باكورة البصريّة ميّادة خليل المقيمة في هولندا روايتها (نسكافيه مع الشريف الرضيّ) تقع في 110 صفحة قطع متوسط قُسمت الرواية الى جزء 45 عبارة عن مجموعة حكايات. تدُور حول ثيمة الأصالة والمعاصرة العراقيّة من خِلَل شخصيّة الشريف الرضيّ وعصر العولمة بين الوطن والمهجر شرق غرب بين الاسلام والمسيحية موت حياة. في المستهل: (ماذا يعني ان تضع حدا لحياتك؟ ان تقرر هذا بنفسك؟ كان علي ان افعل هذا بعد موتها، وبسرعة. لقد تأخرت كثيراً. في الحقيقة انا مت بموتها تحولت الى جثة) ماتت سلمى فمات زوجها ديفيد رغم انه حي ماتزال تكلمه تذكره بما عليه القيام به وتنبه عندما يقترب من خطر ما.. ديفيد لا يرى جدوى من زيارة قبر حبيبته زوجته سلمى يقول ديفيد: (ما جدوى الذهاب الى هذا المكان، اذا كانت سلمى معك؟ لا اخبر احدا بذلك إني أراها اسمعها هي وجدتي وأموات اخرين) ص11. (اتحدث معها لساعات طويلة ولا ترد تنظر لي فقط اخبرها بكل شيء كما لو انها هنا وليست هنا) ص12. مستهل الجزءالثاني كلمتا (مات ديفيد) مات منذ شهر ولم يعلم به احد .ص12 أخبرت سعاد ومرتضى وعلاء وسارة واحمد. ص14 حاول ديفيد الانتحار عدة مرات بعد وفاة زوجتة– حبيبتة سلمى سكن شقة جديدة بعد ومحاولته الانتحار الاولى (لكن ؛ في شقتي هذه وجدت سلمى معي. نعم معي… وجدتي.) ص15 (لست مجنونا انا أراهما بالفعل ارى سلمى تتحدث معي واسمع صوتها تنام معي تاكل معي… حسناً الحقيقة لا تاكل انا من أأكل وهي تجلس قبالتي لتنظر لي وتبتسم فقط لقد دفنتها وكمال كان يبكي ونزل تابوتها الى حفرته حدث كل هذا بالفعل اعرف ولكني لم ابك لا اريد ان اصدق انها كانت في ذلك التابوت وكنت على حق سلمى هنا معي) ص15-16 لم تكن زوجة ديفيد سلمى وحدها تعيش معه بعد وفاتها ان جدته ايضاً (أحب جدتي كثيراً عندما احاول احياناً تذكر شيئاً جميلاً عن طفولتي اتذكر فوراً جدتي ظلت معي أراها بين الحين والآخر ولاسال وجهها كما هو توفيت بعد الحرب لكني أظن دائماً انها توفيت بسبب الحرب) ص20 (حتى ذاكرة الحرب لا تنتهي آه الحرب يبدو ان الحروب تبدأ ولا تنتهي تبدأ فقط) ص21 شمل الموت الموت ايضاً والدة ديفيد فبعدما انفصلت عن والد ديفيد وتزوجت بآخر (توفيت أمي عندما اخبرني زوجها بذلك كتمت صرختي شعرت بغصة في حلقي وبكيت كما لم أبك من قبل شعور بالذنب لازمني طويلا بعد وفاتها) ص22 جد ديفيد ضابط بحري لدية مكتبة لا علاقة لها بعمله فيها كتب عن الشعر والتاريخ والفلسفة والروايات ايضاً توفي ص26 (المكتبة لك قالت جدتي قبل وفاتها بعدة ايام) ص27 هكذا اقترن كل الشيء بالموت في الرواية الاكل والشرب وإهداء الكتب وزواج الام من الأب. (عن وفاة جدتي اختبأت بالسرداب لعدة ايام وعندما خرجت لم اجدها لم أبك على وفاة جدتي لم اصدق انها ماتت لا اريد ان اصدق ذلك في اليوم التالي وجدتها تجلس على كرسيها قرب المدفأة وتحول كعادتها كنت أراها في كل مكان لوم اخبر حتى أمي بذلك) قال ديفيد. روح جده تسكن في كل كتاب يقرأه ديفيد ص28 حين تعرف ديفيد على سلمى للمرة الاولى في لندن خريف 1971 كانت ترتدي ثوباً اسوداً حداداً على والدها الذي توفي في بغداد ص21 في العراق حكايات من نوع اخر للموت فصلاح تحدث دائماً مع عمه موفق عن الكتب والسياسة.. السياسة دائماً موضوعاً مقلقاً لوالد صلاح ويحذر اخيه وينصحه بالابتعاد عن السياسة ووجع