عبد الزهرة خالد :
رحمُ حلمٍ ينجبُ فجراً
ندياً في حقولِ النّهار الصافي
من رعشاتِ الربيع
وسط سنابل منتقاةٍ من تجاعيد الجبين
وبيادر السواعد السمر
تحيطها ظلالُ جذوع متيبسة
وأسلاكٌ شائكةٌ من تلك السنين العجاف
التي ولت وراءَ عددٍ من الطغاة
كأني رأيت قربَ داري
عصفوراً يركضُ خلفَ حجر
لا يخاف الكفّ
ولا يسأم رائحةَ الريش بعد النتف
أظنُّ أنّ المولودَ هزيل
سيدخل غرفَ ( الخدج )..
* * *
هناك في أسفلِ المساء
حلمٌ غير شرعي متروك
على عرشٍ منّخور
في قصرٍ يشغله صفيرُ حشرة
لم تعرف فصلَ السبات ،
حنجرةُ الحاجبِ تجمدت
في زمنِ آخرَ قصيدةٍ للسياب لم يسمعها التقاة ،
حشرجةُ القلمِ باتت معروفةً لدى السطور
منْ قالَ السكوت هو التصفيق
على منابر الدعاة .
فواصلٌ لا يغطيها نزيفٌ ناعمٌ مخصص للجروح
وهي لا تجيزُ حشوةَ المجبور على المتن ،
منْ يمتلك الحضنَ الناعم على شوكِ الشوق
فهو آمن من هذا الخوف ،
قبل أن يحبو الحلمُ على فراشِ الموت
أنا أحتاجُ إلى همسةٍ دافئة
وإلى مشرطٍ يفتحُ لي هذا الجوف
وقد أحتاجُ أيضاً إلى فتاتِ ضوءٍ
يغطي مساحات فراغي
التي انتابها بثورُ الأيامِ الخوالي ..
—