استذكر أدباء البصرة القاص والروائي يعرب السعيدي منوهين الى ان الساحة الأدبية العراقية خسرت كاتبا من كتابها المتميزين الذين اثروا المكتبة العراقية بالعديد من الروايات والقصص القصيرة والمقالات النقدية منذ نهاية الخمسينات وحتى تاريخ وفاته.
وقال الكاتب عبد الستار العاني ” كان وقع خبر وفاة السعيدي علي، مثل صاعقة أفقدتني صوابي ، لحظتها أحسست ان الدموع تحولت الى قطرات دم راحت تتسرب من عيوني”.
واضاف “لم تكن علاقتي به عابرة بل هي حصيلة خمس وعشرين عاما ائتلفتا فيها روحانا شدهما الحب والأخوة الصادقة، التقينا كثيرا وتحدثنا طويلا وفي كل جلسة كان يطيب له ان استحضر اسماء واسماء من زملائنا الأدباء ، كنت اقرأ في عينيه كل الحب والاعتزاز بهم ، بعد ها يمضي لينحت من أسمائهم كؤوسا كنا نرتشف منها خمرة إبداعاتهم بعد ان نقطرها من نتاجاتهم .”
وأقام اتحاد الأدباء جلسة تأبينية لمناسبة اربعينية الراحل تضمنت الجلسة شهادات وقراءات ومداخلات قدمها عدد من الأدباء منهم علي نوير وجاسم العايف واحمد جاسم وعبد الغفور النعمة ومقداد مسعود وعبد السادة البصري وغيرهم ، وكان اتحاد الأدباء في البصرة نعى القاص والروائي يعرب السعيدي الذي توفي صباح الجمعة (22/1/2010) بعد صراع مع مرض عضال.
وتابع العاني مستذكرا الراحل ” احتضنني كثيرا، وشجعني وساعدني على إصدار مجموعتي الأولى دبابيس، وقد أصر ان يترك بصمته الوردية حين كتب مقدمة المجموعة والتي عبر فيها عن رأيه ومشاعره الإنسانية الرقيقة بأنفاس حلوة عذبة ،حين أسقطها في أعماقي ولن أنساها أبدا.”
من جانبه الشاعر علي نوير ” منتصف الستينات في متوسطة الأصمعي كنت وزميلي الصديق احمد حسن مطر والذي اختصر اسمه الى احمد مطر الشاعر المعروف نجلس في نهاية الصف الثالث متوسط على ما اذكر.”
وأضاف “نصغي الى القادم الجديد مدرس مادة التربية الإسلامية كان صوت الأستاذ يعرب السعيدي جهيرا يطرق أسماعنا بثقة العارف حيث جاءنا منسبا من التعليم الابتدائي مع زميلة القاص والروائي المعروف إسماعيل فهد إسماعيل الذي اختص هو الآخر بتدريس مادة الرسم ومعهما القادم الاخر خريج كلية الآداب مدرس اللغة العربية القاص الراحل كاظم الأحمدي.”
وتابع ” تلك كانت سنوات التعرف الاول على سحر الكلمات العجيب بالنسبة لنا كطلاب في مدرسة منسية في حي شعبي وعن طريق اساتذة اكفاء لهم صلة حقيقية بعالم الادب.. لم انس للراحل السعيدي تلك الطريقة المثلى في القاء الدرس وبنبرة مدربة جيدا، مما يجعل الدرس المنهجي درسا اخر في فن الالقاء النموذجي.”
وزاد “وبعد عشر سنوات جمعتي مع الراحل مناسبة اخرى وفي مكان اخر، هي فوزنا بجائزة مسابقة ادبية و كانت تعدها إذاعة صوت الجماهير، انا بجائزة الشعر وهو بجائزة القصة والمكان هو كافتريا الإذاعة في الصالحية ببغداد عام 1975″.
واردف “كان لقائي به هذه المرة لقاء العارف بفضله والمتابع لما ينشره من قصص وأراء ومتابعات في المجلات واخص منها مجلة الآداب البيروتية وشاءت الصدفة ان يكون ثالثنا أستاذي القاص والروائي كاظم الأحمدي الفائز الاخر بجائزة القصة في هذه المسابقة مما جعل المناسبة بالنسبة لي تحديدا طعما اخر لم انسه ما حييت”.
واستطرد “ثم يمر عقدان او أكثر من السنوات لم التقي بهما إلا مصادفة وذلك لعزوفي للمشاركة في الأنشطة الأديبة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وفي مساء ليس ببعيد في أوائل عام 2004 وفي مقهى الأدباء يوم كان منطلقنا بعد التغيير فوجئت بالراحل وهو يدني مجلسه مني ويحييني بتحية مهذبة كانت جواز المرور الى كل ما احمله من ود صادق لهذا الراحل الكبير.”