الرأس. كان الأب خائفاً على ابنه صلاح من عمة موفق وتقلباته الفكرية وتوجهاته السياسية فيعد ان كان موفق شيوعياً يتحدث عن ماركس والرأسمالية تحول الى رجل دين متدين يقرأ محمد باقر الصدر ويدافع عن فكره وأهدافه.. اقتيد موفق من منزله أمام زوجته وأولاده تهمته الانتماء لحزب الدعوه ثم اعدم ص24 بعد عدة أشهر بدأت حرب (قادسية صدام) واقتيد صلاح للحرب بعد تخرجه من الجامعة التكنلوجية في بغداد عاد لاهله بعد عدة أشهر جثة مشوهه احترق في الدبابة… “شهيد“ (في اليوم الذي دفن فيه صلاح دُفنا جميعأ لم نعد كما كنّا ولا حتى الاشياء من حولنا موته كلن نهاية لزمن وبداية لزمن اخر)ص 35 لكن أيضأ الأموات في العراق مثل الأموات في هولندا يبقون أحياء (في زيارتي الاخيرة الى العراق نمت في غرفته وحلمت به يجلس على سريره ويقرأ كما رأته أمي وعيناها مفتوحتان وقال لي:” آمنة اصعدي الى البيتونة ونامي هناك” ص36. كتاب الشريف الرضي الذي وجدتك آمنة في شقة ديفيد تعرف عنه انه ولد ودُفن في بغداد وقبرة الى جانب ضريح الامام موسى الكاظم ص39.. اخذت آمنة آخر كوب من النسكافيه وغرقت في الكتاب ورسمت صورة له وهو يلقي أبياتقصيدة الشريف الرضي تحث على الموت فالموت هنا بطريقة القتل وليس الانتظار على فراش: أرى الناس يهوون الخلاص من الردى وتكملة المخلوق طول عناء ويستقبحون القتل والقتل راحتة وأتعب ميت من يموت بداء. ص40. فكرة (ركض الى سكين المطبخ فور سماعة الخبر تناول جرعة كبيرة من الحبوب المهدئة التي وصفها له الطبيب وأمسك بسلك كهرباء عار تداركنا موتة على يدية في كل مرة ولكننا تركناة للحرب) ص51-52. الموت (اخر زيارة الى العراق في عام 2006 ذهبت مع احمد وسليم اخو ابراهيم الذي يسكن هولندا لنقل جثة ابراهيم الى العراق…. ذهبت لتنفيذ وصية ابراهيم،، اريد ان أدفن في العراق في النجف قرب امي وابي لا اريد ان أدفن غريبأ،،) ص55 ” هل سنزور قبر أبي؟ هل سنتمكن من ذلك ؟ سألني أحمد لم أكن اعرف ماذا أجيبه) ص55 (لو دفناه في هولندا أليس هذا أفضل؟ على الأقل سنزوره بين الحين والآخر) ص55،، هذه وصيته،، (من سيزوره؟ مافائدة مجاورته للموتى وهو ميت نحن من نموت كلما تذكرناه ولانستطيع زيارة حتى قبره لماذا لم يفكر بِنَا انا وشارك وانت ؟) ص55. لماذا؟ (اريد ان اموت بين اهلي) ص55-56 (اخجل من نفسي كلما تذكرت دعائي عليه بالموت والمرض اثناء خلافنا) ص56 الاخبار (راينا وثائقياً عن الحصار الاقتصادي على العراق امرأة في المستشفى بلغتها الممرضة موت رضيعها ظلت تصرخ وتضرب رأسها حتى تعبت من الصراخ والبكاء) ص 69 كتاب الشريف الرضي نسخه صلاح مكتوب فيه: (اريد الخلاص من هذه الحياة لا أطيق العيش مع كل هذا الظلم لقد قتلوا عمي موفق ولم نفعل شيئأ ) (كنت على حق صلاح لايزال هنا وموت الفتى خير له من حياته اذا جاور الأيام وهو ذليل ص72. لقاء الاحبة في الغربة أيضأ لا يتم بسبب الموت (قبل ان تصل والدتها وأخوها بيوم استيقظت صباحأ وكانت ميتة ”سلمى سلمى” قلت بسرعة وبهدوء ثم بدأت اصرخ اسمها ”سلمى سلمى“) ص76 في العراق لابن الجيران عبدالرحمن كان يعيش قصة أخرى مع الموت (تزوج عبدالرحمن من بنت خالته ليس لديه اولاد ماتت زوجته في حادث سيارة مع اخيها منذ خمس سنوات يعيش في بيت أهله وحده) ص78. الانتحار (هيخو وبيتر سعيا لادخالي مصحأ نفسيأ في درينته سنة