( 1 )
مشمشة قطة صغيرة .. تسكن فى الريف داخل مزرعة الحيوانات .. مع أمها القطة بسبسة الكبيرة .. قطة المزرعة الأليفة .. مشمشة كانت قطة عنيدة ومشاغبة .. ترتكب الكثير من الحماقات .. وتسبب المشاكل بسبب أفعالها الخاطئة
مما جعل جميع حيوانات المزرعة غاضبين منها .. لذلك كانت تتعرض دائما لعقاب أمها .. وغضب صاحب المزرعة منها
( 2 )
فى أحد الأيام .. أشرقت الشمس .. وأرسلت أشعتها الذهبية وأضائت الدنيا .. إستيقظت القطة مشمشة من نومها .. فلم تجد أمها فى المنزل
لقد ذهبت مبكرا لتحضر لها طعام الإفطار .. القطة مشمشة أخذت تنظر حولها فى حذر .. ثم قالت لنفسها فى حماقة :-
ــــ هذه فرصة عظيمة .. سوف أتسلل من المنزل .. وأعود على الفور .. دون أن تعلم أمى .. أريد أن أصطاد كتكوتا سمينا .. حتى أثبت للجميع أنى قطة ماهرة .. لكنى حتى الآن لم أرى كتكوتا فى حياتى .. كيف ساستطيع الإمساك به .. دون ان اعرفه من قبل
( 3 )
تسللت القطة مشمشة إلى الخارج .. وتركت باب المنزل مفتوحا فى إهمال .. وكان هذا خطئا كبيرا .. وإنطلقت تجرى فى المزرعة الفسيحة بمفردها
وكانت كل الحيوانات مشغولة فى عملها .. وعندما إقتربت من إحدى الحظائر .. وجدت بقرة كبيرة .. تأكل بعض الحشائش الخضراء .. فأخذت تحدث نفسها قائلة :-
ــــ لابد أن هذا هو الكتكوت السمين
إستعدت القطة مشمشة .. ثم قفزت تجاه البقرة .. وبدئت تهاجمها ..
وهى تقول :-
ــــ قف فى مكانك .. سوف أصطادك أيها الكتكوت السمين الكبير
( 4 )
نظرت البقرة الى القطة مشمشة بإندهاش .. ثم إبتسمت .. وأخذت تضحك بصوت مرتفع .. وقالت بعد ذلك :-
ــــ لست كتكوتا صغيرا يا عزيزتى .. أنا بقرة كبيرة .. يربيها صاحب المزرعة .. لتعطيه اللحم واللبن
أما الكتكوت فهو صغير الحجم .. وله ريش أصفر .. وعندما يكبر يصبح دجاجة .. تبيض بيضا طازجا .. أو ديكا يؤذن فى الصباح الباكر .. ليوقظ صاحب المزرعة من نومه
عودى إلى منزلك يا صغيرتى .. وإتركى الصيد لأمك .. لأن الذى يتدخل فيما لا يعنيه .. يقع فى المشاكل
( 5 )
لم تأخذ مشمشة بنصيحة البقرة الطيبة .. وتركتها على الفور .. وهى مصممة على إصطياد الكتكوت
وظلت تبحث فى كل ركن من المزرعة عنه .. سمعت مشمشة صوت أقدام تجرى مسرعة .. فذهبت ناحية الصوت
فوجدت حمارا يجرى بسرعة .. ذاهبا إلى الحقل .. ليعمل مع صاحب المزرعة .. فلا يجب أن نؤخر عملنا .. فقالت لنفسها :-
ــــ ها هو الكتكوت يهرب .. بعد أن شعر أنى أبحث عنه
إنطلقت مشمشة تطارد الحمار .. وهى تصيح قائلة :-
ــــ إنتظر أيها الكتكوت .. لا تهرب .. سوف ألتهمك
( 6 )
سمع الحمار كلمات مشمشة .. فتوقف عن الجرى .. ثم أخذ ينظر حوله متعجبا .. وقال لها فى دهشة :-
ــــ هل تحدثينى يا صغيرتى
فأجابته قائلة
