نظم النادي الثقافي احتفائية نقدية بكتاب «خيمة فوق جبل شمس»، للشاعر عبدالرزاق الربيعي، وذلك تحت رعاية الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي، قدمها الشاعر حسن المطروشي وتحدث فيها الناقد العراقي الدكتور ثابت الألوسي حول الكتاب ومحاوره وأهميته، كونه يمثل وثيقة تاريخية مهمة تعكس تجليات المشهد الثقافي العماني الحديث، من خلال حوارات معمقة لخمسة وثلاثين أديبا ومفكرا وناقدا عمانيا من مختلف الأجيال والانتماءات الأدبية.
في بداية الأمسية شكر الكاتب النادي الثقافي تبنيه طباعة الكتاب، ووصفه بأنه دليل على حرص الثقافة الوطنية ودعم الإبداع العماني
وفي كلمته أكد الربيعي أن المعرفة ليست إلا مجموعة من التساؤلات المفتوحة، لأنه من خلال التساؤلات نحاول أن نستنطق تلك الشخصية، لنضيء مساحات مترسبة في اللاشعور تشكل خلفية للفعل الإبداعي، وهكذا تتأسس معرفة وتفتح مغالق النصوص الإبداعية، والإنسان كونه كائنا اجتماعيا فإنه يمد جسور التواصل مع الآخر من خلال الحوار، وكم من الحوارات الشفاهية التي تطايرت في الهواء وتبخرت ولم يبق منها إلا جمل قليلة في الذاكرة!
وقال الربيعي: أذكر أن الكاتبة أحلام مستغانمي عندما زارت مسقط عام 2006م رفضت إجراء أي حوار صحفي إلا بعد اتفاق كان تعجيزيا بالنسبة لإمكانيات صحفنا، وكانت تريد ان تحصن نفسها من الدخول في أي حوار صحفي، حتى لو كان ثقافيا! وخلال جلسة ودية جمعتني بها في مقهى بفندق الأنتركونتننتال جرت بحضور معالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي والفنانة جاهدة وهبه تطرقنا إلى أمور عديدة حول الكتابة، وتجلت في إجاباتها عن تساؤلاتي عندها سألتها: لماذا لا ندون هذا الكلام الجميل على الورق؟ فأجابتني: لك ما تشاء، عندما هرعت إلى أحد موظفي استقبال الفندق وطلبت منه ورقا وفي نهاية الجلسة، قالت لي مازحة: لقد أخذتني على حين غرة، فضحكت وقلت: لا تندمي، لقد أنقذت جلستنا من براثن النسيان!، وهكذا حفظت لنا الحوارات المدونة الكثير من الكلام الجميل
وجاء في ورقة د. ثابت الألوسي أنه كان للأدباء العمانيين مواقف وأصداء ومناطق خبيئة في حياتهم، لم يتيسر لها أن تنكشف إلا عبر الحوار الذكي الفاعل، وهذا ما فعله الشاعر والكاتب عبدالرزاق الربيعي عبر حواراته التي امتدت في الزمان والمكان، والتي جمعها في كتابه «خيمة فوق جبل شمس»، حيث قدم سجلا مذهلا لذاكرة حية لن تموت، واستدرج الكثير من الأدباء للبوح عن تجاربهم، سعيا لاقتناص اللحظات الهاربة وإمساك النقاط الأكثر توهجا في حياتهم، حيث تحدثوا عن البحر والصحراء ومراكب الصيد وتحولاتهم وهجراتهم وقضايا ثقافية عديدة. وكانت أحاديثهم تنم عن ثقافة واطلاع عبر لغة تقترب من الشعر أحيانا، وكانوا جريئين في تقديم آرائهم، غير أن سمة التواضع لم تفارق أحدا منهم وكانوا يحترمون الأجيال التي سبقتهم ويدينون بالفضل لكل من أسهم بتأسيسهم وشارك في تحديد مساراتهم، فقدموا آراء فذة.
وقال الألوسي: هناك الكثير من الآراء النقدية المهمة التي يصعب حصرها في هذا المجال الضيق كشف عنها الشاعر الربيعي في رحلته معهم، من خلال لباقته وأسئلته التي تنم عن ثقافة واسعة قادرة على استدراج القصي والمسكوت عنه الى شبكته.
ووصفه بأنه مطارد بارع لأدبية النص، ومؤمن بالحداثة والتجديد، وهارب من الرومانسية، ومنحاز إلى القصيدة المتصلة بالواقع ولاسيما قصيدة النثر عادا إياها الجدير بالذكر أن كتاب «خيمة فوق جبل شمس» ضم ثلاثة آفاق حوارية، ففي «أفق الشعر» نقرأ خمسة عشر حوارا مع شاعر وشاعرة من مختلف الأجيال، أما «أفق القصة والرواية والمسرح» فضم ثلاثة عشر حوارا مع كتاب وقصاصين، فيما الأفق الثالث والأخير والذي ظهر بعنوان «أفق النقد والثقافة» فقد ضم سبعة حوارات مع نقاد في كتاب حمل في عنوان اسم «جبل شمس» الذي هو أعلى جبل في السلطنة، إشارة إلى أن النخبة المثقفة تمثل سنام الجمل في أي مجتمع يسعى للرقي. صدر الكتاب عام 2009م، ضمن إصدارات النادي الثقافي، ويحتوي بين دفتيه على 408 صفحات من القطع الكبير، وقد صدر عن مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع وقامت بتصميم الغلاف الكاتبة رشا فاضل .
