ما بعد أعلان الإغلاق٬ أخذ فعل توظيف فاعلية الجائحة للاندفاع داخليا٬ في المتن. أي نحو أستراتيجية المعاينة الخارجية في التأثير المباشر على البنية؛ طبيعة ممارسة ومتابعة سياقات الهيكل في العملية الداخلية٬ مراجعة صنعة ألية التحكم٬ المعلومات باقرار التغيير في إشكالية؛ كيفية المشاريع بمتابعة قراءة العزلة عن مؤرخناته؟ا: أين أنوجاد ثقافة الاتصال والأنقطاع الأن؟: ما خصائص البيئة الفاعلة؟ أين نحن منها الأن٬٬ وإلى تحديد إطر لمراحل صناعة وأتخاذ وتنفيذ القرارات القادمة؟.
حول هذه الحلقة:
تم إلقاء نظرة فاحصة في التمحيص بالسؤال في التمثيل والتوظيف والاستعانة والاستعاضة؛ بمصادر ومرجعيات لدلائل خارجية وداخلية عن بعد أثناء الجائحة. ولكن كيف يبدو مستقبل العزلة؟؛ وكيف يمكن للناس عامة الاستعداد للتغيير على المدى الطويل؟
في محاور هذا الحلقة٬ يعود البعض إلى وقفات جادة وحرجة٬ سيتم تناولها بأحجية مقدمات٬ مناصها فكرية٬ لكن هذا لا يعني أخفاء ثقافة عبات السؤال أم مواجهة التحديات٬ بل هناك العديد من العقبات والفجوات والفرص الجديدة؛ التي يجب العناية بمواجهتها. بارشادات وتعليقات وأفعال مهمة٬ اشد توظيفا وأهمية أكثر من أي وقت مضى. بمعنى٬ أننا من خلال هذه الحلقات والحلقات القادمة أيضا سنبين ماهية “وامضة” في كيفية تبنى خطاب العزلة للمؤسسات واصحاب الشأن العام خلال هذه الإشكالية. والكشف عن كيفية التغلب على/ أو/ أحتواء هذا التحديات٬ وتصبح لها فاعلا/فاعلة٬ إظهار تدفق إرادة وقوة٬ في قلق عالم أعمال اليوم غير المؤكد٬ صنعة تيقين معطيات اتخاذاللقرار.
وبالاشتغال على هذه الحلقة ستغطي محتوياتها على:
محاور الحلقة الأولى: على سبيل أنوجاد المقدمة:
ـ مثاقفة أنوجاد سؤال الصياغة الممتحن المؤرخن
ـ ما مأتى العزلة المؤرخنة؟
ـ ما مأتى أنوجاد العزلة المؤرخنة معرفيا؟
ـ ما مأتى أنوجاد العزلة المورخنة تنظيميا؟
ـ ما مآتى أنوجاد العزلة المؤرخنة أخلاقيا؟
ـ الخلاصة
ومن خلال هذه المحتويات٬ سنتخذ بناءا معرفيا٬ كشف تتابع توالي معلوماتية؛ ستغطيها وفقا لأنظومة وسياقات٬ التحقيق خلالها عن:
ـ كيف تغير العزلة ثقافة الاتصال والانفصال؛ خلال المقدمات الكبرى؛ الأدبيات والدروس التي يمكن أن تدفعنا من خلال طلك لتعلمها؟
ـ كيف سيعمل توظيف الخطاب الثقافي في تفعيل إلية العمل في ظب الوضع الطبيعي الجديد؟
ـ ماهي المهارات والأدوات التي ستكون أكثر أهمية للقائمين بصناعة ثقافة الاتصال والانفصال مستقبلا؟
ـ كيف يمكن للنشطاء القائمين بشكل مباشر وغير مباشر على رعاية خلق تجربة هادفة للترشيد؟
أما بعد:
على سبيل أنوجاد المقدمة:
مهما بدت العزلة تنأى بأخذنا بعيدين عن فهمها٬ فهي مستدامة فينا٬ تبلغ من النباهة٬ زعم الخائفين عنها٬ قريبة تحتذي من أنموذج طبيعتنا البشرية٬ تلبي ميل استلهام حاد بتذويتنا: أي تستهلها مشاعرنا٬ نوازع طفولتنا٬ الاستجابة إلى تفسير حاجياتنا ضمن أنعاكاس نقيضين بين العقل والعمل؛ الفعل والعقيدة٬ الفهم المحال والتشغيل٬ اعتلال التخطيط وتصويب التصميم.
