مهلاً أراك بليغُ الشعر تحْتشدُ … لوصفِ كونٍ سما أوصافَه الصَمدُ
اللهُ يمدحهُ في آية ٍنُسجتْ … باعظمِ المدح فاخْجلْ أيّها الحَشدُ
لن توجزَ الدهرَ من أوْصافِه صِفة ً….. ولو لغات الورى جمعاً لك المَددُ
فردٌ من الخلقِ لم يُولد له كفُوءٌ ….. ولا النساءُ شبيها بعدهُ تَلدُ
بأجملِ الخَلْقِ موْصوْف ومتّصفٌ …. وبالأمانةِ والأخلاقِ مُنفردُ
اضحتْ مناقبه من قبلِ مبعثه…. للعالمين سِراجاً دام يتّقدُ
وجهٌ مضيءٌ تعالى والسما غَسقٌ ….. والخَلْقُ بدرٌ به والكونُ والأمدُ
إذا دناهُ عظيمٌ أو دنى مَلَكٌ … فمنْ مَهَابتهِ الأوْصالُ ترتَعدُ
له فمٌ من كلامِ الله منْطقه … وحْياً تجلّى إليه الحرْفُ والعددُ
أحيا النفوسَ بقرآن السما ورقى … بها من الرّق حتى كُسّر الصَفدُ
بغيرهِ الخلقُ لم تأمنْ ولو صدقوا …. ولا الفطاحلُ في آرائه زهَدوا
في ذاتهِ رحمةٌ من وسعِها وسعتْ …. كلّ العبادِ وفيها الصفحُ منعقدُ
به الشجاعةُ لا بطشٌ وانْ بطشوا …. ولا انتقامٌ ولا غدرٌ وانْ مَردوا
أختاره اللهُ نوراً يُستنار به …. وقدوةً لعلوّ النفسِ تُعتمدُ
عاشَ الحياةَ وأحياه الردى أبداً…. فالموتُ يُحيي لمن منه الحيا تلدُ
يُطهّر اللهُ أهل َالبيتِ همْ دمه … وهمْ لخيمةِ دين الواحدِ العَمدُ
هو الكمالُ إذا قيسَ الكمال به …. فكيف ذاك الجلال احْتاطه جسدُ
اللهُ ارسلهُ للعالمين هدىً …. يتلو عليهم كتاباً بالحيا يَعدُ
قومٌ قلوبهمُ صخرٌ بشركهمُ … والمعولُ الذكرُ والأصرارُ والجَلُدُ
كالغابةِ الخلقُ فيها زادُ بعْضهمُ …. حتّى إذا ولدتْ أنثى لهم وَئدوا
قد أوجدَ اللهُ منه أمّةً بلغتْ .. كلّ البقاع وما لم يبْلغ الرَعدُ
يا صاحب القبّة الخضراءِ شاهقة … عبرَالزمان مع الافلاكِ تتّحدُ
هذا المديح ُمن الأشواقِ منبعه …. وفي الجوارح فاقبلْ حينما أفدُ
إليك جئتُ أبا الزهراءِ معتذراً ….. عمّا قدمت وعفواً حين اجتَهدُ