ـ إشكالية الوطن موقفا٬ والإنسان جوهرا عند الشاعر٬ وأوضح أن الوطن ورطة عقل الشاعر٬ صورته المادية من حيث قوة الموقف٬ يعرض التورط شرحه قصيدة من جنس القوى المنفعلة٬ وأنه من جهة أخرى٬ لا ينفعل عندما يقبل٬ لأنه ليس جوهرا لجسما وقوة في خارطة التوريط٬ إنه النفس٬ إن جاء تولدها نزعت في عدة مناسبات٬ منها قوله٬ كاشفة حدسه ومحسوساته٬ وبالضرورة لا يوجد جوهرا شارحا بالأتفاق٬ فإنه أصالة الشيء٬ في الوطن المنسوب لشارحة رؤية العقل التوريطي موقفا٬ ناظرة مقالة بإنسان٬ باحثة جوهرا في المجال الفلسفي للفناء والوفاق الجلد في غشاء تجلي توفره رشيدا متعاليا. والعقل التوريطي للشاعر ليست “سبة” بل ميزة ندرة يتحصنها وتحصده في قوة كمالاتها الغائبة عن مكونته المعرفية.
ويعارض سعدي يوسف النزعة الآلية في المواقف في عدة مناسبات منها في الوطن والإنسان٬ فينظر للوطن بسيط ـ غني الثقة وغير منفعل٬ لسبب يصوره على أنه ليس أي شيء مشترك مع المادة؛ هذا ما يستدل به أيضا على ان الوطن الصوري ليس ترابا ولا خارطة في جسم الشاعر منه٬ بل لأن الرمز الأهم من هذا٬ إنه المضمار في هجومه على مستباح المزج في جوهره٬ أي هو مضمار خوض صراع على أطروحة التدافع والمزايدات بالمزج والمزاج٬ هو٬ إبرازه لمحالين تقود إليهما٬ إشكالية الموقف من جهة٬ وجوهرا قوليا في الحس والمحسوس والحدس الذي يوجده جوهرا بالأتفاق حين يبنيه في قصيدة٬ قصيدة تطهره من التقطيم والفساد٬ يطهره من حدوث أجزاءه الإسقاطات٬ وتغير بعضها إلى بعض بالأتفاق٬ بل هو مرتب محفوظ٬ منتظم من قبل مقولة العقل المنسوبة للنفس في مجالها الفلسفي٬ للوفاء الجلد٬ والواضح في الحدوث والإبرار القابل من القوى المنفعلة في القصيدة٬ وما يتعلقان بموضوع المعرفة الإبداعية للقصيدة٬ موضوع المعرفة الإشكالية وبفعلها في مضمار الموقف والإنسان؛ فالتصور بصحة كونيته الشعرية مزيجا متهافتا في موقفه الوطني بالقومي الشاذ والمنهزم وطنيا٬ التي يقود إليها بعض المهرجين٬ سيؤدي بالضرورة إلي نفيه سعة امكانية وجود موضوع للوطن٬ المعرفة الوطنية الكامنة في هجومه على أطروحة الخليط هو تميزه لرؤيته الثاقبة بموضوعاته الحسية البصيرة بصحة كونها عقل القصيدة٬ أي معقل أمكانية لوجود معقول نظري لها٬ بأعتباره يمثلها خارجا القوة العقلية للوطن.
