فكرة الثلاثية بدءا كانت محاولة لمتابعة صيرورة وتطور الوعي عند الانسان عموما والانسان العراقي على الاخص ، حيث كان يدور في مخيلتي سؤال عن الاسياب الكامنة وراء تبني الفرد فكرا بعينه او منهجا حياتيا بعينه وعلى الاخص الفكر السياسي وما يدفعه للانتماء الى حزب من الاحزاب السياسية ونذر حياته بالكامل من اجل تحقيق اهداف هذا الحزب وقد اصبحت غاية هذا الانسان في الحياة ، لذلك اخترت شخصية ((مظلوم)) وهو اسم على مسمى فلاح أمي من الريف العراقي ريف المشخابحصرا ، تعرض للاضطهاد من قبل الاقطاع فقرر الهجرة الى المدينة عسى أن يكسب حريته ويعيش وعائلته عيشة كريمة تليق بانسان ..
((مظلوم)) يعاني في المدينة في اربعينيات القرن العشرين زمن الحكم الملكي من البطالة وقد اعياه البحث عن عمل مهما كان … فيلجأ الى بث شكواه لللامام علي عليه السلام أثناء زيارته للضريح ، فتعاطف معه احدهم ويقنعه بالعمل كبائع باقلاء متجول على ان يكون الربح مناصفة بين مالك العربة ومظلوم ..ومن خلال حياة وعمل مظلوم في مدينة النجف تسلط الضوء على الفارق بين عادات ابن الريف وابن المدينة فيتعرض مظلوم الى مفارقات عديدة في المدينة .. ففي الوقت الذي يلاقي الاذى من بعض الجهلة يلقى المساعدة والعطف من الاخرين ومنهم منير المعلم المتنور وهو الاسم الحركي للقائد الشيوعي سلام عادل حسين محمد الرضوي ، فيمد له يد العون هو ورفاقه دون ان يعلم مظلوم من هؤلاء ومن أي حزب ولافكرة لديه حول الاحزاب عموما .. يلتقي بوجوه بارزة من شيوعي النجف كادحين ومثقفين وردت اسماءهم في الرواية…
يعيش مظلوماحداث ومظاهرا 1948 و1952و 1956 في النجف التي اشترك فيها ابنه((مطشر)) مع زملائه الطلبة ، والذي سكون اسمه (( كفاح)) في الجزء الثاني من الرواية بعد ان بلغ الوعي وانخرط في العمل السياسي الثوري …
يتهم ((مظلوم)) بالشيوعية على الرغم من كونه لايعرف ولايسمع باسم الشيوعية مسبقا وكان يظنها علوية تنتخي للمظلومين … تنقذه من السجن الغجرية ((غنودة)) التي عشقت فتوته وطيبته وفحولته، لما لها من سطوة على شخصيات مهمة في السلطة .
يضطر مظلوم مغادرة النجف الى بغداد لكي لايكون هدفا لثأر عشائري لقتل احد ابناء عمومته شخصا من عشيرة اخرى ، يلتقي في بغداد ((منير)) يؤمن له عمل في مطبعة تعود الى احد كوادر الحزب ، حياة الناس في بغداد تبهر مظلوم ، واضطراره لارتداء البنطلون والحذاء لاول مرة في حياته وتصادفه الكثير من المفارقات من لبس وسلوك البغداديات والبغدادين …
يتآلف وينسجم مع عمال المطبعة من قوميات وأديان مختلفة دون ان يحس بغربة، لفطنته وحبه للتعلم يجيد تنضيد الحروف ويتعلم القراءة والمتابة ومن خلال عمله يتعرف على ىمعاني الكلمات المتداولة في الادبيات الثورية فيعرف ماهي الشيوعية ومن هو ماركس واتنجلز ولينين وماذا تعني البرولتاريا .
نتيجة لطيبته وصوته الشجي يصبح مظلوم محبوبا جدا بين زملائه من العمال واصدقائه من الصيادين في دجلة ، ينتمي للحزب بطلب منه ، يصبح ممسؤلا عن احدى مطابع الحزب السرية ، يشهد ثورة تموز 1958 ويعيش احداثها في بغداد والنجف هو وانه كفاح وزوجته حياة ، يضطر الى التخفي في بغداد بعد انقلاب 8 شباط الفاشي 1963 ، يعمل فلاح حدائق ويتعرف الشهيد حسن سريع ويشارك في انتفاضة معسكر الرشيد التي قمعت ، يتخفى ويعمل فلاحا في احد بساتين احد اثرياء الكاظمية ، يهتم بتثقيف نفسه سرا وقد عثر على عدد من الكتب الثورية المخفية في البستان .
