قضايا لِهَوَى بعض القادة مٌنحازة ، وإن كانت مبنية على فكرة (بالمرة) غير ممتازة ، تبقى مرتبطة بعقلية صنف من النخب النافذة الوازنة الشُّعوبُ في مجملها من الشرق العربي إلى الغرب المزدوج تراها غير عزيزة، عصبية مستبدة متشددة مستفزة، لا يهم المراد تحقيقه بها كأساس وحدة (هي موقوتة) موحدة (مؤقتا) على القتل (في صنعاء وعدن) وإنما لتصريف شطر أوَّلِيّ من قفزة ، على فرق ثلاث في يَمَنِ النخوة والشهامة والعزة ، يتلون القرآن كما في الرياض أو الرباط ولهم مع الإسلام نفس رباط الارتباط يسمعون آذان الصلاة في مواقيتها الخمس باللغة العربية وليس بلسان الإنجليز أو بثغاء عنزة.
قضايا جعلوها مصيرية حاسمة في السطح، والواقع مُلْحِقُها بالسخافة والتعنت والخروج بالمشاكل الاقتصادية والسياسية قصد الهاء المنتظرين في دولهم النماء الموعودين به منذ زمان امتد على أجيال عايشوا الأهوال مكبلين بشنشنة الحلم النبيل وحياء معشر المؤمنين، القاضيان بالانتظار المبين، محققين استقرارا غدا هشا مع المنظور من السنين، وخلاء القصور كالضيعات رويدا رويدا من الدجاج والبط و لا حتى وزة.
سوء تفاهم بين ورثة التاريخ الإنساني الضارب الأوتاد، مع بداية تكوين الأمكنة مهد الحضارات المتمكنة من صلاحيات الافتخار احتفاء بذكرى خيرة الرواد، هم أدرى بمنافعهم ،وأقدر على درء الأعداء عن حماهم، وأجدر من يختار بالحسنى طريقهم، وأقوى من يمثل هؤلاء المستقرين في شبه الجزيرة العربية من الناجحين في جل الميادين دون مغالاة ولا تعصب أو تفضيل تلك الديار عن الأصيلة من ديارهم .
… اليمنيون ليسوا كما صورهم الغرب والأمريكان حفنة من البشر يتسلقون أعلى الجبال لتشييد غرائب الدور ،المشبهة بأعشاش النسور . تطل على المسافات الرمادية اللون البئيسة الخضرة غير النضرة،غذاؤهم الفاخر المضيرة، يقضون أوقاتهم في الثرثرة ومضغ القاة انتظارا لأبسط المفاجآت، تعلق رؤاهم بين الحياة والممات، مستقبلهم كحاضرهم مقهور. اليمنيون شيء آخر شرف يمشي بين الروابي والرواسي، من أصابع الأرجل إلى فروة الرأس، عنوان كرامة تزداد مع الأجيال المتعاقبة يناعة وإشعاعا، توقظ من يمشي على الأديم من حضرموت إلى أصغر مجمع بشري عبر القارات أن الإنسان كرامته إن ضاعت ضاع وكما للكرامة شرط حتى تلتصق بضمير الإنسان وكل خاصية من خصائص وجدانه فتواصلها واستمرارها فيه، تحتاج أيضا لشروط منها الدفاع عن الحق لصد الباطل، والاعتماد على النفس في تصريف الشؤون مدعم بالقانون، والحفاظ على المبادئ التي تركها السلف الصالح المبنية على محبة الله الباري الحي القيوم ذي الجلال والإكرام ،والنهل من العلم الصالح النافع، والتعلق بأهداب الوطن ونشر الوئام والعدل والود والسلام بين الجميع، وبذلك كل نصر يتحقق وكل جهد مبذول فيه أجره ليس بضائع.