وخلص “وللحقيقة المجردة أقولها ان ماكتبه الراحل عني وعن عدد من زملائي الشعراء هو بداية لمشروع نقدي حقيقي كنا نامل لو اكتمل ليكون درسا لنا في القراءة الجادة والمتأنية فيما هو جدير في القراءة والدرس … رحم الله ابا الحارث فقد كان مثالا في رجاحة العقل وسمو الاخلاق وصدق المشاعر.”
اما الناقد جميل الشبيبي “بوفاة السعيدي فقدت الساحة الأدبية العراقية كاتبا من كتابها المتميزين الذين اثروا المكتبة العراقية بالعديد من الروايات والقصص القصيرة والمقالات النقدية منذ نهاية الخمسينات وحتى تاريخ وفاته”. مشيرا الى انه “كان أديبا مثقفا، عارفا بدقائق لغته العربية ومستثمرا إمكاناتها في الكتابة الأدبية، ودقيقا في اختيار مفرداته، وكتب رواياته وقصصه بلغة منضبطة وبسيطة بما يسمى بالسهل الممتنع”.
وأضاف الشبيبي “استطاع من خلال لغته الشفافة أن يصور مدينة البصرة، ويسبغ على معاناتها في الحروب بشكل خاص شكلا شفيفا من الحزن والأسى منتصرا لمعاناة أبطاله الذين كانوا يمثلون شرائح المجتمع العراقي من المثقفين والكسبة، وأضفى على معاناتهم في الحرب بطولة تشي بموقفه من هذه الحرب المفروضة على شعبه من داخل الوطن او من خارجه ومصورا أحداثها بما يؤكد البطولة والاستبسال في الدفاع عن وطنه. ”
وزاد “اتسمت كتاباته النقدية بالجدية في تناول الأعمال الأدبية التي أنتجتها أقلام الأدباء الشباب في مدينة البصرة بشكل خاص من خلال شعور مرهف بما لهذه المدينة من عمق حضاري وثراء أدبي ولغوي يضاف إلى إمكانات الإبداع في الشعر والقصة والرواية والفن”
ولفت إلى ان الروائي والناقد يعرب محمود السعيدي” يبقى مبدعا أصيلا في كتاباته وحياته التي كرسها للأدب والثقافة فأنتج نصوصا كانت تتسم بحلاوة النسج وطعم التصوير وبراعة السرد الذي خالطته شعرية واضحة بنفس من التصوير البارع الشفيف للأشياء، لاسيما في روايته (النخل يا مدينة المدن)، التي برع فيها بتصوير العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة في مشابهة للعلاقة العاطفية بين النخل الذكر والأنثى”
والراحل يعرب السعيدي من مواليد 1938، كانت له إسهامات فاعلة في الثقافة البصرية فهو من جيل الستينات اصدر عدد من المجاميع القصصية والروايات فضلا عن كتاباته النقدية في الصحف العراقية، وهو احد الأعمدة الرائدة والفاعلة في الساحة الثقافية البصرية .
واضاف “لم تكن علاقتي به عابرة بل هي حصيلة خمس وعشرين عاما ائتلفتا فيها روحانا شدهما الحب والأخوة الصادقة، التقينا كثيرا وتحدثنا طويلا وفي كل جلسة كان يطيب له ان استحضر اسماء واسماء من زملائنا الأدباء ، كنت اقرأ في عينيه كل الحب والاعتزاز بهم ، بعد ها يمضي لينحت من أسمائهم كؤوسا كنا نرتشف منها خمرة إبداعاتهم بعد ان نقطرها من نتاجاتهم .”
وأقام اتحاد الأدباء جلسة تأبينية لمناسبة اربعينية الراحل تضمنت الجلسة شهادات وقراءات ومداخلات قدمها عدد من الأدباء منهم علي نوير وجاسم العايف واحمد جاسم وعبد الغفور النعمة ومقداد مسعود وعبد السادة البصري وغيرهم ، وكان اتحاد الأدباء في البصرة نعى القاص والروائي يعرب السعيدي الذي توفي صباح الجمعة (22/1/2010) بعد صراع مع مرض عضال.
وتابع العاني مستذكرا الراحل ” احتضنني كثيرا، وشجعني وساعدني على إصدار مجموعتي الأولى دبابيس، وقد أصر ان يترك بصمته الوردية حين كتب مقدمة المجموعة والتي عبر فيها عن رأيه ومشاعره الإنسانية الرقيقة بأنفاس حلوة عذبة ،حين أسقطها في أعماقي ولن أنساها أبدا.”
من جانبه الشاعر علي نوير ” منتصف الستينات في متوسطة الأصمعي كنت وزميلي الصديق احمد حسن مطر والذي اختصر اسمه الى احمد مطر الشاعر المعروف نجلس في نهاية الصف الثالث متوسط على ما اذكر.”
وأضاف “نصغي الى القادم الجديد مدرس مادة التربية الإسلامية كان صوت الأستاذ يعرب السعيدي جهيرا يطرق أسماعنا بثقة العارف حيث جاءنا منسبا من التعليم الابتدائي مع زميلة القاص والروائي المعروف إسماعيل فهد إسماعيل الذي اختص هو الآخر بتدريس مادة الرسم ومعهما القادم الاخر خريج كلية الآداب مدرس اللغة العربية القاص الراحل كاظم الأحمدي.”
