وأنا أدس ناظرّي في عتمة هذه الخلجات البلاغية والصور التي تناثر شذاها بين الحقول ، عابّاً قلمي بماء هذه الأزهار التي خيّل إلي إنها تتجول مع الروح في ذاكرتي وتبسط المساحات الكائنة في فكري والتي هربت من ذاكرتي عندما رأيت نفسي طيراً أحلق بين هذه الأزهار وأفوافها حاملاً قناديلي المضيئة كي أصل إلى المسار الذي يرومه الشاعر المبدع جبار الوائلي وهو يسطر صوره البلاغية بهذه المجموعة الجميلة التي اسماها عبر تنقلاته الفريدة بين النسيمات الصباحية حاملاً معه قطرات الندى الندية ب (( الريح وما تشتهي )) والتي تتكون من (28) قصيدة مع ما تفرعت بعض قصائدها إلى ومضات جميلة !!
في هذه المجموعة وفي هذه الصور والخلجات التي رسمها الشاعر في آلته الفوتوغرافية أرى نفسي وقلمي راصداً هذه الإرهاصات التي يبدو لي إنها فرضت ذاتها على الذات الشاعري مما جعلت منه شادياً فوق الطلول التي قد يراها قادمة من بلاد أخرى !
يمتاز شعر الوائلي بالصور التي قد يراها تختلف تماماً عن السياق الذي يسير عليه كثير من الشعراء ضمن جيله الشعري ، والاختلاف الذي أعنيه هنا هو الفني والجمالي الذي يبغيه في معظم تشكيلاته الشعرية ، فهو يرى بالقصيدة التي تختلج في فكره هم يقبض على أنفاسه فيرى أن يرفعها عن صدره طارحاً ثقلها فوق الورق!
والوائلي عرفته شاعراً مبدعاً من خلال مجموعته البكر التي شرفني بإهدائها ، حيث أراه أتى في مرحلة ولد الشعر فيها على ركام حالات لا إنسانية وظلم مدقع يلم بالحياة الاجتماعية لشعبه وأمته ، عند ذاك جاءت قصائد مجموعته تحمل الحس الجمالي الخالد ، الذي يعبر عن إحساس الشاعر المبدع الذي همه الوحيد أن يوصل كلمته وصوته معلناً رفضه لهذا الظلم ، ومن هنا جاءت قصائده تحمل الوجع والصراخ والخوف من الماضي ، والرثاء للماضين في دروب الضياع والعواصف التي أدمنت الحياة في فضاءات الأحزان والمقابر الجماعية في السنين المقبورة ، فقوله في قصيدته ( الريح وما تشتهي) :
(………………
وها هو
قد تلاشى الضوء عنه
تصحبه جحافل الظلام،
هكذا بقطار الموت
كانت أهازيج الزفافْ )
وقوله في قصيدته الأخرى ( المروءات غادرت محطات بلادي ) :
( في توابيت الأحياء
علقنا أحلام الفجر
ولزمنا الصمت ذعراً
والخطايا فراديس تزار )
وهكذا أراه حتّى في بكائياته المحببة إليه يتقدم الشعر عنده إلى زاوية من زوايا الروح المتغنية بفراديس الولوج في مسارات الرغبة والحنين ، والإشعاع نحو الهاجس الفكري والقومي والوطني وهو يجمح صادقا نحو الصمت معلناً عن انسحابه للتغني في بعض مواويل الحياة حيث لا جدوى من ذلك مع ما يرى الشاعر من صمته هنا مثل ثورة جامحة تبدد كل أشكال الظلم والعذاب الذي يفرض قهراً على شعبنا !!