مصطفى منيغ
كاتب ومحلل سياسي مغربي
الجزائر وبعض من السرائر / 2
عين بني مَطْهَر في التاريخ المُطَهَّر
مصطفى منيغ
الماضي حاضر يبقى ، ما لم لأمر التحول للمستقبل يتلقى ، تلك سلسلة زمنية للطبيعة بإذن الباري حلقاتها الربط المندمج مع المتغيرات بالحركة الدقيقة ، من بداية لما بعدها دون تأخير رمشة عين من دقيقة ، بتعداد حِسِيّ لا مدخل لأي آلة فيه غير سُنَّة حياة تسري لختامها بالمتناهي من الدقة ، لذا للذاكرة نصيب من صوره إن كان لصاحبها دَخْلٌ بالمباشر أو التأثير عن بعد . انتماءاً لما ذُكر وانطلاقاً من حضوري الفعلي وسط ذاك الماضي العجيب الغريب في “عين بني مطهر” تحديدا، أرى أن الشخصية الجزائرية خليط من تجارب جوهرها الكفاح الحق ، وسطحها لا ينأى عن واقع وقتي يتمايل بما له من سلبيات سياسية كفيلة(كما خُطِّطَ لها من طرف أذناب أبناء “الغال” ، لو نجحت) بإخلاء العقلية السائدة من قناعاتها المستمدة من تربية السلف الصالح الذي أبقى في الجزائر ما تَفْخَرُ به حتى الآن، عدم الانحناء بيسر أو بعُسر لضمان ربع “خبزة” مبللة بمرق قلة الحياء والمذلة ، المستخلص من طهي جيفة الاستغلال، البالعة أي طعام في إسطبل الاستعمار، والمخنوقة بأيادي المنتمين للطابور الخامس، كل ليل بهيم تنعدم فيه رؤية الحقوق، وتُحبَسُ تعسفاً أجواء الحرية ، التي لها مع الجزائريين البواسل، والجزائريات الحرائر ذوات حسن التربية، (في نتاج أجيال المجاهدين المحررين الوطن من ويلات الافرنجة) الفضل ، و ألف حكاية عن ألف رواية عن ألف قصة ، كتلك التي لخصها كاتب المقال مصطفى منيغ في مسلسل ” السنبلة الحمراء ” الذي قدمه نصاً للسيد الصائم حينما كان هذا الأخير مديرا لمحطة وهران التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائرية سنة 1975، قصد إنتاجها .
عين بني مطهر ، (كان اسمها ” بركنت Berguent ” على اسم مكان بوادي شيدت على ضفته باللغة الأمازيغية) تابعة حاليا لإقليم جرادة ، تبعد عن وجدة عاصمة المغرب الشرقي بحوالي 81 كيلومتر وعن مدينة فجيج بما يقارب 300 كيلومتر ولا يفصلها عن الحدود الجزائرية سوى 36 كيلومتر . عبر ترابها يمر خط أنبوب الغاز من مصدره “حاسي مسعود” صوب أوربا. تختزن من المياه الشيء الكثير. وإذا كان للصحراء باب فسيكون هو عين بني مطهر نفسها وليس سواها .
… في عهد السلطان عبد العزيز المريني أراد المؤرخ الاجتماعي الشهير ابن خلدون زيارة المغرب قادما من مدينة “بسكرة” الجزائرية سكناه سنة 774 هجرية ،وبوصوله مليانة جاء من يخبره أن عبد العزيز التحق بالرفيق الأعلى فاعتلى الحكم ابنه ، ومع ذلك واصل طريقه صوب فاس بمعية علي بن حسون والي السلطان المغربي على “مليانة” بحراسة جنود الوالي، وبوصولهم رأس العين (عين بني مطهر) اعترض طريقهم في مكان من وادي زا (وادي الشارف) جماعة من شيوخ عبد الله بن معقل من بني يغمور بأمر من سلطان “تلمسان” “ابَّا حموا” فنجا من المعركة ابن خلدون وتاه في تلك الأراضي إلى أن وصل “دبدو” ومنها التحق بفاس. السلطان إسماعيل بن على العلوي اتخذها موقعا استراتيجيا ومنطلقا لمحاربة أتراك الجزائر ، لكن قبائل المنطقة خذلته وانهزم ، فعاد إليها بعد حين لينتقم منها شر انتقام .
لا يمكن للمقاومين الجزائريين التأريخ لتلك المراحل وهم يخوضون المعارك الشرسة ضد الغازي الفرنسي في الجنوب الغربي الجزائري بهدف تحرير بلادهم من ويلاته وأهدافه الدنيئة، دون الحديث عن الدور الذي قامت به “عين بني مطهر” المنتقل من المساندة المطلقة إلى المشاركة الكاملة ، حيث أصبحت الخلفية القوية للمجاهدين بقيادة الشيخ بن الطيب البوشيخي البكري المعروف عند الفرنسيين انطلاقا من مواجهته لهم في “الشريعة شمال البيض” في الثاني من شهر ماي سنة 1845 معتمدا على من كان في “عين بني مطهر من قبيلة “المهابة” المنتشرة آنيا في “تيولي” و”النعيمة” المجاورة لمدينة العيون سيدي ملوك ، الشيء الذي عَرّض عين بني مرة لانتقام مرير من طرف الفرنسيين بدءا بهجمة الجنرال ومفن (Wemphen) على الجنوب المغربي سنة 1870 اعتمادا أن “عين بني مطهر تشكل القاعدة الأساس لكل مقاومة جزائرية داخل جل المناطق الداخلية في جزائر تغلي حماسا غير مسبوق بنية طرد الاستعمار الحاقد الملحق الأذى بكرامة أمة جزائرية كريمة شريفة برز فيها الأمير عبد القادر وغيره كثير .
