وحتَّى وانْ غرّتنِي ِالحَياةُ بِشَطَحاتهَا الفَانِيةِ
وان هزَّني شُعاعُ الأفْلاكِ
إلى يقْظةِ الأنبياءِ
وترَاءى لي مَا عَجزَ عَنهُ الأسْلافُ يقِينا
وحَقَقتُ الرُّؤى فِي الوُصولِ لذَواتكُم,…
فلَنْ أتِيهَ فِي خلْوتِي بثَوبٍ كَاشِفٍ
ولَنْ أسْخرَ مِنَ المُتظاهِرَاتِ حَولِي
بأجْسَادٍ تُجِيدُ الالتِوَاء
فالطِّينُ لمَّا أخْرجْناهُ منَ الِبئرِ تَشَقَّقَ
والنورُ حين قوَارِير العِشْقِ تكسَّرتْ ترَفَّقَ
والى أينَ يحملُ الماءُ كُلَّ الابتِسامَات
وأحْواضُ النعناعِ تُنعِي مَوتَها….؟
ولانَّ مَا يُخْجلنِي
وأنَا أتدبَّرُ كُؤوسِي بِهُدنةِ الأتْقياءِ
هُو تَلفُ الوجُوهِ فِي المِرآةِ ;
هُو غَدرُ الزَّمانِ للتُّقَاةِ
واغتِرَار.
المُلُوكِ
بالصِّفَاتِ
هُو سَطْوةُ الحَّمَّارَة عَلَى الفُرْسَانِ
وعُوَاءُ الذِئابِ علَى الأفْنَانِ
فهَذا القَلبُ لا يعْشقُ سِواكُم
وهَذه الأكتافُ لاَ تقلُ إلاّ أوْزارَكم
وهذَا الكِيانُ المُرهَقُ لكُم ..
.فَلكُم تُرْفعُ الأيادِي حَتَّى النَّصْر…
ولكُم تصْدقُ الانْحِناءَة…
ولأجلكُم يا أمَّةَ العَربِ نَشُدُّ الرَّحِيلَ…
انأ حِينَ مزَّقتُ أشْرعتِي وحَرقتُ مَرَاكبِي
أشْهدتُ الرِّيحَ بينِي وبينَكُم …
أشهدتُ الأقلامَ ..
.أشهدت الأحلام…
ألاَّ أعُودَ إلاَّ وفِي يدِي بُشرَاكُم
أمْشِي وتتبَعنِي ظلالُكُمْ الهَارِبةِ منكُم …
تسْتنجدُني من هَولِ الساعَة
حَيتُ غَزْوِ الأمْطَارِ وَ دَمارِ الأشْرَارِ
أمشِي وتُلاحِقُنِي النُسَيمَات الغَاضِبةِ منْكُم
لتمُدنا خَرِيطَةَ الغابَاتِ الغَارِقةِ
في صُنعِ الشَّهوةِ
لنُصلِّي
فِي الجَبلِ…
لنرْعَى تَقاسِيم مُحيَّاكُم منْ شُحُوبةِ الابتِسَامةِ
الغابةُ وَكرٌ تزْدَحمُ فِيها الفَواحِشُ …
اللَّيلُ لبْلابٌ سامٌ مُعتٍرِشٌ يَلْتفُ عَلى الاعْناقِ…
انْظرُوا الطَّفحَ علَى الجُلودِ …
انْظرُوا كُلْم العُهُودِ
انْظرُوا الوَجْهَ المنْبُوذِ..
وفِي خِضَّمِ الصِّراعِ أبلغُونَا إغْلاقَ الحُدودِ …
تَتحَركُ المِيليشْياتُ زَاحِفةً علَى بُطُونِهَا
لتَحمِي مَصَابِيحَ القُصُورِ..
لتَحمِي أبرَاجَها مِن ِ الانْهيارٍ
الطَّوارٍئُ بِحَالاتٍ
وسَاعاتُ النّهشِ تُحَركُ أجْراسَ المَدينةِ
الأقنِعةُ وَطُرقُ الاحتِيالِ…
الأضْواءُ الكَاشِفةِ دلِيلكَ فِي اخْترَاقِ الأمكِنةِ
اللَّيلُ يَبتلِعُ المُستَحيلَ والاَّمُمكنَ
اللّيلُ مأمُورٌ مُطِيعٌ مُمِلٌ…
الَّليلُ وَسيطٌ حَقيرٌ يُصغِي لِعَاريةٍ
مَاجنةٍ
وهَذا
النّملُ
بلا نظامٍ ..
