الترجمـة تحدياتـها تعني بتعزز ترجمة ثقافة المعنى٬ وترزين الفسار ركبها٬ ويتضارب فيها طوائح الزمن٬ لجة حوادثها. تحدد الفسار شيئيات بنقلها وأخبارها٬ كلمات تنظمها إشارات من فصول المعاني بتدبدلها وخيارها٬ تدفع فعل المجيء والذهاب والتمايل٬ في الحرف الأخضر واليابس٬ في البقاء وإدامة وأجتزاء فصل واتصال المهالك عن بعدها٬ الترجمة الهنية٬ هي المنتهى في وضوح نحوها بـ”هاهنا” مشيئتها.
ما يؤطر عدادها تحديها٬ غيظ سيل السياق عن توهانه٬ قبض مرونة تأويل التثابت والمستحرك٬ حتى يلتمع عن لفظها فرصة حسن الشفاء٬ و تألق إشارة ترزن ذاتها٬ قوة تماسك مكابدة الدلالة مضمرة٬ و تشغيل مصدر الفجوة تأويل على ذلك الرجا.
لها الترجمان ـ الفسار بالقطع والقصد إشارات البينة٬ أحقية لسانها الشئ٬ ما غني به إليه فعل النص٬ معالم كلماته٬ جامع لفسارها وطهارها وشراحها. أجل٬ من على ما خلت يلقاها.
تحديات أرجاءها؛ دفع ما يعلم بها٬ وما يخرج من الطلاء البعيد٬ و تقلب ما يعرج الأهوال بها٬ من خلف اللسان٬ يعلم آية الغني حلية٬ ما ينزل الترنح فيها٬ بالشيء٬ معالي فادح أحشاءها٬ عالم على رماها٬ بفعل الحق.
فتحديات الترجمة هي الهنية الأثاثة لمعنى٬ مكانة ألقاها علا٬ على تنازع الشك٬ وتعلم ما يشعث سياقها٬ وما يرجع توهة أرسال ما ترمي به يباسها٬ في شبكة حوادثها٬ حتى استقبال إدراك فضائل هذا التمييز٬ الأهل المبين في الاستخدام والتشغيل.
والفسار الرزين٬ يعلى حمله أختياره المنضبط٬ وتساعد بركاته إعانة التفكر٬ بعاد تطوحه٬ إطباق الحصافة بكسبها في تصويب الوصال من توهة انفلات الشوائب.
الترجمان الفسار مثار بسالته٬ بهمة فرج توسلاته٬ جامع الشروحات٬ التي أعتصمت بشيء من الرزانة٬ وبلغته مستقر٬ اللغوية الحاضرة دلالة٬ ولا سيما إيضاح التفسير منها. والتي تدور حولها شكوك وظيفة المعنى٬ و أن تجرؤ حيث ترتهن لها الثقافة٬ شارحة بيانه.
وبالعودة٬ شكلت ثمرات الترجمة وإشكالية قصاصها وتعثرها٬ بؤرة الأرتكاز التي تحاط حولها الشبهات٬ مسار نهضة تدور حولها الأطاريح العلمية والفلسفية للعديد من الفسارين والمتفلسفين في العلوم الإنسانية في الثقافة العالمية عامة٬ والعالم العربي خاصة٬ إن كان من المنشغلين بالترجمة أو المنظرين في مجالاتها. منذ مراحل متفاوتة ومتباينة٬ منية القيمة والأثر٬ منذ الترجمات الأولى إلى يومنا هذا.