وصورته في الوطن موقفا كماليا أوليا ـ مكونا من العناصر الأساسية لصوته فيه من خلال الإنسان جوهرا للقصيدة٬ وبالأتفاق في غياب عن فعل دافع محركه الخارجي٬ بمعنى٬ مسكونية موضوعها للمعرفة الجمالية كمالا في المعقولات٬ بمثابة جوهر كمالات شيوعيته الأخير٬ مركب مكنونة بالضرورة٬ الشيوعية الإنسانية٬ هي الأخرى٬ من طبيعة هذه الأممية الأخلاقية ذاتها٬ بأعتبارها و بأبداعية التفكير في مضمار النفس محدثة بنفس الكيفية٬ مما سيجعل لها بناء متجددا في المعقولات النظرية للقصيدة٬ تعصف وتتصف به الألوان والطعوم من كيفيات الملمس الشعري٬ ذائقته المادية كاتزان الرأي ودقة الاتجاه واللهفة والرقة الشعرية الدافئة بحميمية٬ وهذا أمر ربما يشكل إشكالية غير مقبول لها في فهمها منطقيا وواقعيا٬ ما يعتقد فيه “الناقد الأدبي المهرج” أن مواقفه تدل على تذبذب وتبدد في الشاعر هولانيته الملتزمة ليس وطنيا ولامحقا صاحيا حاسما في وحدته٬ وهذا خلاف الأمر قطعا٬ ولا حتى قبول أنفعاله عندما يقبل إيضاحه.إن شأتم.
ـ صورة توريط إشكالية الوطن موقفا٬ والإنسان جوهرا عند الشاعر٬ أما فيما يتعلق بصورة التوريط بمبدأ كلية الإشكالية عند الشاعر٬ والذي لا يتحقق أحقيته العارفة ألا به٬ فأنه يشترط هو الآخر من تبيان طبيعة مفهوم الوطن من أتصال والأنسان العقل جوهرا من انقطاع. بخاصية أخرى؛ تقديم معرفة طبيعة الشاعر إزاء ما هو للجوهر من النفس شيوعيته الأخير إلى القصيدة وطنا٬ يتماثل ظهوره الطبيعي امام الإشكال الإبداعي الشعري٬ لما يميز موقفه الصريح٬ مقدمة إشكالية في صورة نضاله٬ صراع الأخلاقي في منفاه المديد من أنتقال الوطن/العراق إلى شرذمة يقوده جهال ومتزقة إلى نقطة التمركز على تفتيت وتفريغ منه٬ أقرب إلى إنسان جوهره فاسدا٬ شريرا قذعا. وما يقودنا هنا بهذه الحلقة محاولة ولو سريعة٫ معرفة صورة أنتقال توريط إشكالية الوطن موقفا إلى الإنسان جوهرا عند الشاعر العراقي الميدع سعدي يوسف.
إذ كان ولازال هذا الإشكال قائم علي مستوى تعريف “الوطن” موقفا٬ أو مسألة التعرف على ماهية الهوية والإنتماء لماهية الموقف منه٬ نقطة توجه الشاعر سعدي يوسف أنطلقت نحو نظرته الإبداعية في الوطنية بأنتماءه للهوية للعراق ـ عربي ـ مسلم كلي٬ متنوع ظهوره “الوطن” عن تعريفه بالمكونات اللونية المتجانسة في حضارته٬ إذ بمناسبة هذا المكنون هو جوهر تماثلي من حيث إظهار الإشكال الصوري العراقي٬ ظهور الشاعر من خلالها إشكالية تورطه المنتمي٬ والمقدم في ماهية الوحدة إليه في الإنسان جوهرا على طبيعة ما يتشكل أنتقاله من مكنونات التكوين٬ والبروز الإبداعي شاعرا في صدى القصيدة. لكن عندما كان هذا الإشكال يعسر منه تعريف الوطن٬ أو أخذ طبيعة التعرف على ماهيته٬ فأن الشاعر جسد نظرته في قصيدته وطنيته٬ بمعنى الإبداع الشعري هو مناسبتها النامية الظهور المعلن في ” من هو سعدي يوسف المناضل الوطني٬ والأممي لشيوعيته الأخير٬ والإنسان جوهرا منتميا في الشاعر من النفس إلى العقل٬ من العراق إلى العالم٬ حتى لاحت في أنتماءه أهم الأتجاهات أقوالا ومواقفا التي سيمهد السير فيها خطه الوطني٬ الفكري الفلسفي في مواقف شيوعيته الأخير وطنيا وقوميا وأخلاقيا بصورة جلية معلنة٬ مما أفتى الجهلاء م هو اخذ يهرج علي أنتماءه٬ نقطة التدثير والتهافت والإنهزام٬ إلا أن طبيعته٬ أي الشاعر٬ لم يتنازل عن صورة المناضل الشجاع٬ بقي مستمرا نخلة عراقية شامخة٬ أمميتها واضحة الظهور في ثبات إرادته القوية الصادقة.