وكما سبق أن ذكرت خلَّف تحويل اسمها من “بركنت” إلى عين بني مطهر قصة ظريفة عشت أطوارها مباشرة خلال إقامتي الطويلة هناك في أواسط ستينيات القرن الماضي ، حيث سكنتُ منزلا مفعما بالطيبوبة والكرم والشرف، صاحبه الشريف ميموني ميون رحمه الله، الكائن بحي يدعى “دوار الزياني” ، كان على رأس السلطة المحلية قائد من “بني يزناسن” يسمى علي ، له من الصرامة والحزم ما جعله مثار قلق بليغ داخل سكان تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ المغرب قاطبة، رئيسه عامل (محافظ) لإقليم “وجدة” الشهير بمشاركته في انقلاب “الصخيرات” ضد الملك الراحل الحسن الثاني ويتعلق الأمر بالعامل “الشلواطي” إن لم تخني الذاكرة ، وفي اجتماع مصغر ترأسه القائد المذكور تنفيذا لمراسلة في الموضوع واردة عليه من العمالة (المحافظة) تقرر تغيير الاسم إلى “عين بني مطهر” الشيء الذي لم يرق جماعات من قبائل عريقة لها الوزن الثقيل في حضورها الاجتماعي داخل مساحة ترابية لا بأس بها ،التي رأت ، في اختيار “المطهريين” ليحظوا بهذا التكريم ، مجرد اهانة موجهة لها وتصغيرا لقيمتها التاريخية وتقزيما للدور الذي بذلته حفاظا على استقرار ووحدة التراب المغربي في تلك المنطقة الحدودية الشاسعة الأطراف ، فغضبت غضبة لم تشف غليلها سوى أن يستيقظ السكان والقائد يفتح إسطبله ليجد جلد ثوره المدلل مسلوخا مُعلَّقا في الواجهة مكتوب عليه :” أنت سَمَّيتَ ونحن سَبّعْنا ” ، طبعا كاد القائد أن يُغمى عليه من الصدمة، وبخاصة أن الثور المذبوح أغلى ما كان يملكه افتخارا ومقاما ودرجة في الحكم المحلي ، التحريات التي أجرتها السلطات المعنية لم تسفر على أي نتيجة تُذكر لتسجل القضية من ارتكاب مجهول، لكنها ظلت محفورة في أذهان من عاشوها جملة وتفصيلا ومنهم العبد لله. (للمقال صلة في الجزء الموالي بحول الله)
مصطفى منيغ
كاتب صحفي ومحلل سياسي مغربي
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة العدالة الاجتماعية
المحمول 00212675958539
صندوق بريد 53 / صفرو/ المغرب
البريد الالكتروني :
aladala@outlook.com
assiasialarabi@gmail.com
——————————————————————————————————
الجزائر في بعض السرائر
مصطفى منيغ
دخلوا (بصيغة المستقبل عن قصد) الدستور الجزائري من باب سياسي واسع، يؤدي لفضاء مرحلة ما بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، الرجل الذي عمَّرَ في كل المواعيد الهامة والتاريخية من لحظة أولى لاستقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي (الممتد على المساحة الزمنية التالية: من 5 يونيو 1830 ميلادية / 14 محرم عام 1246 هجرية إلى يوليوز 1962 ميلادية / 7 ذي القعدة عام 1380 هجرية) إلى الآن، أسياد أنفسهم من أزمنة ، ظلوا أثناءها أوفياء للغتهم الأصلية الأصيلة ، وتقاليدهم الموسومة بخاصية تستحق المزيد من الدرس، ممَّن يحاول الغوص في ظاهرة (وإن كانت فطرية) اتخذت في الجزائر مذ صارت دولة ذات كيان وسيادة، بالمفهوم الدقيق لمعنى الدولة ، صبغة التميُّز المتمدن الممزوج بكيفية قابلها التعايش الإنساني العام بالقناعة الجزائرية المؤسَّسة على الإيمان أن الزمنَ مُتكفِّلٌ بإنصاف كل فريق، أتى به القدر حيث استوطن وأنتج أجيالا من مجتمعات تحملت أعباء البناء حسب إمكانات العصور المتعاقبة ، وصولا لهذا العصر وما استجد فيه من أحداث لها قيمة، كتلك التي نتولاها تدوينا وشرحا بكل ما تحتاجه من حياد ايجابي، واحترام للحقائق والمعلومات التي اجتهدنا ما أمكن للحصول عليها حتى تكون كلماتنا (ذات الصلة) مسموعة ، وما نتوخاه من هدف يبقى محصورا في التأريخ الحديث لمسيرة الجزائر التي نكن لشعبها المحبة والتقدير .
