
بدأ بدراسة الفنون التشكيلية عام 1904 في مدرسة فايمار للفن وفي أكاديمية يوليان في باريس، التي تركها احتجاجا على الأسلوب الدراسي ( المحافظ ) فيها. في عام 1911، وبعد انتقاله إلى سويسرا والإقامة فيها، شارك بتأسيس جمعية الفنانين الحديثة، وحينما تعرف على فاسيلي كانديسكي ( Wassily Kandinsky ) ، تمكن بالاتصال بجمعية ” الفارس الأزرق “.
عرض هانز آرب أعماله أول مرة في مدينة زيورخ وكان عمره لا يتجاوز التاسعة والعشرون ( 1915 ) وهي أعمال تجريدية ( Abstrakte Werke ) وبعدها بعام زين ديوان تريستان تزاراس ( Tristan Tzaras ) 25 قصيدة. وحينما تعرف على الشاعر هوغو بال ( Hugo Ball ) وريتشارد هويلسينبيك ( Richard Huelsenbeck ) عن طريق تريستان، قاموا بتأسيس الدادائية ( Dadaismus )، التي بقى هانز آرب وفيا لها حتى مماته. وعندما حضر اللقاء العالمي الأول للدادائية عام 1920 في برلين، قدم فيه ديوانه الشعري ” Die Wolkenpupe “.
في عام 1940 عندما دخلت الجيوش النازية إلى فرنسا، اعتبرت أعمال هانس آرب الفنية من الفنون المنحطة التي لا قيمة لها ومنع عرضها فانتقل إلى المناطق الغير المحتلة منها وفي هذه الفترة ترك الكتابة باللغة الألمانية ولم يكتب قصائده إلا باللغة الفرنسية حيث عاد عام 1941 إلى مدينة بازل.
مات هانز آرب ( 1966 ) تاركا من ورائه منحوتات فنية قيمه لا زالت شامخة في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية وفي اليونسكو في باريس ومتحف آرب الذي افتتح في عام 2007 وهو يضم الكثير من أعمال هذا الشاعر الفنان.
والجدير بالإشارة هنا، أن هانز آرب كان واحد من الذين رفضوا الحرب ( ضد العنف ).
أضعنا الفرصة حينما رأيتك آخر مرة
كنت غيمة بيضاء
عزمت أن تعودين دائما
وأنتي ترتدين رداء أبيض.
أكثر الأحيان كان حديثك عن لحن ناصع.مرة ما سمعتك تغنين:
لا مباليا، ماضيا، مثل حلم ضائع، يبتعد القمر إلى هناك.
تائهون،
بسرعة تقترب الساعة الأخيرة
وتموت الكلمة
وينطفئ القمر وبريق الأزهار.
لهيب النار يطعم الموت
1
لهيب النار يطعم الموت
آه كم هو مرعبا هديل هذا اليوم
لسان بعد لسان
والرياح مملوءة بالجراح
وفي الجراح تعشش الظلال
2
الموت يصرخ
ليهب النار ألسنة النهار
يوم بعد يوم
والظلال تغذي الجروح.
3
من يقتطف أوراق السماء
الأشجار لن تعيش
والضوء يحمل آثار الجراح
4
الموت يحرث يوم بعد يوم
الرياح ورقة
ظل بعد ظل
الأيام لا تعيش
5
لكن في المنام تكون
السماء مملوءة بالعيون والبراعم
في المنام لا تلقي الأجنحة ظل
على ضوء العيون
والألحان تسرح مع الأمواج والغيوم
غير أن مثل هذه السنين لا تعيش أكثر من يوم
6
في أشجار الضوء يسرح النوم
الغيوم تكون برعما للرياح
آه مثل هذه الألحان لا يمكن أن تعيش أكثر من هدير موجة بحر.
————————–
. رسام روسي ( 1866 ـ 1944 ) ينتمي إلى المدرسة التعبيرية في الفن ويعتبر أول المؤسسون للفن التجريدي. من أشهر لوحاته ” الفارس الأزرق ” وهو الذي شارك بتأسيس جماعة الفارس الأزرق في ميونخ عام 1911 نسبة إلى لوحته هذه.
. وهو شاعر ( 1896 ـ 1963 ) وكان يعتبر من أشط أعضاء مجموعة زيورخ الدادائية. في عام 1919 انتقل إلى باريس وشارك بتأسيس الحركة الدادائية الباريسية وهو الذي وضع بيان الدادائية. في عام 1929 انضم إلى السريالية.
. كان ممثلا ومخرجا وشاعرا وكاتب دراما ومنظرا فنيا ( 1886 ـ 1927 ) ترك ألمانيا عام 1914 لمواقفه المناوئة للحرب متوجها نحو سويسرا وهو واحد من مؤسسي الدادائية، التي تركها عام 1917. من أهم مؤلفاته ” الهروب من الزمن ” .
. شاعر، كاتب، طبيب ومحللا نفسيا ( 1892 ـ 1936 ) وهو واحد من مؤسسي الحركة الدادائية في زيورخ وهو الذي حمل هذا المصطلح إلى برلين عام 1917 وشارك في كتابة البيان التأسيسي لها وأصد في عام 1920 مجلة الدادائية الألمانية.
المصادر
1.Wolfgang Emmerich und Susanne Heil ( Hg. ): Lyrik des Exil. Philipp Reclam Jun. Stuttgart 1985.
2. Lukas Moritz ( Hg. ): Deutsche Gedichte. Anaconda Verlag, Köln 2005.
3.Karl Riha und Jörgen Schäfer ( Hg. ): Dada total, Manifeste, Aktionen, Texte, Bilder. Philipp Reclam Jung. Stuttgart 1944