ثمة ضوء يحترقُ شوقاً
يبحثُ عن نورِ وجه
يعلمُ أنه ينصب مشكاةً لثغرٍ يتَبسم ،
هي المقصودةُ حتماً
لها ملامحٌ تتعرى من ملمسِ المرايا
كأنّ النعومةَ سكرى تترنحُ من شدةِ الغنج
يتورد خداها بحمرةِ الخجل
كلّما طلّ فجرٌ يرتشفُ ثناياها
ويحتسي ظلّها براحتين لا بكأس ،
لا تزيح الخطوطَ الحمر
من أناملٍ ممدودةٍ تائهة
في صحاري الوجد ،
أقفُ أمامَ عينيها
كأنّني الصنمُ الوجل
لا ينقل خطوته البرونزية إلى معانيها
من التصلّبِ والتعصّبِ لها
أكفرُ بطفحِ الفؤادِ الذي أعتنق العشق
آخر ما كنتُ أفكرُ فيه أن أطبقَ كلّ الدساتير ،
شفتاي تقرأ شقوقَ شفتيها
قبلة تلو قبلة
أتلو عطشَ الفراتين
على نواقيس اللوعةِ في أوبرا الهيام
بحَّ رفيف قميصي وارتدت الأزرار من حكمتها
ولم يعد للنبضِ نبضٌ كما لو
في قارورةِ نبيذٍ يريدُ أن تتعبد
أنا في الشرقِ أرتبُ جدائلها ضمن ذوقي
وأحاسيس شعري
أستقبلُ غروبي بشحيحِ العتمة
وهي تترصد مكانا
تقتنصُ النّجمات البريئات بسهام اللّحظ
ضمن ما تتمكن تتسيّد
ينتصبُ على جيدها عقدٌ يتحدث
عن مرمرٍ يتهجدُ سورةَ الجمال
في صلاةٍ لا تبطل أبداً بلمسِ الوهج المتمدد
تسجدُ على محرابِ اللوعةِ همساتٌ
تحسبُ الضمَّ إلى الصدر
من شريعةِ نارٍ لا تخمد ..