في بداية الأمسية شكر الكاتب النادي الثقافي تبنيه طباعة الكتاب، ووصفه بأنه دليل على حرص الثقافة الوطنية ودعم الإبداع العماني
وفي كلمته أكد الربيعي أن المعرفة ليست إلا مجموعة من التساؤلات المفتوحة، لأنه من خلال التساؤلات نحاول أن نستنطق تلك الشخصية، لنضيء مساحات مترسبة في اللاشعور تشكل خلفية للفعل الإبداعي، وهكذا تتأسس معرفة وتفتح مغالق النصوص الإبداعية، والإنسان كونه كائنا اجتماعيا فإنه يمد جسور التواصل مع الآخر من خلال الحوار، وكم من الحوارات الشفاهية التي تطايرت في الهواء وتبخرت ولم يبق منها إلا جمل قليلة في الذاكرة!
وقال الربيعي: أذكر أن الكاتبة أحلام مستغانمي عندما زارت مسقط عام 2006م رفضت إجراء أي حوار صحفي إلا بعد اتفاق كان تعجيزيا بالنسبة لإمكانيات صحفنا، وكانت تريد ان تحصن نفسها من الدخول في أي حوار صحفي، حتى لو كان ثقافيا! وخلال جلسة ودية جمعتني بها في مقهى بفندق الأنتركونتننتال جرت بحضور معالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي والفنانة جاهدة وهبه تطرقنا إلى أمور عديدة حول الكتابة، وتجلت في إجاباتها عن تساؤلاتي عندها سألتها: لماذا لا ندون هذا الكلام الجميل على الورق؟ فأجابتني: لك ما تشاء، عندما هرعت إلى أحد موظفي استقبال الفندق وطلبت منه ورقا وفي نهاية الجلسة، قالت لي مازحة: لقد أخذتني على حين غرة، فضحكت وقلت: لا تندمي، لقد أنقذت جلستنا من براثن النسيان!، وهكذا حفظت لنا الحوارات المدونة الكثير من الكلام الجميل
وجاء في ورقة د. ثابت الألوسي أنه كان للأدباء العمانيين مواقف وأصداء ومناطق خبيئة في حياتهم، لم يتيسر لها أن تنكشف إلا عبر الحوار الذكي الفاعل، وهذا ما فعله الشاعر والكاتب عبدالرزاق الربيعي عبر حواراته التي امتدت في الزمان والمكان، والتي جمعها في كتابه «خيمة فوق جبل شمس»، حيث قدم سجلا مذهلا لذاكرة حية لن تموت، واستدرج الكثير من الأدباء للبوح عن تجاربهم، سعيا لاقتناص اللحظات الهاربة وإمساك النقاط الأكثر توهجا في حياتهم، حيث تحدثوا عن البحر والصحراء ومراكب الصيد وتحولاتهم وهجراتهم وقضايا ثقافية عديدة. وكانت أحاديثهم تنم عن ثقافة واطلاع عبر لغة تقترب من الشعر أحيانا، وكانوا جريئين في تقديم آرائهم، غير أن سمة التواضع لم تفارق أحدا منهم وكانوا يحترمون الأجيال التي سبقتهم ويدينون بالفضل لكل من أسهم بتأسيسهم وشارك في تحديد مساراتهم، فقدموا آراء فذة.
وقال الألوسي: هناك الكثير من الآراء النقدية المهمة التي يصعب حصرها في هذا المجال الضيق كشف عنها الشاعر الربيعي في رحلته معهم، من خلال لباقته وأسئلته التي تنم عن ثقافة واسعة قادرة على استدراج القصي والمسكوت عنه الى شبكته.
ووصفه بأنه مطارد بارع لأدبية النص، ومؤمن بالحداثة والتجديد، وهارب من الرومانسية، ومنحاز إلى القصيدة المتصلة بالواقع ولاسيما قصيدة النثر عادا إياها الجدير بالذكر أن كتاب «خيمة فوق جبل شمس» ضم ثلاثة آفاق حوارية، ففي «أفق الشعر» نقرأ خمسة عشر حوارا مع شاعر وشاعرة من مختلف الأجيال، أما «أفق القصة والرواية والمسرح» فضم ثلاثة عشر حوارا مع كتاب وقصاصين، فيما الأفق الثالث والأخير والذي ظهر بعنوان «أفق النقد والثقافة» فقد ضم سبعة حوارات مع نقاد في كتاب حمل في عنوان اسم «جبل شمس» الذي هو أعلى جبل في السلطنة، إشارة إلى أن النخبة المثقفة تمثل سنام الجمل في أي مجتمع يسعى للرقي. صدر الكتاب عام 2009م، ضمن إصدارات النادي الثقافي، ويحتوي بين دفتيه على 408 صفحات من القطع الكبير، وقد صدر عن مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع وقامت بتصميم الغلاف الكاتبة رشا فاضل .