يتعرف الشخصية الغريبة المثقفة قاريء المستقبل والتحولات الاستاذ فريد ، تتحسن الاوضاع السياسية بعد استلام السلطة من قبل لاعارف وطرد البعثيين وحل الحرس القومي ، تلتحق به زوجته ، يعمل بطلب من استاذ فريد للعناية بحديقة المنزل ، تنشأ بينهما علاقة صداقة قوية ، يوفر له وزوجته سكن مجاني ، يقررمظلوم اعتزال العمل الحزبي التنظيمي لاسباب سياسية وتشظي الحزب وانشقاقه الى ق م و ل م ولاصابته بالسكر .
يتوفى في نفس يوم اعلان الجنهة الوطنية بين الحزب الشيوعي وحزب البعث 17-تموز 1973 وقد كان مظلوم رافضا لهه الجبهة .
يواصل ولده كفاح عمله الحزبي ضمن ل م للحزب الشيوعي الذي عاد من الاتحاد السوفيات بشهادة الدكتوراه في الادب . يتعرف الى الدكتورة احلام في الكلية ويتزوجها ، يتعرضان للمضايقة بعد عام 1978 لرفضهما الانضمام لحزب البعث، تختطف زوجته وتغيب في سجون السلطة ، هو يلتحق بنواة الثوار في اهوار الجنوب في الناصرية بعد ان استلم صدام السلطة 1979.
هناك عرض وافي لحياة سكان الاهوار ومعاناتهم من حكم البعث ، من خلال حياة عائلة ايو سعيدة وزوجته مريدة والبعثي حاشوش ، استشهاد حبيب سعيدة ناطور الشيوعي في جبهة القتال ضد ايران ، ترفض الزواج من حاشوش ، تصاب بالجنون ، يخلصها والدها الذي التحق بالثوار هاربا من الجيش الشعبي .
سعيده تشفى وتنتظم مقاتلة شرسة ضد السلطة ورموزها ، كفاح كان هناك مع المقاتلين ، يذهب الى بغداد اثناء انتفاضة 1991 ، بعد فشل الانتفاضة يلقى القبض عليه نتيجة وشاية رفيقه المنهار والمتعاون مع قوات الامن ، ولم ير النور الا بعد سقوط نظام البعث في 2003 ، فيفاجأ وهو شبه مجنون مما شاهد في بغداد القوات الامريكية وصور المعممين …وسؤاله عن الدرج مخبأ اسراره التي كشف عنها رفيقه الخائن وسرق مجاميعه االشعرية ليصبح شاعرا مشهورا خارج العراق .في البياض الدامي نقد لكل الاحزاب السياسية التي تخادمت مع الاحتلال ودخلت مجلس الحكم حيث اصبح المحتل الامريكي الشيطان الاكبر محررا وامريكا الراسمال صديقة الشعوب .
يقتل كفاح على اثر انفجار قرب عربانته لبع البلبي في مسطر العمال .
هناك تويق للكثير من المفردات الشعبية للوسط والجنوب في الرواية وحفظها من الاندثار …..وهناك الكثير مما يقال حول الثلاثية
كتب حول الرواية العديد من الادباء والنقاد ومنهم :-
الناقد الاستاذ مؤيد البصام
الدكتور فؤاد جابر كاظم
الناقد الاستاذ يوسف عبود جويعد
الناقد الشاعر عبد الستار نور علي – استراليا
الناقد جمعة عبد الله – اليونان
الناقد هاتف بشبوش من الدنمارك
الناقد سلام كاظم فرج
الروائي عبد الرضا محم صالح
الناقد ظاهر حبيب الكلابي
القاص والناقد عدنان النجم
الروائي والمترجم زيد الشهيد
القاص والناقد عبد الله الميالي
وقد نشرت اغلب هذه المقالات والدراسات في الصحف والجرائد العراقية والعربية والعالمية بالاضافة الى العديد من المواقع الالكترونية .