرة أو ملحقاتها أو آلأسرار آلتي من ورائها , و إذا كانت آلمادة لم تُخلق من آلعدم فمن أين جاءت؟ بالطبع نحن ُنعَذّر آلمادّييّن على منطقهم لأنهم أخذوا جانباً من آلعلم و أهملوا جوانبَ عديدة أخرى غابت عنهم و تداخلت فيما بينها , لتعطي تفاسير منطقية و علمية للعديد من ظواهر و مُكونات آلوجود بشكل علميّ و منهجيّ .
لقد اتاح لنا آلعلم آلحديث بعد أن صنعوا أجهزة مُتطورة جداً من أمكانية إستعادة آلأصوات آلسابحة في عظمة آلفضاء , دون أن تختلط أو تنمحي معالمها و بصماتها . و تندرج نظرية آينشتاين و آخرين في آلنسبية آلتي علمتنا أن كلّ ما في آلوجود آلكوني نسبيّ بحكم حواسّنا و ظروفنا , و غيّرت فكرتنا عن آلمكان آلمطلق و آلزمان آلمطلق . فالزمن يتغير لو تخلصنا من شروط حياتنا آلمادية , و لو وُجدْنا في مكان مُستقل لا يربطنا بجاذبية آلأرض و قوانينها , فلا نعود نرى عند ذلك سوى آللازمن , أي آلاحساس بالحالة آلراهنة آلدائمة فقط , و هذه آلحقيقة تثبت لنا من جانب آخر مسألة الخلود في آلجنة أو النار عندما تتلاشى فيها آلقوانين الأرضية التي تحكم حياتنا آلمادية آلخاوية آلآن , و قبل آلخلود تبرهن لنا عظمة آلرّوح و قدرتها التي إنكمشت بسبب سجنها في جسدنا آلمادي .
إأن أهم ما توصلنا إليه في هذه آلحلقة بدراستنا لنظرية آلاهتزاز ؛ أنّها كانت أوّل خطوة للبحث عن عوالم ما وراء آلمادة , و أنها فتحت أمامنا عالماً حقيقيّاً ينطلق منهُ سرّ آلحياة و آلحركة و هو عالم آلرّوح بلغة علميّة لا تقبل أدنى درجات آلشك .
أما مادّة آلأثير فهي آلحقيقة آلأخرى للمادّة من آلناحية آلجوهرية (3) , من حيث دورها آلحيوي آلخطير ألذي يستدعي حضورها في كلّ آلموضوعات آلتي تصدى لها آلعلم آلرّوحي آلحديث – ألقديم . ذلك إن آلأثير ليس مادة يمكن أستبعادها أو غضّ آلنظر عنها , بل هي آلمادة آلأساسية في بناء نسيج آلكون برمّته , و دورها أجلّ شأناً و أبعدُ مدىً ممّا يعتقد كثيرٌ من آلناس . حيث أنه يغطي جميع آلفضاء آلخارجي آلذي يلي طبقات آلهواء آلمحيطة بكوكب آلأرض , بالإضافة إلى تخلخلها في جميع آلأجسام و آلأشياء التي تحيط بنا , بل هي حقيقتها آلتي غابت عن أعين آلكثير من آلناس و حتى بعض آلمهتمين بقضايا آلوجود !
يقول ” كلارك مكسويل “(4) :” نحن عندما نُسدّد آلنظر إلى آلفضاء آلفسيح آلذي يبدو لأعيننا آلقاصرة فراغاً , فأنما نُسدّدهُ إلى ذلك آلأثير آلذي يملأ آلأكوان , كما أننا لا نعتبر تلك آلمناطق آلواسعة آلكائنة بين آلكواكب و بين آلنجوم أماكن خاوية في آلكون , إنّها ملآى بهذا آلوسط آلعجيب .. و هي من آلأمتلاء بحيث لا تستطيع قوة بشريّة آن تُقصيه عن أصغر جزء في آلفضاء , و أن تحدث أدنى نقص في إتصاله آلغير مُتناهي “(5).