ــــ نعم ايها الكتكوت الكبير
أخذ الحمار يطلق ضحكات عالية .. وظل ينهق .. ثم قال لها مبتسما :-
ــــ الكتكوت يا صغيرتى .. طائر يسير على قدمين .. ولا يركبه الإنسان .. وعندما يتكلم يقول ( صو صو )
أما أنا الحمار .. فلى أذن طويلة .. وأسير على أربعة أرجل .. ويركبنى صاحب المزرعة .. لأذهب من المزرعة الى الحقل وأعود به .. وعندما أتكلم أنهق
( 7 )
نصح الحمار مشمشة .. بأن تعود إلى منزلها .. وتترك الصيد لأمها .. لأن المزرعة بها بعض الحيوانات الشريرة
لكنها لم تأخذ بنصيحته .. وأنطلقت تبحث عن الكتكوت .. فى كل مكان .. فشاهدها ثعبان المزرعة الكبير فذهب اليها زاحفا .. ثم قال لها فى فضول :-
ــــ عم تبحثين أيتها القطة الصغيرة .. أريد ان اساعدك
نظرت إليه مشمشة فى تعجب .. ثم قالت له
ــــ أبحث عنك أيها الكتكوت الزاحف لأصطادك
أخذ الثعبان يطلق فحيحه .. وهو يضحك .. ثم برزت أنيابه وهو يقول :-
ــــ أنت مخطئة يا صغيرتى .. لست كتكوت صغير .. أنا ثعبان المزرعة الكبير .. الذى يخافه الجميع .. ألا تخافينى
( 8 )
إنكمشت مشمشة فى خوف .. ثم قالت وهى ترتعش :-
ــــ هل تستطيع يا عم ثعبان .. أن تدلنى على مكان الكتاكيت السمينة .. لأصطاد أحدها
أخذ الثعبان يزحف ويدور حول مشمشة .. وهو يفكر .. ثم قال فى مكر :-
ــــ أنا لا اعرف مكان الكتاكيت يا صغيرتى .. لكنى سوف أرسلك إلى صديقى الغراب الشرير
وهو الطائر الوحيد .. الذى سيستطيع أن يدلك على مكان الكتاكيت الصغيرة .. لأنه يسكن بالقرب منهم
( 9 )
سعدت مشمشة بكلمات الثعبان الكبير .. وبعد أن ودعته .. ذهبت على الفور .. إلى منزل الغراب الماكر .. الذى تتحنبه كل حيوانات المزرعة .. بسبب أفعاله الشريرة
أخذت مشمشة تنادى عليه فى أدب .. وهى تقول :-
ــــ يا عم غراب .. يا عم غراب
فأجابها قائلا .. وهو فوق الشجرة :-
ــــ ماذا تريدين يا صغيرتى
فقالت له :-
ــــ لقد أرسلنى صديقك الثعبان الكبير .. لتدلنى على مكان الكتاكيت الصغيرة .. لأصطاد أحدها
( 10 )
أخذ الغراب يضحك ويقهقه .. ثم رفرف بجناحيه .. وهبط بجانبها .. وتحدث فى خبث قائلا :-
ــــ يوجد كتكوت سمين .. يقف مع إخوته الكتاكيت .. بعد بضع خطوات من منزلى .. وسوف تجديه أسود اللون .. وله أنياب كبيرة .. ومخالب حادة
ومقيد من عنقه بسلسلة حديدية .. وعندما يتكلم يقول ( هو هو ) .. لكن إحترسى لأن الكتاكيت يحرسهم كلب صغير .. يحب مطاردة القطط
وسوف تجديه أصفر اللون .. وله منقار .. وريش قصير وجناحين صغيرين .. وعندما يتكلم يقول ( صو صو )
( 11 )
أخذت مشمشة بنصيحة الغراب الشرير .. ولم تكن تعرف أنه يخدعها .. وإنطلقت حيث توجد الكتاكيت السمينة
وعندما إقتربت من المكان .. فوجئت بأحد الكتاكيت الصغيرة .. يقترب منها ويقول فى براءة :-
ــــ صو صو