ولم تكن هذه المهمة بالأمر البسيط٬ ولا بتأطيرها بالهدف السهل٬ وذلك راجع لحرص دقة موضوعها وتردد صدى ذلك على منهج ما أراد أن يرسخ نعريفها٬ صوته المميز بالإنسان ـ الشاعر الحر٬ وتبدو دقة تأطير مهمة طبيعة الجوهر فيه موقفا وطنيا جلية النفس في قصيدته وأقواله٬ سواء نظرنا إليها من نافذة الأفق الأممي الوسعة التي تضم أصنافا من الإنسانية من نفوس/جواهر تلتحف وتغطي كامل مجال الحياة في تأملات نضالاته العامة٬ ومجال بنية القصيدة كشاعر مبدع إليها٬ أو نظرنا إليها من نافذة العلاقة بين وظيفة القوى الكمالية بفعلها أممية ـ وطنية محلية بفعلها وموضوع هذا الفعل في الشاعر نفسها في التأثر والتأثير. أو من نا حية بنية العلاقة بين وظفها الأبداعية الشعرية ـ قواها ـ٬ أو من اخذ أفق علاقتها بصورة الشاعر بالوطن٬ على ضوء علاقة القصيدة بالشاعر الإنسان؛ وترجع هذه الصعوبات٬ في نهاية المطاف٬ إلى كون الإنسان جوهرا تقع بطبيعتها على حافة صوت الشاعر نفسه٬ مشرفة على مجال ماهيتها في إبداعية وحدة القصيدة٬ وتطورها دقة طبيعة قوة إرادته الجلية.
وتنعكس هذه الصعوبات على مهمة تعريفها ودراستها. فيعد أحد الاسباب في منغصات وعواص ما يتلمس في معرفة جوهر موقفه٬ لأنه مرتبط في أفق منهج تعريف الوطن موقفا متماثلا امام الإنسان جوهرا٬ ولأنه نتيجة لما سبق في سياقات التربية والثقافة والمعرفة في التركيب الهوياتي الوطني والانتماء إليه٬ بين ما يتلسمه في وظيفة الموضوعات٬ مثقفا عضويا فاعلا٬ بمعنى٬ يصعب الأختيار المنهجي بين منهجية المثقف العضوي للشاعر بمعزل عن إنسانية جوهره في البرهان الفلسفي والخيار النوعي الاستراتيجي لتقسيم الهويات٬ والتركيب القيمي للإبداع والتفعيل٬ وتشغيل مخرجات مشروعيتها في التحديث والتحديات٬ والذي يلجأ عادة إليه بين المنهج المثالي أو الجدلي الذي يعلق على “التعريف بالصورة الشعرية الابداعية”٬ والمنهج المادي في الأنتماء؛ مكنون الشاعر الإبداعي المادي في شيوعيته الأخير. فيجعل إزاحة البرهان والخيار النوعي٬ والمنهج الأنساني الجوهر والوطني بالجغرافية معا٬ ليستقر الوجهه الأمثل٬ ليستقر أختياره على التركيب أو عناصر المنهج التجريبي “العضوي”٬ الذي يلجأ ؤليه الشاعر من خلاله إلى دفق الملاحظة وإلى حسية الصورة بإنسية الأخلاقية المتعالية والإبداعية معا للتعبير عن ماهية معنى الأشياء ضمن الأنتماء الوطني الطبيعي٬ أي صنعة الهوية جوهرا منتظما مركبا. غير أن الشاعر سعدي يوسف لا يضيق٬ أو يحجم الأستفزاز عن إثارة التحديات والمشقات والمحن٬ تهيج الصعوبات حتى في وجه اساليب المنهج التركيبي ذاته٬ فيتساءل في إبداعية مكونه الشعري هل يبدأ الأختبار عنها من فعلها أو موضوعها أو من فحص موضوعها ووظائفها كقوى في مسؤلايتها٬ وهل ينبغي الابتداء بالتنقيب والبحث عنها عن كل قوة سياسية وطنية تنظيمية في “المعارضة” على أنفراد؟ غير أنه ينتهي إلى تبني خط الأنتقال على ماهية الوطن موقفا في الإنسان جوهرا٬ بمعنى٬ تبني اتجاه الانتقال من دراسة الموقف موضوعا قبل الفعل٬ والفعل هنا الوازع الوطني قبل الوظيفة أو القوة٬ فيتخذ بذلك التعريف الأدق حرصا على اطر ماهية الإنسان والإنتماء الحقيقي كشاعر من معرفة طبيعة الموضوعات التي تتعامل معها كموقف إنساني من الوطن.
