إسألوه كيف تحدب قوس النصر ؟
فلا شيء بلا ثمن
والأشرعة التي تطعنها رماح الريح تدفع السفن
تتضامن مع ظهرك الذي يدحرج الحياة بتوديع الإستقامة
كنت تسلمّ يومك نقداً لحساب مستقبل الغيب .
تُرى كيف تردُّ جميل الجسور ونحن ندوسها كي نصل ؟!
ولم يكن تحتها يركض النهر.. ولكنها دموع النَدم !!
بخاصرتي ركزَ الجنود سارية العلم
ولم أصرخ فقد تعلمّ جسدي سياسة الإحتواء
فالشظايا والهزيمة والأوحال قد تتحد في يوم حربٍ ممطر !
آلاتٌ تعزف الضجيج على موسيقى تناثر الجنائز
ومن وحل الخنادق تصطادك سّنارة الرعب
لا أحد يستطيع أن يتصوّر إحساس الغريق.. حين تخترق المياه آخر الدفاعات !
أصابعك تتمنى أن تضغط زناد التأجيل.. وتخونك جرأتك
وليس لأن المفاتيح سّيئة.. ولكن أبواب الوهم بلا مفاتيح
ستمرُّ فوقك الطيور المهاجرة.. ولا تملك الحق بخطوة فوق ما رسموا لك
تنازلتَ عن جميع حقوقك لتبقى كائناً يتنفس
كُفَّ عن الزهو يا قوس النصر وقد دفنتَ أحلامنا بأساسك
أنظر خلف أكاليل الدموع.. كم من الأمهّات خذلت وحبلك لا ينتهي ؟
كم من الصدور ورشقّتْ جيبها.. لتخيطك
بسقوطنا تنهض قامتك
صرنا نكرة الانتصارات لأنها الوجه الآخر للهزائم
أيتها الريح المسافرة بعيداً عن مدن الخوف.. خذيني
وأتركي جسداً عانقته الأغلال أنْ يتخبط
ها أنذا أدوس أنف الربوة.. وأعلن براءتي من دنس المخاوف
أصافح الهدوء.. وأراهم يفرّون إلى الهاربين
أسمع الكون يغني بلغةٍ لا أعرفها.. أتعلمّ
ان الألم يأبى أن يمرّ بالاحرار مرتين
والعطور تُعلن عن نفسها..
بعد أن تتحرر من سجن القوارير
والجسد رحم آخر تبدأ بنهايته ولادتك
كنت ألوّح للمنتصرين أنْ يبصروا..
قبل أن يركزوا راياتهم.. في جسدٍ حر !
هاشم لعيبي