حين كتب ولدي وهو يداعب بقايا ذكرياتك التي جمعها على نقاله تذكرت ان للمدينة افواه مبعثرة واصوات تنبض بالانين والحنين وانا ادري ان للافواه وجوه تنبض بالفرح والحزن مجتمعين في ما تنطق به شفاهه هو دائما يردد امامي منذ ان رحلت امي لم اجد مايفرحني بصدق فقد اختفت البسمة التي كانت تطوق وجوهنا وزرعت في قلوبنا بدلها احزان السنين لقد تركت جدائلك على مياه النهر لتنحني لك اسماكه وفررت الى عالم الرحمة مراكب الحزن شقت طريقها اليك لتحمل معها الام وهموم الوجع الذي لم نكن نعرفه كل عيد تطلين علينا ببسمة وحرارة لقاء وفي يوم ميلادك كانت هناك علامات فرح نعلنها لتدور في محيط مدينة فقراؤها يتزاحمون على الارصفة لقد ظل ذلك الفرح يغمس اوراقه في اصوات باعة السوق الشعبي “انتبهوا مرت الملكة ” وحين تمرين بهم تتطلع نظراتهم الملهوفة الى حثيث اقدامك التي تسابق الريح لتنهب الشارع سريعا بعيدا عن عيون المارة التي تتسمر يوميا بانتظارك ذلك الفرح الذي عشناه اياما لم يكن ليختفي وقعه سريعا وهكذا خانتك الايام وعبثت بنا الاهوال لتمحو كل ماهو جميل قرار ليس منه رجعه يومها مرت السنوات وتكاثرت الاهوال وتزاحم عليك المرض حتى غدوت في عالم غير عالمنا الذي الفناه اليوم وفي مثله كان هناك مايسر وما يجعل الفرحة تسري في اعماقنا فهل لنا ان نستعيد ذلك الفرح وانت تطلين علينا لقد رحلت عنا ياام اطفالي الذين نزفت عيونهم دموعا خلفك لقد كنت معنا طعما للحياة ومردا للارواح لكنك استعجلت الرحيل مؤكد اننا نريد ان نمد ايدينا لنقبل يديك وعينيك اللتان اتعبهما السهر والمرض في ان واحد ولكنك رحلت عنا دون وداع على الطريقة التي اختارها لك الله سبحانه وتعالى في هذا اليوم سنقف امامك كطيور الجنة , فقد تركت لنا اثرا لن ننساه تركت لنا قلبا ابيض ويدا رحيمة بيضاء كالثلج رحلت ونحن نتذكرك في يوم كهذا لنهديك مع قلوبنا وردة بيضاء كقلبك رحمك الله في يوم عيد الامومة ايتها الام الحبيبة رحمك الله يامن زرعت الطيبة في قلوبنا علنا نبدل الحزن بالفرح لتكون لنا معك وقفة في هذا العيد