إن عدم خضوع هذه آلمادة لحواسنا , إنما يعود لسرعة إهتزازها . و هي مادّة كاملة كما يراها عالم آلفيزياء و آلطبيعيات ” أوليفر لودج ” (Oliver Lodge) (6) ألذي توصل إلى عدم وجود اي أوجه للنقص فيه , بينما آلمادة آلصلبة ذات أوجه نقص مُتعدّدة . و هذه بحدّ ذاتها شهادة على عدم تكامل آلمادة بل و ضعفها و خضوعها لمطلق غير محدودٍ . حيث يقول : ” أن آلحياة و آلعقل يحتاجان إلى أداة يظهران بها أو يتجليان فيها , لكنّ هذه آلأداة يجب أن لا تكون مادّة , بل قد تكون آلأثير نفسهُ , و أن آلحياة و آلعقل ليسا مرتبطين بالمادة إرتباطاً مُباشراً بل إنهما يملكان آلعمل عن طريقها بشكل غير مباشر خلال إتصالهما آلأوثق صلة بمركبة أثيرية تشكل آلأداة آلحقيقية لهما , أي بجسد أثيري يعمل بالأشتراك معهما و يتحكم في آلمادّة ” .
بعد أن اثبتنا بأن آلمادّة عبارة عن شحنات كهربائية تحددها قوانية تختص بتكوينها آلذري مثبتة في علم الفيزياء , لكن الفضل كل الفضل يعود إلى آلعلم الروحي في كشف آلنقاب عن آلجسد آلأثيري من خلال دراسته للظواهر الروحية آلمختلفة , حيث ثبت أن لكل كائن حيّ جسداً غير مادي هو آلجسد آلأثيري , وهو صورة كاملة و نسخة مطابقة للجسد المادي خلية خلية و بصمة بصمة . و الجسدان مطابقان كلياً , وبينت الدراسات أن الوجود الحقيقي في الواقع هو للجسم الأثيري . أما آلجسم المادي فهو مجرد تعبير خارجي لحقيقة ذلك الأصل و الجوهر . كما إنه لا يصلح إلاّ لمستوى منخفض من الوجود و هي الحياة الدنيا.
كما أن الجسم الأثيري لا يختص بالأنسان فقط بل يشمل كل موجود و مخلوق في الوجود بما فيه الأرض . و يعتبر الجسم الأثيري هو آلحامل للوعي و آلأحساس و آلحكمة بل هو مصدره بتعبير أدق , و لا يختص بالجسد المادي كما هو الشائع بين آلناس و بعض العلماء . علماً أن جزءاً من هذه آلقدرة ترجع إلى آلعقل كرافد من مجموعة روافد تشكل قلب آلأنساني و ضميرهُ .
و لو تخلى الانسان آلحقيقي عن آلكون الخارجي , كما عبر عن ذلك آلطبيب الألماني ” جوهان يونج ” يقع آلجسد في حالة من الغيبوبة . و عندها تعمل الروح بطريقة أكثر حرية و قوة . فترتفع فيها كل قدراتها بعد أن كان يعوقها إرتباطها بالمادة , و قد تمكن الأنسان بعد أن طوّر وسائل الأبداع و طرق فصل الجسم ألأثيري آلحقيقي عن الجسم المادي , و لا غرابة في الأمر فالنوم يمكن إعتباره حالة من تلك الحالات و عمليات التخدير الجراحي . و حالات الغيبوبة المغناطيسية , و حالات الرعب الشديد , أو أحياناً آلألم الذي لا يطاق, حيث ينسل المقابل آلأثيري حاملاً معه كل آلاحساس و الوعي و الشعور , ويبقى مرتبطاً مع الجسم المادي عن طريق آلحبل الأثيري آلذي يعتبر آلفاصل بين آلموت و الحياة .
و لا يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل أن أحد العلماء الكبار و إسمه ” سيمون كيرليان”(7) و بمساعدة زوجته إخترع جهازاً للتصوير ذا سرعة تردد عالية , لتحويل آلظواهر الغير كهربية إلى كهربية , لتصبح خاضعة للتصوير و سمي آلجهاز بـ “كليركيان” . حيث تمّكنوا بواسطته تصوير آلاشكال الأثيرية لجميع الأجسام المحيطة بهم . و قد دعم بعض علماء النفس ككوستاف يونج و هو أحد آلثلاثة الكبار مع وليام مكدوغال و وليام جيمس آلذين نهض على سواعدهم علم النفس الحديث ؛ حيث توصل إلى أن آلجسد الأثيري ليس سوى نسخة طبق آلأصل بكامل تفصيلاتها و دقائقها عن الجسد المادي. و قد عُرف آلجسد الأثيري أيضاً بالأسماء التالية : ألجسد الحيوي Corps Vital و آلهيولي Fluidique و آلوسيط Intermediaire نظراً لدوره آلوسيط بين آلعقل و آلمادة . أما آلحواس آلخمسة فما هي إلا أدوات آلأحساس المساعة آلتي يستخدمها المصدر , أي الطاقة الموجودة في الجسم الأثيري.