أطرت مخرجات الحداثة و علل تحدياتها٬ نقطة إثارة بالغة؛ والتي تدور مشاربها تطلعات نظرية وأبحاث تجريبية علمية/فلسفية للعديد من الجامعات والمراكز في العلوم الإنسانية في العالم٬ والعالم العربي خاصة. منذ البلوغ الثقافي الأول للدولة العباسية ـ اصدار الخليفة المأمون البيان (198 ـ 218 هـ /814 ـ 833 م)٬ والمتعلقة بالنهضة العلمية في عهده٬ ومعالم ضرورة التعلم٬ والأهتمام بالثقافة العربية ـ اليونانية “العصر الذهبي”٬ وما دعا إليه الناس إلى ضرورة التعلم في سبيل القيام بالمشاريع الملهمة بنهوض الأمة والتفتح إلى النهضات الإنسانية العالمية٬ أضحت هذه الرسالة الموجهة “بيت الحكمة”٬ لجميع الأمة٬ بإشارة إلى الرقي بالامة٬ همة الجميع٬ فأرسل البعثات التعليمية إلى الأماكن الفريدة بالعلوم والفنون والآداب٬ وفتح الفروع في بغداد٬ بيت الحكمة٬ جامعة فريدة في عهده٬ مركزا لنسخ الكتب ومركز للترجمة٬ حيث فيها ما نقل من الكتب اليونانية٬ وروج لمن يرغب في وصل المعرفة والمعلومات من الامم٬ مكافأت تلوح بأهتمام نقلهم الإبداعات المترجمة٬ فأرتقت وتلاقحت الأفكار في معظم المجالات للمشتغلين بالترجمة والبعثات التعليمية والمنظرين الأوائل أهتماما كبيرا٬ بل ونقطة انطلاق بالجواب عن ” كيف تقدم المسلمون؟ ولمائا تهافت غيرهم؟٬ ما زالت إشكاليات الترجمة والتجديد/التحديث في التاريخ الثقافي العربيي المعاصر٬ تجهد غالبا من المهنيين من ذوي الأنتماءات الثقافية المختلفة٬ ولا سيما الأكاديميين منهم٬ من الذين تصدوا للأنغلاق والشيوع الايديولوجي المحكم٬ من أجل أرساء رعائم ثقافة تجددية/حداثية٬ أهلة على الأخذ بالتنمية الثقافية والتطورات العلمية والفكرية الداعمة والقادرة على مواكبة التنمية البشرية المستدامة.
أهتم الترجمان العربي٬ في مشروعاته البحثية ومؤلفاته الجامعة من ثقافات الأمم٬ ومقتضبات الإبداعات الناهضة لمسيرها الحضاري والتجديد/التحديث٬ واضعين نطريات فلسفية متكاملة تقوم على ركائز٬ قادرة على الأخذ بالتطورات العلمية والمساهمة في الأنفتاح على ثقافة الآخر٬ من خلال؛ المبنى الأنثروبولوجي في تصورات الإنسان في نقد الفكر الديني والترجمة المدنية٬ والترجمة المدنية للعلوم من تطور للسلع والخدمات باتجاه الاسواق وآفاقها الناشئة٬ وايضا بالنسبة للثقافة العامة من آداب وفنون للشعوب وقيمها المتعددة والمتنوعة.
فالتبني للترجمان هنا٬ صفة الفسار المجتمعي ـ الثقافي٬ الأخذ بنهجه أنعكاس التطورات والمتغيرات في الفكر العلمي/الديني/الفلسفي/الفني الإبداعي٬ وهو يواكب راهنيته على البعد الإنساني والحوار التعددي بين الثقافات الكونية عند الترجمة. ملفتا نباهته إلى لغة التقارب٬ والحوار بين المشتركات الثقافية٬ عناصر أنطلاقها التفسيري والتأويلي عبر الفكر الديني من خلال العمق التراثي ـ الانثروبولوجي٬ أو قنوات الحفريات الأثنية والعرقية التي عادة ما تحتضنها التعدديات الفلسفية في التأويل للتقارب بين الاديان والاعراق٬ من أجل أنطلاق الروح التراثية العربية ومعرفته بالثقافات الغربية والشرقية. بمعنى٬ أن الترجمان هو الفسار النصي للتقارب٬ أو لنقل الفسار اللغوي للتقريب٬ والمحفز التعددي الفكري للمناهج الحضارية٬ ولم يتوانى عن مقارعة “الفسار مقابل الشارح أو مقابل الشيء بكلماته٬ مواجهة التطرفات اللغوية للمعاني في البعيد البارق أو القريب الهافت٬ عبر المعاني الناشئة على هوامش “الأنغلاق الايديولوجي” مقارنة المواجهة بالأنفتاح على التصالحات الحضارية المقترنة بالتعددية الكونية وتكاملية القيم الهنية٬ وهذا راهن الترجمة على البعد الإنساني العالمي.
