أنا
حين يغزونا الجفاف
يصبحُ الغيابُ مِحبرة ً
لقصيدةٍ لاتنتهي
يصبحُ للجرح ِ
الف مُفتاح
ولا تكُف ذاكِرته
عن النزيف …
ثم إنك أيها
المتوغلُ في ذاتِ العمق
الذي يلفظُك
بمرارةٍ
سيّان عِندي
انصهارك في مواويلِ النشيج
أو
اندلاعك في الأزقة
تلك التي شاخت ْ
على عتباتها
حفناتٌ مِن تفاصيلي القديمة …
سيّان عِندي
إن جفت الورداتُ
على ذٍراع الوقت
أو
حطتْ الغيماتُ
على شواهدِ القبور دمعاً
ونسيتْ أمر المطر …
سيّان عِندي
فالجدب يكتنفُ
الحروفَ
وقصيدتي الأولى
تلبستْها مِحنةُ الخرفِ المُبكر
تهدلتْ أكتافها
وتنكرتْ لعزفِ الريحِ
ماعادت تُراقص
النغمَ الذي
في غفلةٍ مِنا
انسرق …
سيّان عِندي
فان العمرَ ماضٍ
وأنا
كالضوءِ الذي
يرقدُ على
صفحةِ الماء
اعتدتُ التمدد والتلوي
على مِزاج الموج ِ
ماعادت تُغريني
استدارة القمر
فحين يغزونا الجفاف
يحترفُ القبحُ
ترتيب الأدوارِ
فالريحُ يركبُها القلق
يتشتت النغم
والموجُ يغزوه ارتباك
تتشظى الوجوه
ماعُدتَ تعرفِني
ولا أعرفِك
رهقٌ
رهق …
أنا
حين يغزونا الجفاف
تعرفني القصيدة
أكتبُ على
إيقاعٍ نزق
يتسلقُ
الأرقُ المخيف
ملامحي
ويصبُ هالات الرمادي
على وريدِ الأمكنة
سيان ان بتَّ
هناك
وبقيتُ يابسةً
هنا
تشابهت في يُتمِها
كُل الأماكِن
الريح ُ
في سِيقانها
دبَ الوهن
والموجُ
صفقَ للرحيل …