كان فتى مهاجراً جوار مركز شرطة العشار، مبتعداً عن مديرية أمن البعث، ومبتعداً عن المسجد في البصرة القديمة..، أقام فوق متجر (تسجيلات شرهان گاطع) الكائنة في البصرة عشار – ساحة أم البروم – في فندق العروبة الكبير، متصرفية البصرة/ محافظة البصرة. الجوار حي البجاري.. ساحة ام البروم الشهيرة من معالم مدينة البصرة، سميت بهذا الاسم نسبة الى البرم (القدر الكبير)/ الصفرية، نصبت البروم خلال مجاعة البصرة الكبيرة عام 1875م في المقبرة لاطعام الجياع. وكانت مقبرة لاهالي العشار، لكن بعد تطور مدينة العشار منع الدفن في المقبرة في زمن متصرف البصرة/ محافظ البصرة (تحسين علي) عام 1933م حتى ازيلت المقبرة. في الفندق كان يصطك سمعه الرهيف إلى المطرب الشعبي الراحل (فاهم الجميلي) بأغنيته (علاوي يا علاوي) الشهيرة في سبعينيات القرن الماضي، علاوي عيونه سوده والوجه حنطاوي، جوزي قميصه وبيه مطرَّز وردة)..، ولد عام 1955م ونشأ في البصرة القديمة (جمال جعفر أبو مهدي المهندس) – قبل أن يضطر يهاجر جنوبا إلى الجوار الكويتي .
رواية فندق السلام، للأستاذ محمد سعد جبر الحسناوي، وثيقة تاريخية، في لقاء مع كاتبها ليجيب على أسئلة زاهد الحمزاوي:
{لماذا فندق السلام؟ هل هو إيحاء لما حصل في ذلك المكان؟
– إنَّه أكثر ما أن يكون إيحاء لما حصل في ذلك المكان ، إنَّه صورة لما حصل في النجف الأشرف بل هو مأساة مدينة كاملة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنىً، إنَّه الموت والقتل الجماعي والاستباحة التامة والانتهاك لحرمات الأنسان ومقدساته، فندق السلام صورة مصغرة لوحشية النظام التي ما رسها مع هذه المدينة، في هذا المكان أعتقل أغلب رجال الحوزة العلمية من السيد الخوئي والسيد السيستاني والسيد الصدر إلى أصغر طالب عمراً في الحوزة بالإضافة إلى أبناء النجف من الشباب والشيوخ والنساء، ثمَّ رحلوا من هناك إلى المقابر الجماعية وسجون النظام حيث مورست معهم أبشع أنواع التعذيب.{هل تعتقد ان رواية فندق السلام استوفت شروط الرواية، ونحن نعرف انها امتداد لجيل كامل او اجيال؟
– فندق السلام لو لم تستوفِ شروط الرواية لما أطلقت عليها أنا ولا النقاد (رواية)، بل في رواية فندق السلام أدخلت نصوصاً لم يُذكر مثلها في الروايات التاريخية كنصوص البيانات والنصوص التي نشرت في جريدة الجمهورية التي أصدرناها أيام الأنتفاضة الشعبانية ، ما أعطى مصداقية عالية للخبر التاريخي والتي جعلت الرواية تُعتمد من قبل بعض الأكاديميين كوثيقة تاريخية، ثمَّ أن الرواية التاريخية تختلف كثيراً في طريقة كتابتها عن الروايات الأخرى سواء العلمية أو الاجتماعية التي تعالج قصص الحب والغرام ومشكلات الناس والقصص البوليسية، لأن الكاتب في هذه الروايات يكون الفضاء أمامه مفتوحاً ويمتلك مساحة خيال لا حدود لها وبإمكانه أن يختصر أو يطيل كما هو الحال في ما نراه اليوم من القصص التركية والهندية أما الرواية التاريخية فأنَّها تختلف وهي أكثر صعوبة لإنها تعالج مشكلات عالقة في أذهان الناس أي في ذاكرتهم ومعروفة لديهم، وكذلك وجود وثائق ونصوص ثابتة لايمكن التلاعب بها كبيانات السيد الخوئي والسبزواري مثلاً، في رواية فندق السلام وكذلك الزمن يكون محدوداً وعلى الكاتب أن يدور في حدوده، بينما الروايات الأخرى ممكن مدَّ الزمن أو تقليصه أي يمتلك الكاتب حرية زمنية بالإضافة إلى صعوبة الربط بين الأحداث التاريخية والخيال كل هذه النقاط تكون قيوداً تحدد الكاتب، وتُضيّق عليه المساحة التخيلية ورواية فندق السلام من هذا النوع وهي تناولت احداثاً معروفة لدى الناس أي هناك مَن مازال حيّاً وهو قد عايش هذه الأحداث وذاق مرارتها فقد عايش الكثير ممن هم في أعمارنا أحداث الانتفاضة الشعبانية، وما حدث من معارك شرسة ضدَّ الطغاة، ثمَّ السيطرة على كلِّ مؤسّسات الدولة فيها من قبل أبناء النجف الأشرف.
{الا تعتقد ان ماكتبته واسميته رواية هو مجرد ذكريات عبرت فيها عن وجهة نظرك الخاصة او مارافقته من احداث؟
– لا، أبدا، وإنما هي رواية بكل ما تحمل الرواية من مميزات وأساليب وبناء وشخوص وزمن وأماكن متعددة.