تقدم الترجمة عون الحوار٬ فتح مجالات وفصول من الأفكار والطروحات٬ معالجات في الفكر اللغوي٬ وفلسفة التأويل واهمية التأويلات الثقافية ودورها في سلوك وتنظيم هوامش الأصوليات وعبور هوامشها٬ وتنظيم وتفسير تضخم النزعات اللاعقلانية في “المتن الثقافي المحلي”٬ ومحيطها الإشكالي٬ إن كان حتى في داخل الأنظومة الثقافية العربية أو محيطها٬ وهو يتوازن على عمل التقارب والترازن القيمي بين الثقافات المختلفة بمعرفته بالثقافتين بنهج تجديد منضبط الانطلاق.
تتحدر الترجمة الهنية٬ من جديد الفسار مادته المنضبطة المعنى في بقاع ترازناتها. أخذة نزوح الكلمات من أصول وجذور الكلمات في عيناتها الظاهرة أو خلايا خواصها في التأثير والاسباب٬ من قاع شملها رنا تتحدر به من مستقرات مكان الشئ وإزاحة الزمن. عادة الترجمة الهنية تنهي مقدماتها الفلسفية واللغوية متعالية معمقة في بقاع الفسارة المعرفية٬ متعهدة أبائها بريق حرصها٬ حصول كنه كسائها٬ حرية المؤول استجلاء اسناده استخراج تجربة الشيء مساره الفلسفي والاخلاقي٬ ببيان وأدلة معمقة في النفع والحسن.
للترجمة الهنية خيارات استراتيجية٬ أحياء تجديد النص٬ أهمية دور تأويلاته المثمرة في أختباراته٬ مما يفتح آفاق الحوار المستدام النوسع إلى جانب هذه المحاور تطوير الرؤية التفسيرية العميقة عن أحوال الدلالة المزاحة والدلالة البديلة في منطق البرهان وتراجع الاسباب الكبرى٬ وإضافة حرية إقبال الأراء على الآخر بالبحث المشترك مع الآخر٬ دون خوف من فقدان الجذور والأصول٬ إضافة إلى المسوولية المشتركة في المحيط الوظيفي تجاه التنوير المتجدد٬ وترسيخ النظرة النقدية للتاريخ اللغوي٬ والاستخراج القبلي لثروة المعرفة الصريحة والغامضة٬ وأيضا ثورة الإنسان المعرفية في ما غفل عنه الحوار عن الأمات الفكرية التاريخانية لصراع الثقافات٬ بل السعي إلى استجلائها استنادا إلى سؤال الترجمة المحوري: ما الدرس الفلسفي والأخلاقي للترجمة الهنية؟ وما الذي يجب استخراجه من هذه التجربة الإنسانية المتصارعة؟: وهل الفسار الرزين هو الترجمان الفرح في تعزيز ثقافة المعنى؟
بما أن السؤال الأخير أدخلنا في دراسية المنهج وأدواته الفلسفية المعمقة٬ إلا إنه٬ يبني لموضوعات الفسار الرزين موضوعته التقنية الحديثة٬ بماهية إشكالية المعنى في “اللوغوس” القبلي٬ ثقافة فاهمية الصراع “الوجودي”. ومن بعد ذلك٬ أقامة في المعنى الرزين٬ وفي الترازن النصي حيث تابع٬ جديد الفكر التجريبي٬ تعدد الأبحاث والدراسات٬ تنوع موضوعات الترجمة الهنية٬ فكر أطروحاتها المدينة اللغوية الإنسانية. ومن بعد اقامة فكر لغوي متحد سيما في أبحاث انثروبولوجية تواظب على قراءاتها تطور ونمو أبحاثها الفلسفية٬ إعادة إلى روحها التلاقي الإنساني٬ والأخذ بحواضر المواظبة في فلسفة اللغة٬ الترجمان الفسار في فلسفة اللغة والواقع في تلاقي الحضارات٬ في التجابه والتآخي والتحاور في معمورة هذا الكوكب. وما لبث أن تفرغ له للتعلم في الجامعة اللغوية هو حسن الدراية بأهمية الحس الثقافي الإنساني٬ عمقة المتعالي بالاخلاق الحسنة المفيدة في شتى الأبعاد الفلسفية والعلمية وتناهز مؤلفاتها القيمية هو مجدها النبيل للإنسان .
طوكيـو/ 08.18.22