دخلوا بلهجتهم إلى الدستور ليصبحوا متمتعين بها لغة رسمية للدولة جنب العربية الند للند ، “أهل أمازيغ” المقارن عمرهم بعمر التربة الجزائرية حينما عُرفت بنفس الاسم، ورفرفت على معالمها الراية المتطورة عبر التاريخ شكلا وألوانا إلى أن تم اجتماع رواد الجهاد الجزائري من أجل التحرر و الاستقلال من الاحتلال الاستيطاني الفرنسي، في منزل كائن بشارع سوق الجمعة رقم 18 بالقبة السفلى، فيأذنوا للمقاومين عبد الرحمن سماعي و أحمد العمراني بتنفيذ خياطة تصميمها لتصبح بالأبيض و الأخضر، يتوسطهما هلال ونجمة أحمرين، رسمية ،انطلاقا من المؤتمر الأول “لحركة انتصار الحريات” يوم 15 نوفمبر 1947، ويتبعه في ذلك حزب جبهة التحرير الوطني في مؤتمره المنعقد في الفاتح من نوفمبر 1954.
دخلوا كإقرار للدستور (لازال مشروعا يُناقش داخل الأحزاب السياسية في الجزائر، بشروحات وتفسيرات متباينة، تساير فكرها ما تناضل من أجل تحقيقها كأهداف أقصاها الوصول إلى كرسي الحكم ، إن لم تكن، فالمشاركة فيه يكفي لحين ) بأحقية الأمازيغ أن تكون لغتهم رسميا متداولة في جميع المجالات وعلى رأسها الحكومية، ولها الأفضلية بالمؤكد على اللغة الفرنسية الطاغية في التعاملات الرسمية حاليا ، وأهل أمازيغ في الجزائر ، مجتمع متحضر، اعتمادا كان على نفسه ، ليحقق مكاسب أوصلته لما هو عليه من حضور ظاهر في ميادين فكرية سياسية واقتصادية لها وزنها في البلاد، طبعا عايش مواطنوه التهميش والإقصاء والقهر طيلة مراحل لا يستهان بها بسبب ما تمتعوا به من وطنية عالية الحرص ،على أن يحظى كل جزائري أو جزائرية بالحقوق كاملة ، والوطن لا تنقصه امكانات لتنفيذ ذلك، لولا سيطرة بعض النافذين المعروفين، على خيرات الجزائر، الذين أخروا النماء والتطور حتى لا يشمل كل مناطق وجهات الجزائر، وبخاصة القرى المليئة أمازيغ ، لم أرى هذا في تقرير ، بل عايشته بالمباشر انطلاقا من الزيارة الميدانية التي قمت بها آتيا من “قرية”عين بني مطهر (بركنت سابقا) المغربية، بداية من سنة 1975، واصلا مدينة سيدي بلعباس الجزائرية التي استضافني فيها رجل جزائري شهم كريم إنساني شريف ، في بيته المشيد فوق سطح مسجد معروف ، فكانت المدينة الأولى التي حظيت فيها بمعرفة إخوان من أمازيغ لهم من الدراية والعلم والنبوغ ما اعترفَ بقدرتهم على العطاء الفكري النقي الخالي من شوائب العصبية الطائفية، قادة الأدب عموما والمسرح أبو الفنون على وجه الخصوص، فرنسيو باريس من الطبقة الراقية المؤثرة في المجتمعات الغربية الناطقة بلغتهم .
… شخصا انصح كل مقبل على التمعن دارسا الشخصية الجزائرية على طبيعتها، وبما تتحلى به من فضائل القيم ،ووطنية التكوين، وإيمان عميق بمبادئ الإحسان المقابل للإحسان، والوفاء البعيد عن الاكراهات السياسية، ومتطلبات الأحداث العابرة، والانجرار خلف عاطفة راسية على ثقافة الباطل توطئة للحصول على منافع لا قيمة لها حيال معانقة الأخ الإنسان لأخيه الإنسان بثقة عالية في النفس، وعهد مثواه القلب وحارسه العقل، و مفهوم التضامن في الحق وصولا لإحقاقه المتواصل كمنهجية الاستمرار إلى ما شاء الرحيم القهار ، أنصح بالاستقرار (لبعض الوقت) في نلك التي أصبحت مدينة تُدعى رسميا “عين بني مطهر” ، وفي اتخاذ هذا الاسم لذاك التجمع السكاني المغربي قصة عجيبة ،حضرتُ وقائعها خطوة خطوة سأتناول الحديث عنها بتفصيل مع أشياء أخرى تُنشر لأول مرة ، في الجزء الثاني من هذا المقال إن شاء الله. (يتبع)
مصطفى منيغ
كاتب صحفي ومحلل سياسي مغربي
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة العدالة الاجتماعية
المحمول 00212675958539
البريد الالكتروني :
aladala@outlook.com
assiasialarabi@gmail.com