مائة يوم ونيف مرت منذ موعد الأنتخابات الأخيرة .. مرت مضمخة بدماء الأبرياء من أبناء الرافدين ، معمدة بدموع ثكالى عجائزه اللاتي ما فتئن يفجعن كل يوم بصروح أعمارهن الخاوية تُقًّتل هنا هناك ، ودموع رجاله على فلذات أكبادهم حتى كادوا يتمنون لولم يولدن في هذا الزمن الرديء . فبدل من أن يزفوهن الى بيوت أزواجهن .. راحوا يهيلوا التراب على أجسادهن الطاهرة في المقابر الموحشة بلا ذنب ولا جريرة إلا لكونهن عراقيات من شعب أوكل أمره الى أولئك الساسة الذين أفرغوا الديمقراطية من محتواها الوطني وجعلوها جسراً لمصالحهم الفؤية الضيقة .
كم حمل هذا الرجل من تلال الحزن على صدره حتى لأنقض ظهره من شدتها.. ترى من ينصف دمعك ومن ينصف حزنك وقد قارب أن يمليء العالم بالصراخ والعويل ولكن من يسمعك وهم لغاية الآن يتباحثون وأجساد تقطع ، يتباحثون ودماء تهدر، يتباحثون وأرواح تزهق ، يتباحثون وأعراض تنتهك ، يتباحثون وعوائل تباد بالكامل حتى الحوامل فيها ، يتباحثون والشعب يتطوح من وطأة الفقر ، يتباحثون والمعاقين يملئون البلد ، يتباحثون والسرطان يفتك بالعذارى ، يتباحثون والسراق علناً يقبضون الرشى ، يتباحثون وشمس الصيف تلهب رؤوس فقراءه في وطن مكشوفة صدور أبناءه للسياط ، يتباحثون على موائد صنعت من جراحات الوطن المظلوم أرجلها من عظام أبرياءه وجماجم شهداءه .
لقد أثارتني تلك الصورة بدرجة كبيرة على الرغم من أن العراقييون إعتادوا على تلك المناظر ، بل حتى الأبشع منها والتي باتت لا تفارق مخيلته التي أضنيت من شدة الحزن وفواجع الزمن ..
وتولستوي ، الكاتب الروسي الذي توسم القرن التاسع عشر بلمحات قلمه الفائقة الروعة ، الرجل الذي مجد روح الحب ودافع عن قيمه النبيلة وشجع الصداقة والعلاقات الأسرية القويمة ، يقول في رسالة لبعض أصدقائه ” لقد كان (باسكال) يشّد الى خصره زناراً من مسامير كلما أنس بأن الإطراء قد أشاع السرور في عطفيه ، واحسبني محتاج الى زنار مماثل ” .
زنّار المسامير هذا حزام من مسامير يشد على الخصر بقوة فتوخز تلك المسامير الجلد ليشعر بالألم كلما تداعت نفسه الى شهوتها الدنيوية وتداركته نشوة الإعجاب بالنفس والعتوّ والسرور فالسرور ،بعض منه، يدخلك في متاهات الشياطين فهو كالزهو بالنفس الذي يرقيها الى علو مجد كاذب .
كم نحن وساستنا بحاجة الى زنار المسامير هذا بعد ان ربطه عظماء التأريخ على خصورهم كي يوخزها ويوقضها من نشوة النصر ،الزائف في بعض منه، كلٌّ منا بحاجة الى زنار ولكن من نار يكوي جنوبنا كما غفلت أنفسنا عن عذابات هذا الوطن الذي طالما تباكينا بدموع التماسيح على مظلوميته .. مظلومية الوطن الجريح ، زنار يوقضنا من أحلام طالما راودتنا بمستقبل لا تفور فيه رائحة الدم بدل القدور !
