تنويه:
الدراسة ادناه هي عبارة عن مجموعة حلقات قدمتها الباحثة اشبيليا الجبوري وترجمتها عن اللغة اليابانية أكد الجبوري حيث تم جمعها في ملف واحد ليتسنى للقارئ قراءتها كاملة.
(بصرياثا)
——
سبيل التمهيد:
تتناول الدراسة لقصيدة “كوليـرا” التي نقدمها اليوم٬ والذي يسعدني أن أبسطها إلى قراء الموقع٬ أحد القصائد المهمة؛ التي ما تزال ذات مكانة مهيبة٬ لا في تاريخ الشعر العراقي فحسب٬ بل في تاريخ الشعر العربي عموما. أنجزتها صاحبتها على أثر إصابة شديدة لمرض (الكوليرا) إلى الشعب المصري من عام (1947)٬ وما رافقها من نكبة فلسطين(1948) ما شكلت هلعا مرعبا أكثر. مما جعل بالمقابل أنتشار القصيدة الصادم؛ شنها التقليديون من أنصار المدرسة التقليدية٬ تلك الحملة؛ حينها اعتبرت حدودها تقتصر على اختيار ميدانها في موطنها العراق٬ بل تجاوزتها إلى باقي الاقطار العربية (صالونات وصحف ومجلات الادبية متعددة) ـ ولقد أشارت الشاعرة إلى هذه المواجهة الشرسة التي لا هوان أو هوادة فيها حين عبرت لأصدقائها٬ مضمنة عزم قوة إرادتها؛ على أن تكتب أصول التحدي في التجديد؛ مناصرة التحول الابداعي في وضع مبادئ نظرتها التفعيلية؛ التجديدية للشعر الحر٬ قبل أن تنتقل إلى موضوعات خارج جغرافية دواعيها العروبية والإسلامية الخاصة والإنسانية عامة٬ وربما أثر هذا الوباء الذائع الصيت وعلى اثر الحملة العنيفة التي لم تقتصر على الوباء٬ بل على التحديات في التحولات “للحداثة” على العراق أو المنطقة العربية ـ٬ وإشارتنا هنا لابد من ذكرها” دواعينا٬ وقصدي أن آنوه بالكتابة عن هذه القصيدة؛ بأن أكتب عرضا لها؛ أرتباط من متابعتي وقرائتي؛ بغرض دفعها إلى القاريء العربي٬ في صورة دعاوي أقتصرت فيها على ذكر ما آلت إليه النتائج التي أنتهيت إليها٬ والدواعي الحقيقة للتنبه؛ على ما نحن بصدده (في ظل الجائحة٬ كورونا).
وهذا أمر أعتقد فيه يمكنني أداءه؛ في تأطير أبعاد آثره على الثقافة التقليدية العامة٬ والادبية خاصة ـ في مجال التجديد الشعري٬ أسوة بما يكتب كـ”تنميط تابعية تذيلت إلى الحداثة الغربية.. من شكل ومظاهر دعاوى المواكبة والعصرنة”٫ مع تعقيباتي٬ في مزاولة الوقوف على كل مسألة… وما سنراى من وقفات موازنة في نهاية الامر على نقائض مضادات هذين الفلسفتين أو المدرستين المتعارضتين (الحداثة) و (التجديد). غير أني لأؤكد ما إليه بدأ الذكر عن دواعي قصدي من هذا كله٬ كي يتم تغطية إطره٬ واقع الهدف الرئيس٬ هو رسوخ ركائز الشاعرة المبدعة في تأطير سياقات نظم فضائل قصيدة الكوليرا.. وطبيعة طبقات عذرية حجر الزاوية للتجديد الشعري٬ و مدى آثر صياغة رسالة التدفقات الملهمة؛ إشكاليات حسية وجمالية إبداعية في فحص وتحقيق فيها على ذكر جميع النتائج التي أنتهت إليها فيها تمتد عمقا في تغيراتها المتعاقبة إلا حركة خاضعة لـ (تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية)؛
بعد ذلك قصدت أن يقابل هذا؛ نشر موجز دراسات “ماقبلية” ما تعني؛ التي أشارت إليها في القصيدة؛ وهي عن أسباب دواعي القصيدة؛ سبب وأنتشار آثر هذا الوباء الفتاك٫ وانعكاسه العنيف علي المجتمع؛ ثقافيا وسياسيا واقتصاديا٬ وتاملات في التحولات الأخلاقية٬ وما حدث أن ألف ذلك لدى البعض؛ إزاء “الحداثة الاوربية”٬ للرمي في دواعي احتضان تجربتهم٬ وإتباع اذيالها؛ ما تمنحه من دروس في فلسفة القصيدة النقليدية؛ من نزاع وتعقيبات وردود لنشر حداثتها٬ وإن كان بالوباء؛ عن قصد الامراض بالاضعاف٬ وبث روح المنقذ الحداثي الاوربي بيديهم٬ ودفعها نحو عالم “شهادة حسن سلوك” تتويجها بالقيادة المستقبلية والتسليم لمبادئها. غير إن الشاعرة (لم تلتفت) إلى هذه الدعوة؛ التي ناشد إليها (جماعة مجلة شعر)٬ أو متعاقبة مريديهم “القاصدين بها مواكبة وتتبع الحداثة الغربية٬ “دون نظر”٬ إلى الوقوف عند تراث الأمة٬ أو عن الحث إلى إعادة النظر في خواصها٬ وتشذيب ما يستطاع الأدلاء٬ عند حدود صحة ونفع أداءه من مضاره؛ ما يفسر فيه جذبة مد التجديد٬ لا “طويه”٬ لغرض ماجاء بأدعاء الغرب الرأسمالي/الاستشراقي/ ومقلديهم؛ من رعيل المرحلة عامة٬ و انخراط دوافع مجلة شعر خاصة٬ التي جاءت مدعومة بأسم التبشير أوالاستشراق أوالتفكيك والتجزئة٬ بفكرة الحداثة٬ ما ابهمته بين تغيرات الاجسام بالتجزئة وحولتها إلى مسخ. وحدث أن ألف الخطاب الحداثي الغربي في بيروت ومصر وأيضا في العراق أثر (كتابات مجلة شعر)٬ وما لحق في قصور خطابها “الغامض”٬ من “أقتصارات سياسية ” ملغم بمؤدلجات نصية”٬ أن تطع تحت شروط الكتابة الحداثوية والتغيير٬ أشبه بـ”مينفيسو”٬ كما في الكتب والدروس الايديولوجية ـ السياسية التقليدية على كل مسألة… بحيث “شلة/زمرة تحريرمجلة شعر” سخرت أهدافها لهذا القصد (تقليد نظم الغرب “اللاشرقية”٬ وإتباع ما يسأل للإجابة في تعقيباتهم وملاحظاتهم٬ (تغيب العقل والابداع العربي وتراثه ) بل إلغاء كل مافي محمولاته من تأملات علمية وفكرية٬ شيئا فشيئا٬ حتى يتم للمبدع اتهامه “بالميتافيزيقي مقابل هول الحداثة الغربية الواعدة بعلميتها٬ وشراسة صراع “الاخوة الاعداء” في أنتزاع المقولات الماورائية٬ في فهم التراث إلى الاختبار العلمي والصناعي. غير أن بالمقابل أوضح (وضع) قصيدة كوليرا٬ ما آلت إليه الشاعرة؛ رأت فيها٬ أنها مجرد نزعات فلسفية مدرسية٬ نهوض بعضها على بعض بالمقولات٬ تقويضات٬ كتبت تساؤلاتها ايديولوجيا٬ نتيجة أزمات وصراع داخلية اوربية/دينية٬ مآخذها مع سلطة وقيادة الارث والتراث الكنسي٬ التي لا حاجة من العرب الاسلامي إلى تفنيدها أو تصويبها؛ لغرض يكشف أحقية نصرة نزاع طرف ضد آخر.
مما جعل وضعها لقصيدة (كوليرا) ظهورا قنوعا ولاذعا٬ متوخاة فيها أن تبسط ما سخرت فيها؛ من وقفة وتأملات الشاعرة “التجديد في رأسمال المعرفة للواقع”٬ عاقدة العزم ـ كما يقال ـ على أن تضع ما لمتنها من بلوغ وشهرة في العراق والاوساط العربية بالتجربة٬ وفي مجالات ملفتة غير التجديد الشعري فقط٬ بل مجال العلوم والفلسفة في خطاب التجديد٬ هذا ما أثار سخط “شلة/زمرة تحرير مجلة شعر” ومآربهم ضدها٬ وشجع الآمال لما خلفهم من دعاوى سياسية لمناكفتها٬ وتسريع محاربتها شخصيا٬ وتلفيقات رخيصة لحينها٬ على ما ترتب عليها من بقايا الاقاويل٬ وما ترتب عليها من ثلمات رجال٬ عما يخشاه رجال التعليم من نقص دواعي التغريب.
إذن فقد رسخت شاعرتنا (نازك الملائكة) لتقويض دواعي التغريب ومريدوا (زمرة تحرير مجلة شعر) وبعض من وقف بجانبهم من المحافظين أيضا (عدو عدوي صديقي) إن جاز القول٬ بنشرها قصيدة (كوليرا) متوخية فيها؛ أن تبسط هدفها على ترتيب التدفقات المعرفية٬ كشفها النقاب عما خاضت بها التجربة من نظر تعلم معارفها الميسورة٬ ومؤملة أن يتحقق الناس عنها بالتجربة. بمعنى٬ أن آراءها ليست فيها شيء مما قد يلبسها لتخشاها رجالات الثقافة والفكر للتعليم٬ بل سيجدون فيها نفعيا وفيرا واصلاحا نافعا كبيرا.
وظهور القصيدة الواعدة بنشرها في1947 بعنونها الصريح٬ وضعت٬ و روجعت من أوجهها ـ الدراسات النقدية ـ٬ وقامت من رفعها بعد انتشار المرض في مصر٬ وراجعها مقاما مرموقا٬ وآخر من نصبها وأنزلها دركا مقصودا٬ ولف حول عنقها حبل سياسي مشؤوما٬ دخيلته الانتقام. مما بعث لمكانة الشاعرة رسالة هامة مفادها بمثابة جعلها مقدمة معرفية سباقة لخطى قراءات قادمة٬ راجعت خلالها ترجمة الواقع القيم٬ وشعورها بمرارة عناوين الواقع القادم٬ مما أوضح فيها الخلاف والجدل بين المدرسة “الفلسفة الشعرية القديمة/التقليدية من جهة والفلسفة الشعرية الجديدة” من جانب آخر٬ والميزات التي توجد في فلسفتها٬ وفضلها قيمة في تقدم المعارف الإنسانية العربية٬ بملحوظتها لتقدمها مضطردة غير محدودة. وأنتقالها واتصالها خارج العراق٬ عن طريق المراسلات٬ كانت بمثابة قراءة تستشرها ـ تجربتها عن نفسها ـ لا بكشف الصعوبات والتحديات التي كانت تتلقاها في المسائل الفكرية والعلمية فحسب٬ بل في شئونها الخاصة نحو بناء منظور الانوجاد للتجديد. وكانت الشاعرة بين النخب الثقافية القيادية٬ لها شأن رفيع أيضا٬ يقدر لها تقديرا عاليا٬ لما تمتاز به من صفات نادرة. ونعتقد أن ابداعها الشعري العام٬ وقصيدة (كوليرا) ما آثارته من جدل عارم في الوسط الثقافي النخبوي العربي٬ كان له آثر كبير٬ أكسبها أمتيازا عظيما٬ من تلك الصلة السابقة٬ وما ضاعف فلكيته الثقافية هو ما استتبعته من مراسلات ذات شأن رفيع في قيمة اضافتها.
فإذا كانت قصائد ومؤلفات الشاعرة توقفنا على (نازك الملائكة) الشعري والنقدي نحو التجديد والإنسان٬ فإن مناشدتها الاخلاقية العليا؛ تستكشف عن رسالتها المتينة لنا٬ عن جوانية المرأة الإنسانة وبواطنها الثرية. وهذا ما يجعل لها أهمية فريدة في كل مبادرة ذكر تمر عن المبدعين العراقيين والعرب٬ بصنعة هذا الرأسمال المعرفي في التجديد الابداعي٬ وفي لب وقوع جوهر المشقة؛ التي لا تساوي في الحقيقة إلا ما يعادل صاحبته من شكيمة الإرادة الحرة٬ ومشرب علم موضعها السليم إليه في نفسها٬ وفي كل إنسان شريف حريص على تراث أمته٬ لحصد ثمرة التحدي٬ دخول زاخر إليها٬ تمكن إليها دراية شامخة.
وقد جمعنا نهج الورقة هذه؛ التي بين يدي ـ القاريء الكريم ـ في أربع معارف رئيسة٬ وسوماتها جاءت٬ في وسم: رأسمال المدخلات والمخرجات الإبداعية؛ تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية؛ رأسمال الإشكاليات الحسية والجمالية؛ رأسمال الابتكار الوظيفي الخلاق.
أما تغطية النتائج/ المعطيات المطلوب التوصل إليها فهي٬ يمكن وضعها على الشكل التالي:
• لماذا تأكيد مشاركة المدخلات النقدية لتلك الإشكاليات الحسية والجمالية في رأسمال المعرفة الابداعية؟.
• كيف تدفق التأمل الذاتي في التجربة الخاصة للتمكن أو التمرد عليها بروح معنوية ابداعية رأسالمال المعرفي والمعلوماتي؟.
• اين الانوجاد الحاث على زيادة في اتساع مساحة تبادل المعرفة الابداعية بالابتكار والتجديد والأصالة في خيارات رأسمال المعرفة والمعلومات؟.
• متى يستمكن مواصلة تدعيم فكرة تحسين مستوى رأسمال وعي الكتابة الشعرية ونقد التجربة بوعي جماعي خلاق.؟.
• ما قيمة إضافة رأسمال المعرفي القادم؛ وتدعم من؟ افساح مجال الأدوات النقدية نحو تجديد المجال الأبداعي الشعري الخلاق في ظل تجربة الشاعرة نازك الملائكة.
وقدمتها للإنسان العربي بأنتماء خالص٬ تعكس لبنات مبادئها٬ الناخبة لمقدمة رسالتها الفكرية والاخلاقية الهامة٬ جعلتها بمثابة صرخة فكر يدرك موقف تعبيره٬ لا تملى عليها بوهيمية عبث ثلمات التغريب والاستشراق٬ مددها القصيرة٬ بل واقفة على طبيعة قوى الأمل في إرادة بنات مباديء الامة وتراثها للتجديد٬ أبنة هذه الأمة ونضالاتها للتحرر أوضح الأماني ومجده. ولقد عبرت عن ذلك في منابر عدة ـ قبل أنغلاقها على نفسها ـ في أيامها الأخيرة٬ قد كانت على أهبة الجمال النادر وبأخلاق رصينة وكلمة حاسمة وذكاء متوقد لا يخلو من القلق٬ وحظ غزير من الثقافة المتماسكة المتعددة والخيارات المنوعة٬ هذا إلى جانب درايتها وحذقها للموسيقى والنقد والرياضة الفكرية في التحدي.
فقراءة قصيدة كوليرا تلقينا ملحوظاتنا عن طريق إرساء المسائل المتينة التي تستشعرها عزاءها أشر عزاءا ” تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية” عاليا لما أمتازت بها من صفات نادرة٬ وما كسبت لفرادتها كسبا عظيما من تلك الصلة٬ وما اسستبعته من حفر شكل إليها مثلما وردت من ذات قيمة مضافة٬ لذا تكشفت لنا عن عوالمها عن متن الابعاد واغراض جوانية وذلالة ظاهرة٬ وهذا ما ما جعلنا أن ترسو ما يساوي صاحبة الحقيقة للشاعرة٬ وما حاولنا وضعنا فيها من نفسها٬ فجعلنا تقسيمها إلى تقسيمها إلى وحدات٬ إذن فجاءت لتشمل:
ـ الحلقة “صفر: على سبيل التمهيد
ـ الحلقة الأولي: والتي تحمل وسم: على سبيل المقدمة٬ ثم
1.1: الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا”
ـ الحلقة الثانية:.عرض القصيدة قبل أختبارها أو المحاولة في تشخيص الذكاء المعلوماتي
ـ الحلقة الثالثة: التحليل المنهجي النوعي للقصيدة:
3.1 وحدة رأس مال معرفة الأبصار
3.2 رأسمال المعطى المعرفي الاشكالي
3.3 رأسمال معرفة التوقع الظاهر
3.4 رأسمال فعل التصورات المعرفية
3.5 تجسير رأسمال الاتجاه المعرفي
3.6 رأسمال الإشكالية الحسية المعرفية
ـ الخلاصة والاخيرة.
يتبع…
ـ محتويات الحلقة الأولي: والتي تحمل وسم:
على سبيل المقدمة٬ ثم
1.1: الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا”
على سبيل المقدمة
التي الرأسمال المعرفي لطبقة شعراء “الشعر الحر” منذ هتافه وحتى يومنا الحالي. والتجديد جاء عنها٬ بمثابة حركة تنوير شعرية٬ أسسها في العراق في منتصف القرن العشرين٬ الرائدة نازك الملائكة (1923ـ2007)٬ واصبحت بعد ذلك أحدى أهم فارسة تجديد المدارس الشعرية والإبداع الفني الادبي العربي.