فأصابها الفزع .. وقالت لنفسها :-
ــــ لابد أن هذا هو الكلب الصغير .. الذى حدثنى عنه عم غراب
فهربت من أمامه .. وهى خائفة .. وبعد قليل .. سمعت صوتا يقول:-
ــــ هو هو
فقالت لنفسها
ــــ لابد أن صاحب هذا الصوت .. هو الكتكوت السمين
وذهبت تجرى نحو الصوت
( 12 )
وقفت مشمشة فى تحفز .. أمام الكلب الأسود الكبير .. وهى تظن أنه كتكوت صغير .. وقالت له فى غضب :-
ــــ لا تتحرك أيها الكتكوت الكبير .. سوف ألتهمك .. لقد سقطت أخيرا فى قبضتى
فنظر لها الكلب .. فى غضب وإندهاش .. ثم كشر عن أنيابه مزمجرا .. ونبح نباحا عاليا .. ثم إستعد للهجوم عليها .. فخافت مشمشة وإنكمشت .. ثم قالت وهى ترتعد :-
ــــ لم أكن أعرف أن الكتكوت .. قوى ومخيف إلى هذه الدرجة
فهربت من أمامه .. وهى تصرخ من الخوف
( 13 )
ظل الكلب يطارد مشمشة .. وهو ينبح فى غضب .. وهو ينوى ألا يتركها بدون عقاب .. حتى وصلت إلى شجرة كبيرة .. فصعدتها بسرعة .. وإختبات فوق احد أغصانها
أخذ الكلب يحاول الصعود خلفها .. وقد كشر عن أنيابه .. وبعد أن فشلت كل محاولاته .. وأصابه اليأس .. تركها وذهب الى بيته .. وهو يزمجر من شدة الغيظ
وبعد دقائق .. حينما عادت مشمشة .. وهى مرهقة إلى منزلها .. وجدت أمها قد أتت .. بعد أن اصطادت كتكوتا صغيرا .. وعندما إكتشفت الأم غياب مشمشة .. غضبت غضبا شديدا .. وقررت أن تعاقبها
( 14 )
عندما شاهدت مشمشة الكتكوت .. التى أحضرته أمها لتلتهمه .. صاحت قائلة وهى ترتعش :-
ــــ لا أريد أن ألتهم هذا الكلب الأصفر .. الذى يقول ( صو صو )
أريد الكتكوت الأسود الذى يقول ( هو هو )
سمعت الأم حديث إبنتها .. فأخذت تضحك ضحكات عالية
وبعد أن روت مشمشة لأمها .. ما حدث لها فى المزرعة .. أوضحت أمها وقالت :-
ــــ إن الثعبان والغراب قد خدعاك .. وأرادا بك الشر .. لأن الكلب حيوان يمشى على أربعة أقدام .. وله أنياب كبيرة .. وينبح بصوت مرتفع .. ويربيه صاحب المزرعة من أجل الحراسة
أما الكتكوت فهو طائر صغير .. يمشى على ساقين .. وله منقار صغير وجناحين .. ويقول ( صو صو ) .. وعندما يكبر يصبح دجاجة تبيض بيضا .. أو ديكا يؤذن فى الصباح
وكان لابد من مشمشة .. أن تتعلم من نصائح البقرة والحمار الطيبين.. فلقد نصحاها بالإبتعاد عن السير فى المزرعة .. والإستماع إلى نصائح أمها
وعدم مصادقة الحيوانات الشريرة .. والإستماع إلى حديثهم .. فلابد من كل الصغار .. أن يستمعوا الى نصائح الكبار .. وأن يبتعدوا عن الأشرار
ومنذ ذلك اليوم .. أصبحت مشمشة تستمع إلى نصائح أمها .. ولا تغادر المنزل بدون إذنها .. وأصبحت كل الحيوانات تنظر لها بإعجاب .. وتتحدث عن صفاتها الحسنة .. لتصبح بعد ذلك قطة المزرعة المثالية
تمت
أحمد إبراهيم الدسوقى
القاهرة
مصر
2005 – 2017
—