ترى لمن نشكو مظلومية هذا الوطن ومن ذا الذي سيحييها .. الوطن الذي كلما طالعنا خرائطه نرى حدوده وقد نقشت بالدم النبيل لشعب أبيّ صابر بوجه زمن صديء ؟ ومن ذا الذي يحمل فوق سيفه تلك المظلومية ليداعي بها كل الأجيال المتناسلة والحضارات التي لا نعلم كيف ستعبر أرض العراق بعد أن شارف الوطن على التيه وبعد أن دفعه قادته ولا زالوا الى حافة الانهيار وسط خضم تحديات الشياطين .
زنارنا يجب أن يكون من نار .
كم حمل هذا الرجل من تلال الحزن على صدره حتى لأنقض ظهره من شدتها.. ترى من ينصف دمعك ومن ينصف حزنك وقد قارب أن يمليء العالم بالصراخ والعويل ولكن من يسمعك وهم لغاية الآن يتباحثون وأجساد تقطع ، يتباحثون ودماء تهدر، يتباحثون وأرواح تزهق ، يتباحثون وأعراض تنتهك ، يتباحثون وعوائل تباد بالكامل حتى الحوامل فيها ، يتباحثون والشعب يتطوح من وطأة الفقر ، يتباحثون والمعاقين يملئون البلد ، يتباحثون والسرطان يفتك بالعذارى ، يتباحثون والسراق علناً يقبضون الرشى ، يتباحثون وشمس الصيف تلهب رؤوس فقراءه في وطن مكشوفة صدور أبناءه للسياط ، يتباحثون على موائد صنعت من جراحات الوطن المظلوم أرجلها من عظام أبرياءه وجماجم شهداءه .
لقد أثارتني تلك الصورة بدرجة كبيرة على الرغم من أن العراقييون إعتادوا على تلك المناظر ، بل حتى الأبشع منها والتي باتت لا تفارق مخيلته التي أضنيت من شدة الحزن وفواجع الزمن ..
وتولستوي ، الكاتب الروسي الذي توسم القرن التاسع عشر بلمحات قلمه الفائقة الروعة ، الرجل الذي مجد روح الحب ودافع عن قيمه النبيلة وشجع الصداقة والعلاقات الأسرية القويمة ، يقول في رسالة لبعض أصدقائه ” لقد كان (باسكال) يشّد الى خصره زناراً من مسامير كلما أنس بأن الإطراء قد أشاع السرور في عطفيه ، واحسبني محتاج الى زنار مماثل ” .
زنّار المسامير هذا حزام من مسامير يشد على الخصر بقوة فتوخز تلك المسامير الجلد ليشعر بالألم كلما تداعت نفسه الى شهوتها الدنيوية وتداركته نشوة الإعجاب بالنفس والعتوّ والسرور فالسرور ،بعض منه، يدخلك في متاهات الشياطين فهو كالزهو بالنفس الذي يرقيها الى علو مجد كاذب .
كم نحن وساستنا بحاجة الى زنار المسامير هذا بعد ان ربطه عظماء التأريخ على خصورهم كي يوخزها ويوقضها من نشوة النصر ،الزائف في بعض منه، كلٌّ منا بحاجة الى زنار ولكن من نار يكوي جنوبنا كما غفلت أنفسنا عن عذابات هذا الوطن الذي طالما تباكينا بدموع التماسيح على مظلوميته .. مظلومية الوطن الجريح ، زنار يوقضنا من أحلام طالما راودتنا بمستقبل لا تفور فيه رائحة الدم بدل القدور !
ترى لمن نشكو مظلومية هذا الوطن ومن ذا الذي سيحييها .. الوطن الذي كلما طالعنا خرائطه نرى حدوده وقد نقشت بالدم النبيل لشعب أبيّ صابر بوجه زمن صديء ؟ ومن ذا الذي يحمل فوق سيفه تلك المظلومية ليداعي بها كل الأجيال المتناسلة والحضارات التي لا نعلم كيف ستعبر أرض العراق بعد أن شارف الوطن على التيه وبعد أن دفعه قادته ولا زالوا الى حافة الانهيار وسط خضم تحديات الشياطين .
زنارنا يجب أن يكون من نار .
zzubaidi@gmail.com