وهكذا تكون قد توفرت العناصر الشافية والكافية لادراج دراسة الظواهر الإنسانية في شيوعيته الأخير ضمن الانتماء الوطني الطبيعي٬ خصوصا وكما سنعلم بعد ذلك٬ إن الإنسان جوهرا صورة في بنية القصيدة بالحد الإبداعي والوطن بالوجود المنتمي موقفا٬ وهذا بالضبط هو موضوع شيوعيته الأخير بنظرته العارف للعراق٬ بالإنسان العالم جوهر إنسانيته في ترابه وثقافته هوية أنتماءه المجدد في ” هوية الوطن” العراق الإسلامي العربي” التي تجمع التنوع للأجزاء ويتعامل معها كمكون وحدة الموضوع قبل الفعل٬ كموقف٬ والموقف قبل الوظيفة يشكل الإرادة المستطاع توفرها في الشاعر معرفة رسوخ طبيعة موضوعاتها قواها التي يتعامل معها.
وبناء على ما تقدم٬ يكون هكذا قد توفرت العناصر الكافية “إرادة التمكين” التي عن طريقها يتم الفحص عن كل طاقة إبداعية على حدة٬ وتشكيل السؤال المزمن: هل ينبغي التمكن بالإردة بحثا عنها ومن ثم الموضوع بمنهجية التركيبي بذاته؟ وما الإشكال الموضوعي عن إثارة الصعوبات عن المواقف أجل ألابنداء عن إثارة قيمة الإنسان فعلها الجوهر عن بلورة موضوعها الإرداة من قواها؟ حسنا لو إردنا تشغيلها على ما ينبغي أعتبار الوطن موضوعا تجريبيا طبيعيا٬ ومن ثم يمكن أن تندرج دراسته ضمن الشاعر المبدع بالبحث عنها هب يحق الحفر عنها كلها ومن ثم مقومات قواها لغرض الاهتداء إلى طبيعتها عن طريق الموقف قبل الإنسان في جوهر الفعل؟ وإن كان ينتهي الفعل لقناعة تبني خط الانتقال قبل الوظيفة أو القوة٬ ما الذي يجعلنا التأكد بالتعرف على ماهية الإنسان جوهرا من معرفة طبيعة الموضوعات التي تتامل معها القصيدة تعاملا إبداعيا معها كموقف إشكالي لصورة الوطن كهوية عن ماهية القصيدة الطبيعية الإبداعية وهي تدلو برهانهمعا للتعبير؟.
