أدانت الأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة د.سناء الشعلان السّطو على أعمالها الأدبيّة وأعمال 45 أديبة عربيّة من قبل دار نشر صهيونيّة؛إذ قامت دار رسلنغ (Resling) الصّهيونيّة بنشر قصتها “الباب المفتوح” -المنشورة في العام 2006 ضمن المجموعة القصصية “أرض الحكايا” الفائزة بجائزة النّاصر صلاح الدّين الأيوبيّ في دورتها الثانية، إلى جانب نشر قصص متفرّقة لـ45 أديبة عربيّة معاصرة،بعد ترجمتها من قبل الدكتور الصّهيونيّ د. ألون فراجمان(Alon Fragman) المدرّس في مركز دراسات اللغة العربيّة في جامعة بن غوريون في النقب/ فلسطين.وتمّ إصدارها جميعها في كتاب قصصيّ جامع باللّغة العبريّة تحت اسم “حُرّية” في اختراق واضح لحقوق الملكيّة لهذه النّصوص التي تعود ملكيتها وحقوقها الفكريّة إلى الشّعلان وتلكم الكاتبات العربيّات،وهنّ”:
انتصار عبد المنعم (مصر)، سعاد محمود الأمين (السودان)، رحاب محمد علي البسيوني (مصر)، نوال الغنم (المغرب)، فرح التونسي (تونس)، نجوى بن شتوان (ليبيا)، فاطمة الزهراء أحمد (الصومال)، رحمة شكري (الصومال)، لطيفة باقا (المغرب)، فاطمة بوزيان (المغرب)، سندس جمال الحسينيّ (مصر)، جنّات بومنجل (الجزائر)، بدريّة علي (السودان)، لطفيّة عبد الله (لم يذكر اسم البلد)، شاهيناز فوّاز (مصر)، سعاد سليمان (مصر)، نبهات الزين (الجزائر)، فاطمة حمّاد (مصر)، دعاء عبد الرحمن (مصر)، أحلام مستغانمي (الجزائر)، منى بلشم (الجزائر)، ساجدة عبد الله إبراهيم (البحرين)، شريفة التوبي (عمان)، زليخة يوسف (الإمارات)، رفاه السيف (السعوديّة)، فاطمة الحسني (الإمارات)، زينب أحمد حفني (السعوديّة)، انتصار السرى (اليمن)، هالة طعمة (الأردن)، هيماء المفتي (سوريا)، ابتسام شاكوش (سوريا)، لذّة الحمود (الكويت)، بثينة العيسى (الكويت)، ميّادة العاني (العراق)، حنان بيروتي (الأردن)، نجلة سعيد (فلسطين)، منتهى العيداني (العراق)، سناء الشعلان (الأردنّ)، هيفاء بيطار (سوريا)، هيفاء يوسف عجيب (سوريا)، سلوى البنّا (فلسطين) R A R (فلسطين)، فوز الكلابي (العراق)، أسماء محمد مصطفى (العراق)، مادونا عسكر (لبنان).
وقالت الشّعلان:” أرفض أيّ تطبيع أو تعامل مع أيّ جهة صهيونيّة،وأعدّ نشر أعمالي من قبل أيّ جهة من تلك الجهات عملية سطو منظّم ومقصود على الفكر العربيّ والإبداع المناهض بالدّرجة الأولى لاحتلال فلسطين العربيّة،وللتّطبيع معه،ولمحاولة طمس ملامح الثّقافة العربيّة،أو استغلالها بشكل خبيث ولئيم لأجل الإساءة للحضارة العربيّة والإنسان العربيّ”.
” وهذه السّرقة ما هي إلاّ مثال حيّ وعملي وواضح لفلسفة العقليّة الصّهيونيّة القائمة على فكر السّرقة والنّهب والتّزوير؛ولا غرو في ذلك؛فهي تنطلق من فلسفة الصّهيونيّة المحتلّة التي سرقت فلسطين من أهلها،ولا تزال تسير في خطّة ممنهجة لأجل سرقة الإنسان والحضارة والتّاريخ من الشّعب الفلسطينيّ العربيّ الوارث الوحيد والحقيقيّ لهذه الحضارة والأرض”.
” ومن الواضح أنّ هذه التّرجمة لأعمالنا التي سطت الدّار الصّهيونيّة عليها قد رمتْ فيما رمت إليه إلى إلحاق العار بمجموعة من الكاتبات العربيّات من خلال توريطهنّ بتهمة التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ في وقت حسّاس من أزمان الصّراع العربيّ الإنسانيّ مع الصّهاينة،إذ يمتدّ هذا الصّراع إلى الوجود الفكريّ والحضاريّ”.
