أخي في المصاب الجلل..
العزيز دائما،محمد جواد (أبو مازن)
أشعرُكَ أقرب منه إليه، أعني بذلك أستاذنا وأخينا الإنسان الفذ الروائي إسماعيل فهد إسماعيل(طيب الله ثراه) لذا أفتح ذراعيّ وأعانقك معزياً كما فتحَ أبو أسامة ذراعيه وعانقني في القصر الثقافي / البصرة في تلك الأمسية بمناسبة صدور (السبيليات) بطبعةٍ جديدةٍ أصدرتها دار شهريار، في شتوة 2018
أخي الوفي (أبو مازن) : ذهب َ الجميل السجايا إسماعيل، إلى حيث يذهب الناس جميعا، ذهبَ ليمكث في نبضنا وتستضيء من ثرائه الأدبي أممٌ وأجيال فقد أثّل إسماعيل السبيلياتي درسا روائيا عربيا جديدا …
ما يوجعني غيابه عني، تراسلنا عبر الأيميل، أعرض عليه مقالاتي النقدية قبل النشر، ما يوجعني كنت على وشك الانتهاء من مقالتي عن (صندوق أسود آخر) أعطاني نسخة ًمنها قبل النشر، ونحن في القصر الثقافي كما عودني مع بعض مخطوطاته.. كنت أشعره أخاً حنونا رؤوفا
متفهما لما أكتب، يا لبساطة الإنسانيين الكبار وإسماعيل في طليعتهم، مع هذا السطر في الصفحة الأخيرة من(صندوق أسود آخر) مكثت ُ عميقا
(أوّد لو أختم حياتي بنص تاريخي مؤثّر) فتساءلتني لقد دشن إسماعيل مرحلة روائية جديدة بدءا من (طيور التاجي) وصولا إلى (صندوق أسود آخر) وعلى هذه التدشينة الروائية كان اشتغالي بصيغة كتاب نقدي، سلمته مخطوطتي( فصوص الخاتم) نسخة سبايرول، في القصر الثقافي….
أخي الغالي : ما يوجعني الآن وبصراحة مطلقة هو أنت بوفائك ورهفك وعشرتك الأخوية الرشيقة مع إنسان لا يجود بمثله الزمان مرتين .. ما أوحش هذه النهارات عليك فكيف الليالي ؟ لكن أعرفك من المعادن النفيسة أيها الحجر العراقي الكريم والآن حان دورك الجديد وأنت أهلا له فأنت وحدك ستشهر مصابيح إسماعيل التي بين طيات الأوراق ووحدك من بمقدوره – بعد أن تنال قليلا مِن إستراحة الفارس النبيل – أن ترسم لنا سردا ذكرياتك مع إسماعيل من منظور خاص لا يقدر عليه سواك،أعني إسماعيل اليومي في حياته الميدانية من خلال رفقتك الرشيقة طوال هذه السنوات المضيئة التي مضيتها مع الإنسان الفذ والروائي بعزفه المتفرد سرديا ..
أقول (أبو مازن) ويهل وجهك الباسم وأنت تحمل لي عطايا المعلّم على كل المستويات ، فأستلم (صوغات) روائية مرسلة لي من أخي الغالي إسماعيل من خلال صديقنا المشترك (أبو نواف) : أنس عبدالله / شقيق الأجنبي الجميل شاعر البصرة الفقيد مصطفى…
أقول (أبو مازن) : وأرى طبقا ملأنا بالجكليت، طبقا خصيبي الصنع، يتنتقل في محفل زهرة الرمان 31/ 3/ 2018 في نادي النفط الثقافي المكتظ بحفيدات وأحفاد: عروة الورد والفهد الخالد والسلام العادل
دمت عاليا يا أبا مازن .. عاليا كالصواري
ومعطاءً مثل برحيات السبيليات
أخوك
مقداد مسعود