لربما هذه الأسئلة ومدها٬ هكذا قد تكون وفرت الركائز الكافية لأخذ دراسة الظواهر النفسية ضمن الشاعر التي تعامل معها بوطنيته الطبيعية٬ خصوصا وكما سنعلم بعد حين٬ أو٬ ـ في دراسات معمقة لاحقة ـ إن للشاعر العراقي المبدع سعدي يوسف ان الإنسان لديه صورة في مادة الوطن هو النفس بالمسؤولية والوجود٬ وهكذا بالضبذ هو موضوع الإرادة الوطنية في الإنتماء٬ الذي يختلف عن موضوع المزاج في ذاته المرجع٬ بل عادة مواقفه ما خضعها إلى أصعب الأمور في الفحص عن الإنسان جوهرها فيه٬ أن تشق ما نجدها طريقا و “ابداعا نثق به في أن يوصلنا إلى معرفة جوهرها٬ الموقف فيها نظرة شارحة أوساطها لجوهر الوطن قانونا٬ عطاء النفس٬ الفقرات التي من خلالها سنعلم طريقا حول إشكالية المنهج بصدد تعريف الإبداع٬ بصدد الموقف والجوهر٬ الوطن والإنسان بالنسبة للمنهج الإبداعي التركيبي٬ وفقا لبنية منهج الجمال الإبداعي٬ البرهان في فقرات القصيدة الواحدة٬ وفقرات الجملة بالنسبة لإشكالية الحد بين الجدليين الوطنيين والطبيعيين الأيديولوجيين في ذات المرجع٬ الذي يختلف تلخيص القول في برهان شرحه ضمن الشاعر ـ الإنسان بمفرده في أن يوصلنا إلى معرفة ما نثق به في أن يوصلنا إلى جوهر خفايا تلك العلاقة٬ وما ينبغي أن نجعل النظر إليها بملخص كان ينبغي أن يبحث النقاد تواجد بحثهم الاختبار والفحص بالنسبة لإشكالية النتائج لمنهج البرهان قبل الأفتراء بين التخوينيين “المفتريين والساخطيين عليه”٬ اولا فحص عن الموقف عن الاجزاء٬ ثم بعد ذلك عن افعال تلك المواقف الفرعية عن تلك الاجزاء الرئيسة٬ أم ينبغي أن يكون العكس… وإن كان ينبغي البحث عن رسوخ موضوع الخلاف قبل الفعل٬ لجليه فيه فقرات نابعة الانتقال من العقل للموضوع٬ من التجهيض الوطني في الخطاب إلى النظر إلى المحتل الامريكي٬ والاطراف الاقليمية في عناصر أطرافها الداعمة لأحزاب أو جهات وتوجهات الاحزاب المعارضة. فلذلك لم تكن تلك المواقف باسرها أو عن زجزائها ممعنة النظر في رميه عليه بالفتراء٬ بل تم جرها بتهريج النقاد إلى رمي تفسير بخص مواقف عليه٬ أي اختلاق أفتراءات طائفية وعرقية٬ خطفوا فسادهم لإفساد القاريء عليه وتعريض سمعته الطاهرة ٬ إلى تفتيت خلفيته الفكرية الوطنية وانتماءه كشيوعيته الأخير٬ لغرض ابعاد البحث عن اسبابها أو تركها باسرها في الزوغان بين تهريج غير فاحص ما ينبغي القول بالاعتراض٬ أو لجعل الإنسان الوطني يلتقط البحث فيه عن جديد قصائده في مواقف عن الوطن والقضايا بأسرها أو أجزائها كي يتبين للحقيقة أوجه أجزائها عن كليتها٬ في النظر في أمر الدافعية في الرؤيا٬ أما في كلها أو في المشار فيها ـ أعتني التي تبين من أمرها انها من جوهر أهمية الحرص على الإنسان والوطن.
معاينة الموقف للشاعر الذي يختلف عن موضوع الأفتراء٫ بل تدرس صورا “مفارقة للتضخيم بالحد والرأي”٬ أي ليس أن تظهر في حدود تضخيم الافتراءات٬ وتكبير وساعة السخط عليه٬ وهي في الحقيقة لمجر ٬ ما أراد به الشاعر سعدي يوسف فضح علنا٬ وصريحا بتمييز أوجه ومواقف من جاءت به دبابات المحتل مرتزقا٬ وحلفاءهم الاقليميين٬ أن ينبه الجمهور ويثوروا لا فقط يستذكروا٬ ليستأثروا. وعن موضوع الفساد الذي هو الصورة الـ”مفارقة لصورة المفسديين بالحد والوجود٬ نمط للمحتل الامريكي والايراني؛ رابط شيئات متغايران في لعب الادوار في تكون العلاقة بالرباط والتركيب بل أنها الاستعمار الجديد والطائفية التي تظهر تدميرها للوطن.