هي علامة وعرة من أفذاذ العراق المبدعين٬ ولاتزال محط أنظارالمبدعين٬ والملاذ الأمن التي يلوذون بها عندما تضيق بهم السبل وقت الشدائد ـ في الإبداع الأدبي ـ والمحن وتتقاطع بهم الأسباب٬ هي محط أنظار علماء اللغة والتجديد٬ ومنتهى آمالهم أن يشدوا الترحال ٬ تجوال إليها٬ ليعبوا من فيض علمها الوافر حيث كان تجليها مفتوحا للأداب عموما٬ والشعر خصوصا٬ العربي والإسلامي مفتوحا٬ وللمبدعين عموما٬ وهذا ما يؤكد على عالمية الشاعرة٬ وأنها منبع الحداثة والتجديد الشعري العربي٬ وحداثة الثقافة الادبية.
لقد استمدت الثقافة التحررية والتفسيرات الادبية العربية والنهضة الشعرية؛ شأن رفعة التنوير الفكري الإنساني في التاريخ العربي والإسلامي؛ من العلماء الذين كانوا يعيشون في كنف الحضارة العربية والإسلامية٬ وكان لهم هدفان للإشكالية الحسية والجمالية الإبداعية؛ هدف أخلاقي يتعلق بتعليم العلوم والفلسفة٬ وهدف تحرري هو فعل رسالة استنهاض الهمم للمبادرة الإبداعية والإرادة في الثبات والجدارة.
ويمكن القول٬ والثناء عليها هنا٬ لتواضعها وجياشة لطف شدتها في العلم٬ وعظمة الوثاقة بإبداعها٬ وصدوقية كثرة التصانيف لقلمها٬ فهي وجه الشعر الحر على الأحفظ و”الإطلاق” وفقيهة تجديده٬ ولم ترق درجتها أحد٬ لقد انحدرت في أشهر بيوتات العلم في العراق٬ بيت ذاع صيتهم في الفضيلة٬ وايضا من معارف الجامعات العراقية والاجنبية. ومما جعل من موضوعنا٬ هذا٬ أن نشده عزم٬ صفحات صلبة٬ وإيتاء القصيدة “كوليرا”٬ بتعريف من إلي المدخل الوصفي الوظيفي٬ على خير دربها٬ لتقبل معتمدي عليه٬ بمد بها تحت رعاية التحليل٬ والوقفات والإشارت٬ والاستأذان في إذكاء أتقاها٬ تخريجة٬ على مألوفها النظر٬ بأعلم اللحظات إذكار عن أنفسنا لها بالشكر٬ والرحمة الصالحة٬ والثناء بالتقوى والعرفان على إنسانيتها٬ ودعوات لله تعالى مرضاته رحمة ومغفرة إليها. كما نقدم عرفان الشكر لفريق إدارة موقع (بلد الطيوب) لتقبلهم رعاية النشر والتنسيق والتصميم بالغ التقديروالاحترام من جهود فاضلة.
لكن بالعودة إلى عنوان الحلقة٬ والذي يقودنا إلى اخضاعه بالإجابة على مدخل لإشكاليه واقعة لظاهرة المد والجزر وخواص في مغنطة التفسير حول ما فيه٬ الا وهو: ما طبيعة الأنوجاد والترائي ومقصد غاياتها ـ أي القصيدة ـ عند المبدعة (نازك الملائكة) وفيم تبحث؟٬ وكيف وصول الانوجاد إلى مرجعية رأسمال العبقرية تلك ذات القيمة الإبداعية المضافة؟ وما سمات ومعايير ذلك الانوجاد والترائي لتلك الماقبلية عن القراءة؟ الذي منه يؤدي بنا نحو أصل العلاقة مع ثبات علة العنولن الرئيسي المعني بـ: تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية العراقية والعربية٬ إزاءه٬ كشف ملابسات الفكرة المدهشة عند الشاعرة وثقلها في نفي الفكرة المبهمة.
إذ ترى الشاعرة نازك الملائكة ماهية الأنوجاد للقصيدة؛ “هي٬ “ثبات علة الحكمة” وفيم تبحث. والبحث عن علة الحكمة في القصيدة تعني ؛ الثقل الظاهري للمعلولات؛ لعالم واحد كلي٬ خواص تفسر جامع إشكالية كونية٬ أو هي قراءة لنظام شامل للمعرفة المحددة٬ ضمن الإطار البشري٬ معرفة تعمق أبعاد بحث في الميكانيكيا الثقافية٬ تصف حركة متوالية المركز وتوابعه الأخرى حول صنعة الرؤية/الأهداف٬ وإخضاع مرجعية المتابعة في الأشياء لإطار يشهد أعتبار الامتداد في الحركة. مما يبين لها (الشاعرة) فيه لم لم تعتبر الثقافة تراثها لها عمق وجذور تمتد طولا وعرضا وعمقا في صنعة القرار٬ بما ثبت للتجربة العربية الاسلامية٬ من آثر بالغ علما وفلسفة في عالم شهادة الغرب٬ ولم لم يعتبر “الحداثة” تفسح مجالا في “تجديد” ثقافتنا العربية الإسلامية في مجالات الفلسفة والعلوم في تغيراتها المتعاقبة إلا حركات خاضعة لبعض القوانين والقواعد البسيطة ومتصلة جدا. طالما الحكمة لها “تفسير حداثوي” يجمعها بالنهاية لعالم واحد كلي٬ من خلاله يجمعها انشغال التفسير الجامع للكون أو هي نظام للمعرفة المتوالية للأجيال البشرية وغير البشرية.
مما يجدر الأستباق إليه في الإنوجاد٬ ترى إن الحداثة ليست مجرد معارف جزئية خاصة٬ وإنما هي علم لمبادئ ثقافية وإنسانية اخلاقية عامة٬ بمعنى٬ أنها علم تعكسه الأنوجاد للأصول الثقافية في معالجة ما هو أسمى ما تشارك فيه الأمم في صياغة هذه المبادئ لعلومها العامة٬ خلال تجديد آثار متوالياتها من نتائج أعمق. وهنا جد أن وقفة القصيدة عند (نازك الملائكة) يدخل فيها علم التراث وعلم الحضارة وعلم ثقافة الإنسان وتطوره٬ لكن دعامة القصيدة عندها إنما هي في الفكر المدرك الكامل أي الأنوجاد الثقافي التراثي/الحضاري الإنساني في ظهور إنوجاده بالعمل للذاته٬ والذي هو بالضرورة يشكل الانوجاد دواعي مدركه٬ الموجود الكامل أي الإنسان٬ منبع الحرية٬ الآثر المؤثر٬ منبع الانوجاد المعرفي مع محيط بيئته كل وجوده والضامن لكل حقيقة يرى فيها ضامنة لمجموعة من معارف جزئية خاصة تفسير لعلم مباديء عامة.
والقصيدة عند شاعرتنا مدركها٬ معارف الانوجاد نظر وعمل. إنوجاد النظر هو بمثابة العمق الاستراتيجي الاساي الذي يسند عليه العمل الوظيفي. ولقد بينت نازك الملائكة نفسها ما هية الـ(كوليرا) وموشوعها في دراساتها النقدية٬ و ردود الموجود الكامل أي حيوية الفكر المدرك لذاتها٬ الذي هو مدرك الإنوجاد الثقافي والصراع المتداخل٬ ومع النزاعات٬ أي الفكر المتعالي٬ ما يغلب على قلقه وضمان حقيقة مخاوفه من الآخر المتوتر. بمعنى٬ أن لمجرد أن نتوقف للفظ “كوليرا” هذا معناه٬ نحن بحاجة إلى دراسة ” الشيء/الأنوجاد”٬ دراسة الحكمة. أي٬ ليس معنى “القصيدة: كوليرا” تقليل من ثقل (الآخر: المتوتر) أو الاستخفاف من منابع قلقه٬ ولا مجرد إحاطة عابثة للمناكفات. أي٬ لا يعني من مجرد ذكر القصيدة يعني بها عجزا لحكمة في ذاتها٬ أو الحكمة الإبداعيه لمعارفها قاصرا دراستها على تهيأت متخيلة٬ مبنية على الحيطة والتبصر في الأمور٬ بل تفيد أيضا معرفة شاملة لجميع الانوجاد والترائيات للأشياء التي يستطيع الأنسان “العربي” معرفتها عن الآخر٬ أو يدعم مشاركته في معارفها٬ ليشكل لاصطلاح الحداثة والتغيير معاني لها ما يفيد وينبه عن ما هو ضار لوجوده؛ إما لصياغة قوة تناسب المدارك الطبيعية الموجود لدعامة ذاته٬ أو تمدد ل خيارات٬ أو تعزز تعدد لوجود ضامن لكل حقيقة فاعلة٬ وبالنهاية تعد الحداثة حكمة٬ لهداية حياة الإنسان أو المحافظة على صحة معارفة العامة في الحماية والابتكار والاختراع لجميع البشر٬ فنا وعلما.
1.1: الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا”
لذا فليست غاية الشعر عند نازك الملائكة مقتصرا على الوزن والقافية٬ بل إن من غايته أن يكفل للإنسان طمأنينة التغيير الاخلاقية وأستقرار تعددية المنطق. ولعل فكر نازك الملائكة في هذا الموضع أقل من المتنبي الذي جعل من صفاء النظرة وشفافية خلوها من المنفعة من طابع الشعر. بمعنى٬ أننا ينبغي نتمهل في الحكم على نازك الملائكة. فهي نفسها “بشر” ما تقوله في نظم قصيدة ما٬ تتبدل مواكبتها٬ وتتجزأ لحظاتها٬ يكفلها جدة وصرامة هو الوعي؛ الانوجاد الطبيعي؛ السعة الذهنية للعلاقة التي ترجوا منه أن تتوجه به أكبر قسط؛ عنايته إلى طلب الحكمة؛ التي تعتمد سمة مرجعيته الصحيح…٬ وليس من الوعي المتعالي “آنية” مهما بلغت من شحة البراءة والنبل٬ تظل متعلقة بأمور الحواس٬ تعلقا أنوجاديا كبير٬ يحول دون انصرافه عنها أحيانا٬ مؤملة خيرا لقيم اضافية أكبر٬ وإن كانت تجهل في المعظم ماقبلية ذلك الخير والعطاء المرجعي الإبداعي٬ ضخ الأنوجاد القبلي من المترائي٬ ما اقتصر على المعرفة التي تكفل الراحة والهناء… وهذا العطاء المتعالي٬ الإرادة المهيبة٬ إذا أعتبر بقوة نور الحداثة٬ أو الخير المتوالد بحوافزه الطبيعية بمد آثره داخل حفريات معرفية٬ مؤمنة بتحقيق إرادتها نحو انصراف قيم إضافية خيرا إليها٬ نو الحكمة٬ الأيمان بإرادتها٬ إن لم يكن شيئا آخر غير حتمية معرفة الحقيقة بواسطة عللها الأولى٬ أي٬ أعني بمؤطر قصيدة “كوليرا”٬ ونظرتها البعيدة الصافية.
وكيف الوصول بالانوجاد إلى رأسمال المعرفة العبقرية تلك ذات القيمة الإبداعية المضافة؟ يرى الانوجاد عند أغلب قصائدها٬ بل أغلب شأنا في أبعاد قصيدة كوليرا٬ أن رأسمال المعرفة على أربعة أركان:
ـ الركن الأول: المباشرة؛ إشارة إلى معاني بلغت من الوضوح بمرتكزها٬ لب القضية علانية٬ تصرح بذاتها أن تلقفلها يمكننا من غير مشقة تأمل٬ ـ ولعل الشاعرة قد زحف تصورها٬ هنا٬ كأن يكون الحدث غامضا٬ ومعقدا للفهم بأبعاد نتائج تحصيلهاـ.
ـ الركن الثاني؛ يشمل كل ما توقفنا عليه التجربة الحسية؛ ومعاني وضوح التجديد ذات الرأسمال المعرفي٬ ثم
ـ الركن الثالث؛ ما تدفعنا إياها النظرة النقدية للشعر من الآخر مرافقة الحداثة من المعرفة ذات الكليات في ضروب اولويات التقييم٬ واخيرا
ـ الركن الرابع؛ رأسمال البحث المتصل عن أبيات الآخر لما غلبها رعاية الآثر الفلسفي وضروب سلطة الأنا العليا.
ويلاحظ أن الشاعرة لم تأمن من تلك الحداثة٬ و محمولات التأملات تجري معانيها حركة٬ باتجاه لبسط النفوذ الغربي بأساليب وادوات غير ظاهرة؛ لتشمل وتحتوي ما فات. فتوقفت٬ تتفحص خطابا بعديا احترافيا؛ يسرد عليه التجربة العربية والاسلامية٬ إيضاح ما يتداول عليه بين الناس واغلب الفلاسفة في الفكر العربي الاسلامي. مما آثار لديها ضروب من تجديد عمليات المراجعة والاستدلال في اكبر تأمل٬ هو قصيدة كوليرا٬ غير أن من الصعب على البعض يقبل ذلك الانجرار من تلك التأملات التي وضعت التقييم موضع حوارا “للنباهة” العامة في اثارة الحوار٫ وحث المتابعين للبحث في تشجيع فيها ابعاد صنعة الادبيات للحداثة في مستوى واحد مع محددات الاهداف في صنعة المعنى٬ نظريا وعمليا عبر ما تنتجة التجربة. ولكن تلك الاركان ليست إلا صياغة تؤطرها صورة الوقع للقصيدة٬ صورة رأسمال المعرفة الملموسة.
1.1: الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا”
ولأجل أن تؤكد حركة رأسمال حيوية المعرفة كاملة؛ ينبغي أن تكون القراءة مستنبطة من العلل الحقيقة٬ التي اثارتها القصيدة من معاني وتجربة. ومهمة الشاعرة هي البحث المعمق لا عن العلل في ماهيتها الكلية ونبع دلالاتها٬ بل رفعها إلى دراية التجربة ومستوى ما تفيدنا بها بالتمييز من ادبيات الحداثة وفلاسفتها٬ وواقع ما يحتاجه الواقع العربي والاسلامي مع تاملات وظيفية مفيدة٬ وإضافة قيمة لمعاني الكبرى للتغير٬ وما تنفع للتجديد لأجله كمعرفة عمليات الاستدلال خلالها. بمعنى؛ وجدت من سبب الوباء وقفة تعكس إشكالية الصراع٬ وتنبيه رجالات الفكر من محاولة؛ يجدون لها مرتبة منضبطة ومستقرة مرتبة خالصة للمعرفة؛ لبلوغ الحكمة٬ مما دفعها للصد عن معاني وكلمات لها من الاسماء ما هو أسمى وأوثق ولا تعدلها شيئ من المراتب للأركان إلا ادوات في طلب العلل لرأسمال المعرفة الملموسة والمحسوسة٬ تجمع من خلالهما الوقفة الحقة التي بها يكون بمقدور الإنسان المبدع أن يستنبط أسباب كل ما يستطيع أن يرفد به معافه. والمسؤلية على أولئك الذين لهم شأن القرار أن يوجدوا ما يوفى إليه هذا المطلب الذين سماهم الناس شعراء٬ يطمحون للانخراط في الحداثة… .
وما سمات ومعايير ذلك الانوجاد والترائي لتلك الماقبلية من القراءة؟ ينبغي أن يتوافر في تلك المعايير٬ مرتكزان أساسيان:
ـ الأول أن تكون سمة الأنوجاد أوثق الوضوح والبداهة٬ وما يعادلها من التصنيف مراتب٬ بحيث لا يربك الوعي في حقيقتها٬ إذا وجد أنزل فيها النظر٬ ثم
ـ الثاني أن يستند عليها مرجعية رأسمال معرفة الأشياء الانتخاب والاصطفاء لأخرياتها الأخرى؛
بمعنى٫ لا تستتب مرجعية رأسمال المعرفة بدونها٬ أي٬ حين تدفع بالمعرفة يكون لها من أصول مبادئها يمكن تمييز معرفتها بدون تلك الأشياء التي تستمد منها٬ بمعنى٬ أن لا يكون من متوالية سلسلة الاستنباطات التي نقوم بها شيء إلا ولها من الجلاء أشده وضوحا وبدهة.
وعلى ذلك يكون السياق التنظيمي للقصيدة ـ الكوليرا ـ شيدت لها الشاعرة (منهجا شعريا=لبنية قصيدة التفعيلة) هو منهج الشعر الحر٬ وشرائطها الوضوح والتميز وربط المعاني العميقة بساطة الاداء.
والمنهج الشعري عند شاعرتنا المبدعة (نازك الملائكة) هدفا واحد٬ ولكنها لسلاسة التعلم والتعليم إليها٬ أوضحتها قصيدة كوليرا٬ تعميقا استنباطيا ملهما التجديد/ الحداثة؛ لما فيها من ربط المعاني من توكل القصيدة؛ بعد نظر؛ للحركة الفكرية لطبيعة الاشياء مع الواقع٬ وتعددية النظر لتمنطقها وفقا لحرية الإنسان٬ وتنوع خياراتها الاخلاقية وقيم إضافتها المتعالية من داخل ثبات حرص الصوت الإنسانية تعاليه.
فالقصيدة لها من الإرادة؛ منهج الوضوح والتميز والمعنى؛ وقفت إليه؛ المقدمات؛ الحقائق الملموسة ـ العددية/النوعية٬ المحسوسية ـ العددية/النوعية؛
ـ في مقدمات القصيدة؛ هو اجترار الواقع من تجديد ماقبليته للراهن٬ أي ما هو قبلي ما له من شمول في رسم سمات رأسمال المعرفة التي من بينها أخضاعه لتفسير وشرح وايضاح٬ تجديد لصفات القييم التراثية والتاريخية المشتركة٬ صفاتها الإنسانية المشتركة٬ ولا سلطة مادية تقتحم نفوسنا باغلاقها٬ وطرح بحث مشترك يشمل جميع المعاني الواضحة البسيطة التي هي فينا٬ إرادة الإنسانية الواعدة بالخير.
