الشاعر حمزة شباب
أعطني إنسانيتي أيها السوط
فقد تجرّعت الموت بغيرك
و تذوقت الصبر قبل نعشك
أعطني الطوفان و امضِ
حيث لا يراك طفلي . . .
أدمنت ريح البارود و لذة الاستعمار
لكن الشفاء من أحمر شفاهك
يتبعها صوت يخرج من صورتك
حين ولدتُ كنا نزرع الحقول
بين كل وردة قبلة
كنا نزرع الحب بذوراً
حتى زرعت الشوك في ناصيتك
و سلّمت بأن أضلاعنا
مربع تلعب فيه
كنت تظنها وطنك
يظهر لونك البني على شرفتي
تبني نفسك على عبوديتي . . .
أعطني و امضِ
فإني لا أحب سباق الفروسية
لا أحب جوادك
فعيناي تدمع من غبار المعارك
سأمتطي قلماً فلتعده برجوازياً
يكتب في الحب و الهوى
تعبت من فنونك و الصدى
سهرت آلاف الليالي في مراهقتي
بسببك أنت
خارج البيت
لا حبيبة قبلتني و لا بالعشق همست . . .
أعطني في الجدار باباً
يفتح على حجرة حريتي
سيقال يوماً من أنت
أنا كآبة النهر في كانون
و مرقص العسكر
كم تفاقمت تلك الأزمات عند الصغر
و نحن نخاف عصا الأجداد
و عقوبة الآباء
و سطوة المؤدبين
و صوتك . . .
حين كنا في وداعتنا نحمل الأسرار
في حرارة الشاي
نخلط الملح و السكر
أعطني ما أردت
طلبي آدمي في نشأته
تستطيعه و لا تطيقه
أعطني حريتي و بعض إنسانيتي
فإني أحب الهواء أكثر . . .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعر فلسطيني.
—