اسلام عادل
اسلام عادل :
خيط رفيع يربط بين فكرتين او بين شخص و فكرة. او رمز و ذكرى. لا يرى هذا الخيط سواك لانك من صنعه بذاكرتك مستقيما او متعرجا,, رسمته بمخيلتك رفيعا او سميكا, و ظل يراودك و يتجسم لك بكل ما يشبهه. أمر فوق جسر يربط بين مدينتين يفصل بينهما نهر. تنطلق بي المركبة, أجلس في المقدمة و لا أضع حزام الامان, أغير الاذاعة. ابحث عن صوت موسيقى يدغدغ ذاكرتي.. و لا أجيل نظري الى الجهة اليسرى..
نتدحرج من على الجسر, تنقلب المركبة و لا نعد تحت سيطرة وعينا.. سرعان ما أزيل تلك الفكرة من رأسي, و أقول كفي حماقة.. و ما أن نصل الى المنتصف, حتى تستعر الرهبة, و أطلق صرخات مختنقة , مغمضة العينين, في هذه النقطة الفاصلة بين مدينتين, أريد ان أبقى في المنتصف.. بحالة من التأوه و الصياح.
المنتصف, بين الحسنة و الذنب, البداية و النهاية.. الهمس و العويل..
في منتصف النوبة المح كفيه و هو يحرك المقود و لا يبالي لنواحي, تبدو أصابعه سميكة, و خاتم من الياقوت الاحمر في خنصره. لحظة المنتصف ذاتها, أذكت نار المواجهة و شحذت ذاكرته و أسترجع ما كان و ما كان سيكون: هل ستبقين معي؟
– لم أر هذا الخاتم من قبل..
– لم لم تريني وجهك من قبل.. ؟
– أسألني ما تشاء الان…
– لم أخفيت وجهك…
– أبعدني الخاتم..
– أسألي أنت الان..
– نرجع ام نتقدم… ؟
بدد وهج سيارة معاكسة أعتام الطريق.
– ياقوتتي, لم تعد برقبتي.
– انها في جيبي عزيزتي.
—