إن ما يجرف تفسير الكون فينا٬ وجود فهمنا بالعزلة اعتناقنا لها٬ لكي٬ يتصوره عقلنا٬ يؤرخن ذهننا ما يلحق بنا تصوره أن يقيم البرهان٬ في أكمال حال تفلسفه٬ أو نقيم الدليل على وجودها٬ الانتقال بها من الصورة الذهنية كعلامة مؤكدة لوجودها في الخارج. مرافقة وجوبها هو أن تجسد العزلة في أنطباعات مآتاها إلينا٬ بتجديد طبائعنا بجواب سوى بالسيمياء للعالم٬ أو ما نرى فيها؛ كيف تحسن تلاوة الأشياء فينا٬ وفيما يحيط حدودنا بذواتنا من خير وشر٬ ضعف وقوة٬ انفصال وأتصال ومشاريع.
أما سؤلنا: هل العزلة ثقافة أتصال أم أنفصال؟ فأنه لا يعرض اطلاقا عن ثقافة تشوقنا للمعرفة به.فقط٬ بل لزم أن يكون جواب الشرط موجودا حقيقة: وفرة أدلة الفكرة فيه كاملا كمالا في أعوص المسائل التي تجسد تقدمه في الجواب٬ وكشف فداحة الخطيئة التي اقترفتها منكان معتديا في الفهم الخاطيئ بها على عظمة بلوغها البيئي للإبداع؛ المعلوماتي٬ والمعرفي٬ والتنظيمي٬ والأخلاقي.
فجوهر السؤال أو وصفه٬ يعقلنه تألفه مع الأشياء٬ بالرغم من مصبه مقيدا بمقتضيات الوظيفة٬ ومستغرقا حيثيات يومياتنا في البيئة المادية٬ تحديات شائكة٬ لا تدعنا عن متابعة القيام بأستقصاء شخصي لمعضلتي التغيير والمصير٬ استقصاء مغلق٬ يفرض نتائجه٬ دون غيرها٬ في هنيهات السكينة والشكيمة والهدوء٬ أو التجرد٬ كيقينات الأحداث؛ تتعاطي اتصال وأنقطاع الحقائق٬ جوهر تأمل عميق. وهكذا يظهر عمل العزلة غريزة خفية٬ لها عواملها في كل تقدم ظاهر/ضمني المعرفة.
إن العزلة أنزال مكابدة من العلة إلى المعلول٬ وإدخالها في صميم الحدود٬ البيوت والمدن الفاضلة/الفاسدة٬ الميادين والاهتمام بالتقدم والمآخذ٬ وما ذلك إلا لاهتمام المرء بدراسة الاستراتيجية كيف تتبع البنية٬ أو٫ البنية وهي تتبع الاستراتيجية؟!؟؛ وأشدها ضمن الحدود والواقع أو تتعداهما.
أن تدارس نزوعات الإنسان وسلوكه التنميطي؛ اللذان يعتبران نقطة البدء الأثرة في فلسفة التغيير٬ “أيها الإنسان أعرف نفسك”٬ العزلة تؤطر هذا المفهوم بكل وضوح٬ تبين لنا جاذبية أفضل التطلعات٬ وأرشد مدى أهمية٬ الجانب الإنساني في مفهوم العزلة لدى “الأتصال والأنفصال”٬ ولا جدال في هذا إلا في مستوى إعادة تعريف الاصطلاح التقليدي وآلياته.
في يومنا هذا٬ أن تكمن سمات التغيير٬ والجدل٬ والبراعة التعبيرية٬ والفاعلية المعرفية٬ هنا٬ بمأخذ عن الكثير منها؛ للحركة الثقافية٬ و أنظومة المعلوماتية للتعريف التقليدي. وكذلك مشقة إعادة تمثيل الخطاب؛ وشرح وإيضاح وتفسير للعناصر المتجددة في مراحل ثقافة العزلة المبكرة٬ والتركيز المكثف لمرجعيات تعريفات المعرفة الصريحة والضمنية في الاستعمال للاصطلاح.
ـ مثاقفة أنوجاد سؤال الصياغة الممتحن المؤرخن
فمنذ ظهور الأعلان الصحي العالمي في بداية الربع الثاني من هذا العام٬ عن جائحة كورونا٬ أهتم العالم (منظمات٬ ومؤسسات ودول٬ وجماعات وأفراد) أهتم بالشأن العام لمجتمعاتهم بثقافة العزلة٬ فكان الرأي السائد في هذه السياسات المجتمعية ـ الصحية٬ بالعزلة٬ إجباريا/أختياريا٬ بقدر ما تطرح ذاتيا بديلا لما هو قائم من تحديات ثقافية وسياسية واقتصادية وتكنولوجية/صناعية٬ وامام اتساع رقعة ابعاد العزلة يظهر إشكالية الاختيار الإنساني؛ مهما قدرنا تنوعه٬ ويظهر العلم أيضا محفوفين متهافتين٬ جهدا لا يتناسب مع المعلومات المتوفرة لدى يقينية القرار العام٬ أي الدفع بالتفكير يتخطى استباق مستقبل الإنسان٬ بلا شك٬ حدود يقينية مباشرة.
