* الى صديقي القاص والروائي جابر خليفة جابر.
في سبعينيات القرن المنصرم
جاء من الفاو
طفلا يافعا من مدرسة الأندلس
دون أن يعرف صقر قريش
ولا المعتمد بن عباد
ولا زوجته الروميكية
إلى الحيانية
أو حي الحسين
جاء من الماء الى اليابسة
وحتى يبقى أخضر القلب
ومبتلا
بالعروبة والماء
وحتى لا يفسد ما قالته العرافة
ذات يوم
وهي ترمي حصى نبؤتها؛
ستصبح مشهورا يا ولدي
راح يكتب قصص الماء
حتى تخضر حجارة الحياة
بحارة يجهشون شوقا
وقمرات تفوح برائحة البحر
والنساء
فنارات تضيء
رفيف نوارس
وبصراويات سمر يلوحن
للبحارة من بعيد
ومخيمات للمواركة.
وحتى لا لاتنطفئ نار أبيه
وتبقى الدلال طازجة
يتشهى رائحتها الضيوف
ترك المدرسة قليلا
واحتفظ بالدرس
كتابا فسيحا
ومكتبة عامرة
تجلس في غرفة الضيوف
قرأت كثيرا منها
وسرقت الكثير
ثم بعتها في زمن الحصار
في سوق الجمعة
أتذكر يا صديقي؟
كانت تفرقنا الملاعب
وبعد كل مباراة نزداد زعلا
ينتهي بالضحك
فيوحدنا الكتاب
وتجمعنا أقداح الشاي
كنت أكبر حلما
وأدبا وحصافة عقل
وكانت قصائدي لا تعرف الضوء
قبل أن تمر على شمسك
صديقي الأبدي
لم تجمعنا الغنائم يوما
ولهذا لم نفترق.