وأضافت الشّعلان في معرض حديثها “إنّها تؤكّد على التزامها والتزام الأديبات العربيّات بالموقف العربيّ الثّقافيّ الواحد المتمثّل في رفض وجود الكيان الصّهيونيّ على أرَض فلسطين أو أيّ أرض عربيّة،والتزامها بعدم التّطبيع مع الصّهاينة،ومقاطعتهم بشكل كامل”.
كما سخرت الشّعلان من اسم المجموعة المترجمة ومن خيارات الدّار لما ترجمته من أعمالها؛إذ قالتْ بسخرية بادية:” من السّخف بمكان أن تحمل المجموعة المترجمة المسروقة اسم “حُريّة” في حين هي تمثل اعتداءً على حريّة الفكر والملكيّة والخيارات في التّواصل أو القطيعة! ولماذا لم تقم الدّار بترجمة أعمالي القصصيّة التي تمثّل قضيتي الكبرى في أدبي؟ وهي الصّراع الفلسطينيّ العربيّ مع الاحتلال الصّهيونيّ الغاشم؟ ولماذا لم تترجم قصصاً من قصصي التي تفضح جرائم الصّهاينة ضدّ الإنسان العربيّ وحضارته؟ ولماذا قامت الدّار بالتعريف بي في هامش قصتي المترجمة بأنّني أحمل درجة الدكتوراه في اللّغة العربيّة،ولم تُشر إلى المعلومة الأهمّ في معرض التّعريف بي،وهي أنّني فلسطينيّة من فلسطينيي الشّتات الذين تاهوا في الأرض لأنّ دار النشّر هذه وغيرها من الصّهاينة اغتصبوا أرضي وأرض أجدادي؟”
وأكدّت الشّعلان أنّها سوف تلاحق الدّار السّاطية على أعمالها بشكل قانونيّ ضمن الخطوات التي سوف يتخذها الاتّحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ،ولن يمرّ الأمر مرور الكرام،وسوف تتقدّم بشكوى خاصّة وعاجلة إلى رابطة الكتّاب الأردنيين واتحاد الكتّاب العرب ومنظمة السّلام والصّداقة الدّولية ووزارة الثقافة الأردنية ووزارة الثقافة الفلسطينية وجمعية النّقاد الأردنيين،وغيرها من الجهات الثّقافيّة والحقوقيّة التي تنتمي إليها لتكوين جبهة رأي عامّ ضدّ السّطو الصّهيونيّ على الأرض والإنسان.
وشكرت الشّعلان القرار الصّارم الذي اتّخذه الاتّحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة أمينه العامّ الشّاعر والكاتب الصّحفي الإماراتي الكبير حبيب الصايغ،كما شكرت الكاتبة الفلسطينيّة خلود خميس المقيمة في حيفا؛لأنّها هي من كشفت هذا السّطو بحكم إجادتها للغة العبريّة؛إذ قامت بنشر بيان استنكاريّ لهذا السّطو على صفحتها في (الفيس بوك)،وتواصلت مع الأديبات العربيات المسطو على أعمالهنّ بغيّة فضح هذه السّرقة بعد أن اكتشفتها بنفسها عندما دعتها الدّار لتقديم قراءة عن كتاب “حريّة” المترجم عن أعمالهن،فلاحظت أن لا إشارة إلى موافقة الكاتبات العربيّات على هذه التّرجمة،عندها اعتذرت عن المشاركة في ندوة تقديم الكتاب،وقرّرت فضح هذا السّطو المخزي.وهذا ما قامت به فعلاً،ولم تقبل أبداً بدور الشّيطان الأخرس،بل قامت بدورها العروبيّ والأخلاقي كما ينبغي.
ويُذكر أنّ عدداً من اتّحادات الكتاب العرب والهيئات الثقافيّة والحقوقيّة والمؤسسات المعنيّة بقضايا التّرجمة وحقوق الملكيّة قد استنكرت هذا السّطو،وضمّت أصواتها إلى أصوات الأديبات العربيّات اللواتي استنكرن هذا السّلوك،ووعدت جميعها بتصعيد القضيّة،وفضح أبعادها في المحافل الفكريّة والحقوقيّة العربيّة والعالميّة.