{هل ترى انك كنت حياديا في نقل الحقائق، ولم تتدخل سواء بصورة عملية فعلية او عاطفية؟
– كنت حيادياً جداً حتى في ذكر الشخصيات سواء الدينية أو شخصيات المجاهدين وكانت أصر على نقل الحقائق والتأكد من صحَّتها من أكثر من ثلاث شخصيات ثمَّ أبدأ بتسجيلها، كانت الحقائق التاريخية تأخذ ما نسبته 75% وماتبقى فهو خيال الكاتب في تحسين النص وجماليته واعطائه مقبولية عالية في عين القارئ
{ارى ان من المخل بالتقنية الفنية ذكر الاسماء بصورة صريحة، فلم تستعمل جانب الاخفاء والاستبدال برموز غيرها؟
– أرى عكس ذلك، ذكر الأسماء الحقيقية أعطى أولاً مصداقية عالية للرواية وهي رواية تاريخية تحتاج إلى مثل هذا الأمر، وثانياً أنَّها لم تكن جميعها أسماء حقيقية، وأعتقد أن ذكر أسماء العلماء صريحة وهذا يحدث أول مرَّة في تاريخ الحوزة العلمية أعطى الرواية قيمة عليا.
{جسدت القصة تاريخ شعب في فترة عصيبة جدا، وكانت اللغة سلسة جدا وواضحة ومفهومة، هل تعمدت ذلك؟
– القصة الواقعية وخاصة التاريخية تحتاج إلى الوضوح وقد يُجبر الكاتب على التقريرية أحياناً لأيصال الحقيقة التاريخية.
{هل اول مرة تكتب الرواية؟ وهل تدرجت في كتابة الاقصوصة والقصة القصيرة والطويلة ثم الرواية؟
– هي أول رواية كتبتها، لكني كتبت قبلها مجموعتي القصصية (سناء) وصدرت عن دار تموز في سوريا
{فندق السلام عمل روائي خطير جدا لأنه يمثل حقبة زمنية حرجة، فتحتاج الى استعداد نفسي، فهل عانيت في خوض هذه التجربة وكيف؟
– كتابة رواية فندق السلام كان عملاً شاقاً جداً، لأنك تكتب ميدانياً، عليك أن تلتقي وتسمع وتنقي وتمحِّص ثمَّ تكتب مع مراعات زمن الأحداث وترابطها، إنَّه عمل شاق.
{كيف استقبل النقاد روايتك ، بين القادح والمادح، وماهي اعمالك التي تناولها النقاد، وهل من اشارة يمكن ان تخبرنا عنها لناقد؟
– لقد تناول النقاد مجاميعي الشعرية والقصصية منهم الناقد عبدالرضا جبارة والناقد علوان السلمان وهنا أنقل إليك ما قاله الناقد المبدع علي حسن الفواز عن رواية فندق السلام، قال: تضع رواية فندق السلام الوثيقة التاريخية أمام القراءة، وأمام شهادة فاضحة لرعب السلطة، ولخفايا أحداثٍ ظلَّت ضمن النصوص السريَّة للمقموع والمسكوت عنه، مثلما تضعنا إزاء يوميات مدينة تفكّر بنصوصها المضادة، وتفكِّر بأرواح أبطالها الذين استنطقوا الواقع، واستلهموا القوَّة السامية للمقدَّس، واستعادوا عِبرَ سِيَرِ أحلامِهم وعِشقِهم سيرةَ الحياة في المدينة الخالدة.وكذلك ما قاله الناقد المبدع جاسم عاصي، قال: في هذه الرواية حاول الكاتب أن يكون متوازن الموقّع؛ بين أن يكون النص أميناً للتأريخ وبين أن تكون للنص علاقة بنيوية تخص فن الرواية. وحصل هذا بما وفَّره الكاتب من تحقيق وحدات منها الكيفية التي تعامل من خلالها مع الزمان والمكان من جهة، وتفعيل مركزيّة النص باختيار علاقات مكمِّلة للعلاقة المركزيّة بين نموذجين. كذلك التوفّر على انتقالات زمنية حفلت بتغيّر الأمكنة، وهي في مجملها أمكنة طاردة أو مفعمة بالعنف والقسوة والامتحان الصعب. إنَّ إدارة الأحداث رشَّحت النص إلى أن يبتعد عن كونه نصّاً مكتفياً بالتسجيل، باتجاه نصٍ فنِّيٍ مكتفٍ بذاته.الناقد علوان السلمان القصة القصيرة جنس أدبي يتميز برؤاه وتقنياته الفنية وأسسه الجمالية وخصائصه في التكثيف والتركيز واستخدام الدلالات والرموز ومظاهر الأخيلة. و(سناء) المجموعة القصصية الصادرة عن شركة المارد في النجف الأشرف /2011 والتي نسجتها أنامل مهندس المنظورات والمجسمات محمد سعد جبر الحسناوي والتي تضمنت عشر قصص تتراوح بين القصة القصيرة والقصيرة جداً رغم الفوارق البنائية واختلاف المقاصد ومدى التأثير في المتلقي.. فيها مدار القص يدور حول (الحلم ـ الموت ـ الحياة ) مع اهتمام بالتفاصيل اليومية في القصة القصيرة لشحن الطاقة السردية بروح حسية متداخلة مع مخيلة النص المنتجة للمشهدية ودرامية متجهة صوب الصعود بعمق نسجها السردي
{هل لك مؤلفات أخرى؟
– نعم لدي
1 ـ ديوان الحسناوي صدر عام 2000
2 ـ لو ينته الحب ج مجموعة شعرية 1/ 2009
3ـ لو ينتهي الحب ج2 مجموعة شعرية/ 2015
4 ـ سناء مجموعة قصصية 2009.
—