هَلْ أَنْتَ يَا حُبُّ
وَدَاعٌ مُسْتَرْسِلٌ بِلاَ نِهَايَةٍ؟
أَنْ نَعِيشَ، مِنَ البِدَايَةِ، يَعْنِي أَنْ نَفْتَرِقَ.
خِلاَلَ نَفْسِ اللِّقَاءِ
بِالضَّوْءِ، بِالشِّفَاهِ،
يَسْتَشْعِرُ القَلْبُ
الحُزْنَ بِحَتْمِيَّةِ أَنْ يَكُونَ أَعْمَى وَ وَحِيدًا ذَاتَ يَوْمٍ.
الحُبُّ هُوَ تَأْخِيرٌ عَجِيبٌ لِنِهَايَتِهِ نَفْسِهِ:
هُوَ إِطَالَةُ الحَدَثِ السِّحْرِي الكَامِنِ
فِي أَنْ يَظَلَّ الوَاحِدُ وَ الوَاحِدُ اثْنَيْنِ، ضِدًّا
عَلَى خَطِيئَةِ الحَياَةِ الأُولَى.
بِالقُبَلَاتِ،
بِالأَسَى وَ الصَّدْرِ، تُفْتَحُ
عَبْرَ مَعَارِكَ حَامِيَّة ِالوَطِيسِ، فِي غَمْرَةِ لَذَّاتٍ
شَبِيهَةٍ بِاللَّعِبِ،
أَيَّامٌ، أَرَاضٍ وَ فَضَاءَاتٌ سِحْرِيَّةٌ،
فِي وَجْهِ الانْفِصَالِ المُنْتَظَرِ،
شَقِيقِ المَوْتِ أَوِ المَوْتِ نَفْسِهِ.
كُلُّ قُبْلَةٍ مِثَالِيَّةٍ تَقْصِي الزَّمَنَ،
تَتْرُكُهُ فِي الخَلْفِ، وَ تُوَسِّعُ العَالَمَ الصَّغِيرَ
حَيْثُ لاَ يَزَالُ التَّقْبِيلُ أَمْرًا مُمْكِنًا.
لَا فِي المَكَانِ وَ لَا فِي النِّهَايَةِ
تَكْمُنُ قِمَّةُ الحُبِّ:
بَلْ فِي مُقَاوَمَةِ الافْتِرَاقِ
عِنْدَمَا يُحِسُّ المَرْءُ أَنَّهُ
عَارٍ تَمَامًا وَ هُوَ يَرْتَعِشُ.
وَ الافْتِرَاقُ لَيْسَ عِنْدَمَا
تَتَبَادَلُ الأَذْرُعُ أَوِ الأَصْوَاتُ
الوَدَاعَ بِإِشَارَاتٍ مَحْسُوسَةٍ.
بَلْ يَكْمُنُ فِي مَا قَبْلُ، وَ فِي مَا بَعْدُ.
عِنْدَمَا تَقْتَرِبُ الأَيْدِي، وَ نَتَعَانَقُ،
لَيْسَ أَبَدًا مِنْ أَجْلِ أَنْ نَفْتَرِقَ،
بَلْ لِأَنَّ الرُّوحَ تَسْتَشْعِرُ عَلَى نَحْوٍ أَعْمًى
بِأَنَّ الطَّرِيقَةَ المُمْكِنَةَ لِلْعَيْشِ مَعًا،
هِيَ وَدَاعٌ طَوِيلٌ، شَفَّافٌ،
وَ أَنَّ الحَقِيقَةَ الكُبْرَى هِيَ الرَّحِيلُ.
*القصيدة في الأصل الإسباني:
Serás, amor…
¿Serás, amor
un largo adiós que no se acaba?
Vivir, desde el principio, es separarse.
En el mismo encuentro
con la luz, con los labios,
el corazón percibe la congoja
de tener que estar ciego y sólo un día.
Amor es el retraso milagroso
de su término mismo:
es prolongar el hecho mágico
de que uno y uno sean dos, en contra
de la primer condena de la vida.
Con los besos,
con la pena y el pecho se conquistan,
en afanosas lides, entre gozos
parecidos a juegos,
días, tierras, espacios fabulosos,
a la gran disyunción que está esperando,
hermana de la muerte o muerte misma.
Cada beso perfecto aparta el tiempo,
le echa hacia atrás, ensancha el mundo breve
donde puede besarse todavía.
Ni en el lugar, ni en el hallazgo
tiene el amor su cima:
es en la resistencia a separarse
en donde se le siente,
desnudo altísimo, temblando.
Y la separación no es el momento
cuando brazos, o voces,
se despiden con señas materiales.
Es de antes, de después.
Si se estrechan las manos, si se abraza,
nunca es para apartarse,
es porque el alma ciegamente siente
que la forma posible de estar juntos
es una despedida larga, clara
y que lo más seguro es el adiós.
*شاعر وكاتب مسرحي وأديب إسباني مشهور ولد بمدريد في 27 نوفمبر من سنة 1891. ينتمي إلى جيل 27 ويعد أحدَ كبارِ مؤسسي هذه الحركة الشعرية الإسبانية في ذلك الوقت. اشتهر بأعماله الشعرية مثل” فأل” عام 1923 وباكورة الثلاثية الشعرية عن الحب ” لك حق الكلام” التي بدأت عام 1933 وتضمنت ” علة الحب” عام 1936 و “نواح طويل ” عام 1938، بالإضافة إلى العديد من المقالات مثل ” قدر محتوم” عام 1929 المنشورة في مجلة ” أوكسيدنتي “. وتأثر كثيرا بأعمال الكاتب الفرنسي مارسيل بروست، مما جعله يقوم بنقل ومحاكاة مؤلفه الشهير “بحثا عن الزمن الضائع “إلى اللغة الإسبانية. وتوفي في بوسطن في 4 ديسمبر1951. و هذه القصيدة التي قمنا بنقلها إلى اللغة العربية ها هنا تنتمي إلى ديوانه الموسوم بعنوان: “علة الحب” الصادر سنة 1936. و في هذه القصيدة يعبر هذا الشاعر الكبير عن ماهية الحب بالنسبة إليه.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.
—