كاملة الأدوية جعلتني مثل قطعة لحم لا مشاعر لا تفكير ولا خيال تحايلت على الأدوية والأطباء كثيرأ مثل طفل يريد أن يعرف أين هو وما هو مصيرة في هذه اللعبة…… محاولة بائسة اخرى للموت باءت بالفشل هناك سرقت دواء لمرضى اخرين وتناولته دفعة واحدة) ولكن اقتراح الموت هذه المرة جاء من قبل جدة ديفيد (اقتل نفسك ماذا تنتظر لن يصدقك احد سلمى ليست هنا) ص80 ولكن الموت يزداد ويستمر (لم يبق ممن احبهم شيء سوى رسائل لوحة صور واشباح الموتى يزدادون من حولي تظهر جدتي لفترة طويلة في اليوم اكثر من السابق وسلمى احيانأ أصبحت روية جدتي وسلمى مصدر إرهاق لي ما الفائدة اني أراها واعلم انها ليست هي؟ ما الفائدة مما تقوله لي جدتي وينتهي بإحراق المنزل او بمحاولة انتحار فاشلة ترهبني اكثر) ص85 ديفيد (تشاجرت مع جدتي ذات مرة” الم تموتي اذهبي عني اما ان تقتليني او تذهبي عني“) ص85 رومانسية (سلمى ”اقتربي مني اريد ان المسك اريد انظر إلى عينيك… تعالي اقتربي… ” فتهرب وتختفي مثل الشبح هي إذن شبح لا يراه احد الا انا وروز) ص85 الأموات (روز اختفت هي الاخرى ولن ارى لها خيالا مثلما حدث مع جدتي وسلمى لم تمت بعد لاني لا ارى الا الموتى) ص86. الزمن (أينما اذهب تذهب معي سلمى وجدتي وأخيرأ ظهرت معهما ايضأ صديقتي القديمة هنريت تقف في مدخل الشقة صامتة كما عادتها “هنريت؟!” صرخت. ” نعم… عزيزي ديفيد… انا هنريت…” (وضعت يدي على عيني اغمضتها قليلا وفتحتهما مجددأ وهي لاتزال واقفة في مكانها شبح اخر وإرهاق جديد) ص88 هنريت حبيبة ديفيد القديمة التي خانها بدا ديفيد يخاطبها لعلها تجد له طريقة جديدة للموت لينهي بها حياتة التي أصبحت مهزلة” هنريت… اريد ان اموت… اقصد ان يموت جسدي… اريد لهذا الجسد الدماغ العقل الروح او سمها ما شئت ان يرتاح الى الأبد… كل من اتمسك به لأظل عالقا في هذه الحياة يرحل … الم يكن امام الموت سوى سلمى؟… هنريت… قولي لي كيف لي ان اموت؟” ص88 كان شبح هنريت قد بدا يطارد ديفيد كانت واقفة متسمرة بالممر تنظر لديفيد او في مدخل المنزل (لماذا انت هنا ؟) سال ديفيد هنريت بغضب ” أين سلمى؟ سلمى.. سلمى.. جدتي.. أوما.. صرخت وانا أحدق بها لم يجبني احد. ضحكت هنريت ضحكتها كانت مستفزة وقحة (لم تكوني هكذا)..”” لقد احرقت نفسي” قالت اخيراً. ص89 .الوصايا بين سلمى وديفيد كانت بنكهة الموت (ديفيد حبيبي: اعرف اني ساموت قريبأ لكني سعيدة جدا انا اسعد امرأة بك أعدك باني سابقى معك) (لو استطعت ان تبيع لوحاتي اجمع النقود وأرسلها الى العراق كما كنّا نفعل انا وانت) (لم اتخيل اني ساموت هنا كنت أتمنى ان نعيش انا وانت وأهلي في العراق ان نموت هناك كما يجب ان لكل من يعيش في وطنة ان يموت فية) (انا بخير عندما اموت هل يجب ان ان أقول لك ذلك؟ انت تعرف اني بخير وسأكون بخير وسأكون معك سابقى دائما معك حبيبي دايفيد ص95. ديفيد ينصت للموسيقى.. سلمى يسمع صوتها من شعر الرضي:.. وبي شوق إليك أعل قلبي وما لي غير قربك من طبيب ص99. ختام/ تبتسم (اقتل نفسك… هيا… ماذا تنتظر؟!) (هلارحت سلمى قريبأ. ديفيد يتهيأ للموت ارتدى ملابسة وحذاءه وضع علبة الدواء الى جانبه ؟ بعد قليل؟ هل سنتحول الى فراشتين عصفورين؟). (أغمضت عيني وتوقف كل شيء الا صوت امي. اسمع بوضوح صوت امي” دايفيد ولدي لقد اشتقت لك“) ص 104- 105. أرض العراق رحم الأم الرحيم.
—