وم هنا جاء تميز الرأي٬ الموقف٬ بصدد الوطن بصفة عامة بولائه العميق للإنسان الجوهر للوطن أو نظرة العمق في الفيض الشعري٬ الابداعي عن كمال الصورة في ـ سعدي يوسف ـ الشاعر والإنسان/ الوطني والأممي/ الاخضر بن يوسف والشيوعي الاخير/ صورة الوطن في موقف وصورة الإنسان في جوهر/ تميز العراق بعروبيته٬ وكنيته الجغرافية الكلية٬ وفسيفساء خليط محتواه الجامع٬ كالنفس والبدن.
حرص تميز قوله على بناء أنتماءه٬ رأيه الوطني على مباديء ومفاهيم تميع فيها الخطاب بالأساس والأسس٬ ومن ثم بسيطرة الإشكال الفكري على كل مفاصيله بشكل حاد في مقابل انعدام الفوضى بالتمييز٬ الحرص بزمام المبادرة على الخطاب الثقافي على وحدة العراق بشكل حاد في مقابل تفكيك وتفتيت انعدام الترتيب؛ في الإشكال النفسي والاجتمااعي للتركيبة البنيوية في الفصل والاتصال٬ الهوية العراقية بين العمق والقشور٬ لأن الإنسان الجوهر أصبحت صورته أو كماله أنعدام ملامحه٬ تهافت الخطاب الوطني الطبيعي العضوي٬ أي حرص أن يكون للإنسان العراقي كمالا وطنيا له من حيث هويته التي تعبر عن ماهيته.
وتبعا لذلك فقد أعتبر أن الوطن موقفا صحيا وشرفا٬ معافاة بالنفس والبدن٬ هوية مثبتة٬ اعتبرهما غير متغيرين في تميز التغير النوعي بالربط والتركيب الصحي النافع للثورة كمالا. لأن من جاء مع المحتل٬ أو مرتقا لأجندة أقليمية٬ ولا يريد أن يرى العراق مستكملا لثوابت جغرافية حضارته التاريخية٬ وأن الوطن لا يوجد ضبط كماله غير متنفس ضمن تبعية ـ كما يراه المرتزقة ـ٬ صفقة يستكمل مباديء العراق الجديد خنوعا٬ مسروقا٬ صنما لاهدافه٬ والسعي بأخضاع شعب العراق للاجنبي كي يستتب التغيير مفسدة عضوية.
لذلك هذا لدى الشاعر أو كل مواطن شريف بحرصه على الوطن لا يظهر عليه تكوين علاقة من هذا النوع٬ بل يريد أن يرسم لها العلاقة من نمط الاجتماع أو من التكوين النظر بالوشائج أو التكوين والتركيب في الصورة والتصور في المواد والنتائج.
أما عن الأستكحال والتوصيات بصدد نتائج ما ورد٬ نقول؛
لو لم يكن من خصال هذا العمل الذي أقدم عليه شاعرنا وثائرنا العراقي ـ الاممي الا امتثاله لوعي الإنسان الجوهر بأن يترجم مغامرته الفكرية لا ينفك صاحبها يصارع بين الوطن “موقف” والإنسان”الجوهر” أحلاهمال غير متغايرين مرا٬ هذا نصب شيوعيته الأخير؛ إما الأخلاص والوفاء وإما الكمال والحسن٬ صراع الإنسان بمفرده لا ينفك عن الشاعر في الرباط والتركيب ٬ وهما خصال هذا الشاعر المفترى سخطا عليه. لو لا تسجيل الشاعر موقفه٬ وهذا تاريخا يحسب صراعه٬ لكان حربا عليه بتقدير كل عراقي٬ وهو بتقدير القيمة لسان كل عراقي وطني غيور على بلده في إنسانه وقوة خيار إرادته.