أما عن خواص الجسم آلأثيري فهي عبارة عن أشعاعات ضوئية منبعثة من جسم آلانسان , يختص كل أنسان بقوة أشعاع خاصة به تقاس بالفتو سايكل , وهي ذات الوان متعددة بما يعكس شخصية الأنسان. و عواطفه و ميوله و رغباته . و مستوياته الخلقية والعقلية و الصحية , و تكون العين هي الحاسة آلأكثر حساسية و إثارة في تصوير و أنبعاث أو إظهار حالات الأنسان آلروحية والجسمية بشكل مذهل , وقد ألفت إحدى معارفنا و هي آلدكتورة دانش به (Daneshbeh)ألمتخصصة بالطب الحديث – القديم و لها عيادة معروفة في مدينة تورنتو – كندا .. كتاباً بحثت فيه إمكانية معرفة كل أسرار آلجسم الأنساني من خلال العين فقط بنظرة واحدة , كما يمكنها إخبارك بتأريخك الصحي منذ آلولادة بالاضافة إلى آلحالات المستقبلية آلتي قد تصاحب المريض , و هو أمر أذهلني أيضاً عندما شهدت كشوفاتها لبعض المرضى .
في ختام الحلقة نشير فقط إلى أن حقيقة آلجسم الاثيري و أسراره آلتي لا تنفك عن المجرات والغيب ليست جديدة إلا بالنسبة لعقولنا ! حيث أن الاعتقاد به قديم يرجع إلى عصر آليونان القديم بل إلى آلعصور التأريخية في الشرق الأوسط كما يظهر في قول سقراط(8) : ” إن النفس صورة مماثلة للجسم المادي , و إنها كمال أولي لجسم طبيعي آلي. ذي حياة بالقوة ” .
كما أ فيثاغورس(9) صرّح بوجود جسد نفسي شبيه للجسد آلمادي , و اضاف أن هناك مادة أثيرية مرنة تتخلل آلاشياء آلمنظورة و عن طريقها يمكن للعقل الالهي ان يباشر سلطانه على العالم . و لم يزد آلعلم الحديث شيئاً على هذالاصل سوى آلصور التي إلتقطت عنها , بعد إختراع الأجهزة الأليكترونية المتطورة حيث تم صناعة كاميرات تصل إلى سرعات هائلة جداً.
أما نظرة الأديان فهي الأخرى كانت موجودة منذ عهد التوراة ثم الانجيل فالأسلام آلذي بين الموضوع بشكل رمزي او صريح أحياناً .
في الحلقة القادمة سندرس علاقة و تاثير آلفكر في المادة إنشاء آلله , و لا حول ولا قوة إلا بالله آلعلي العظيم.
عزيز آلخزرجي
Alma1113@hotmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للمزيد من آلتفاصيل راجع كتاب ” مفصَّل آلأنسان روح لا جسد , ج2 , ص 209و 214 .
(2) و ليم ستانلي جيفونوس William Stanley Jevons ولد في ليفربول بإنكلترا عام 1835 م , بدأ دراساته الجامعية عام 1851 م , أبدى إهتماماً بدراسة الاقتصاد و العلوم آلاجتماعية و في عام 1866م عين أستاذاً للأقتصاد السياسي في كلية أوين بمانشستر , ثم أستاذاً بالكلية الجامعية عام 1876م , تقسم مؤلفاته إلى قسمين : في المنطق , و العلوم آلاقتصادية ؛ حيث ألف فيها عدة مؤلفات عديدة , كما أبدع جيفوس في معارفه آلعميقة في علوم آلطبيعة و تصوراته حول آلظواهر آلفيزيائية فألف كتاب : ” مبادئ العلوم “.
(3) راجع آلحلقة الخامسة و السادسة في سلسلتنا آلعرفانية للأطلاع على المزيد حول موضوع الجوهر والعرض.
