الاستاذ جاسم عاصي من النقاد العراقيين كما هو ايضا من الروائيين.. وفي هذا الكتاب يضيف لنا ابداعا معرفيا في عوالم المعمارية الكوكب: زها حديد.
يتألف الكتاب من عدة فصول منها:
تداعيات في عمارة زها حديد: ومن هذا العنوان الفرعي تتشقق العنوانات التالية
- ابتداء : المفهوم والدلالة
- ابتداء : الخصائص الذاتية
- ابتداء: العمارة الجديدة
- ابتداء العمارة والمفهوم
- ابتداء : المخيّال كوحدة أساسية
- ابتداء : تجدد الأفكار
- ابتداء : الإلغاء والتطلع
- ابتداء: الحلم وذائقة الانثى
- ابتداء: الداخل والخارج
- ابتداء: الشكل والإيقونة
ومن يقرأ هذا الكتاب سيقترب من عوالم وأحلام امرأة عراقية سطعت سطوع الكواكب التي تستحق الإلمام بكل ما في جوهرها
ويشعر القارئ أن الاستاذ جاسم عاصي بذل جهدا جميلا في كتابه الانيق، وهو يقرّبنا لعوالم زها مع بعض الملاحق الملوّنة لمنجزها في العمارة.
بالنسبة لي كقارئة بعض الافلام حين اشاهدها. اتمنى أن يتوقف المشهد، لأدخل لهذا المبنى أو امكث في هذه القاعة التي أراها مجموعة قصائد ملونة، فالمعماري فنان يكتب قصائده بالكتلة والفراغ والمرونة والتطويع، وبالنسبة للمرأة الكوكب زها حديد فقد (تمثلت هذه الشروط منذ ترعرعها في بيئة ذات حياة مبنية على المعرفي الصاعد ومواقف متجذرة في الوطنية التي خلاصتها العمل الوطني في انتاج المواقف مهما اختلفت البيئة/ص 45) فالمبدعة الكبيرة زها حديد تعي بخبرتها وفطنتها أن الاشكال وسائل لخلق تجارب حضارية جديدة. وزها من جانب آخر تحسن ربط العلاقة بين الداخل والخارج في مجالها المختلف بتميزها وتفوقها، فهي تعرف أهمية الدهشة في المستوى الخارجي لأن هذه الدهشة وحدها من تقيم التحاور بين الشكل الهندسي والعين الرائية له بتمعن.. هل في تصميمها كانت طوع أحلامها حين تنام فتنهض لتحول مجسدات عقلها الباطن إلى أحلام يقظة بعضنا؟ ربما الجواب نجده هنا (أن عمارتها لا تستقر على ثابت، بقدر ما كل من شأنه يهب الحركة الفكرية الجمالية بجدلية خالصة/ ص64).. هل كانت رحلاتها المعمارية مغامرة في الشكل صعودا إلى نمط خاص تتعايش فيه الصرامة مع الشفافية المتحركة.
وهكذا تتوالد من أيقونة زها حديد أيقونات متلازمة بعضها مع البعض
ربما هكذا يكون الفعل الجميل في رؤى زها حديد فهي تريد الانقطاع عما سبقوها وتثبيت قاعدة بصمتها وهي تؤسس الأمكنة الاجمل لبني الانسان
: مأوى – مؤسسة – فضاء واسع للحرية على شكل قاعة أو مطار أو جسر نحو المطلق يرتقي فيه النسبي.
ويختم المؤلف الاستاذ جاسم عاصي كتابه قائلا (ما نريد التوصل إليه من خلال مباحث الكتاب هو استعراض جهد الفنانة المعمارية زها حديد والتأكيد على جدلية وجود الأجناس الإبداعية وكيفية تداخلها مع بعض من جهة ومن جهة أخرى قابلية الفنان والمعماري على التكيّف لمثل هذه المتغيرات)