ولكن مهمة الشاعر هنا٬ لم تكن هينة٬ فقد حرص على أن يشغل كونيته وفيا لروح العدل والأخاء٬ مغامرته الفكرية لروح الشاعر في مناخه التاريخي الاخلاقي وعلى أن يلائم بينه وبين روح الثائر٬ المثقف العضوي المواكب في مسووليته حسه الإنساني والوطني٬ ثم العراق به قضية أخذا إليه نفسه٬ في البحث عن القيمة٬ الصورة الشعرية للإنسان فيه٬ حسناءات النخيل شغف الحس الوفاء بين دجلة والفرات٬ بصياغة فيها من السبك والرقة والتدقيق ما ينزلها تزيها نتزلة الإبداع الشعري٬ فوفق عند جل نخلة٬ عراق٬ قيمة فاضلة فلمع الإنسان الجوهر والوطن الإشكال في منسوب أن يوهجنا أننا نقرأ الحياء فيه خطابا مترجما عن قيمة العراق ووحدته٬ وهذا صنو كل عراقي٬ كما هو الواقع في حدوسه عندما قرأ الموقف عن الاحتلال ومرتزقته داخليا وخارجيا في تحدي ملفت بتقدير عالم الموقف والجوهر٬ بتقدير كل عراقي حريص على صوته بصفاء وتقدير.
ولكن “لم” (= بكسر اللام وفتح الميم) أتجه الشاعر سعدي يوسف صوب “هذا التحدي” في قضية قد لا تعكس خيرا ما يترجم مواقفه لاحقا٬ حرصه على حدسه الشعري العبقري٬ و التي أنبرت خلال نضاله ضد الظلم والفقر والتعسف والاحتلال والمرتزقة٬ منذ العهد الملكي في الخمسينات من القرن الماضي حتى ـ ما بعد الاحتلال ـ٬ أي إلى يومنا هذا. وقضيته بأتجاه تحد٬ ترابط وتركيب ونماء٬ إشكالية تحد٬ أنبرت تتساءل عن آمال التقدم الفكري والإبداعي٬ وتحذر من إشكاليات تراكم الثروات٬ تجمهر الاصوات الوطنية المزيفة٬ وهو يواجه آعتى تراكم التلفيقات الساخطة عليه٬ غير عابئا شر مجمع السياسي العراقي المتهافت فيه٬ مجمع مؤسسات المحتل الأمريكي٬ وثقافات مرتزقته الهزلية وقرارات أبنيته المتساقطة عن أقنعة الديمقراطية المحمولة نعشها على الدبابات٬ بأيادي ملطخة بجريمة قتل العراق وابناءه. بشعارات متسلطة فاتكة فيها من القيم والخلق بمزيد من السفه والاستهتار.
لقد ندد الشاعر العراقي سعدي يوسف بكل خصوبة وحضارة تسلب الإنسان العراقي أصالة ثقافته وتراثه وقيمه٬ ندد بوجه من يبدد العراق هويته وطباع أهله٬ فنادى بصوت واضح وبأعلى موقفا جوهرا أن الأقتراب عن تفتيت وحدة تراب العراق أرضا وابناءا٬ هوية الفسيفساء الطبيعية من أصل كيانه وحميميته المتألفة الأولى٬ منذر بفساد الخطاب والمجتمع العراقي، أفلهذا كتبت الأقاويل والتشنيعات والافتراءات الساخطة عليه٬ ردا في أصل وطنيته٬ ردا في أصل شيوعيته الأخير؟
لقد كان الإنسان مركز الوطن في النظر٬ جوهرا في كل تأملات قصائده٬ حتى نزله منزها منزلة الأنبعاث٬ المدار في حضارة وادي الرافدين٬ كتب في محاولاته تعميقا لدور صراعه في كل فلسفة نضالية كونية٬ ولهذا ما أنطلق الشاعر منه٬ الأبتعاد عن هتك الخطاب في حقل الأخلاق إليه٬ مما جعل منزلة العراقي كمنزلة ثمر النخيل في حقول وبساتين العراق.
