بائعة الخوص
د. سهير عبد الرحمن
في ركن في الطريق المؤدي للمقابر
جلست بائعة الخوص
الأموات بالمئات
و الأحياء يدفنون موتاهم
و ينسوهم
لا خوص يشترى
لا صدقات توزع على أطفال
المقابر
و لا طلعات
في أي
عيد
بائعة الخوص و كراستها
و قلمها القصير
أخفت قلما سرقته
من أبيها الحانوتي
و جاءت بالخوص
تجلس على الرصيف
لن تنادي على بضاعتها
الغير رائجة
أخفت كراستها و قلمها
و جلست تكتب
و تكتب
تخفي سرها عن الأحياء
و كل موتى الإمام
يدرون بسرها
الصغير
………………………………..
هذا الفتى الذي دفن من سنة
و هؤلاء الفتية الذين
سيدفنون كل يوم
بالمئات
هذه الحياة قبر هي
و القبور تخفي ألف قصة
للحياة
هذا الفتى
مر على خوصها يشتريه
أعطاها النقود يوصيها:
أيتها الفتاة ضعي على قبري
ألف باقة خوص
حتى لا أشعر في قبري
بالوحدة
و اكتبي لي كل يوم
قصيدة
و اهمسي بها
للخوص
2-5-2010