الحقائق الملموسة للقصيدة؛ هو ما يأتي بالنظر إليه من الكليات على بدء المقدمات٬ وما يأتي العموم بعد طلك لإيجاد السمات لمعايير “الخيارات والتنوع والتعدد الاخلاقي” للاشياء الملموسة٬ العمق التجريبي “كيف؟” (الكمي/النوعي) كيف نشأ الشيء بمسسبات ودوافع ما آلت إليه الاثار وانعكاسات جميع معاني؛ تفسير قبلية الشيء كله٬ دون الانتقاء والاجتزاء ـ الاصطفاء٬ ثم
الحقائق المحسوسة للقصيدة؛ هو ما يترتب على الخصائص النوعية؛ خصوصية الاشياء وطبيعة هذه الظاهرة وما يحيط بها من الأثر التي توجد عليها كالحق والعدالة والحرية والمساواة.
وبعد ذلك ما نحتاج إلى أحقية اخضاع سمات معايير رأسمال المعرفي إلى الابتكار والابداع للابحاث والدراسات والتدريب؛ التي نحتاجها أن تفحص الميزات والاضرار على الخصوص طبيعة الميول الإنسانية ما جادة فاعلية طبيعتها الاخلاقية المشروعة٬ والتأكد من طبيعته القانونية من تعددية منطقية للتجديد والاستمرار بالإضافة٬ وأن نجد لها منفعة قيمية لعائدية رأسمال المعرفة من مشاريع تشجع الطبيعة الإنسانية على المضي في الإنسان نحو الخير٬ لكي يمكن أستطاعته بعد ذلك أن نجد الامم في بحث ،تطور العلوم مشاركة في التدريب لتحسين فروع العلوم التي فيا اكثر مساسا للمصلحة العامة للحداثة ـ أي تتبنى شعاراتهاللبحث والتطوير في شمول الحياة كشجرة أخلاقية ـ إنسانية لها جذور “قبلية”٬ وجذعها المادي مزدهر بفروع المعرفة الإنسانية” المشاركة والتضامن الاممي العام؛ التي تخرج من هذا التأصيل هي جميع المعارف والاحداث الاخرى؛ التي لها ترجع من خلالهاـ وهنا مرتكز “الكوليرا” ثبات وتبيين معلن٬ في: الطب٬ والانتقال والخيارات لحق الحرية للإنسان٬ والتعددية المنطقية لقيمها الاخلاقية: حركة وتعدد قوة طبيعة الإنسانية وإلى الاخلاق؛ أي تجديد النظر إلى (التراث الإنساني) قبل القفز على ركام الخلافات دون نظرة موازية مشتركة نحو بناء أفق مشترك موحد٬ والأرفع والأكمل التي تفيد رأسمال المعرفة بأن يجدد نفسه مترابطا عضويا تامة له العافية صحة العلوم والإنسانية بالأمم جمعاء سواسية بالحق والعدالة والمساواة. ولذلك كانت هي أقصى مسعى للشاعرة/القصيدة أن ترتقي بها القصيدة مراتب الحكمة٬ مرجعية للتجديد.
غير أننا نلاحظ أن الشاعرة قلبت المعادلة التقليدية لما يتوقعها (مريدوا الحداثة) أو (جماعة مجلة شعر). أي بمعنى أخذت تنظف البساط من غموض دوافع ما لمصطلح “الحداثة” من غموض٬ في المعرفة المعهودة بمثالب القصد الخفي لمعالم الإنسانية البشرية٬ وجعل من (التجديد)/التفاتة إلى التراث؛ قبلية للتدارس والتباحث بخطوط مقدماتها المشتركة مدخلا للميكانيكة في التفعيلة وإلى الطب في وازع منهجية التجديد الذي ينبغي اتخاذه (عبرة) من الوباء درسا للانتقال إليه أخلاقيا في التجديد: وهنا تمدنا قصيدة (كوليرا) إلى شأن نطفتنا المعرفية كرأسمال الانتقال الاخلاقي للعدالة٬ النظر في الأشياء٬ وتمدنا نحو الاشتقاقات الحركية للمعارف والمدارك العلمية باتجاه الحقوق بتغذية العلوم والفنون والاداب الجامعة٬ وأخير
تدفع لنا الاشتقاق من قصيدة كوليرا كلية اخلاقية لتقويمات حصيفة وحريصة إلى مرتبة الحكمة٬ والتي هي ترسم (لوباء الكوليرا =القصيدة) إطارا لها صياغة الحياة؛ صراع/ وفاق مع نظام رأسمال المعرفة٬ وإخضاع إرادتنا للتجديد/الحداثة نحو إرادتنا لتمكننا من عزوماتنا الممكنة لنظام الزشياء وسياقاتها التنظيمية في العمل والآثر.
مراعاة الشاعرة لمالاحظته من فجوة خطاب الحداثة؛ عقم المشاهدة الإنسانية لمشاهد الفجيعة على الشعب المصري آثر الوباء٬ ما دعتها للتوقف والتأمل من عقم الفجوة٬ وبعدها عن حياة الحداثة الفاعلة٬ ما جعلها الأخذ بيقين “إعادة النظر بتفكيك الاصطلاح مع الحياة العاملة”٬ آخذة إلى الاصطلاح المقابل/التماثل بـ”التجديد الحضاري للتغيير”٬ بمعنى يلزم أن يكون له هدف ورسالة عمل واضحة الابعاد؛ أن يفيد منها الإنسان العربي والإسلامي؛ بحفر روابط عمقه الحضاري الشرقي في تجديد مكانته. وقد يبدو لأول وهلة على قصيدة ـ كوليرا ـ للشاعرة يطغى عليها اغراق النظري٬ لكن الحقيقة أن الشاعرة لم تفارقها المعايشة والانشغالات العملية ابدا؛ بل عززت نظرتها وتأملاتها العميقة أن تنميها القيم العليا تتبع الحاجة لتجديد النظرة الطبية المؤسسية المبنية على الكيماء العقلي٬ واستدامة العناية بالاخلاق. أي بمعنى؛ إن ابلغ الطرق لاجل معرفة كيف يلزم أن الإنسان يلزمه أن بد الاعتراف “بمقومات الحاضر والاتجاه المستقبلي لبناءه عبر تجديد معاييره القبلية ـ التراثية بعناية توافق الحاجة والضرورة والرغبة٬ وعن القيادة وخصائصة والشخص المبدع؛ الذي يتقدم برفقة عنايته تفيد الابتكار والابداع٬ والداعم لرأسمال المعرفة يليق بترفع هيبة مقام التجديد للأمة.
وربما جاز لنا أيضا أن نعزو إلى القصيدة حيطة الشاعرة٬ منحها اعتبار العلل خطورة ماهية القصيدة ومقصدها عند نازك الملائكة؛ الإشكاليات الحسية ليست مجرد شيء مفتوحة لجميع من يتحدث عن ابداعات المحترفون المتضلعون في تخصصات حقول إهتماماتهم. في الواقع الإشكالات الحسية لقصيدة (كوليرا)٬ تتمثل وقفات عند اسلوبية تتمتع بأجرأ مغامرة بيانية٬ وأقوى مشقة نص لامع لمعنى الغائية؛ في تبادل تنوع الكلمة٬ وابرز لفظ يأتي بالمقدرة على النفاذ؛ في مساحة ممرات الصياغة لملكة التصور٬ أن تقوم بتدفقها نحو اماكن العمل الابداعي أثناء خلفية زمنية متضمنة معا في صورة إشكالية رأسمال التدبير الحسي المحض٬ لأنها قاضية في رفعها من رأسمال تدبير إشكالية حسية في ندرتنا التصورية٬ نحو السبق يظهره فعل تلقائية نميرها٬ الحرية التجديد الحضاري بفهم حاستنا للحرية الإنسانية٬ لبيان وجهة نظرها فيه من قبل صمت فهمها٬ نبهة حيطة لمعنى.
فرأسمال المعرفة دعت خلالها إلى عدم تفادي كل سؤال مقحم خرج إلى مقاصد؛ إبداع إشكاليات لا تنبت مدخلاتها الحسية لغرض مسألة تبعد معرفة ما٬ إن لم يكن وجود ثمة تصورات مسبقة٬ لتحريك وإزاحة حدود إرادة المقولات٬ والمآخذ المنزوعة في جاعلية كشف فهم ما هو غامضا٬ و إلا تبقى المفاهيم كما هي على حالها٬ إذ إن التصورات في خلق الإشكاليات الحسية يمكن أن تأخد مسألة معرفة جمالية ناظمة في مدار تجديد نظم القصيدة٬ بنية معارفها٬ لغرض أن نفكر فيها تحليليا من الذات العميقة إلى الأنا المتوجسة بآخر. غير إن الوعي المتنامي٬ رأسمال الإبداعي٬ يعتمد ركنا شبكيا واحدا؛ منها من حيث يتصل الأمر بالمتنوع الاخلاقي؛ وما يتعلق به في جعل ما يجب أن يكون باستمرار دائم متميزا بوعي الآخر٬ وهنا تستظهر مسألة ما ليس هنا بالمدار٬ إلا وهو سعة رأسمال الإبداع يتعرض للإرادة الواعية؛ بالتأليف وووحدة روابط سياق هذا الوعي المعنى إمكانية الانوجاد.
ولكن٬ ما تلك الانوجاد لعناية معالجة الكليات٬ التي تجدد رأسمالتجديد الإشكاليات التي تعد مثيرة للأهتمام بالضبط؟ وكيف تختلف طريقتها مهمة شفافيتها الحسية عن مصادر الافتعال الجمالي٬ والابتكار للأبتعاث من آثار التجارب إلى دهشة٬ ويمكن الوقوف إلى طبيعة القيام بإجراء هذه الدراسة لتغطيتها؟ وكيف تتدخل التجربة٬ في صورة إشكال حسي لقصيدة الشاعر نازك الملائكة الجمالية٬ في كل رابط بالتأثير فينا٬ سواء في أسلوب وعيناه٬ أم لم نزل لم نعيه٬ هو تقسيم في أنماط مجموع إنشغالات التفكر المؤثر؛ التي نحيا ما يؤتي به دفاعا٬ رد منوعاتنا الحسية الحقيقة الصورية والعرضية ابداعيا؟ وكيف تم توظيف الاجتيازات لصورة هذه الحسية الشعرية؛ من خلال اختيارات الظاهرة لبعض من دراسات لها وقع تدبير مباشرتبسط القصيدة للشاعرة؛ تلك التي جعلت وضعها أمام المنهج العام ربطا خاضع منجزها لنوعية تسويغ متعال في أدواتها عامة؟ ولماذا إذن يساعدنا المنهج معا على رفد تميزها تصورا معرفيا واعيا لمحتوى البناء الشعري٬ الذي يقع في التحليل بمعطى الجواب الشافي عن كل مسألة لها نقيضه٬ ويشترط الأتساق الابداع الجمالي أكثر وعيا بالنفس والأشياء الخارجة في حصولها على الأنا المغيبة. أيضا على الطريقة التي تمكننا تعزيز نقاط القوة٬ واستكشاف التحديات٬ لتساعدنا على تحمل مسؤولية أفعال المعرفة٬ وتطور وعيها الجمالي نحو ممارسة ما ساهمت بثها شاعرتنا منزلة.
لكن في تجنب كل ما هو خافت الرأي المعارض عنها ازاء آتساع الروابط٬ وما ينطوي انتشارها على نطاق واسع في قصائدها٬ إلى وقفات تنطوي بإضافة من ثقافة الابداع الجمالي٫ لابد من الاعتراف بدفعها إلى القاريء الكريم فائدة؛ من خلال أهمية إنتاج القيمة المضافة٬ أن يحلها الوصول إلى نتائج مفيدة وفعالة؛ تحقق النقاط الاتية بمتن القصيدة كوليرا.
وهنا يجدر ما يصلح ذكره٬ هو يمكن للقاريء المتعدد المواهب المجردة والتصورات أن يتلقى في لحظة “ضخ” أفكار من الإشكاليات الحسية/الوظيفية؛ تمنحه مفاتيح حسية خالصة٬ أعني في ذلك هو ما ستضاف إليه من تدفق القيم المضافة٬ محض تراشق وتلقي. ما يعني٬ إمكان قوة رأسمال المعرفة الابداعية ربطها بالإرادة لهذا “الضخ العاصف” من مواد وأدوات وميادين من تقويم خصائصها الدافعة٬ قد تعرض تراثيا٬ منح قدرات معرفة شافية من أبسط قواعدها التعبيرية المجردة في المتخيل الشعري٬ من دون أفتعال٬ سوى عبر نمط تأثير القراءة لشاعرتنا في تعمق لذاتنا الفاعلة أو روابطها المسبقة اللاواعية فينا.
تابع الحلقة القادمة..
…. تابع
ـ الحلقة الثانية:.عرض القصيدة قبل أختبارها أو المحاولة في تشخيص الذكاء المعلوماتي
إن المحاولة في سياق جعل المتحوط حراكا بالتأصيل؛ مساويا لسياق يلائم بشأنه التجاوز٬ بحيث تنجم كوحدة بصيرة مؤلفة٬ لابد أن يكون؛ إبراز محاولة استدعاء لحضور “التصور الديكارتي” بــ(ألأنا أفكر= أنا الهوية /أنا العروبة/ أنا شرق المتوسط/ أنا الأمة= الفلسفة الإسلامية/ أنا التجديد الحضاري..)؛ لغرض جمع شتات الممكن في أنا أتصور٬ إذ من دون ذلك ستكون الإشكاليات الحسية فيه نبهةا٬ تنفصل٬ لتواكب ثمة شي آخر٬ وهذا ما يجعل ـ حضور عرض القصيدة ـ قبل بوتقة موضعها بالأختبار٬ متصور في “الأنا” الذي لايمكن أن يفكر/ المعيقات٬ أو يجدد ليواكب من دونها البتة.
وهذا يعني قسط تدافعنا أن يكون إليها ذهننا من سبق التدبير عن اعتبار العلل الغائية” بمعنى: إن ذهننا يتشيئ ردة لها؛ يعرض الحقيقة والصورة والعرضية٬ من أجل أن ذلك يقحم المقدرة على النفاذ؛ يعالج الكليات لها من قبل٬ وأن يبسط تعاطي الجواب الشافي عن كل مسألة٬ ويعيد تعاطي ما ناجم عن هذا الاعتبار. بمعنى٬ إما أن يكون محدد إطار تجدد فيه مقاصد الوسم بـ”الإشكالية الحسية…كـ”علة”؛ ارتياع (الأنا أفكر) فيما يظهر مع الحرية بالإنسانية. أي٬ تعرض الانوجاد لبيان وجهة نظرها فيه من قبل٬ لخلق ما يمكن تصوره٬ وإن كان ممتنعا حضوره وتعذر إستطاعة إدامة بقاءه٬ وإما أن يكون أفتراضا٬ لا شيئا بالنسبة إلى الوعي المفكر لأجله٬ على الأقل. بمعنى٬ أن عرض القصيدة ضرب من إخضاع الإشكاليات الحسية؛ حيطة إلى ما يعزو منحها قسط الانوجاد كبيرا٬ محلا وافيا من العناية؛ التي يمكن التصورات تمنحنا معطى خلاق لبنى القصيدة كظاهرة٬ تمنح الدراسة إليها٬ إقبال معطى للمتوقع الخارج عن التفكير٬ حضوره وإن كانت المعطيات محددة بذات مسبقة.
لم يكن تاريخ قراءة القصيدة في منتصف القرن الماضي نظرة مستوفية٬ مما كانت فكرة “زمرة”ـ عضوية تحرير (مجلة شعر) في حينها٬ وما جمعت إليها من المتغربيين٬ نتائج فكرة “خطاب الحداثة”٬ بمعنى أنا الغربي/ الحداثي= أفكربـ(خلق الانموذج/الموديل للعالم القادم)٬ والاستعلاء عن الآخر. قراءة عن مذعن ـ ضعيف ـ التابع٬ بسط قراءات عن الفكرات٬ وجعل الانموذج إلا صورة صحيحة بما يراه الغرب بمعايير منضبطة تناسب تاريخه. وهذا ما جعل للشاعرة ان تتميز برفضها هذه “الحداثة”= التغريب لانا أفكر. مما جعل لها الدليل الملموس تبصرا٬ وبتقسيمها لنماطين ثقافيين؛ الذين يساورهم القلق/الشكوكيون “اللامؤكدون” وليسوا بأدنى المثقفون حكمة وأؤلئك من هم “يدعون”٬ من غير حق٬ على أعتبارهم “المؤكدون”/ اليقينيون. وعلى هذا السبيل تقسم القصيدة خطابا على نحو قراءة تصور نقدي على من هم على شك ويقين؛ أي التطلع إلى من هم بمكانة ثقافة الشاكاك والقطعيين. على سواء ما يذهب إليه التوجه من الطائفتين.
ولم تقتصر الشاعرة على أخذ من الطاءفة الأولى الجامعيين بل جعلت منهم أيضا قدماء الجامعيين أو الشعراء من لهم مد نحو “أنا أفكر= أنا العروبة/ أنا شرق المتوسطي..” حتى السياب نفس؛ وهو يمتدحهم لأنهم أقروا بسذاجة أنهم “مجموعة شعر” عرفوا أنفسهم شبيها بالحق المطلق للحداثة بحرية الإنسانية المتمم لتوجهاتهم. ولا ننسى الحصة التي جعلتها شاعرتنا لهذا التماثل بشكله الضرورة في فلسفتها الماثلة بالقصيدة والكتابات النقدية الموجهة. إذ هي تفتتحها باللاتأكد/ الشك والريبة من الحداثة الغربية. والشاعرة تؤيد أولا قضية الريبة في ظاهر الأمر ولكنها سرعان ما ترجع وتفاقهم قطعا نهائيا.
