بورترية- حي بن سلمان- ق.ق.ج
ابو طالب البوحية
الدوائر تدور ، وتحل معها أشكال متناقضة من الأوصاف ، وبين كل دائرة ومثيلتها ، تتجمع أحاديث هنا وهناك ، عن الفتى الأبيض ، يقول احدهم انه رآه ماشياً على النهر دون أن تكون قدماه على قارب أو صفيح طافٍ ، وحين خرج إلى ضفة القائل لم يشاهد بللاً بقدميه رغم أن النهار في أبهى شبابه ، وعليّة المهدية ، التي كانت تطعم القطط والكلاب وتحرم حالها من غذاء يسد جوعها كانت تطعم في أحدى الليالي المقمرة قطة فضية وحين مالت القطة نحو كعب قدم عليّة سمعت صوت حي بن سلمان يقول ، أطعميها فإنها طريقك الذي لا يخطأ الهدف ، ارتعشت بعدها خوفاً ولم تخرج لأيام من بيتها العتيق ، أما عزرا حمدان فأنه حارس للسوق القديم حين أيقظه الفزع من صوت النيران التي تأكل دون شبع ما تبقى من محل الأصواف والأقمشة القابع في آخر السوق لم ينطق ببنت شفة لأنه لحظ صاحبنا حي وهو ينفخ ببوق مقوس لتنطفئ النار ، فيتضح خيط الصبح ، فيتهم عزرا بالكذب لان لا حريق صار ولا احد سمع صوت بوق .
وبقي حي بن سلمان يزور كل أبناء القرية ولا شاهد يؤكد هذه الزيارات .