أشتهي الآن أصابعك الناعمة ، وهي تغوص في شعر راسي الابيض المُقمر ، تنبش مثل حمامة ،، عُشَ جمجمتي الملقاة على ركبتيك ، وأنت تحكي لي بصوت خافت فيه بعض ضوء.. كقنديل أمي القديم .. تتحدثي..
عن يوم الغد الذي لم يعد يهمنا.. عن أمنيات تضيء قليلا ثم سرعان ما تتلاشى كانها قوس قزح..
– كنت تقول لي :
لا تدع اصابعي ترتخي يا حبيبي .. لا تَفرح قَبْلي …
إنّ قلبي موحش مثل الوطن ،، غريب مثل جسر مهجور..
جارح كانه الزجاج المكسور..
أنا ” مراثي قرطاج” كلها
تستجدي ضجيج العابرين
مع هديل الحمام..
لا راهب يشم عظامي..
يرش عند خرائبي ماء الكنائس..
لماذا تركتني أذبل
كل هذا الوقت
مثل عشبة في قَبْو مهجور
انتظر..
على الرّيق
مثل طائر البطريق
عند شاطىء مهجور..؟
كنت أظن ..
سوف تعود
في زَبَد الموج
وانّ البحر لا يخون ،
أنت الريح التي تشمني
وانّ النوارس
ومراكب الصيادين البعيدة ..
سوف تراني .
مَنْ اخذك من حضني،
من أحرق في بستاني
عود الأقمار…؟
لا تدع الخيط ينفلت من الإبرة هذه المرة..
توجد بعض اوهام جميلة ورياح اخرى تبرعم في الذاكرة مثل ازهار القطن ..
.. أن تُحِــبَّ ،،
ليس بالضرورة أنْ تُنَقّـِطَ كل آهات حروفك ،،،
وليس إشاعةً أن تكون قد بكيتَ ، وآحترقْتَ ، ونزفْتَ مثل جُرْح خفِي..
أشتهي ،،
أن يلفّنا دخان الحرائق وروائح النار،،
ننصرف إلى حديقة منسية أخرى في منعطفات البدن ، لم تَمْسَسْها بَعْدُ حوافر اللّعنات ،،، ولم يَشْمَلْها أيُّ نعيقْ….
أشتهي يا حبيبي ،
ان تَكْتمِل أجمل الغَيْمات وأحزان الحبّ فيك ،، وتصبح سيّد المَعْبد ..
تجري كنهر يتيم ..
– انا احبك ، أنت قميصي البالية المتبقية في هذا العراء ،، وانا البرتقالة المضحكة …
– دَعْني أتوهّم
انك ما زالتَ تُحبني
ايها الطفل الجريح .
وأنّ قرنقلة القلب ..
لم تسقط من يدي ،
لم يأخذها تيّار النهر ،
الى بُحَيْرات الملح …!!