غير أن الشعراء والنقاد الآخرين أقل إيضاح لصراحة من الريبيون في نظر نازك الملائكة. بمعنى٬ يصرحون بأنهم أصحاب للحق٬ ويرون صوابا أصول ليست كذلك في التغيير٬ ولعل الشاعرة تقصد هنا٬ السياب٬ مع أنصار المحدثين “أعضاء مجلة شعر” التغريبين٬ والشاعرة منصفة لتلك النظرة النقدية الثانية. أي أن٬ الأصول الحداثية والتغيير يتخذنا “انا أفكر” كالامتداد والشكل والحركة أنوجاد من قبل التراث المتحرك العربي الاسلامي٬ وعند اليسار العربي المنفتح بالتجديد الحضاري على نفسه٬ ولكنها مندمجة بمزج الفروض الأخرى وتميير ما ما لها من تفسيد وعليها من بروز الحقائق؛ أي٬ وحين تستخلصها التجربة من تلك اللوثة الميأوسة٬ وتجلي ما لتلك الحقائق من فحص عن واقعيتها بداهة ما حدث في “كوليرا”.
وعلى هذا النحو٬ فالعرض٬ إذن يمنح خيارات المتنوع متصوره٬ مستبقا صلة محدثوه٬ وإتصال في ظاهر الأمر٬ ما يرجح إليه ضرورية إسناد ـ بالأنا المفكر شبيها بالحق للمتلقي٬ يؤيد تدبير مع الأنا المفكرة للشاعرة ـ في ذات القصيدة عينها٬ من حيث ما قد يصادف توقفات تتوالد عبر المعطى مفارقات٬ وشكوك مصادر الوعي حضور٬ قصدية ظاهر فعل ذلك التنوع.
لكن هذا التنوع في غاياته المتنوعة في بنية القصيدة بالضرورة يرسم الصورة الشعرية كتصور في فعل التلقائية٬ والقصيدة في ـ هذا الحال ـ معنية بها الشاعرة ذاتها٬ لا يمكن أن تكون منتمية إلى إشكاليات تلك الحساسية عينه تتخذها في الامتداد والتشكل والحركة. غير إن العرض يشكل إحضار أسمي لا للنظر فحسب لإطلاقه٬ بل لفتح البصيرة الخالصة لتمييزها ـ استخلاص البيان و شرطية اللمع وكافية البديع لاسباب الامر ـ من النص٬ أو أيضا يكون للأشياء يقين تكسب كلماتها قوة من نفسها الأسباب٬ أي أخذ بطابع الاسباب جديد تشتق مبررها ما تختلط إليه إجابة التعريف إبصارا طبيعيا من جهة٬ وبأصلالة التفكير في معطياته الحسية٬ لأنه ٬ أي التنوع ينتهي منوده عند الاعتراف بالمتلقي أسبابا لوعيه٬ هو بدوره الذي يستل فيه الممكن للمواكبة والتقويض. و عند إخضاعه لفظيا لمواكبة الممكن في المعنى يجيب نحو الارتياب القطعي٬ مكتسب قوة تمكن طابع المتنوع الحدسي عنه. ومن جهة يشكل قيام نظام عملية الفهم والإدراك الذي يجمعه وفيه تقلب عهدة طلك الانتظام السائد.
مما لا شك تشمل في العرض٬ إبصارا منها يصبح تمييزه بتوليده٬ هنا٬ يعد مقاما لتصور “الشاعرة ـ أنا أفكر” التي يستوجب أن تكون ممكن “الحضور المتنوع الواعي منها” كقمة الجبل العائم. رياضة ذهنية يتدارسها تلمس ممن يجب أن يكون لا متناهيا من الممكنات٬ ويصبح من الممكن عنه؛ إبراز الإشكالية الحسية٬ قصدية٬ تواكب جميع التصورات الأخرى جمالية٬ أو نقائضها التوليفية٬ وهذا ما يجلى٬ وبكونه الشاعرة فيها واحدة٬ فالمتنوع الحسي لها صلة بالأنا المتعددة المفكرة٬ وهو محدد (هوـ هو) في كل وعي٬ خاضعة لها بنية قواعد رياضة الإبداع لقصيدة موحدة أمتيازت تميزها.
لا يمكن أن تكون الإشكليات الحسية الإبداعية أن تشتق من أي تصور آخر، و ما يعني قاعدة ارتكاز لها تتجه إلى الشاعرة اللغة الكلية التي تستطيع بها وحدها أن نقرأ الحروف وما بينها من معلتني التي تكسبها هذه الكونية٬ ملكة رياضة الإبداع ومفاتيح عطاءها نحو التجديد والانفتاح.
وهنا على قدر وحدة قصيدتها تشبه الواقعة بالشفرة الرياضية٬ إلا إنها تشبه اللغة جمالية موحدة في الحقيقة الواقعة٬ وحدة روابط المتنوع الجمالي٬ بها المفاتيح تحل نظر الموزع بالتجاوز التقليدي لوسائل الحقيقة؛ أي تلائم المعقولية تلك٬ حاجتنا التي تحلها ترجمة عن الأشياء أو أن نفسرها. بمعنى٬ ترمي للظاهرة الوسائل الصحيحة عبر الأشياء محل وسائلها الحقيقة التي نجهلها. وتفي بحاجاتنا في كسب معارفها المضافة٬ كي نستدل بها إلى إمكان الخارج٬ أنها أنوجاد تام٬ وليست تهيأت أو خرافة نستلهمم عبرها المعرفة٬ بل تقرب لنا معاني بمعطيات مفاتيح للجوهر إسبقية به. أي٬ بذلك٬ إن الإشكاليات الحسية ـ يستعرضها العرض ـ بأن التصورات المتنوعة بجميع حملاتها المعطلة تستوعبها قراءة في الإدراك وايضا شيئا من النظر٬ ما دمنا قد كسبنا من خلالها إضافة معرفة للأشياء صحتها الواضحة٬ وهنا لولا العمل الجاد والفعل المنضبط ذلك نصبح في غفلة٬ فالواقع الممكن هومن يحل بدلائله وآثاره في مواكبة جمع التصورات٬ معقولية لنا في أنتقال متصل “من أنا أفكر” لـ”من أنا لأحقق ما أنا المفكر به”٬ أي الوعي المتعالي في (هو ـ هو)٬ المتجاوز٬ المشتق في مكاسب يميز جميع التصورات؛ في بنية القصيدة المعطاة في التأمل للأشياء جوانيتها؛ للتحقيق والدراسة تراعي في وحدة واحد عموم الوعي؛ المعطى في الفهم والشرح والتفسير.
ومن حيث تتبع العرض في وحدة الإبصار الشعري والنقدي التوليفي٬ أعني من حيث هي تصورات٬ أن الجمع المثقل بالمتنوع لا يعيبها بما هي معطاة للتفكير بالفهم٬ وبما هي كذلك٬ إذن وعي القصيدة العام يكون؛ مانحا٬ بمطابقة شك/يقين معلق الضرورة لأصلها؛ حق شروط الجمالية لرجاحتها؛ في الإشكاليات الحسية الذي بموجبها إضافة موضع لصياغة كانت غافلة؛ ونظرا لشحة شحنات وحدتها جمعتنا٬ لترجيح يمكننا أن نجتمع في وعي موجود شكها٬ عموم حال وعي الشاعر العام٬ دقة انتقاء الكلمة في تلك القصيدة.
هذا وقد راعيت في العرض على إطار أن تكون في دقة ما كتبته الشاعرة. مراعية لأصلها الذي كتبته الشاعرة٬ إذ اعلل في التصورات تكون وحدها معها ـ أي الشاعرة ـ مطابقة لشروط نقلنا في فعل التلقائية لتصور القصيدة الجوهر ـ أنا الشاعرة ـ أنا العليا لأجلها أنا اتجاوز المألوف في وعي جديد قادم٬ وبهذا يكون ما يمكن أن يكون٬ تتطلع لتجتمع من دون أن تنتمي أي من تاريخ ٬ زمن٬ معني محدد إليها البته وهو يشكل الرابط الأصلي الذي نتطلع إليه الأن من نتائج مضافة لحرص وعينا الموضح شدة المتنوع لمراجعتها قبل عرضها. فإليكم القصيدة:
سكن الليل
أصغ إلى وقع صدى الأنات
في عمق الظلمة٬ تحت الصمت٬ على الأموات
صرخات تعلو٬ تضطرب
حزن يتدفق٬ يلتهب
يتعثر فيه الصدى الآهات
في كل فؤاد غليان
في الكوخ الساكن أحزان
في كل مكان روح تصرخ في الظلمات
في كل مكان يبكي صوت
هذا ما قد مزقه الموت
الموت الموت الموت
يا حزن الليل الصارخ مما فعل الموت
طلع الفجر
أصغ إلى وقع خطى الماشين
في صمت الفجر٬ أصح٬ انظر ركب الباكين
عشرة أموات٬ عشرونا
لا تحص أصح للباكينا
أسمع صوت الطفل المسكين
موتى٬ موتى٬ ضاع العدد
موتى٬ موتى٬ لم يبق غد
في كل مكان جسد يندبه محزون
لا لحظة إخلاد لا صمت
الكوليرا
هذا ما فعلت كف الموت
الموت الموت الموت
تشكو البشرية تشكو ما يرتكب الموت
الكوليرا
في كهف الرعب مع الأشلاء
في صمت الأبد القاسي حيث الموت دواء
أستيقظ داء الكوليرا
حقدا يتدفق موتورا
هبط الوادي المرح الوضاء
يصرخ مضطربا مجنونا
لا يسمع صوت الباكينا
في كل مكان خلف مخلبه أصداء
في كوخ الفلاحة في البيت
لا شيء سوى صرخات الموت
الموت الموت الموت
في شخص الكوليرا القاسي ينتقم الموت
الصمت مرير
لا شيء سوى رجع التكبير
حتى حفار القبر ثوى لم يبق نصير
الجامع مات مؤذنه
الميت من سيؤبنه
لم يبق سوى نوح وزفير
الطفل بلا أم وآب
يبكي من قلب ملتهب
وغدا لا شك سيلقفه الداء الشرير
يا شيخ الهيضة ما أبقيت
لا شيء سوى أحزان الموت
الميت الموت الموت.
الموت الموت الموت
يا مصر شعوري مزقه ما فعل الموت.
لكي نفهم الربط الذي ينطوي على الشيء؛ هو موضع الانتفاع؛ الذي يولد إضافة قيمة حسية٬ حضورها ظفر لما لها من مشاركة لبنية القصيدة؛ التفاتات إيقاعات المتنوع الإبداعي وتأليفه٬ التي نال إليها علو جمالية بالتجديد إلى جانب ما تيسره المعرفة من سطوح القيم الانسانية٬ تألق القصيدة بنيتها٬ ثقة تحرر وحدتها أيضا٬ رسالة الارتياح لذاتها الفاعلة.
ولهذا الأخذ في التجربة روابط ومفاصل التجربة والعقل والجمال؛ لما هو مستيقن إشكالي٬ ظاهرة تقدر مسبق مغامرة المخاطرة٬ زد عن ذلك صراع أضداد لها٬ من حيث التصور لوحدة السياق المتنوع المعرفي التأليفي.
فالأنموذج الذي سيقوم بالأختبار٬ هو لإخضاع هذه الإشكاليات الحسية ضمن تصور الوحدة للقصيدة٬ لا يمكن إذن أن يتولد من الربط فقط٬ بل سخاء يشكل إضافة إلى إيضاح التصور بشكل تصور المتنوع الهندسي؛ الذي يجعل بدءا لإشكالية الحسية الجمالية مفهوما إسقاطيا٬ خوف علته شجاعة مستطاعة٬ كما هو في تشكل التجديد الحضاري. والإشكالية الحسية فيها بأسماء مختلفة٬ مصحوبة بعلل الحكمة والعمل عن النقص أو الخطأ واليأس من الشجاعة.
فالحكمة الخالصة التي تصدر عن المعرفة هو كل ما صدقت إليه عزيمة ثبت من التصور ررادته٬ أي فعل الوحدة المعطاة لبنية القصيدة٬ ما لا يمكن إذن أن يتوالد من الرباط التأويلي٬ دون متنوع مسبق؛ لمنابت هذه الروابط؛ بأنسجتها التي أعدت وحدتها بذات ـ أنويةـ شجاعة.
وبهذا وحده يكون شافيا على الوظائف المنطقية؛ في الأحكام للمعنى والإيقاع باللفظ؛ وفي هذه الأحكام سبق أن لمع فكر الربط الخلاق والتفكر التأويلي٬ من ثم وحدة المفهوم الجمالي المعطاة. فالقصيدة إذن٬ حاملة مقولة لفعل٬ تفترض سلفا الأرضية٬ التي منحهتا الشاعرة٬ لربط أنفسنا معها٬ وعلينا بالتالي منها إلى البتة بها٬ أن نبحث عن تلك الأحجية٬ عن تلك الوحدة من الأحجية الحسية إشكاليات جمالية؛ تكون لها كلها قسطاس مستقيم تطغي فيه رابطة في الأحكام (كوحدة منهجية للتحليل النوعي الإبداعي)٬ آي بمعنى٬ في ما ذهبت إليها الشاعرة بقصيدتها٬ أخذة تصور ما يتضمن بها مبدأ وحدة مختلف التأويلات في الأحكام٬ وبالتالي مبدأ الحسية مستهدفا فيها إرادة التمكن والإستطاعة الفاعلة٬ لتضفي قالبها الفلسفي المنطقي صورتها الشعرية المتخيلة٬ وحدة تلمع المتنوع التأليفي رابطا ممكنا. هذا ما يسعفنا به مزيدا من العمق والوضوح٬ هو الأنموذج الذي سيقوم بالأختبار.
يتبع….
قراءة في قصيدة كوليـرا (3 ـ 4)
ـ الحلقة الثالثة: التحليل المنهجي النوعي للقصيدة:
3.1 وحدة رأسمال معرفة الأبصار
3.2 رأسمال المعطى المعرفي الاشكالي
3.3 رأسمال معرفة التوقع الظاهر
3.4 رأسمال فعل التصورات المعرفية
3.5 تجسير رأسمال الاتجاه المعرفي
3.6 رأسمال الإشكالية الحسية المعرفية
٣. التحليل المنهجي النوعي للقصيدة عبر الأنموذج
إن شمولية رأسمال العبقرية الإبداعية٬ هو الإشكالية الحسية لهوية القصيدة في الأبصار الجمالي٬ أضواء بيان؛ تتضمن تأليف تصورات متنوع النص الذهني٬ والخطاب الذهني٬ والاتصال العقلي. أي بمعنى؛ رأسمال الوعي الإبداعي٬ معطى في منزلة الحدس٬ بصيرة الوعي المتعالي في مستأنس الصورة الشعرية؛ أي انعكاس لقطتها المقامة٬ وقدرة صياغة منهج وعي هذا التأليف؛ سداه في اللج العميق٬ ذهنية إجتياز ما ألفت عليه الذاكرة أقتراحها؛ التي لها ما وردت؛ في لسان الجملة الشعرية٬ سياق تنظيم من خطاب٬ وربط من تلوين٬ واختلاف السعة والتمكين٬ بقدر ما هناك من تصورات يعيها سعة التصنيف٬ وتعدد الرعاية٬ وتمنطق الوظائف٬ وأتصال تنوع الاخلاق؛ وحسب ذات الأبداع تجذع النموذج دراسته٬ فأصبح بهذا القبيل موجها وحدة المتنوع معطاته. بمعنى٬ آخذا جزل الوعورة تأملا في الاستنتاج والتمحيص ينقل البقية.
و مما عليه من منبه٬ هو مركب الإشكالية الحسية تقبل جدل مفهوم الجمال؛ إزاء الاستعارة٬ مد حدودها متميزة٬ تلحظها “الأنا” في أختلاطها بأشد عمق العزاء تقبل٬ بل يرد عليه إيضاح خبر منها٬ وصف المعنى حاضرها.
وتعدد خياراتها٬ هو تخلص به نقل عالم ذخائر محاسن إبداع الدارين٬ وفوائد تحيى صحبة أتباعها عن آهلية تدبير المعنى صواب في تميزها عن القشور من اللباب٬ وتجل وقفاته للقصيدة بتوزيع مقاطعها وهي تجل ألفاظها ومعانيها وأحكامها وأخبارها عن الوصمة والعاب بالوهم٬ من ما هو خير وأبقى به من أعظم تميز في تدبير موعد أنزال معرض الذاكرة٬ كأنه في حمرة جمر مستنفرة٬ بما فيها القصيدة من حس متأدب شيق وسلس في أشد الإشكاليات تمرد؛ بمتد فيها المكان والزمان٬ يتخلقان بما فيه من رجاحة عهدة مشقة الأنا٬ معطاة مكارم ادلتها وألفتها؛ هو وجيز دروسها؛ من لقي سجالات تعرضها٬ وهذا ما ذكيت به قصيدة الشاعرة نازك الملائكة وحسب.
ولأن ري الوعي وما وقدت فيه من تكوينات ثقافية متمايزة؛ يخدم جوانب الدراسة الذي يواكب حرص إليه عدة تنقلات و تصورات٬ هو ذاته وعي حسي إشكالي؛ في بعض الاتجاهات الفلسفية والشعرية الهامة منها٬ وقفة تشكل شذر وعي جمالي متعدد٬ إن شئتم.
