وأنا أسمع خبر فوز الناقدة د. سوسن البياتي بجائزة الشارقة للإبداع غمرني الزهو كثيرا فهذا الفوز يؤكد على أصالة الإبداع العراقي من ناحية ومن ناحية اخرى هو إستحقاق وإنصاف لهذا الإبداع الذي تمثل بالمبدعة سوسن البياتي وهي تكسر الطوق الأكاديمي وتخرج من إطاره الضيق لتطلق لأجنحة رؤاها العنان وأول الغيث هو جائزة الشارقة التي حصدتها في دراستها الموسومة (المغامرة السردية “جماليات التشكيل القصصي” رؤية فنية في مدونة فرج ياسين القصصية حيث فازت من بين (423) اديبا وقاصا وشاعرا وناقدا عربيا شاركوا في مسابقة الابداع العربي، اذ بلغت المشاركات القصصية (132) مشاركة، فيما بلغت مشاركات النقد الادبي (9) مشاركات خصصت لدراسة المعايير الجمالية والمغامرة النصية (القصة القصيرة نموذجاً).
، ويعتبر هذا الفوز إنصافا للمنجز الإبداعي للقاص فرج ياسين الذي اشتغل على مشروعه الابداعي القصصي لسنوات طويلة مخلصا له مبتعدا عن بهرجة الأضواء ، فكان هذا الفوز بحق فوزان فالأول يحسب للناقدة البياتي وهي التدريسية في كلية الآداب في جامعة تكريت حيث اشتغلت على مشروعها النقدي إشتغالا جادا تمثل في إصدارها للعديد من البحوث والدراسات النقدية نذكر منها كتابها المشترك مع د. محمد صابر عبيد (الكون الروائي ـ قراءة في الملحمة الروائية (الملهاة الفلسطينية) لإبراهيم نصرالله. والعديد من الاصدارات الأخرى التي تناولت فيها تجارب إبداعية برؤية نقدية حديثة تفيد من كل المعطيات الأكاديمية وتضيف عليها روح التجديد والإبتكار ، اما الفوز الثاني فهو للقاص فرج ياسين بما شكلته مدونته القصصية من علامة فارقة في القصة العراقية والعربية على حد سواء مؤكدا أن البقاء للنص الحقيقي الذي لايولد من فراغ والذي يتكيء على تجربة حقيقية راسخة تمثلت في منجز ابداعي قصصي كبير يحمل إسم فرج ياسين .
يمكن اعتبار هذا الفوز نافذة ودعوة مفتوحة لأكادميينا للخروج من الإطار التعليمي نحو آفاق أكثر رحابة وشمولية فالإبداع لاحدود له ولايخضع لمسميات أكاديمية بل طائر يفرد جناحيه في أفق واسع يتسع للجميع .