وتابع ” تلك كانت سنوات التعرف الاول على سحر الكلمات العجيب بالنسبة لنا كطلاب في مدرسة منسية في حي شعبي وعن طريق اساتذة اكفاء لهم صلة حقيقية بعالم الادب.. لم انس للراحل السعيدي تلك الطريقة المثلى في القاء الدرس وبنبرة مدربة جيدا، مما يجعل الدرس المنهجي درسا اخر في فن الالقاء النموذجي.”
وزاد “وبعد عشر سنوات جمعتي مع الراحل مناسبة اخرى وفي مكان اخر، هي فوزنا بجائزة مسابقة ادبية و كانت تعدها إذاعة صوت الجماهير، انا بجائزة الشعر وهو بجائزة القصة والمكان هو كافتريا الإذاعة في الصالحية ببغداد عام 1975″.
واردف “كان لقائي به هذه المرة لقاء العارف بفضله والمتابع لما ينشره من قصص وأراء ومتابعات في المجلات واخص منها مجلة الآداب البيروتية وشاءت الصدفة ان يكون ثالثنا أستاذي القاص والروائي كاظم الأحمدي الفائز الاخر بجائزة القصة في هذه المسابقة مما جعل المناسبة بالنسبة لي تحديدا طعما اخر لم انسه ما حييت”.
واستطرد “ثم يمر عقدان او أكثر من السنوات لم التقي بهما إلا مصادفة وذلك لعزوفي للمشاركة في الأنشطة الأديبة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وفي مساء ليس ببعيد في أوائل عام 2004 وفي مقهى الأدباء يوم كان منطلقنا بعد التغيير فوجئت بالراحل وهو يدني مجلسه مني ويحييني بتحية مهذبة كانت جواز المرور الى كل ما احمله من ود صادق لهذا الراحل الكبير.”
وخلص “وللحقيقة المجردة أقولها ان ماكتبه الراحل عني وعن عدد من زملائي الشعراء هو بداية لمشروع نقدي حقيقي كنا نامل لو اكتمل ليكون درسا لنا في القراءة الجادة والمتأنية فيما هو جدير في القراءة والدرس … رحم الله ابا الحارث فقد كان مثالا في رجاحة العقل وسمو الاخلاق وصدق المشاعر.”
اما الناقد جميل الشبيبي “بوفاة السعيدي فقدت الساحة الأدبية العراقية كاتبا من كتابها المتميزين الذين اثروا المكتبة العراقية بالعديد من الروايات والقصص القصيرة والمقالات النقدية منذ نهاية الخمسينات وحتى تاريخ وفاته”. مشيرا الى انه “كان أديبا مثقفا، عارفا بدقائق لغته العربية ومستثمرا إمكاناتها في الكتابة الأدبية، ودقيقا في اختيار مفرداته، وكتب رواياته وقصصه بلغة منضبطة وبسيطة بما يسمى بالسهل الممتنع”.
وأضاف الشبيبي “استطاع من خلال لغته الشفافة أن يصور مدينة البصرة، ويسبغ على معاناتها في الحروب بشكل خاص شكلا شفيفا من الحزن والأسى منتصرا لمعاناة أبطاله الذين كانوا يمثلون شرائح المجتمع العراقي من المثقفين والكسبة، وأضفى على معاناتهم في الحرب بطولة تشي بموقفه من هذه الحرب المفروضة على شعبه من داخل الوطن او من خارجه ومصورا أحداثها بما يؤكد البطولة والاستبسال في الدفاع عن وطنه. ”
وزاد “اتسمت كتاباته النقدية بالجدية في تناول الأعمال الأدبية التي أنتجتها أقلام الأدباء الشباب في مدينة البصرة بشكل خاص من خلال شعور مرهف بما لهذه المدينة من عمق حضاري وثراء أدبي ولغوي يضاف إلى إمكانات الإبداع في الشعر والقصة والرواية والفن”
ولفت إلى ان الروائي والناقد يعرب محمود السعيدي” يبقى مبدعا أصيلا في كتاباته وحياته التي كرسها للأدب والثقافة فأنتج نصوصا كانت تتسم بحلاوة النسج وطعم التصوير وبراعة السرد الذي خالطته شعرية واضحة بنفس من التصوير البارع الشفيف للأشياء، لاسيما في روايته (النخل يا مدينة المدن)، التي برع فيها بتصوير العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة في مشابهة للعلاقة العاطفية بين النخل الذكر والأنثى”
والراحل يعرب السعيدي من مواليد 1938، كانت له إسهامات فاعلة في الثقافة البصرية فهو من جيل الستينات اصدر عدد من المجاميع القصصية والروايات فضلا عن كتاباته النقدية في الصحف العراقية، وهو احد الأعمدة الرائدة والفاعلة في الساحة الثقافية البصرية .