وعلى نحو تقريب من محاولة توظيف ما حصد٬ و ما له صلة بهوية الذات٬ ذلك ما له علاقة بفرضيات ومصادر تصورات وتحديات ـ في جانب منها كبير ـ على تحليل هذه الأحوال. ومن ثم الحق أن يلم هذه التصورات الواقعة بالاطار الذي استندت إليه الدراسة٬ لعل التوفيق منه.
ولأجل أن ترسو في المقابل ضمن استشكلات روابط الصلات؛ لابد من أن تتوجه بوحيها؛ مصادر جديدة تقف حضورها٬ وتستذوت بالاستدلال تحليلها٬ و تدوين ما هو بثبات صحته٬ فيدعم بيان التفاصيل؛ وتنقض بالشيء تأثيرا ذاته٬ بمجرد أن تتواكب بالوعي الجمالي؛ كل تصور حسي٬ بل بأن يضيف تصورا إشكاليا حسيا إلى آخر٬ “الشيء خارج ذاته”٬ وأن كان وعيها إليها تأليفيا٬ مدروسا.
أي بمعنى وبالثبات والأنطواء٬ تعمر صلة في هذه الإشكالية نتلقى معطاة ما تمنحه لنا من تصور لهوية الوعي في الإشكاليات للأشياء المحاطة٬ تحسبا المنقب الواقعي في تصوراتنا٬ وتصوراتها الحسية المعطاة لنا٬ أي بمثابة هوية مشروطة؛ أن تقدر على رابط تنوع النزوعات في وعي واحد.
أي٬ كما أفضت ما استظل رعاية تحديد المناقب؛ إن وحدة الوعي التحليلي للقصيدة؛ تمتد ضمن سياق الأبصار الإدراكي التحليلي٬ وهذا لا يمكن قيامه٬ إلا بأفتراض مسبق؛ عن معرفة الوحدة التنظيمية الفاعلة تأليفيا لتصور ما. و دون شك٬ إن الإشكالية هنا حسيا مرتبطة بفكرة ما ستنتجه تلك التصورات؛ من مصادر معطاة للحس؛ قيمة مضافة في التوقع الجمالي؛ في بنية القصيدة فضلا عما أفيد اتصال خزينها؛ وهي تتكامل في إنتماءها إليها منها للمتلقي٬ وبالنتيجة٬ إذن؛ القصيدة تكون وهذا في وعي منها قريب٬ أو٬ تقوم بتوعية ذاتها٬ أو إنها تتمكن على الأقل أن تبني إرادتها في وحدة فيها.
٣.١ وحدة الأبصار
عنوان القصيدة المشار إليها أعلاه٬ والتي وسمت بـ”كوليرا” إن وحدة اللفظ فيها٬ تعني تصورات معطاة المعنى فقط بشرط أن أفد المتلقي على أخذ إشكالية ربط متنوع هذا العنوان ضمن التصورات في وعي مشارك في واحد الظاهرة٬ أعني٬ هوية تلاقح الذات في وحدة الأبصار التحليلية؛ التي ليست مقدرة إلا بأفتراض وحدة متخيل الروابط التأليفية بمعينها. ولأنها تقوم إذن على هذا العنوان٬ نلحظ مباشرة التوكيد مذ مطلعها٬ على وحدة الأبصار٬ وهنا بحسب تسلسل متواليتها بالتأمل٬ إضاءة وإيضاح٬ تقول: “سكن الليل” فالأبصار الشعري٬ هنا٬ يواكب عدة تصورات هو في ذاتها٬ وعي وفكرة٬ على صلة بالتصورات المعطاة في التوقع٬ تنتمي إلينا جميعا٬ صوب فهمها المغاير بهوية الأنا يصنع المعنى٬ التفسير المختزل٬ و والشر المتماثل٬ فهبته فكرة عامة؛ بظلمته وسواده وسكرات سكونية ارقه٬ أو حدوس وحشة رجفته و وأزرقاق حزنه أي حزمة من الرمزية والتأمل في المعني٬ تلون واختلاف.
فمطابقة الحدث٬ وتشعبات قوته٬ بمثابة معطاة عزاء ومشقة العزاء… إلخ من أقتلاع الأنفاس المشتركة٬ غير إن الصورة فيها ما تعني. إذن٬ الجزافية مستبعدة أخذها على عوانيها٬ رميا مجازيا أو قصديا٬ في حين تتبع لاحقتها بمجيئها بها٬ في “… أصغ إلى وقع صدى الأنات (الأموات)” ما يعني توحيد الإجابة أو القيام بسياق وحدة تنظيم قتوات وعي مشترك٬ أو إن تضع ما يمكن قولنا به ٬ إن شئتم على الأقل أن “الأنات”٬ وعلى الرغم من أنها ليست بتجريفها٬ بل تؤطر بعدا واعيا بتأليف التصورات؛ في أنشطار الإشكالية الحسية٬ فإنها تفترض إمكانها جمالية٬ بمعنى آخر لا فقط اشتقاق المد بها لفظا مستعارا٬ بل لأنها تجعلنا أن نستوعب في وعي جمالي واحد في متنوع “الأنا” في هذه التصورات٬ التي يمكن تسميتها بالإشكالية الحسية في صياغة الجملة اللفظية٬ مخبئية الجمالية٬ رحيقها٬ لتصورات بنية القصيدة٬ أو٬ هكذا أنا أسميها إن شئتم.
إن الجامع المشترك نلاحظ في البنية؛ لها مايجر إليها تصورات مركبة في المقطع التالي٬ تتابع فيه “… في عمق الظلمة٬ تحت الصمت٬ على الأنات” لأنه من دون أن تجتزأ ذلك سيكون مكنون؛ فص لدى ذات٬الأنا ـ الأنوية؛ هي من التلون والأختلاف بقدر ما هناك من تصورات٬ إسقاطات تعيها٬ كما يعيها المتلقي معها. وأن في المقطع اللاحق٬ ترفق فيه إستنتاجا وتمحيصا تجلو فيه٬ قائلة “…صرخات تعلو٬ تضطرب”٬ وهنا نلحظ لنؤكد٬ ما هو في الإضاءة؛ من لمع وبيان في الإشكالية الحسية؛ من وحدة تأليفية جمالية؛ لروابط متنوع الحدوس الجمالية ترابطا مركبا٬ من حيث المعطى المسبق. هي إذن صنعة تأمل لمصير٬ مبدأ هوية الإشكال الحسي في الهوية العامة٬ هوية بصيرة “الأنا الصارخة”٬ نفسها؛ تصورات تداخل عناصر وحدة القصيدة؛ اجتراح في ملكة الأبصار٬ باطن/ظاهر نفسها؛ التي أخذت من الشاعرة حسا مسبقا٬ معطاة كل تفكير في المتعين المحدد في “أنا”٬ ومهارة التفكير٬ البصيرة٬ بالانتقاء والاختيار في اصطفاء لغة الجمال المتعين اللفظي٬ الذي يستوعب في وعي العزاء ما تلمسه “الكوليرا”٬ وهذا الألم والضبابية من “معطاة متعين المنح” في الإشكالية الحسية٬ إلا أن الربط ليس في الموضوع انطواء غامض٬ بل فك استشكال الظاهرة من طموساتها٬ وايضا ولا يمكن أن تستمد بأي شكل بواسطة الإدراك الطهني عزلتها٬ بحيث يكون مشقة على الفهم بوعينا٬ أن تتلقاه منها٬ بل إنه فقط من أثر عمل مضاعفات عامة جراء “الأنات” النهايات٬ أو التخومات المؤلمة؛ التي سبقت التفكير بالتصورات٬ وإن كانت لها أسماء تميز تصورات يعيها٬ فعل٬ إن جاز الاقتراب سيكون من التلون والاختلاف بحيث أن تتلقاه حسيا منها٬ بل إنه فقط تنظر إلى “الأنا ـ الأنت” في مشاطرة مشتركة٬ هوية الأبصار الموحدة٬ تتجسد في عمل الفهم في وحدة الاستكمال؛ التي ليست هي نفسها شيئا أكثر قدرة على الربط الجمالي؛ ـ الذاكرة ـ٬ وعلى إحالة متنوع الإشكاليات الحسية٬ متنوع تصورات تمنح إلى وحدة الإبصار جمالية٬ والتي هي بدورها تأخد مبدأ العلة العليا في إعلاء القصيدة وحدتها في المعرفة الجمالية بأسرها٬ من خلال ترسيم وحدة حدود.
٣.٢ المعطى الاشكالي
ودون شك٬ إن حقل المعطى/المانح الإشكلي٬ والذي شكل بواسطته أن يكون مبدأ الإشكالية الحسية ذا وحدة فاعلة٬ وهو يرسم معطاه في القول: “…حزن يتدفق٬ يلتهب” الوحدة الضرورية لما أنتجته مخرجات الوحدة (السابقة) للأبصار المعرفي نفسه؛ هو مرتكز(هوية)٬ وإنها بمثابة سعة قيمة الإضافة “..يتعثر فيه الصدى الآهات.”٬ وهنا تفكير تعييني لقضية تحليلية٬ إلا أنه يبين أنها إيضاح بصميم تأليف المتنوع المعطى الإشكالي الحسي في إثارة الحدوس الجمالية٬ حين ترشق فيها قولة تابعة في “…في كل فؤاد غليان” يظهر فيه موقف تأليف ضروري من دونه لايمكن لشمولية الإشكالية الحسية تستوعبها هوية الوعي بالأنتماء٬ أن يفكر. لذا الإحالة هذه جعلت؛ من سمة الإبصار أن يكون ردد متواليات٬ أن يستمد منها بأي شكل من الأشكال بواسطة الإدراك؛ بحيث يكون صاحيا٬ و أن الربط ليس في الموضوعات٬ بل الهم المتنوع أن تتلقته “أنويتها أو ذاتويتها” منها في “…في الكوخ الساكن أحزان” إن تفكر٬ هو ذلك الرمي بواسطة الأنا٬ بما هو إشكال تصوري بسيط٬ لا يعطي أي متنوع على أسر المعرفة للمعطاء في رابط سابق. وما يجعل المقطع “..في كل مكان روح تصرخ في الظلمات.” بحمولة ألفاظه أنه المتعين التفكير بـ”الأنا المتلونه في تصورات وعيها وأختلافه الفاهم كمعطى سابق في تلقاه حدوسيا٬ أو على الأقل٬ عل إحالة متنوع التصورات الإشكالية حسية معطاة إلى وحدة الإبصار في مبدأ النقدي للأنا الأعلى في المعرفة البشرية السارية٬ ولا نجده يضع إلا “..في الكوخ الساكن أحزان…” أي لا يعطي إلا التوقع في الصورة الشعرية “..في كل مكان..” لتصور فعل لم يشأ٬ أو “روح تصرخ في الظلمات…” دعوة بواسطته أنهارت ذهنية شمولية “الوعي” بهوية التطلع٬ خذلت القدرة أن تألف التفكير بمكانة التنوع والاختلاف بواسطة الأنا٬ بما هو أن يفكر إلا بالرابط “موضوعات الفعل” في وعي معطى. وهنا٫ مما يبين أن ترادف أقتران الموضوع بالأنا٬ والتماثل جاء عاصفا في “…في كل مكان يبكي صوت” أحياء جوهر التستر لهذا المتنوع والمتعدد بالأختلاف إلى أن تفكر بالمعطى٬ ليست هي نفسها شيئا أكثر من القدرة على الربط لتصور مسبق في قضية هويته “الأنات” الأنا التحليلية التي ستشكل حدسية الوعي المتأخر بنتائج تحملها في تأليف ضروري لا يمكن الأجتناب للحقيقة من دونه٬ وهو” روح تصرخ في الظلمان = في كل مكان يبكي صوت..” البعد المجازي في اللفظ٬ معاني لتفسير تحتلها الصورة الشعرية٬ تماثل الوحدة الضرورية للأبصار الجمالي من جهة٬ وأيضا ألنبش والتدبير على البيان اللفظي الشعري؛ لجوهر الاستدراك؛ بواسطته تمدد إشكالية الحس الضمني في أستعلاءه٬ وإشكالية مأزومة؛ في جميع عطاءات توقع التصورات؛ ما لها وعليها من مكانة خيارات متنوعه٬ وتعدد معطاة تدفقات معرفية ابداعية٬ وصلات التفسيرات المنحولة في الحواس “روح تصرخ” في توقع ٬ يبحث عنه الحدس في الحواس٬ حتى يعي إحالة المتغير في المغيب الإدراكي لوحدة الأبصار الواعية٬ التي ترمي أخيرا في “….هذا ما قد مزقه الموت” ما أوضحه ” مزقه الموت..” أي اقتدر تلمس “أناه/ذاتها” سوى أن تفكر٬ وعليها أن تبحث في الوعي المتميز ـ الذي غيب بصيرته ـ من الأنا بالبحث الناجع للتوقع٬ أي رعاية الوعي.
أذن البحث عن الأنا ذاتيا (هي ـ هي) بالتأمل وبالنظر إلى الإشكاليات الحسية عينها، وهذا ما يعني إن الأدراك الجمالي موحد ناظم لخيوط بنية القصيدة٬ دونت سياقاته تسجيلا مسبقا للتصورات الفاعلة في خلقية تلقي الكلمات عن الأشياء٬ وبتأليف مسبق يحي وينعش فيها الإبصار الإبداعي بالضرورة٬ أي٬ سعي بنية الإشكالية الحسية لهذه التوقعات٬ وهذا الأمتزاج الفاعل٬ ولهذا التأليف الداعي إلى خلق الوحدة التأليفية المطابقة؛ من متنوع الأصالة والتجديد للأبصار؛ التي جعل الشاعرة إخضاعها جمعا موضوعيا للأشياء٬ وخضع ما لها جميع التصورات المعطاة للقصيدة٬ وإن حاولت عند بعض الوقفات أن تجعل السابقة لها تصور واحدا في لفظة وقفتها عند أسم (الأنات/الكوليرا) كدلالة ناطقة في تقريب البنى لحواسنا٬ بتأليف تصورا واحد٬ هي تصوراته٬ الشاعرة الـ(هو).
وهذا ما يعني أنه أستدرك مسبقا ملاحقات وحدة الأبصار٬ تقتفي موازين تتلقاه ضروريا لهذه الاعتبارات٬ وهذا ما يمنح التأليف؛ أن يسبب أنغماس الوحدة ليس أن تبني تصورات معطاة٬ وإنما مد فيها ما ينبغي أن تحال إليها أيضا هوية الإبصار في الإشكال الحسي٬ من خلال تأليف خاضع لجميع التصورات٬ ما أن يفكر إلا بالرابط لهذا الوعي كتأليف ضروري لشمولية الوعي الجمالي بأجتياز إبصار متعال. أن وحدة بنية القصيدة بواسطة الأنا بجعلها أكثرأتزان وروية الفهم٬ تجعلها ممكنة في إستقامة الوعي٬ إضافة حدسية بحثا في أنساب وصفتها بالتجديد٬ آي معطى الحواس وايضا أخضاعها لشروطها٬ بمعنى أشد فهما٬ التفكر بصدد وحدة ذهنية ـ الوعي؛ نحو حاجة فاعلة متنوعة٬ لتجدد الكلمات ٬ ولأنها تشكل أسما٬ جعلت فهمها تقدر الإرادة٬ فحصه٬ إسبقية فاهميتها٬ دقة حتمية الأشياء في التصور٬ وهذا معناه إيضاح “الأنوجاد” لها في متن الحضور للقصيدة٬ تؤلف تصورا واحدا؛ من خلال تأليف صياغة للأبصار؛ التي تخضع لما تحال إليها ذاتا أصلية للتوقع والاعتبارات.
٣.٣ التوقع الظاهر
كان العالق الصوري٬ من خلال صياغتها لأبصار التوقع٬ لفظ منطقه٬ له رسوخ شاغل أعلى لدى الشاعرة نازك الملائكة؛ تفعيل إرادة الإنوجاد٬ أي عمرانية المكان والتأمل٬ حال توقعا العالق الصوري للظاهرة بالنسبة للقصيدة٬ تشغلها الإشكالية الحسية لشرح وإيضاح وتفسير وفهم جمال القيمة المضافة٬ التجديد والتغير الحضاري٬ المعنى الإنساني المشترك٬ قيمة تجديده؛ له حسب تجاوزاته٬ تعاليه في جوهر الأشياء.
