لستُ ضد مقدمات الكتب، فهي لها ضرورتها المشروطة بوجيز القول . أما حين تستطيل فتحول المقدمة بحثا وهذه البحوث
*تفرض رأي كاتب المقدمة على فعل قراءة القارىء، فتأتي النتيجة عكسيا حيث يشعر القارىء بالضجر..
* أما حين يكون الكتاب مترجما فالبلية أعظم، وهنا أتساءل ماهو ذنب القارىء حتى يقرأ ثلاث مقدمات، قبل الدخول الى( حليب أسود) مذكرات الروائية التركية إلفت شفيق؟
*تستقبل القارىء مقالة (الأم الكاتبة) للروائية السعودية بدرية البشر من ص5 الى ص11
*يستوقفنا مترجم الكتاب أحمد العلي تحت عنوان(مَن روض الوحش؟) وما يكتبه المترجم استعادة للقاء مع إلفت شفيق وزوجها؟ من خلال صفحة ونصف الصفحة !! يريد أن يخبرنا المترجم أنه على معرفة شخصية بالمؤلفة وبزوجها أيضا!!
*ملحوظة للقارىء إلفت شفقيق / من ص15 الى ص20
والسؤال هنا ماهو الداعي وراء هذه المصدات الثلاثة أمام القارىء؟
(*)
كتاب ذكرياتي/ يوميات تاج السلطنة ، يعاني أيضا من ثلاث مصدات!!
*أستهلال / من ص 7 الى ص11 بقلم محمد أحمد السويدي
*مقدمة الترجمة العربية/ من ص12 الى ص18/ بقلم مريم حيدري
*مقدمة الطبعة الفارسية/ من ص19 الى ص25 بقلمي منصورة اتحادية/ سيروس سعدونديان
لماذا هذا الأختناق المروري أمام القارىء؟!
(*)
الشمس في يوم غائم : رواية حنّا مينه : تستقبلنا نجاح العطار بمقدمة من عشرين صفحة ؟! هل كان حنا مينه في منتصف سبعينات القرن الماضي وهو العملاق الروائي يحتاج مقدمة بهذا الحجم؟!
(*)
كتاب (اللامرئي) من تأليف كليمون روسي، ترجمه عن الفرنسية المصطفى صباني وهو كتاب ضروري بالنسبة للقارىء العربي، لكن أن تكون مقدمة المترجم بحثا، هذا ما أعترض عليه كقارىء. فالمترجم يريدني أن أقرأ الكتاب مبأراً من خلال مقدمته ، وهذا تعسف من ص5 الى ص18!!
(*)
مايلفت النظر في كتاب مي زيادة :(ليالي العصفورية)، أن اسم واسيني :أكبر من اسم مي زيادة مرتين، ومايلفت النظر أيضا : اسم واسيني في الأعلى!!وما يلفت النظر صورة على سعة الغلاف لواسيني الأعرح وصورة ثانية بحجم طابع بريدي لواسيني أيضا في قفا الكتاب والغلاف مصمم بقناعة واسيني من قبل د. أحمد جمال عيد.. لا أقول سوى أن الأديبة مي زيادة تعاني من الحذف حتى بعد كل هذه السنوات من رحيلها !! ألا يفترض أن تكون على غلاف الكتاب صورة لها بحجم صورة واسيني الأعرج. وما المبرر لصورة كبيرة له؟! لم أر َ له صورة على حجم الغلاف، إلاّ في (أصابع لوليتا) طبعة مجلة دبي الثقافية، أما رواياته المنشورة في دار الآداب أو دار الجمل أو دار رؤية فلا صورة لواسيني فيها. من جانب ثان يفترض ،أن يثبّت اسمها المتداول وهو مي زيادة وليس فقط مي على غلاف الكتاب!! أن الإكتفاء بالاسم الأول يشوّش حتى على القارىء النوعي وليس القارىء العادي..والسؤال الآخر لماذا صورة مي في الصفحة الداخلية!! وليس على غلاف الكتاب !! صورة الروائي واسيني الأعرج تذكرني بصور الممثلين والممثلات قبل بدء المسلسلات الرمضانية لهذا !! .أن روائيا مثل واسيني الأعرج له مكانة مميزة في الرواية العربية، ولا أنكر أنني كتبتُ عن روايته ( لوليتا ) ومازلتُ أواصل العمل حول رواياته، فهو في غنى عن هذا الحذف الذي شارك به بطريقة غير مباشرة لصورة الأديبة مي زيادة فالكتاب المنشور هو كتاب مي زيادة، الذي بذل واسيني الأعرج وروز خليل، جهدا من أجل العثور على مخطوطته ونشره ،وهكذا حصل القارىء على وثيقة ضرورية في أدب الأديبة الراحلة مي زيادة.
(*)
من جهة ثانية أن تكبير اسم واسيني وصورته على الغلاف، يعيدني الى كتاب (معك) مذكرات سوزان طه حسين، حيث ألح أنيس منصور على عدم تثبيت اسمي المترجم والمراجع في غلاف الكتاب وثبته في الصفحة الداخلية ببنط شديد الصغر!! وعندما نشرت مجلة أكتوبر مقتطفات من الكتاب والمجلة رئيس تحريرها الكاتب الكبير أنيس منصور، غييب الاسمين !! اسم المترجم بدر الدين عردوكي ومراجع الكتاب : محمود أمين العالم !!
(*)
قبل أن تدخل لكتاب مي زيادة(ليالي العصفورية) يتحول واسيني الاعرج الى رحالة ويسهب في مكابدته هو وصديقته روز خليل في البحث عن المخطوطة وهذا الاسهاب يستغل 47ص من الكتاب ويتم الإسهاب تحت عنوان (غيمة الناصرة) وهل هناك كتابة بلا جهد ؟! وهل كان هذا الجهد لوجه الله؟! وماذنب القارىء ليضطهد بحجم 47 صفحة ؟! ماهذا الورم النرجسي لدى البعض؟!
(*)
لتكن المقدمات وامضة حتى تفتح شهية القارىء الى القراءة : رجاءً
—