(( الصمت ثورة جامحة
ثمارها دانية القطاف
تنالها…
بعيداً عن ثرثرات
هوس الطريق ))
فالوائلي في اشتغاله في لّم قصيدته وإثرائها بالمعطيات الحسيّة والمعاني الاجتماعية التي تلم بمجتمعه وشعبه بعواصف هوجاء ، يحمّل صوره برؤيا حية تتعين الحدس بما وراء الشيء المرئي الذي يؤثر في واقع الأمة ، فنراه يتفنن في بناء هذه الخلجات الحسيّة التي تنطلق من الواقع الذي يعيشه في سياق عقلنة هذا التراكم الحسي الذي ينطوي عليه وشعبه من الآلام ، وهو إذْ يحزم أمره بهذا النهج البلاغي المؤثر للمتتبع فيقول في قصيدته ( لغة النزف):
(( بين الجرح وضماده
يرسم السيّاف
وعورات المسافات السحيقة
لتورق فضاءات الدموعْ ))
وخير ما وجدته في مجموعة الشاعر الوائلي أمام هذه التجربة الغنية بالمفردات اللغوية الجميلة في قصائده وومضاته التي غطّت إلى حد ما الريح وما تشتهي مجموعتـــه الجميلة في : (( أوراق قيد التحقيق ، واعتزم الفجر الرحيل ، قصائد ، من كوميديا الأحزان ، مباغتات الدرب العسير ، آه لو وغيرها )) ومن قصائده : (( أمنيات ليس إلاّ ، قابيل من نوع آخر ، مللنا خرافات الجليد ، هكذا تعلمت الرثاء ، امرأة لا تعرف إلّا سر البوح )) وغيرها كثير من قصائد هذه المجموعة التي أستنفر الشاعر فيها كل طاقاته الجمالية والفنية ، وطاقاته التعبيرية المعذبة بالآه في مواجهة هذه الآه والعذاب الذي يستفزه بالتأثير على مكامن عقله الشاعرّي المبدع ، فهو إذن يصر على إختيار المفردات التي تدخل عقل وذوق المتلقي بدون إستأذان ويصوغها بفنية الجمال الشعري ليقدمها على طبقه الذهبي جاهزة تهز الوجدان لما فيها من معالجة لألام مجتمعه وأمته .
وعليه أرى أن الوائلي له الرغبة الجامحة في انتشال ذاته واستنفار كل ما عنده من معرفة ودراية بفن الشعر لكي يجعل منه السيف الذي يذب به عن وطنه وأمته في هذا الزمن المتردي ، ومثل هذه الصفة الجمالية باتت مطلقة في جميع قصائده التي حملّها ثراءه اللغوي والإبداعي وجعلها تمور بلهيب الإحساس والإبداع !!
في هذه المجموعة وفي هذه الصور والخلجات التي رسمها الشاعر في آلته الفوتوغرافية أرى نفسي وقلمي راصداً هذه الإرهاصات التي يبدو لي إنها فرضت ذاتها على الذات الشاعري مما جعلت منه شادياً فوق الطلول التي قد يراها قادمة من بلاد أخرى !
يمتاز شعر الوائلي بالصور التي قد يراها تختلف تماماً عن السياق الذي يسير عليه كثير من الشعراء ضمن جيله الشعري ، والاختلاف الذي أعنيه هنا هو الفني والجمالي الذي يبغيه في معظم تشكيلاته الشعرية ، فهو يرى بالقصيدة التي تختلج في فكره هم يقبض على أنفاسه فيرى أن يرفعها عن صدره طارحاً ثقلها فوق الورق!