(4) ولد جيمس كلارك مكسويل (James Clerk Maxwell) عام 1831م في دمفريشر في أدنبره , و هوايته كانت في إصلاح الأجهزة الميكانيكية و آلمخترعات , ثم بدأ بتعليمه آلنظامي في أدنبرة ليعيش مع عمته و يدرس في آلأكاديمية هناك , و لم يكن تحصيله متميزاً في بادئ الأمر , لكنّه وجد أن لديه موهبة خاصة في آلهندسة فأصبح ماهراً في هندسة آلأشكال آلفراغية بوجه خاص و في آلرياضيات بوجه عام , حتى نال ميدالية الأكاديمية آلسنوية للرياضيات , و عمره لم يكن يتجاوز 13 عاماً . في عام 1847 م تخرج مكسويل من الأكاديمية و كان الأول على أقرانه في الرياضيات و اللغة الانكليزية , ثم إستمر بدراساته في الرياضيات و آلفيزياء , مع إستمراره باجراء آلتجارب في مختبر آلمجهد حتى نال أعلى درجة شرف في جامعة كامبردج , و عمل أستاذاً فيها ثم أنتخب عضواً في هيئة آلتدريس في كلية ترينيتي و عمره لم يزل 24 عاماً , و قدم عام 1857م نشرة علمية عن بنية حلقات زحل ففازت بجائزة E. Routh آلثانية بعد إيروث أدامز , و إزدادت شهرته , و هكذا تدرج في مناصبه آلعلمية في أنكلترا حتى صاغ نظريته في آلحقل الكهرومغناطيسي عام 1871م , كما أبدع في علم آلترموديناميك و آلكهرباء و آلمغناطيسية .
(5) حيدر , محمد عبد آلهادي . عالم الأرواح , دار العلم للملايين 1990م , ص 33.
(6) لودج، السير أوليفر جوزيف Oliver Lodge ( 1851 – 1940م). عالم طبيعة إنجليزي درس طبيعة الذبذبات و الموجات الكهربائية في الإرسال البرقيّ السلكي و اللاسلكيّ .
(7) في عام 1970م إدعى آلكهربائي آلروسي (سيمون كيرليان) (Simon Kirlian) إكتشاف هالة تحيط أي جسم (من بشر و نبات و حيوان) بغلاف غير مرئي يشع على هيئة موجات كهرومغناطيسية ذات ألوان تسمى بالهالة أو آلأورا (Aure) يطلق البعض عليها بالهالة آلنورانية , و قد صورها بكاميرة كيرليان (Kirlian Photography) , و إدعى أيضاً بأنه يمكن إثباتها علمياً و تفسير ألوانها و أشكالها على الحالة النفسية والجسدية للجسم , والهالة يمكن تقويتها أو تنظيفها .
(8) سقراط (469 – 399) فيلسوف يوناني جعلت منه حياته و آراؤه و طريقة موته آلشجاعة أشهرت الشخصيات آلتي نالت الاعجاب في التأريخ , صرف حياته بحثاً عن الحقيقة , لم يترك أية مؤلفات , و قد عرف معظم المعلومات عن حياته و تعاليمه من تلميذيه زينفون و أفلاطون , بالاضافة إلى ما كتبه عنه أريسطوفانيس و أرسطو . عاش في أثينا , و كان متواضعاً جداً في حياته و كبيراً في فكره و آراءه , تزوج من جانثيب آلتي عرفت حسب الروايات أنها كانت حادة الطباع و يصعب العيش معها , و قد أنجبت له طفلين . قُدّم سقراط للمحاكمة بتهمة إفساد الشباب و آلأساءة إلى آلتقاليد الدينية, و لعل السبب الاساسي في إعدامه كان لتلميحه إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من آلرجال الكفوئين الذين يعرفون كيف يحكمون , و ليس بالضرورة أؤلئك الذين يتم إنتخابهم . وكان يؤمن بأن الأسلوب الصحيح لاكتشاف الحقائق والخصائص آلعامة هو الطريقة آلاستقرائية آلمسماة بالجدلية.
(9) فيلسوف و رياضي يوناني عاش في آلقرن آلسادس ق . م , و تنسب إليه نظرية فيثاغورس , و لعل سبب علمه هو سفرهِ إلى بلاد ما بين النهرين (العراق) ثم مصر , و بعد عشرين عاماً من آلسفر تعلم الكثير عن الرياضيات من مختلف الحضارات , و عند رجوعه لم يستطع الأقامة في اليونان لمعارضته للدكتاتور بوليكراتس فيما يخص الاصلاحات آلأجتماعية , و إستقر في جنوب إيطاليا في كرتوني , من اشهر نظرياته هي في المثلت القائم الزاوية : ” مربع طول آلوتر يساوي مجموع مربعي آلضلعين آلمحاذيين للزاوية القائمة