فأن يكن سعدي يوسف قد كتب ونادى بأعلى صوته٬ حول العراق من هذا المنطلق٬ وإن يكن الشاعر قد استشعر له ما كتب من ذات المنطلق فنعم ما يصنع٬ إذ يأخذنا في رفقته إلى عالم الإبداع الشعري٬ وقد مضى ردحا لم يتبدل فيها ضرب من المواقف والمعارف الإنسانية والإبداعية كتبدل اللغة والصياغات اللغوية وتحديث الأساليب والادوات ولا سيما منذ الثورة المنهجية التي تملكت المعرفة التجديدية في “الشعر الحر” واللسانية الحديثة. غير إن اللسانيات العربية وغيرها من اللغات قد أخذت تجد مجراها في كتاباته٬ في أدواته المعرفيه التي تملكها٬ تستبطن قصيدته٬ أسلوبه على المعارف اللغوية في نظم القصيدة٬ ذلك أن الشاعر أخذا يبتدع منها مزج الفمر اللساني الشعري٬ أي أن الفكر اللساني عنده قد زتجه فيما اتجه إليه ـ إلى إعادة قراءة تجديد تراثه العراقي ـ العربي نافذا إلى التراث الثقافي الأممي أحيانا كثر٬ وهنا٬ وهو بمثابة البحث عن خبايا التاريخ الثقافي اللغوي٬ هدف أصحابه منه ادراك أسرار المعالم اللسانية الحديثة من جهة٬ وإبراز خصائص تفكير الإنسان “الجوهر” والوطن “الموقف” في تجديد أداته الكلامية عبر أنموذج الخطاب الشعري الإبداعي٬ إبراز سعي إظهار الحقل الثقافي العراقي باستدامته التواصل مع الآخر٬ عبر التنوع والتجدد والاختيار عبر تنوع المعارف والثورة المنهجية التي تملكت خصائص الإنسان العراقي والعربي في الحقل الشعري من جهة أخرى.
فأن نقرأ اليوم ما قاله الشاعر سعدي يوسف حول الظواهر القائمة في العراق اليوم٬ متلمسين وجاهة الحدس الفاحص للشاعر٬ الرؤيا الدقيقة التي قرأها وصرح بها علنا٬ عن رسوخ التطلع لمخرجات معرفية حريصة ودقيقة وجلية٬ فذلك مسلك العارف النبه٬ الشاعر منه بإدراك المسؤلية٬ وكشف اسرار الخفايا وابراز دلائل خصائص ما يراه في أداته التعبيرية٬ فذلك توجه إن لم يخب لنا ظنا فلا أقل من أن يثير فينا الوقفة والتأمل٬ ونحن في منا فيه نطلب الإشفاق على من رذل بهم العمر ونراهم ملحقين باذناب المحتل٬ أما ما نقرأ محاولة جدية الشاعر سعدي يوسف في أصل الصوت الوطني تكاملا إبداعيا موازيا للإنسان جوهرا بدافاعه عنه٬ منذ البدء٬ يعرفنا كيف كان يفكر ويتأمل المشهد وهو يواجه صراعه اليومي بحملات التشهير التعسفية بأحقيته التنويرية٬ أحقيته ككبير التجربة٬ يفكر في الأداة التي بها يتأمل ويفكر ويعمل لـ”يقول”٬ ومن ثمة كيف كان ينجز تفكيره “فينا” مطلقا٬ فذلك عير الفائدة المنجزة والثمراتها القصوى في قيمتها٬ وفي هذا المثوى بكمن أهمية الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف٬ فيما قدمة ونحن في قدوم عليه بأشد التأدب لابداعه الإنساني ووطنيته الجمة في شيوعيته الأخير.
ولكن لا يذهبن الظن إلى أن الشاعر في إثارته عن خصائص الوطن كموقف والإنسان كجوهر٬ نقرأ في خطابه سمات دلالية لإشارات قد ألتبس فيها “النقاد عليه” “الافتراءات” قد جانبت الحقيقة في كل ما قاله ويقوله٬ بل لعله ولمجرد اطلاقه تصريحات على رسلها٬ قد يمسك البعض بزمامها٬ ويجر خلطها ببعض الحقائق فيجعل منها قصورا٬ فيصورها على طريقته في التقدير.
في جاءت كالومضات في تحققه الأدائي٬ أو حصافة لزم التشنيع به.