يتَقاسمُ نظرَاتَ الإعْجابِ
معَ مَخلُوقاتٍ عَجائِبية تُثقنُ المُرَاوغَة
جمَاعَاتٌ …
والتْيسُ الاسْودُ يفترِشُ لِحيتهُ
يلْحَسُ مَا تَرهَّلَ منْ لحْمهِ
ليَصِير دَمًاً
الوَابلُ منَ اللَّعَناتِ لَا يُسْقطُ الأوامِرَ
وَالعَالمُ تحْتَ نِعَالهِم
تكَادُ السُّمرَةُ تأكلُ وجُوههُم
تَكادُ الخَمرةُ آنْ تُسرِقَ حَياؤهمْ
وَلا يَنتَهِي المَّللُ
يتَغَامزُونَ بعيُونٍ فَضَّاحَةً
عُراةٌ إلاِّ منْ كفنِ اعتادُوه
يهْرَعُونَ دَاخلهُ بِسِيقان تُعافُ
وأوْصَافُهُم عِللٌ ..
.المارقُ والسارقُ والفاسقُ
هذا الماخُورُ يُحيِّيهم
وهَذا يُلزمُهُم انتِظارَ سَاعاتٍ
تُغرِي طَيفَ الهَاوِياتِ …
بمَزيدٍ من المُشاورةِ…
الدُولار الأمريكِي ..
الجُنيهْ الإسترلينِي….
شِيكاتٌ عَلى بيَاض ..
.مُداعَباتٌ علَى القِياسِ المَشاعِي وفُجُورٌ فِي الكَلامِ قَبلَ المَنامِ
والمعتوه أنا ….
تخبِرُنِي يدُ الجَلَّادِ بشلل نصفي
على كُرسِي تُحرِّكُهُ أيادي المُومِسات
فِي الحَاناتِ ليتَبولنّ
وفي صَالُوناتِ الحِلاقَة لاخْتيارِ القِناعِ المُنَاسبِ
وفِي مرَاكزِ الَّتدليكِ الطَّبيعيةِ…
لترْقيعِ موَاطنِ الخللِ
هذا…….
لأنِّي اختَرتُ عُرُوبتِي
الطَّوارٍئُ بِحَالاتٍ
وسَاعَاتُ النّهشِ تُحَركُ أجْراسَ المَدينةِ
الأقنِعةُ وَطُرقُ الاحتِيالِ
في سَاعَاتٍ مُتأخِرَة منَ العُمرِ…
المَطاعِمُ أغْرقتْ فِي مَوتِهَا
المَوَائِدُ المحْجُوزَةِ ظلتْ فَارِغَة ً..
إلا مِنْ أسْماءَ مَحكُومٌ عَليْها بانتِهاءِ الأجَلِ
وخُدُوشٍ ناتِجَة عنْ سَهْوِ الزُبناءِ فِي انتظَارِ لُقْمةٍ حَافِيةٍ
أخْطاءٌ فِي المُراقبةِ
والبرْقيات فِي غيْرِ اتجَاه ٍ..
.غَضَبٌ
اسْتِياء ٌ
حُراسُ الأمْنِ ينزَعُون رَبطَة أعْناقِهم بِعُنفٍ
يتَصَّيدون الأعْذارَ لزُبنَاء مُفلسُون
وأمُرَاءَ الَّليلِ يعْتذِرُونَ
الحَفلُ فِيهِ تدَاوَلٌ بينَ الأشقاءِ…
حينَ يَصحُوا الجَمِيع مِن شَهقاتِ الأمسِ…
تُرَى منْ كَسَّرَ فِي يدِي هَذهِ الكَأس
وغَليلِي بعُنفُوانِ العَذارَى….
تُرَى منْ أثلجَ دَمعَ العَينِ فِي وجْه شَاكِيةٍ
وظَلَّ يَحُومُ بِفتيلٍ حَارِقٍ
ليدْفِي ا لأبْوابَ المُترَعَةِ عَلى الجَبلِ الحَزِينِ
تُرَى مَنْ أفَاضَ سَاحتِي بِسَائلِ الَّنثانةِ
وَدوَّنَ أسْماءَ البُؤسِ
علَى البَاحَاتِ
التِّي أسِيرُ خَلفَا كُلَّمَا ضَاقَ الحَالُ
تُرَى مَنْ زَحْزَحَ عِشْقَ المَوتَى إلى رَابيةْ خَالية
وأنْهَى سَرْدياتِ زَمَانِنا
صَعقةٌ عَلَى صَخرَةٍ في سَفْحِ الجَبلِ…
أنثَرَهَا لُعَابَ المَجَانِينِ ورَمَادَ العِظامِ
فَهلَّلَ وكبَّرَ
وأقسَم وتدَّبر
بِربٍ قَدِيرٍ….
بأنَّ سُلطانَ الجنِ يَرْقُدُ حجَرًا
وتَحرُسهُ عين
لا كَكُل العُيّونِ فِي قِمّةِ الجَبلِ …
الطَّوارٍئُ بِحَالاتٍ
وسَاعَاتُ النّهشِ تُحَركُ أجْراسَ المَدينةِ
الأقنِعةُ وَطُرقُ الاحتِيالِ
فتُرَى منْ كَسَّرَ فِي يدِي هَذهِ الكَأس…؟