النزق لايحتمي إطلاقا بمطرية الاشتغال بمحاذاة تجاويف النص إلا إذا انطلق من منطلقاته الاساسية الواعية بحتمية الاشتغال والمرور على شهية تضاريس اللغة وشغف الصورة الشعرية، حيث لا يحتدم الصراع بين المرتكز والمأمول .في أروقة هذه السياقات المبهرة ..استوقفتنا الدكتورة الناقدة الالمعية الدارسة زكية يحياوي عبر ممراتها وهي تضع أشعار ووتريات الشاعرة الكبيرة زينب الاعوج ضمن مدارات ” الشغف الصوري ، العيني ، ليس بمفهوم الفقهاء ، وإنما بمفهوم ” سطلة الشغف كسلطة ومنفذ لسياقات ومدارات أخرى تغترف من المرتكز ذاته لتصب هذا “المرتكر ” في وعاء “حتمية الاشتهاء ”
الكهنوتية بمعبد الناقدة زكية يحياوي لم يعلن خنوعه لسلطة الكاهن في نزواته وفي نزقه أيضا بقدر ما أطّرت وأثثت مداخلتها وهي تعرج بين مدخل السماك في أشعار الشاعرة الكبيرة زينب الاعوج ، ليس من منظور عرافة وإنما من منطلق ابستمولوجية ترويض الدلالة والصورة الشعرية في اقصى حريتها ومجازها ومنجزاتها وطباعها وطقوسها وكذا تجلياتها الممكنة ضمن سياق الممكن الجمالي .حيث لامجال للعشوائية في ذلك .
الدارسة زكية يحياوي وهي تؤطر بوشاحها النقدي الدراماتيكية الانسانية عند الشاعرة زينب الاعوج ، لم تغفل” جوسسة ” التموسق” في ” المعرفة الشعرية ” عند ذات الشاعرة ..لم تغفل أيضا بذات المعولين
” الدراماتيكية الانسانية” والانسيابية التصويرية الأسرة في شكلها الاستثماري البديع لصناعة شعر منثور بديع متجانس :،صورا وموسيقى وانزياحات وروىء وشمولية .مبرزة عناصر التجلي وصفاء الروح ومرافعاتها لصالح المرأة ككيان هش ومصدر تحامل من عدة أطراف ، خاصة غريمها الرجل مع الاسف ، تبرز وتلوّح المحاضرة في محاضرتها القيمة ..في ثلاثية التعاطي مع منعطفات القول والدلالة عند منعطفاتها وتجلياتها وثلاثتياتها الرومانطيقية : لامارتين، هيغو، نيتشه وقد غاب عن ذلك هنري ميشو في لاعقلانية ا لشعر أي لا جدوى قاعدة الشعر التي تكمن في اللاقاعدة ، أو ” الماغوطية نسبة إلى الماغوط في سلطته الممكنة المتحررة .
، هولا رولان بارت وباشلار والتيار الشكلاني الروسي الا من خلف الاسوار والاطياف .
في محاضرة ابهرتنا كحضور ذات أمسية بقاعة المحاضرات بجامعة بن عكنون الجزائر العاصمة أثناء تنصيب فرع بيت الشعر الجزائري ، فرع العاصمة في وحي المموسق عند زينب الاعوج .. : تأطيرا وتأسيسا وصناعة المنحى الدلالي ..بعودة الشاعرة الى المرجعية الجمالية كمرتكز وكمنطلق لصياغة الصورة الشعرية الجمالية بصرف النظر عن الممزوج أو الصافي فيها كما تذهب الى ذلك الانقلابية نازك الملائكة .
خببُ الشاعرة زينب الاعوج ، تضيف المحاضرة الدارسة زكية يحياوي يكمن في إيمانها بأن الشعر مرافعة انسانية بكل ما تحمل الكلمة من قيم إنسانية ،تضيف المحاضرة وهي التي تعقبت ورصدت دواوينها الخمسة في تجل لروحها ومسارها الانساني الابداعي ، الشعري والوجداني ، ضمن هذه الاستضاءة غدت بنا الدارسة زكية يحياوي في منهحيتها التفكيكية على منوالها ، لم تستحضر لا النظريات النقدية كما يفعل بعض المحاضرين الذين ” يستثقلون ” مداخلالتهم بركام المصطلحات والنظريات التي لا طائل وراءها على حساب ما يتوجب استجلاؤه من قيم وذرر نقدية وبحثية ، وهذا ما لم تسلكه الدارسة زكية يحياوي محاكاة ، وإنما تفتقتْ دراستها وهي تجوب منطلقاتها الذاتية إنطلاقا من قناعتها أيضا بأن حنكة الدارس أو الناقد يجب أن تنطلق من منطقلقاته الا اللم ، أي ما كان استشهادا أوسندا ..في مدها الكوني التحليلي ، تمكنت أيما تمكن الدارسة زكية يحياوي من تأطير مرافعتها لصالح النص كقيمة جمالية وكسلوك حضاري متزن في أطره المثالية بعيدا عن حشو المصطلح على اعتباره رافدا لتظليل الدراسة وتتبيث أوتادها ..من هذا المنحى اغترفت الدارسة ، الناقدة زكية يحياوي أيضا مأمول التعاطي -وبوعي كبير- مع صيرورة المرافعة ، وهذا ما شدنا ذهولا وإعجابا لما أفضت به في محاضرة قيمة لا تسعها هذه العجالة ، هذه مجرد مقاربة على مشارف المحاضرة وعبور خاطف لمسلك نقدي جدير بالتقدير والمرافعة أيضا ..
وقد تركت فينا المحاضرة أثرا بليغا وطيبا وهي ترافع للمرأة كعنصر مكمل لأخيها الرجل ، وأن المرأة حتى لو كانت ” جنيرالا” أو عميدا تحتاج إلى وردة.كما قالت في أعقاب محاضرتها .
لك كل ورود الدنيا منا – تقديرا منا لك ولمناهلك دكتورتنا الفاضلة ..وسيدتي الفاضلة زكية يحياوي وأنت ها هنا بهذه الصورة تمنحين طلبتك أفواج الدكتوراه والماستر كل ذخائرك ،
دمت منهلا وذخيرة وذخرا للاجيال الكثيرة التي تخرجت على يدك الميمونة ، وذخرا للامة الجزائرية والمنظومة النقدية .
—