وما نلحظه في سرديتها وحمولات توقعاتها في إشارة تخضعها لمتنوع خيارات اللفظ٬ تأملات تعدد جمالية متجاوزة للمعنى الابعد والاعمق؛ حمولة شروط التوقع الظاهر خارج ذاتها٬ تخضعها في الوقفة بصيرتها عند القول/التردد/الصدى بـ”…الموت الموت الموت.” وهنا التكرار٬ منبه واضح شيوعه في مضون البصيرة٬ هو مزاولة المعنى٬ أي متابعة قراءة الخضوع٬ لما له من دلالة تحمل بعد لا جبريا لشروط المكان والزمان المتخيل٬ بل صورة الواقع والاجيال٬ تنتقل إلى إيقاظ المتخيل الأعلى٫ منحوله الجمالي بالنسبة إلى الإشكاالية الحسية٬ أو تدفق الحساسية على هذا الإمكان عينه؛ بالنسبة إلى الإرادة هو مجيئها بتوكيد ما آلت إليه حقائق الكوليرا من عبأ على نوع وكم تغيير وعي ـ الواقع الاجتماعي:” …يا حزن الليل الصارخ مما فعل الموت” وهنا أرتهانية حدث المكان و زخم احداثيات الزمان على فعل الصورة٬ خضوع تقاطعات الحضارة بكل معنى القيمة٬ واخلاقيات الخطاب من أجتزاءه؛ أي دفع الظاهر؛ والتوقع لتعميم العالق للمعنى. بمعنى أن ما جاء توقف شرحة بالمقطع٬ هو الحدث التوليفي من الآخر٬ “الخطاب المرتق” في العالق الصوري٬ في مبثوث وعي متنوعه القلق. أي حدود الوازع عنه؛ إخضاع الحداثوية الـ(موت: إعلان الموت الكلي) الأولى٬ بالعزاء العدمي٬ أما في الـ( الموت الكلي) الثانية بالوجود المتنوع الإشكالي الحسي الحدسي المتنوع إيضا٬ ومثل هذا الإخضاع إذن بـ(الموت: إعلان الوظيفي) الثالثة٬ مما يعد هنا٬ هو تشخيص؛ الممر في وحدة شروط متنوع التوقع والأعتبارات في منظومة الإبصار التأليفي الطبيعي. وخصوصا حين تستنطقهما٬ أي الـ(موت الكلي ـ الأولى بالثانية) وحدة تنافس وجود الواجب للثقافة بين الأمم؛ تجميع التصورات الحدسية المتنوعة بالإخضاع والتبعية٬ إحتواء الأولى من حيث ما تعطي لنا٬ صرخة الشد والتعسف والحرمان الجمعي٬ وإظهار المتعالي تجاوزات وخروقات٬ في وضوح معلن في: ولـ(الموت الكلي الأولى ” يا حزن الليل الصارخ) تستكملها لفظا ممدا على الثانية في(.. فعل الموت) من حيث يشترط عليها أن تكون ذا فهم مترابط بقبلية أتصال في وعيها؛ إلاولى حين تنفي حدوس إنزال المعنى لشرح٬ حدوس ما بعدها؛ لتستعلم معناه الرمزي٬ و في الثانية تستنطق “الحداثة الغربية” بمجرد إستدامة وموافقة العالم عليها؛ تعني الموت بالإخضاع٬ لرفد نغيير جاري٬ أي إضفاء على الحدوس تدفقات من المشقة والعزاء الصارخ٬ برمزية تأبين كضم/محاصرة وشكم بإقعاد “الأنا” الحبيسة في ما تجيء به الحداثة من نتائج “فرضية” يوتوبيا متعاليه٬ من خير ونماء٬ وهنا ارتباط مرودة مراجعتها بـ(الرمز التموزي) في شروط وحدة الإبصار التأليفية للأصالة ـ بمعناها الميتولوجي في التراث الجمالي٬ و التجديد الحضاري المتعالى العربي الإسلامي٬ أي تجديد حضاري في المتجاوز الجمالي لذلك الشيء٬ حين تدبرها في “…طلع الفجر.” لأنها بالتالي تبتعد أن التعبئة للتجديد مراحل متوافقة مع مراحل ومسببات الحداثة٬ وهنا إشارة إلى تدارس وتدبير تجهيز المعنى في التصور كنص يخاطب استعداد قادة لأمة٬ وأمة لتمكنها بالنهوض والتنوير لفاهمية٬ أو تصورات خطاب مفردة مع المتنوع الطبيعي الأخلاقي للوحدة والتضامن والعمل على الأنبعاث الذي تطوى مراجعة ما كان عليه في النظرة العابرة٬ السطحية والمزيفة/ الغير مدروسة٬ وهو ما تردد بتلاحق الـ(طلع الفجر) الذي تخضع بوقفته مخالفة بربطها للوعي الظاهري في اللفط إلا أن ما آلت إليه وفيها ما يمكن نبش لشيء (……أصغ إلى وقع خطى الماشين)٬ هذه جاءت٬ على شكل قوة حصانة (الإصغاء) قلقة/الشك/الحدس لشروط تنبؤات المكان والزمان في معطيات الصورة للواقع٬ وبالتالي فهي تصورات “الأنا” مفردة من تعطي لنا طرفها بأعاليها في التالي أدناها٬ كأستنتاج حدوسي٬ حدوثها بالتوقع٬ والتعلق الصوي؛ خاضع لمكان وزمان مسبق في تصورات وحدة الحدوس المتنوعة٬ وتقييم القيم والتصنيفات في صياغة شروط العلائق التوليفية٬ أي٬ في وعي مرابط للأنتقالوالانفتاح الداخلي٬ ومنظومة توافق لسياق ـ المفكر فيه ـ الناجز فيه كل متنوع متعال٬ لا مجرد تصورات مجردة٬ و “من الفعل القبلي للتجديد الحضاري/ لا القبلية الميتافيزيقية التي تتجدد وفقها الافتراضات الحداثية للتغيير ـ بحسب الاجتهادات الفلسفية الغربية ورهانات ظروفها الدافعة٬ بل نبش عن شاغلتيها الفاعلة٬ والحتمية لها بالمجيء والترحاب فيها؛ لوظيفة التصورات لمفردة “فاعلياتها”٬ أي بمعنى٬ تضمن وعيا بعينه في تصورات عدة٬ بل هي تصورات متنوعة في كل واحد منها وفي وعيه٬ وبالضرورة تؤكذ مشاغل فيها من الصورة المركبة٬ تصادف في النهاية وحدة الإشكال الحسي٬ وحدة الوعي الجمالي كوحدة تأليفية متجاوزة٬ تصادف أصالتها مع ذلك في وعي ضمني٬ شاغلها واحد متجزأ التصورات في قلق الستكمال٬ ما يجعل هذا المنطق الصوري ـأرسطيا ـ في وعيه مصدر قلق٬ وفرديتها ٬ أي (القبلة الفاهمة) مهمة في أخذ التصورات لشروط وحدة الإبصار التأليفية المتخيلة ـ خاضعة في أصالة النص تطبيقاتها الأخلاقية في التضمين الفاهيم للمعطاة لنا. ما يعد في المقطع قبل الأخير هوالتفكر في المفكر به يعرف من خلال “…في صمت الفجر٬ أصغ٬ انظر ركب الباكين” والتعريف كما نلاحظه الإشكال الحسي الصريح في التصورات٬ عطاء مشترك٬ انفعال ظاهراتي متعال٬ جعل “في صمت الفجر…” وهذه الرمزية التوليفية٬ خلق حقائق بعيدة الأجل في التفسير لمعنى الدلالة والاحتياز٬ أي٬ أفتعال “الأصغاء” والتأني”٬ لا تشترك في حيازة اللفظ فقط٬ بل الاصغاء والتأمل لفعل التوليف الإبصار “الأنا الجدوى ـ الأنا المفكر” لكي يمهر ما لفرضيات التغيير والتجديد الحضاري آس يقنعنا بأنه جية أصالته واقعيته٬ أو تحقق بالخطاب ما هو دافع حقيقي بـ(أنا أفكر) الديكارتية بمعناها الفلسفي٬ ولا تجعلنا نجتمع في وعي لوح متعالي٬ والشاعرة بالمقطع الأخير تؤكد هذا الوعي المشترك في الصورة القلقة في حيازة إبصار دوافع الشروع بالحقيقة٬ كملموسات ومحسوسات؛ معطيات فاعلية الحقيقة في التجديد/الحداثة من منظور الأخر٬ وايضا مزودا قيميا خلقيا ابداعيا رفيعا للإنسانية٬ لا يكون محصورا ضعيفا ضيقا٬ إن جاز لظهوره بهذا الشكل يدل على إنه إلا رطانة لمجموعة من اضطراب ذهاني٬ ووهم معطاة إشارتها في تزايد المخالف الأخلاقي لشعار الارتقاء الحضاري الإنساني مقابل٬ توكيدها المتماثل في القول عن تلك الوعود الفرضية٬ بواقع مخالف في ” عشرة أموات ٬ عشرونا.”
٣.٤ فعل التصورات
وفي هذا الحقل٬ هو بمثابة المعنى العام للفظ٬ أو سؤال الإشكال الحسي العام في ملمة المعارف٬ قلق الحيازة٬ أضطراب الوحدة التوليفية للتصورات٬ وهذه عادة ما تقوم على الصلة المتعينة بين توقعات واعتبارات معطاة التعريف بالشيء.
لكن عندما نتمعن قراءة في..”عشرة أموات ٬ عشرون” هنا الاشتراك العام في فضائح الوهم التغريبي والزيف الأستغرابي المنفلت في فعل الأبصار والتوقعات٬ وبالنتيجة أنقلاب في فعل التصورات: مما يجعل الـ(عشرة اموات/أموات..) هي خاضعة لمعنى وتعميم لتصورات تراقها آفعال صريحة٬ الوقوف على طبيعة “الرفض /التمرد الخفي” في أبصار “الأنا ـ اللاـ مفكرة”٬ لجعل ما هو غرض فيه يتواحد إليه متنوع الحدوس٬ والحال إن الـ(موت الكل الأولى) توحيد لحالة (كوليرا = الكل للتصورات)٬ أي٬ يتطلب وحدة أعتراف “بـ”الأنا افكر” التي تتطلبها تحقيق واعي في التأليف عن التوقعات.
إذن هذا يدعو في الحال ذاته أن نكرس وحدة ملكة المعارف في “الأنا” أن تبحث دقة حقيقة الوعي في هذه “الملكة”؛ لتوكده٬ا إذن٬ ما احديتها؟٬ وما وحدة المعنى النص العام لها٬ أ متعين البيان لها٬ هو: الذي تشترك في حيازة فعل الحقيقة لديها٬ وإلا لا تكون مجتمعة بتعالي مواز. لا من حيث قياس في العقل لجامعة معه٬ لأخذه بشرح سياق معنى واحد.
وبالضرورة حيث أقامت شاعرتنا هذه (الكوليرا) وتقيم الصلة بين التصورات كحقيقة الإشكال الحسي وجموع الجمال المتعالي للفهم في التجديد الحضاري٬ وتقييم صورة تغييره٬ ومن ثم تحريك ثقافة الأمة٬ في تحسين مستوى تعلم وعيها٬ وتدفق علومها كملكة بناء تجديد المعارف٬ وأيضا صنعة تجعل لها من الفعل مصداقية حاضر٬ الذي سيشكل فيه آلية تمثيل مستقبلي ـ يماثل معرفه المكرر عند الأخرـ مقابل خلق فهم متتوع نتعدد٬ رأسمال معرفي لبيانات معطاة٬ توثق تصورات حركة ومتابعة ومراقبة المعنى٬ وما يجعل منها معارف نافعة مفيدة.
إذن ما مطلوب إلى هذا هو ضبط الشروع/ المتعين بين تصورات مانحة الشيء٬ دلالية تبحث معارف أجتياز النص٬ والكلام فعل تصوراتي في الاشتراك٬ دافع كمطلق معارف حاكمية٬ وما إليه إذن بستند إرادة وحدة وعي متعالية في التأليف والتصور نفسه متعاليا٬ إرساء حدود الإشكالية الحسية المحضة؛ تحايزها السعة الأوسع في المنح القيمي الحياتي للحرية الإنسانية ومصداقية توظيف حقائقها الدافعية. و بمطلع مستمد مما ورد أعلاه في كل٬ من حيث يذكر فيه (…لا تحص أصغ للباكينا) للإشكالية الحسية المتشبه في إسقاطات المرايا التي يتأسس كل ما تبقى من فعل الإبصار؛ عن أستيعابها؛ والتي هي في الوقت (الأنا الواعية/ الأنا المفكرة لأجلها) في تقويم استقلالية٬ رغم ما يستظهر ما تراه مشتركا٬ ألا أنها تعلن تمام الاستقلال عن كل شروط التصورات الحسية كانبعاث للمتوقع من المسبق سلفا٬ وهو يحقق بدوره ملكة المعارف التي يقيم احتفالية (حداد) على الصلة المتعينة بين التصورات؛ المعطاة والشيء٬ كجوهر في ذات التصورات المعرفة (= بالضمة٬ الميم) في متنوع الحدس المعطى٬ (…أسمع صوت الطفل المسكين) تؤسس الاستعمال اللفظي للخطاب والذي هو بالوقت نفسه مستقل للتصورات؛ التي يتطلبها من وحدة الوعي في التأصيل والتأليف٬ كي تقيم الصلة بين التصورات الحسية من جهة٬ وجمالية الموضوع من جهة ثانية؛ لتشيد من بعدها٬ ثمت مصداقيتها الموضوعية٬ وتجعل منها معارف قيمية مضافة٬ وما يمكن أن تسند مداخل إمكان (الأنا) تملكها شروط الحدس نفسه. وبمعنى أدق٬ هي إذن قاعدة لها حمولاتها العارفة بوحدة تجانس الإشكالية الحسية في الإبصار التأليفي؛ لغرض تثبيت أصلها المشترك في “…موتى٬ موتى٬ ضياع العدد” وهذه المشاطرة مع (الآخر) في تقيم الـ(ثم) اللاحقة كحس خارجي٬ أو المكان “المؤول” بالنأي عن أي فرضيات بعد تستبعد نتائجها دون الأخط بمعرفة إليها؛ وهي٬ هنا٬ ترسم فيها اللفظ الدلالي على جعلها معطى مسبق فقط في متنوع التوقع للذاكرة٬ أي الأخذ في صورتها الحسية الخارجية الموضوعية٬ أو أسبقية من أجل المعرفة الممكنة٬ الإرادة الحاضرة الممكنة٬ إن صح التعبير٬ ما يمد في الشيء وحدة الوعي٬ إمكان الفهم المتبادل لنفسه٬ غير أن ذلك مخالف الفعل المركب٬ لكن كي تعترف وتحدد الحدود في تعريفه٬ جعلت فيها أي حس للشيء في ذاتها عن المكان٬ وخطت خطوط الاستقلال عن الشروط المستقلة التي تأسست عليها مع بصيرة (الآخر)٬ على سبيل الحصر في “…موتى٬ موتى٬ لم يبق غد.” هذا يجسد ما يعترف بالحد٬ كتخوم الخط في الاستدلال الوظيفي للمعنى٬ ويقيم صورة العلاقة وإن حقق تأليفا رابطا متعينا للمتنوع المعطى٬ إضاءة الدلالة؛ بحيث البيان في الصورة الشعرية تأخد تدفقا لـ(صوت) وحدة الفعل٬ وهذا الفعل٬ يتوحد لمتنوع توقع معطى٬ وشيء متصور فيه٬ إذن يستند إمكان إخضاعه إلى “… في كل مكان جسد يندبه محزون) ليشكل بهذه الـ(في كل مكان جسد…) تتابع لملكة شفاعة المعارف٬ حيازة إشكالية الحسية في (ما الزمن؟) لحيازة فعل التوقع في تصورات التأليف الصورة الشعرية٬ وهي تتخذ وعاء الصلة مع المقطع الأخير وهو يكرر نفسه٬ ويجعل منها شرط موضوعي لكل معارفه “… لا لحظة إخلاد لا صمت) فأخذ منه مستكفيا بالحاجة إلى (الشيء المنادى إليه/ها) لمعرفة شيئا وحسب٬ بل جعل ما يلزم حدوث الفعل بصفات الاستقلال الحقيقي في “أنا أفكر”٬ كي يكون أخضاع (له/ـها) في شرطها الموضوعي المتعين للمتنوع المعطى٬ أيضا من أجل أفراز كل توقع حتى يصبح مصيره شيئا له٬ شيء له كلمات خاصة بها٬ معرفة في قومسة التأليف المحقق٬ تجريبا للمعنى٬ هي إذن مبدأ التأويل المتعال في التجاوز نحو شروط الجمال ومفهومه الفاهم لنفسها٬ كي تشخص جوهر حدودها الظاهراتية٬ لان بطبيعة الحال المتنوع الإشكالي الحسي لن يتوحد في وعي ما بطريقة أخرى٬ أو ومن دون إظهار هذه المشقة في عزاء التأليف الإبداعي
٣.٥ تجسير الاتجاه
ولهذه الإشكالية الحسية قضية متعلقة في تجسير الإتجاه من القصيدة إنسانية ابعادها العامة٬ هي أيضا لها مساس تحليلي إشكالي٬ كما قلنا٬ على الرغم من أنها تجعل من القصيدة ذا وحدة إبصار تأليفية٬ شرطها تتخذها الجمالية لكل فكر حسي. يستقل مدخها في: “..الكوليرا هذا ما فعلت كف الموت.” فهي لا تقول شيئا أكثر من أن إشارة لجمع تصورات مشتركة٬ متباينة في تجسير الاتجاه في توقعاتها٬ أي معطى الشاعرة المتمالكة من إذوناتها الموضوعية لكل معرفة مسبقة٬ أعتراف بوحدة المشقة٬ وشروط الحاجة إليها “الحقيقة/أنا المفكرة” أعتراف شيئا وحسب٬ حتى يصير المتنوع يتوحد في وعي بطريقة رابط في التوقع للمؤتلف لكل معرفة إبصار، بمعنى مجيئها بها كمدخل٬ هو طرق لطوق باب تحليلي؛ حتى يصير له ثمة مثال٬ من أجل معرفة ممكنة في تكون وحدة الفعل٬ أفهوم السياق؛ تعين حدود أحقاق المتعين٬ بمعنى بروز المعطى لإتمام الوحدة وتكامل إطر الفاهمة عليها في؛ إندماج الإسناد بزمن وحدة الاستقلال٬ تعيين شروط الإشكالية الحسية عن كل شروط عزاء التوقع في التأسيس٬ التصنيف العام والخاص بتصورها٬ الموضوعي والذاتي٬ الراكد والمتحرك الجمالي٬ الساكن الظاهري ومتنوع المعطى المخفي٬ بحيث تستمد متعين الوعي في القدر “.. كف الموت.” استدخلتها عالم الشرط الحسي٬ لتأسيس كل ماتبقى من إسناد٬ وهي في الوقت نفسه اعتراف بأستقلال التام عن شروط إقامة مصداقيتها الموضوعية٬ لإمكان إخضاع توقعاته إرادة فاهمية لنفسها٬ هي إذن مبدأ ارتكاز القلق العميق في المعرفة الممكنة للحقيقة٬ التي من خلال تستكمل رابط أسيجتها لوحدة الأبصار التأليفية الأصلية٬ إن شئتم.