والوائلي عرفته شاعراً مبدعاً من خلال مجموعته البكر التي شرفني بإهدائها ، حيث أراه أتى في مرحلة ولد الشعر فيها على ركام حالات لا إنسانية وظلم مدقع يلم بالحياة الاجتماعية لشعبه وأمته ، عند ذاك جاءت قصائد مجموعته تحمل الحس الجمالي الخالد ، الذي يعبر عن إحساس الشاعر المبدع الذي همه الوحيد أن يوصل كلمته وصوته معلناً رفضه لهذا الظلم ، ومن هنا جاءت قصائده تحمل الوجع والصراخ والخوف من الماضي ، والرثاء للماضين في دروب الضياع والعواصف التي أدمنت الحياة في فضاءات الأحزان والمقابر الجماعية في السنين المقبورة ، فقوله في قصيدته ( الريح وما تشتهي) :
(………………
وها هو
قد تلاشى الضوء عنه
تصحبه جحافل الظلام،
هكذا بقطار الموت
كانت أهازيج الزفافْ )
وقوله في قصيدته الأخرى ( المروءات غادرت محطات بلادي ) :
( في توابيت الأحياء
علقنا أحلام الفجر
ولزمنا الصمت ذعراً
والخطايا فراديس تزار )
وهكذا أراه حتّى في بكائياته المحببة إليه يتقدم الشعر عنده إلى زاوية من زوايا الروح المتغنية بفراديس الولوج في مسارات الرغبة والحنين ، والإشعاع نحو الهاجس الفكري والقومي والوطني وهو يجمح صادقا نحو الصمت معلناً عن انسحابه للتغني في بعض مواويل الحياة حيث لا جدوى من ذلك مع ما يرى الشاعر من صمته هنا مثل ثورة جامحة تبدد كل أشكال الظلم والعذاب الذي يفرض قهراً على شعبنا !!
(( الصمت ثورة جامحة
ثمارها دانية القطاف
تنالها…
بعيداً عن ثرثرات
هوس الطريق ))
فالوائلي في اشتغاله في لّم قصيدته وإثرائها بالمعطيات الحسيّة والمعاني الاجتماعية التي تلم بمجتمعه وشعبه بعواصف هوجاء ، يحمّل صوره برؤيا حية تتعين الحدس بما وراء الشيء المرئي الذي يؤثر في واقع الأمة ، فنراه يتفنن في بناء هذه الخلجات الحسيّة التي تنطلق من الواقع الذي يعيشه في سياق عقلنة هذا التراكم الحسي الذي ينطوي عليه وشعبه من الآلام ، وهو إذْ يحزم أمره بهذا النهج البلاغي المؤثر للمتتبع فيقول في قصيدته ( لغة النزف):
(( بين الجرح وضماده
يرسم السيّاف
وعورات المسافات السحيقة
لتورق فضاءات الدموعْ ))
وخير ما وجدته في مجموعة الشاعر الوائلي أمام هذه التجربة الغنية بالمفردات اللغوية الجميلة في قصائده وومضاته التي غطّت إلى حد ما الريح وما تشتهي مجموعتـــه الجميلة في : (( أوراق قيد التحقيق ، واعتزم الفجر الرحيل ، قصائد ، من كوميديا الأحزان ، مباغتات الدرب العسير ، آه لو وغيرها )) ومن قصائده : (( أمنيات ليس إلاّ ، قابيل من نوع آخر ، مللنا خرافات الجليد ، هكذا تعلمت الرثاء ، امرأة لا تعرف إلّا سر البوح )) وغيرها كثير من قصائد هذه المجموعة التي أستنفر الشاعر فيها كل طاقاته الجمالية والفنية ، وطاقاته التعبيرية المعذبة بالآه في مواجهة هذه الآه والعذاب الذي يستفزه بالتأثير على مكامن عقله الشاعرّي المبدع ، فهو إذن يصر على إختيار المفردات التي تدخل عقل وذوق المتلقي بدون إستأذان ويصوغها بفنية الجمال الشعري ليقدمها على طبقه الذهبي جاهزة تهز الوجدان لما فيها من معالجة لألام مجتمعه وأمته .
وعليه أرى أن الوائلي له الرغبة الجامحة في انتشال ذاته واستنفار كل ما عنده من معرفة ودراية بفن الشعر لكي يجعل منه السيف الذي يذب به عن وطنه وأمته في هذا الزمن المتردي ، ومثل هذه الصفة الجمالية باتت مطلقة في جميع قصائده التي حملّها ثراءه اللغوي والإبداعي وجعلها تمور بلهيب الإحساس والإبداع !!
البصــرة15/6/2010