إلا إن ما قطعها٬ بالحال٬ هو الأستثناء٬ حين قالت بتكرار ما فات ليأتي موضعه٬ هو “…الموت الموت الموت” وهنا مجئها٬ رسمت المجرد صورة قلق التوقع الضمني للمعنى من إشكالية الفهم الحسي الخارجي٬ الآخر٬ المكان٬ العضوية في أستعمال التأسيس٬ الذات التي تشرك فيها تجديد الحضارة في صفات جامعة لوحدة جميع التصورات٬ أي حددات أطرها في أي توقع يأخذ زمام المعطى٬ ومرجعياته المتنوعه الإنسانية معا٬ وهي بعد ذلك حين تعود إلى نقطة السؤال البدئي٬ هو المدخل الشكي بـ”.. تشكو البشرية تشكو ما يرتكب الموت” وهذا ما يدلل استدامة القلق٬ بوصفة تورات الذات المتوجعة الـ(هي ـ هي)٬ ويمكن بالتالي أن تضمها بوصفها٬ إشكالا حسيا مربوطة خطابيا في حدة تأليف جادة المعنى٬ ورصانة ضوابط إمتاع الإبصار؛ صفة فاعل واحد تحت عبارة ” أنا كوليرا = أنا أفكر” بموجبها تضمد المعنى بـ” …تشكو البشرية تشكو ما يرتكب الموت… ” وهذا الاستبدال٬ في لا تقول إثبات/نفي شروط أهمية ودقة صحة الشروط لكل فكر الحضارة “أنا أفكر”٬ لجعل خضوع المعطى في “لماذا؟” أمرا محققا لكل فكر في جميع التصور٬ وهنا السؤال جاء بمثابة٬ ردم الحدس التي ضمها مذ (مطلع القصيدة) وفاءا تعطي بتصورها لشيء ما٬ عن ما يمكن أن يأتي تاليا؛ لتأليف جديد الإبصار إلا عودة بنيوية لطبيعة ٬ عنوان القصيدة “كوليـرا” حتى تستمكن في التوقع من جديد لسؤال إشكالي في التجديد بتماثل الحداثة؛ منطو فيه “كيف كان التبصر للموضوع وكونية منهجيتها الإنسانية بين الأمم وصراعتها المزمنة٬ وما أصبح بموجبه هذا الأنتساب خلقية قيمية٬ لها فهما ومعنى للتفسير والشرح والإيضاح.
٣.٦ الإشكالية الحسية
غير أن هذا القول بالشيء٬ يستخرج نتيجة نفسها٬ في “..الكوليرا/في كهف الرعب مع الأشلاء….” جاعلة منها أن تستمد حسا إشكاليا ممكنة بعلم أبعاد القراءات وتاملات صياغتها للحقائق٬ للعموم الإنساني٬ بل حذاقة لمن للشيء فيه من إنتساب فاهم٬ أنا الحضارة = أنا الكوليـرا = أنا أفكر= أنا الحداثة/انا التجديد٬ التي إرادة شاقة لها إبصار محض في العزاء٫ هو في “التصور”٬ الوجد٬ الذي بموجبه فقط يمكن أن ينسبها٬ بوصفها “الأنوجاد” فيها٬ معادلة الحقوق٬ ومشقة العدالة في الـ”أنا أفكر” ومساواتها٬ أي هي لغة الإيضاح والمكاشفة٬ هي فاهمة إنسانية لها معطى الملموس الاخلاقي٬ تغطي ما يعطي وعي بالشيء٬ وعي الآخر في نفسه٬ تنبه على طبيعة منسوب الإبصار بالوعي المتنوع للتجديد/الحداثة٬ الازمنة والانوجاد والترائي.. معا٬ زمن التفكير في حدوس التصورات المشتركة٬ وذلك حين تأتي بعدها لتختتم بـ”…في صمت الأبد القاسي حيث الموت دواء” ٬ هذا يشكل اعترافا صريحا٬ كضرب من عبأ المشقة٬ عزاء الإبصار في أنتساب الحقيقة الخفي٬ عالم الإرادة المضمر في التصور “الأوجد” واجب الوجود٬ الذي فيه الأبعاد٬ تكون متنوع الإرادة والفهم المتماثل بتعاطي٬ الإشكالية الحسية في ضمها٬ فالحقيقة حرة٬ لها نظامها المطلق في تصور “الأوجد في فهم تعاطي وجودها في الوجود؛ الوجود لأشياء تعطي هذا التصور٬ لضمها في التوقع معا٬ لا كـ”توقعنا” في عنوان القصيدة٬ لتجمعنا بها الشاعرة٬ كقراءة حدسية مستقبلية وكحقيقة معا نتلمس صراعات مصادرها.
الحلقة (4 ـ 4) والأخيرة
محتويات الحلقة الأخيرة:
من المأتى إلى الأرتضـاء لخلاصة وتوصيات
ـ إشكالية محمولات رأسمال المعرفة من المأتى
ـ تنوع وتعددية رأسمال الأرتضاء المعرفي
ـ تحديات المشروع الإبداعي وأفاق الخلاصة والتوصيات
من المأتى إلى الأرتضـاء لخلاصة وتوصيات
نشرنا ـ من خلال الحلقات السابقة ـ واحدة من : ما جاء بها على خلاصة مفتتح وشاح؛ على سبيل المقدمة؛ أو تمهيد لعناوينها الفرعية٬ و مساقات ادبياتها النوعية٬ وجاءت في القول عن توكيد عتبة ابصار وقول لبوابة الحلقة صفر٬ و الأولي والثانية٬ وهي الموسومة بـ الحلقة “صفر: على سبيل التمهيد؛
الحلقة الأولي: والتي تحمل وسم: على سبيل المقدمة٬ ثم الأنوجاد والترائي ما قبل قراءة “قصيدة كوليرا” وقصدنا بهذا أن تكون مقدمة لنشر بقية حلقت لاحقةا. و حددنا لما رأيناه فيها ما عثر هو أن يكون قراءة القصيدة في الحلقة (٣) عليه الارتكاز من بقية التغطية المقدمة لها٬ من جامع لشذرات الادبيات في الابصار٬ وما أحاط إليها من متفرقات النظر٬ وما حققنا إليها الوقفات من القصيدة ذاتا بنصوص رسائلها.
وقد جمعنا نهج الورقة هذه؛ التي بين يدي ـ القاريء الكريم ـ في أربع معارف رئيسة٬ كما ورد ذكرها وفق مفاتيح ومعطيات لوسوماتها جاءت٬ في وسم: رأسمال المدخلات والمخرجات الإبداعية؛ تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية؛ رأسمال الإشكاليات الحسية والجمالية؛ رأسمال الابتكار الوظيفي الخلاق. أما تغطية النتائج المطلوب التوصل إليها فهي٬ يمكن وضعها على الشكل التالي٬ بمعطيات : لماذا تأكيد مشاركة المدخلات النقدية لتلك الإشكاليات الحسية والجمالية في رأسمال المعرفة الابداعية؟. كيف تدفق التأمل الذاتي في التجربة الخاصة للتمكن أو التمرد عليها بروح معنوية ابداعية رأسالمال المعرفي والمعلوماتي؟. اين الانوجاد الحاث على زيادة في اتساع مساحة تبادل المعرفة الابداعية بالابتكار والتجديد والأصالة في خيارات رأسمال المعرفة والمعلومات؟. متى يستمكن مواصلة تدعيم فكرة تحسين مستوى رأسمال وعي الكتابة الشعرية ونقد التجربة بوعي جماعي خلاق.؟. ما قيمة إضافة رأسمال المعرفي القادم؛ وتدعم من؟ افساح مجال الأدوات النقدية نحو تجديد المجال الأبداعي الشعري الخلاق في ظل تجربة الشاعرة نازك الملائكة.
ولقد كان حرصنا منصبا ـ في الحلقة الثالثة؛ في تغطية دراسة الأحوال المتعلقة بقصيدة (كوليرا)٬ مستوضحة ما آلت إلية إطار الدراسة٬ التي تنقلت بانجاز نتائجها في المتن٬ في التعرض إلى تفاصيل النقاط التالية: الحلقة الثانية:.عرض القصيدة قبل أختبارها أو المحاولة في تشخيص الذكاء المعلوماتي؛ الحلقة الثالثة: التحليل المنهجي النوعي للقصيدة الأنموذج؛ وحدة رأس مال معرفة الأبصار؛ رأسمال المعطى المعرفي الاشكالي؛ رأسمال معرفة التوقع الظاهر؛ رأسمال فعل التصورات المعرفية؛ تجسير رأسمال الاتجاه المعرفي؛ راسمال الإشكالية الحسية المعرفية.
ـ إشكالية محمولات رأسمال المعرفة من المأتى
بناء على ما ورد من المأتى من معالم٬ إلا إن إشكالية محمولاتها٬ دالة في عمق دعوة الشاعرة بالتجديد٬ والمواجهة في توجهات بنية رأسمال الأفهوم الضرورة بشأن الصراع٬ أنتقدت شأن الأسخفاف الثقافي ونقده في الفن والمذاهب التراثية والتاريخية وبكل ما يبعث من إعتلالات فوقية ثقافية٬ ممثلة بشأن الإنسان في مسار التكوين والبناء والتقدم٬ في أستخدام شجاعة التنوير٬ للحياة العامة.
والذي رأت في ذلك فك عقم تعقيدات المشروع التنويدي العربي في أستخدام التراث والعقل والتجربة المستقلة في تقدير شجاعة الأهية التوعوية في نصاب مبدأ الوسيلة الحقيقية للدافع. فتعين على الشاعرة بدافع مضمون التعريف والإطار٬ على نحو ثبات تقدير وتقدم القوة العبقرية الإبداعية العراقية.
استخراجنا الوجه الحقيقي لهذه العبقرية المزدهرة عبر التاريخ الحضاري الإنساني٬ شجاعة المبدع العراقي ممثلة بما عصفت واستخرجت منه الشاعرة من منتج رأسما ل معرفي في تقدير وتقدم هذا الفكر العراقي العميق. وقد كونت النصوص السردية للشاعرة المبدعة نازك الملائكة. توجها حقيقيا في استذكاء ووقفتها الشجاعة المتميزة في شعار التجديد.
إذ بلورتها في كشف وجهها الحقيقي٬ بمراجعة الأستخراجات القوى الأعمق للميراث الإنساني في التنمية التي أنتجتها٬ وأصقلتها في هذا الوجه٬ قوة ميدانية عليا٬ لتكييف نوعية ما تملكه الشعوب من أرث خلاق قابل لتنظيمة في إعادة إنتاج معرفي في الأختيار الأختبار والتعيين في تطويره. وإن جدل العقل والتجربة والمخرجات آلت إلى نقد التنوير مقابل ما يرتسم من مواجه أوهام وأساطير القحط الثقافي لأفهوم الحداثة والتنوير٬ المناط به غربيا٬ والمصمم بقياس “آفة” ـ زمرة مجلة شعر البيروتية/الشامية ـ٬٬ وما نصت به في الأعتراض النقدي على مختلف قيم التجديد بالحداقة الغربية كالتقدم والحرية والعقل٬ والإقرار بالفشل مشروع الحداثة في رسمه الآفاق الكونية للثقافة والرأي٬ بل ولتآكل التقدم لثاقفة الشعوب تراثهم الإنساني العريق٬ بل وكشفت ما للتعريف من جفاء الحقيقة المؤطر بها الغرب٬ من خلال مما لوحظ به من تهافت العقلانية الأخلاقية من نهاية قيمية في وباء”كوليرا” الذي أصاب المجتمع المصري من كارثة٬ نخزي الشعارات الرنانة من موقف ينسف القيم الحضارية للحداثة وأولويات الشعوب في تحقيق تميز في تطور منظوماتها المعرفية والعلمية والثقافية؛ أقتصاديا وصناعيا٬ وآفهوم السلم المدني المحلي والأقليمي والعالمي٬ من مرجعية احياء علوم المعرفة التراثية والتاريخية بالتنوير من سردية آفات المجاعة والآمراض لثاقفات معالم متعالية عرقية تاريخية بالصراع.
وما لزمنا من خلال الحلقات التي مرت٬ وإشرنا خلالها إلى ما يتعرف بأوجه القصيدة من أبعاد ومداخلات في وجوه النقد الموجه إليها٬ ومن ثم المواقف والتحديات التي لاحقتها. على الرغم من أختزالنا الشديد في الإشارة ما يحتاج الأمر من ملاحقة التفصيلات٬ وجدنا إن نوجز٬ ما نستطيع القيام به في هذه الحلقة٬ مما أخذت تتدافع تشكيلات لظهور٬ طرح علائق٬ خلالها بأهتمام نشاط ما تحولت إلى وقفة تميز مستوى القصيدة للعقل والتجديد والالعقد الثقافي الاجتماعي الابداعي للشاعرة٬ مبين بالضرورة ما قضي لمأتي متميز للمبدعة من رفعة علم ودراية خلاقة٬ في عالم المعرفة الإبداعية٬ والتي بالضرورة مكنتنا من ملاحقة أنساق فلسفية تتمثل في بناء أنسقة فلسفية٬ مثيرة للجدل في معين التفسيرات والشروح الممكنة.
ـ تنوع وتعددية رأسمال الأرتضاء المعرفي
وقد وفقنا في بعض الجوانب٬ كتلك المتصلة باثبات صحة نسبة آثر قصيدة الشعر الحر إليها؛ من خلال قصيدة تشخيصها الإبداعي التي تنقلت بينها٬ وبيان تفاصيل ظاهر ومخي الدلالة ٬ عما إليها من إضافة جديد عن حياة الشعر والادب العربي٬ كحضور للشاعرة في مجالس وصالونات النخبة الثقافة العربية من ادباء وشعراء ورجالات فكر٬ وصبتها أي القصيدة من اتصال بأصحاب الاتجاهات الفكرية للتغيير حينئذ٬ وبخاصة الحركة النهضة العربية من اتجاهات؛ والتي اخذت القصيدة المدى الواضح التي جعلتنا نحن أيضا أثباتنا معرفته بعمق عتباتها وعمق متنها؛ وكشفنا عن سعة اتصالها من ظهر تاثيرها واضحا في مؤلفاتها.
ونازك الملائكة٬ الشاعرة في قصيدتها (كوليرا)٬ الهامة والوعرة٬ مثيرة للجدل؛ التي تدور حولها دراسات ورسائل متعددة٬ عن الشاعرة والقصيدة تحديدا٬ ما لها وما عليها من ظل مجهول من المعاصرين زمنا طويلا٬ ثم حقق ونشر لها عديد من المؤلفات الشعرية والنقدية٬ التي تبحث أساسا في موضوع التجديد الحضاري عبر موضوعات الشعر الحر. وكانت الصحف والمجلات والدوريات لها الصورة والطابع في خطابها٬ كتابات لها خطها في أبصار التقديرات الثقافية٬ و اللافت المحقق والمبصر بين رؤيتها٬ و مناقبها الفكرية لأوجه التقدير للواقع.في معالم كتبها المنشورة٬ وذلك بالإضافة إلى الشذرات الباقية من مؤلفات الملائكة وبخاصة في مجال النقد. وحين أوضحنا مجتهدين في ورد كل ما جاء عن القصيدة (كوليرا) منها وقفات بتحقيق ما ورد من تعليقات مسبقة عن الشذرات التي ورت في تصريحات ٬ لها الشاعرة نقف وتتحرك٬ قمنا كشف المجهول عنها٬ موعزين بذلك٬ ـ القاريء الكريم ـ للبحث أساسا في موضوع التحديات الموضوعية والذاتية. وبخاصة التطلع العقلي والبصيرة والتصور الملئ لها. وحين أورنا بعض الوقفات بتفاصيل القصيدة لمجموعة منها مستندين إلى القرائن حيث ترجعنا الإشارة الصريحة إليها٬ وهي الكوليرا المكان والحدث٬ والزمان. كما هي لدى صورتها وحققتها من مؤلفها القصيدة. كما قمنا عبر القراءة في (الحلقة الثالثة) تحديدا٬ بقراءة كما هو شأن تعليق الشاعرة على الواقعة. في إشارة عن كتاباتها السابقة واللاحقة عن التجديد الحضاري.
وما ورد بالمقالة ـ رغم طولها ـ أن تمتاز بما تدور حوله من لبس وظلال مجهول في الدراسات الحالية٬ أن تعطي٬ أي المقالة٬ تعطي قراءة تفصيلية٬ واضحة٬ عن آراءها في التجديد الحضاري للشاعرة في الفلسفة والاخلاق٬ والاجتماع والصحة والمنطق القيمي للتجديد٬ والطبيعة الإنسانية المطالبة فيها٬ كما تشاء وتثبت إليها قصيدة (كوليرا) بالدليل القاطع٬ معطى حياتي منهجي ملموس٬ أبرز خلاله أنها كانت واحدة من أبرز الاديبات والشاعر/ات العربيات المجددة في الشعر العربي.
لكن بالعودة إلى عنوان الحلقات٬ والتي تقودنا إلى اخضاعها بالإجابة صلة؛ على مدخلها من بيان تفاصيل لإشكاليه الواقعة من بين اتجاهات لظاهرة الاتجاهات الفكرية٬ والفنية٬ والوقفات الهامة حتى مطلع جدال المد والجزر لمصادرها ورجالاتها٬ والخواص في تجاذبية مطلعها بالتفسير حول ما فيه٬ الا وهو: ما طبيعة الأنوجاد والترائي ومقصد غاياتها ـ أي القصيدة ـ عند المبدعة (نازك الملائكة) وفيم تبحث؟٬ وكيف وصول الانوجاد إلى مرجعية رأسمال العبقرية تلك ذات القيمة الإبداعية المضافة؟ وما سمات ومعايير ذلك الانوجاد والترائي لتلك الماقبلية عن القراءة؟ الذي منه يؤدي بنا نحو أصل العلاقة مع ثبات علة العنولن الرئيسي المعني بـ: تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية العراقية والعربية٬ إزاءه٬ كشف ملابسات الفكرة المدهشة عند الشاعرة وثقلها في نفي الفكرة المبهمة.
وقد رأينا ـ لتكون هذه المقالة مفيدة للباحثين في الشعر والنقد الادبي العربي ـ أن تمهد لها بدراسة مفصلة تغطي جوانب وابعاد في سيرة الإشكالية التي داهمت حياتها ومشروعها التنويري من مسكوت عنه تمد لها إن كانت في لها بقية في العراق أو خارج العراق ومسيرتها الادبية والاكاديمية الشاقة في المنافسة التي تبحث عن ثغرات تثير وتثار عليها بالمناكفات المغرضة٬ التضليل عن دقة التقدير. وأيضا اجتهدنا في قراءة إطر القصيدة من تحديد شخصية الشاعر نفسها؛ وإثبات أصالة التوجه الثقافي العروبي من منبعها٬ وتطلعها٬ بأقوى ما نملك من القرائن٬ وعرضنا الاحوال السياسية٬ والثقافية والاجتماعية ومشكلة الفقر٬ التي سادت في منتصف القو الماضي٬ في كل من (نكبة فلسطين ١٩٤٨) وايضا الوباء الذي اجتاح مصر وقتئذ . ذلك أن فرضياتنا الخاصة بقراءة قصيدة (كوليرا)٬ وتكوينها الثقافي٬ ومصادر فلسفتها٬ قد اعتمدت ـ في جانب كبير منها ـ على التحليل٬ والتحليل المقارن للواقعة والضرورات لهذه المحمولات. ومن ثم فأن للقاريء الق بأن يام بالإطار الذي استنبطت منه فرضيات الدراسة لعله يتوه بوحيه إلى مصادر جديدة تقف منها على خير يحسم ويجسد ويوكد ما حولت إثباته بالاستدلال أو لعله يوافق ـ في المقابل ـ إلى دحض شيء من فرضياتنا٬ فيخدم الباحثين٬ أيضا٬ من حيث يدفعهم إلى تكوين فرضيات جديدة.
وبناء على سبق فأننا نأمل أن تكون هذه الإضاءة في معلوماتنا عن قراءتنا للقصيدة٬ وسماتها٬ وعناصرها٬ وسياقها التنظيمي كرأسمال جمالي ومعرفي معا٬ مساعدة في فهم نصوص مؤلفاتها٬ أو ما يتعلق عن القصيدة من إيضاح مناسب٬ الذي حرصنا على نكتب عنها٬ هذه المقالة تكشفنا طبيعة عمق مفاتيحها الإبداعية. وإذا جاز لنا أن نقول كلمة بعد هذه الجولة الطويلة مع القصيدة٬ وصياغتها٬ فهي أننا نوصي الباحثين المهتمين بالشعر والادب عموما بأن ينقبوا عن مؤلفات تخص ناقديتها٬ بالإضافة إلى مؤلفات للشاعرة ذاتها من مقالات مفقودة٬ فإذا ما جمعت وحفظت كتاباتها وما كتب عن القصيدة في بعض المؤلفات فأن أولاها أصحاب الفكر الإنساني والثقافي التي أمضت فيه وسطا جامعا لحياتها بالدفاع والتجديد عن حضارته عاليا أو ما تزيده.
ـ تحديات المشروع الإبداعي وأفاق الخلاصة والتوصيات
وقد تقومنا بالاستخلاص والاستدلال الخالص٬ هلى نحو نقاط أساسية في تجديد أرتباط العبقرية الإبداعية العراقية على مستوى استدلال الشاعرة الرفيع٬ الذي قضي على تشبهات قضي نحبها في الظاهراتية عن جزئيات الحقائق٬ والمعطيات الناتجة في مهمة الإبداع الفعلي والفلسفي لتمثيل الهم الإنساني في التغيير والبناء الاخلاقي ونهضبه بنموذج التجربة الهادفة والمميزة.
ولأجل التقويم الاستدلالي٬ تم افرز نقاط الاجراءاا المتبعة في ذات طبيعة التجديد للقصيدة التي تروم على نقد الرفاهية الاستعلائية على حسابإناس يكافحون من أجل رفاهية شعوبهم وما يواجهون من مقاومة وصراع ضد الأقنية الضيقة الاقتصادية والعلاجية٬ والتحرر من نير المستبدين ويواجهوا تحديهم ضد الامتيازات في تسويف تجارب العقل بتسويف تراثهم وتاريخ بناء الأمة لهم أو التدني من تصرفاتهم وقراراتهم في البناء المشترك للحضارة الجامعة أو كونية الإنسان بالحق والعدالة الراسخة في حرية البوحدة الخلاق للحق.
وقد ظهرت لدينا بعض النقاط التي يمكننا المشاركة بها في الختام التي غلب عليها الاختيار من متن الحلقات بقوة ظاهرة٬ تمس مواقفنا جميعا٬ “أننا أحرار” بقوة الإرادة٬ وما تزال بارزة في الشخصية العبقرية الإبداعية العراقية٬ تزاول تتعلق بقوة رفاهية المعرفة٬ وقوة الفعل التي تمنح الأختبار٬ بتوصيات:
إن ما ينبثق من القصيدة: تجديد موقفنا من روابذ الجدل التاريخي ونظرية الفعل الأختباري من علاقتنا بالتاريخية المعرفية والأدوات الحضارية للتجديد. وليس فقط الرمي بتاريخ صراع الأمة ونبذ نظريات لها رسوخ في بناء وتقدم أمة بكاملها وبتاياراتها الفكرية والسياسية على حسب رغائب عائمة٬ وأهواء تسلطية مريضة، ولابد من رفد دراسات مديانية لبحوث تتميز بشيء من المعيين المييز بنبد الهيمنة والتسلط٬ والدفع بالنهوض والتحرر الثقافي٬ وتنمية مصادها الفكرية الناهضة للبناء. وتتمكن من رفع منسوب الفعل إلى منظور التطوير النقدي٬ وتأسيس مشروع الأمة الخاص بتقدم أجيالها وفق تأسيس معطيات أنموذجة رأسمال معرفي حيوي بحاجته الحضارة الإنسانية بمعطياته.
القصيدة شملت تأطير دروس التجديد ونقد التنوير الذي حصد عليه الغرب٬ الأنسنة الحداثي. والطابع٬ فإنه الشاعرة ترمي أبعاد الثقافة التراثية العربية والإسلامية في حاجة إلى إعادة بحثها في الدرس الماضوي وأخذ التمثيل المقارن ثقافيا من تاريخها٬ وأن تجهد مشقتها بالأنفتاح الحضاري مع الآخر٬ الغربي٬ لدرس التحديث/التجديد ودراسة التطبيقات الناضحة لمخرجاتها عن الحداثة؛ بالطاقة والجهود والمشاريع.٬ الشاعرة تحدث بالجهود الإبداعية الفردية٬ بل ترقي بالمعرفة الإبداعية إلى حث مخزون المعرفة٬ لبناء مؤسسات معرفية ومراكز علمية تؤهلنا من ادارة الرآسمال البشري المحلي/الأقليمي العربي والإسلامي٬ مع الأخذ بنتائج التعليم والتربية الحقيقية للمعرفة الجامعة عامة بخواصها لتنموية للمشاريع الصحية و والأقتصادية والاعلامية٬ وبرامج التنمية الثقافية المستدامة.
أنفتاح بالجدارة الشخصية التنموية؛ متمثلة بالأنفتاح النقدي التجديد٬ بخاصة تطوير وتدريب المنهاج نقد العقل التجديد؛ بالأختيار والمنفعة للمشاريع٬ وتطوير وأدوات آساليب التنموية القيادية للمعرفة٬ الحث العلمي للقيادة المتجددة٬ التمكن القيادي بالإردادة٬ سلطة قوة المعرفة في التحليل والتنفيذ٬ والتمتع بثقافة النقد المعرفي العلمي نحو الحضارة الرفيعة بوعي الإنسان وتطوره ٬ من أجل تحول المعرفة المحسوسة إلى معرفة تحويلة ملموسة بمنجزات التقدم العلمي والأخلاقي. وكذلك التأهيل للدفاع عن منجزات الثقافة والتراث لمواورد الأمة في خياراتها النوعية وتكييف قواعدها الكمية التنموية.
القصيدة تمنح إقرار صريح بالظاهرات النقدية للمعرفة للواقع٬ والوعي المستلب٬ وماهية الإصابة الحقة٬ من وعود الحداثة الغربية٬ تجاه ما قدمه في أسية وباء “كوليرا”٬ والصدمة الصادعة التي أصابت الأمة العربية والإسلامية من جراء قيم الحداثة الغربية وما آلت إليه من تشظي في الاتجاهات والتأويلات التي دفعته٬ يتطرح تصورات عن ما يطلق عليه “ما بعد الحداثة”٬ التمثيل المقارن للحداثة العرجاء. مما جعلت رؤية الشاعرة النقدية أن تمد العقل العربي النقدي “بالتضافر الإبداعي” أو “رآسمال الإبداع التضافري”٬ إشكالية (أنا أفكر) إلى التضحية من العقل والنقدية المعرفية المقارنة٬ والحرص على العلم والتقدم والحرية المصاحبة بالدفاع عن الحق بالعدالة والمساواة٬ التي من خلالها يتم فحص الأنتقال القيمي في الطاقة المعرفية بمخزونها الاستراتيجي العلمي٬ وكذلك التضافر من أجل إمكانية الدعم الخلاق لمراكز متخصصة في أكتساب المعرفة المتجددة٬ وتدفقها بقنوات منظومات لتحسين قدرات السياقات التنظيمية٬ داعمة لحل المشكلات وتنممية المعرفة الفردية العلمية ٬ وتشجيع الوعي الخلاق لتحسين الأداء في مقدرة تلقي/أبتكار المشكلات لدفع الوعي بها إلى الحلول الجديدة.
التدريب على مواقف القرارات السياسية من التنمية الثقافية والتحولات الاساسية٬ وبخاصة التحول الذي عرفته الأمة الاسلامية٬ كما أوضحت طلك بصريح التنوع الديني في ظلها من رقي وحرية الصثاقات التماثلية لحرية الاديان في ظل الامة الاسلامية٬ متمتع دون أرهاقهم بدلة أو تدني قيمي كما دفعت إلى بحث المستقبليات بالعودة التراثية٬ لأحياء عمق اللغة للاشياء٬ بما لها من حافظ معرفي٬ ومناقشة للبعد الروحي عند العديد من المدارس الفلسفية والسياسية٬ في تخريج المعارف٬ والمقدمات والنتائج في طرح المسألة المعرفية المحققة٬ من خلال الدلالة والبيان الشرعي/ القاوني في الحق الإنساني المدافع عن حرية الأختيار في شروع الدفاع في الأختلاف والتنوع والمساواة نحو تقدم في تحسين الاداء للعامة.
إن القصيدة تعكس ما جرى٬ واستقراء في الفكر الحداثي الغربي؛ من رؤية حول طبيعة الحكم٬ وأفهوم الأحتواء “الأنا أفكر ـ الأنا الغيري”٬ عموما٬ آلت رؤية الشاعرة ما تؤكد الحاجة إلى العمق التراثي٬ هذه الإعادة في النظر من جديد في مختلف السياقات لأسس إشكاليات الأفهوم الحضاري للتغيير٬ وتعيين ما أخفقت به الأنظومات الغربية في مشروعها الحضاري٬ في مسألة؛ الأنساق المشيرة في الأعتراف الغيري؛ طبيعة الحكم والدولة٬ الحقوق والواجبات٬ العدالة الاجتماعية والمساواة لللأقليات والثروات الوطنية والقومية ٬ طبيعة الفكر السياسي “الحق” للأمة وما تطرحه من مشكلات والنظرات المفارقة ما آدت إليه تعاريف وأطر واستراتيجيات “ما بعد الحداثة” وعلاقة الدين بالدولة “عن بعد” وطبيعة إشكالية المقدمات العلمانية للحقوق٬ وانا أفكر٬ المعصوم الغربي المقدس٬ وعلاقته بالسلطة والدولة٬ بخاصة الحقوق الثقافية التاريخية والراثية للأمة.٬ أي هنا لابد من الجدل للقصيدة في الأسباب التي دفعت الشاعرة نحو توجيه الخطاب في إعادة النظر في علاقة خطاب الحداثة بين تكيف أفهوم الدولة والتراث للتجديد/الحداثة.
المراجعة الدقيقة لنظرة الفكر السياسي الغربي٬ وخطابه الموسوم بـ”العلمانية”٬ من آثر لما بعد الحداثة ٬ بالغ البؤس في “إدارة المسألة الروحانية العلمانية”٬ إدارة الدين للدولة عن بعد”. إعادة النـر في المباديء الناظمة للمشاريع والمباديء للأنساق الاخلاقية والسياسية في التغير. والأرتكاز البحثي والتطوير في الاساليب لبحثية للمناهج العلمية للدراسات الاستراتيجية٬ في دفع العلاقة التي يحكمها تراث الأمة من الثقافة العربية والاسلامية في الحاجة لإعادة التفكير الحريص والجاد التي تتحكم في جذور “أنا آفكر ـ أنا الغيري”/الآخر٬ الترجة نحو التراث في نظريات الاندماج والتكامل الاستراتيجي:٬ منهج الثقافة التنظيمية بمصارها المعاصرة٬ الثقافة الجامعة التي ترفع الغطاء عن شعارات للتيارات العلمانية الغامضة في التفكير والبناء والاندماج في العقيدة والأيدولوجيا. الشاعرة تبعد أن تكون الأمة نافية الحقوق للآخر٬ بل توجهاتها في الاندماج الثقافي السياسي في المجال المطلبي الحقيقي٬ مما نلاحظ إن القصيدة لها تبيرتها في مختلف الانساق للأفاهيم الفكرية السياسية المعاصرة٬ بل إن رفع الدرجة الفكرية للأمة دراية بنفسها أعمق علاقة بين الدولة والاقليات الثقافية المتعددة في التعبير والسبب في الخلق الابداعي للاندماج والتكامل الفعال للمشاريع التي يحكمها المنهج الأنظومي للدولة في نصوص العدل والمصالحة والترقي بها إلى سياق رؤية تراثية معاصرة أشدها حاجة إلى حضارة وقيم إنسانية شغوفة بمستويات مصير بشعوب.
دفعت الشاعرة من خلال قصيدة “كوليرا” علينا النظر إلى التراث في مستويات الخطاب الثقافي٬ غرض تطوير آلياته٬ وبخاصة الخطاب التنويري٬ بما هو نصوص تراثية متصلة٬ وخاضعته لأساليب تحديث أدوات البحث العلمي والتطوير والتدريب٬ أي تجديد خطاب التجربة التراثية والتاريخية المنجزة٬ في كفاءة تقويم أستراتيجي “أنا أفكر”٬ خطاب يفكك ما هو يؤشكله في تسويق تصورات الخطاب؛ بما في تصورات المشاريع “للأخاء والحق والمساواة والعدالة” في تقدير تجديد التجربة الإنسانية الفاعلة٬ بما تعتمد تجربتها بالحوار والتفاعل الحضاري للمناقشة والتبادل العلمي التجريبي٬ والنقاش العقلي والروحي للأمة٬ وفق برامج واستراتيجيات نقدية للعقل والتجربة الهادفة إلى طمأنينة التأويلات المنجزة للإنسانية.
إن القصيدة رفعت الشاعرة خلالها من القيود الضيقة للتأويلات المتهافتة في نظرة التراث وتجربة الأمة الإنسانية للإنسان٬ بل بلغت القصيدة/الشاعرة بالدفع نحو مشروع تأسيس تصورات لنظان مأسسة الحريات الديمقراطية٬ المنتجة للسعادة الإنسانية والمواطنة الصحية في علاقتها القانونية بالإنتاج المعرفي والتفاعلي للحياة من كرامة تأزر بين الحاكم والمحوم٬ بل أخضاعها إلى إعادة تنظيم الخطاب الاستراتيجي لموارد المعرفة الصريحة في ترشيد الاحكام وفق عملية “تجديد”٬ بآليات عملية ثقافية موضوعية للأمة٬ بعلاقات تبادلية مع الخارج٬ أي بمعنى٬ ترسيخ “أنا آفكر” مع الآخر٬ وفق عملية بناء خطوات حقيقية في تنمية تحويل الموارد الداخلية إلى قابلية لتحويل وتغير ورقي الخطاب النقدي الذاتي٬ مما يجعل من التحديات الموسومة في الممارسات التاريخية والتراثية٬ إلى تحويل الخطاب إلى فاعلية تستجيب بالأنفتاح “بالحق العادل” و “المصالحة لرأسمال الأمة الثقافي الإبداعي” بما يخدم تقدم الأمة بقدرات قيادية ذاتية تجاه الحضارة الإنسانية عامة.
وأخيرا٬ الشكر للقاريء باللغة العربية على حرصه أكثر جمالية للقيام في هذا الحس المشترك٬ وجود الفضائل الاخلاقية في مناقشة وطرح كل ما قد أغفلت عنه. (انتهت).