يعتقد من صراع مثاقفة أنوجاد العزلة٬ ثمة صياغة متفكرة بالفردنة المورخن الممتحن٬ إشارة إلى أن العزلة هي بدء تلمس الأشياء ونهايتها٬ وأنها روح الثقافة الخالصة مجردة٬ لا تحدها حدود حماية٬ إلا العقيدة بروح الخوف؛ التي تريحنا من نباهة من عهد إلينا بالمنقذ إليه؛ أن يتولى مقومات النجاة؛أنوجاد نفسه بنفسه٬ ونبوغته؛ هي الفصل فيها٬ اعتراف عن قوته؛ أشد أخلاصه وفاءا لصورته الجليلة؛ وسيلة عن مخلوقاته الجلية؛ هي عناصر وجوديته المختصرة في مخيلتنا.
ولأجل الوضوح في العملية التنطيمية لها٬ من علاقة تأطيرية أنه يشمل العزلة بجانبيها النظري والعلمي٬ وما تصيره من صنعة التدبير والتفكر٬ ما عليها الوجود الإنساني والاخلاقي كله٬ في محتوى الممارسة٬ وما عليه الواجب لوجوده٬ أي ينبغي أن يكسبها فعل لننقدم بذلك منجزها٬ وتستكملها خيارات وتنوع ما تصيرها من عوالم٬ بمعنى أخذ المعقولات المتضاهية للعالم الموجود٬ وما تفرضه من استعدادات للشمقة/السعادة القصوى بالنتائج٬ وبحسب الطاقة/الحاجة/الرغبة الإنسانية٬ المعنية بالحكمة المدنية الفاضلة٬ المعقولات المنزلة بمشمولها الإنساني٬ الفضيلة الخلقية٬ والفضيلة العملية للمشاريع اللاحقة.
بمعنى٬ أن تفتح خطورات الواقع بالدفع نحو صنعة استدراك “الحكمة”٬ تدبير وفهم ونظر؛ تسهم إلى إرادة عناصر أنظوم ثقافي تنظيمي داخلي (ضعف/قوة)٬ وهذا ما دعي إلينا بفتحا مجهولا للسؤال٬ وسيطرة على متوفر خطوات المنبثق شطره: هل العزلة ثقافة أتصال أم أنفصال؟ كيف؟ والعزلة عند الغالبية تعني وهم يشعرون بمضايقتهم٬ بل إلى أضطهادهم سواء من جانب الدولة بأنظومتها السياسية والعقابية٬ أو من جانب الثقافة الجمعية السائدة٬ التي تمس عقائدهم وصلاتهم٬ وقد كان تدشين انطلاقة التفكير الفلسفي بمقاضاة هوة المعلومات القائمة بين ما يكشف وبين ما هو في طريق الاكتشاف٬ وما يردم بواسطة أحدث الابتكارات المحودات العلمية الخارقة من نتائج الابحاث٬ التي تقوم به التجارب والدراسات الاستراتيجية٬ النـرية/المختبرية٬ وبواسطة خلق معطيات جديدة٬ توجه كل التقديرات المتقدمة نحو المعرفة الضمنية/الصريحة والعمل. أي الحكم عليه بالمجهود المعتمد بالمفاهيم الواضحة عن الزمن والفضاء والعدد وطبيعة الاشياء لمؤثراته الحقة بالنسبة إلينا والبيئة العامة بالدليل على ذلك.
ـ ما مأتى العزلة المؤرخنة؟
وقد يرى البعض٬ بأنها تتبنى النظر والحركة نحو الحقائق للأشياء مع الإنسان٬ العلاقة الاستدراكية والعلم والمراجعة٬ وعلى الأخص مع الأشياء والصفات التي تتعدد مفاهيمها المختلفة٬ في الانفصال أو الانقطاع٬ بحيث تتفتح المفاهيم نحو العلم بأصطفاء الحكمة. وهذه العلاقة على ماهي هي عليها٬ فالعزلة لها ارتباط بالاخد بهذه المصائر٬ الحكمة النظرية مع الاسباب والمسببات٬ وطبيعة واسرار الأنظرمات المنضبطة وفق نظام الموجودات والفاعلية الوظيفية بمقتضاها.
وأن الرؤية التي تتنبنى بيد العزلة بالاتصال أو بالأنفصال/الأنقطاع نلاحظ العزلة لها التقارب التام بين هذين التعريفين من حيث العناية لدى الباحثيين بالناحيتين؛ النظرية والتجريبية٬ غير أن العلاقة التعريفية للأول ينص على الغاية أو اغرض من هذه العزلة من أهمية “للحكمة المدنية” من علاقة مع التطور التكنولوجي للمشاريع المتقدمة٬ وأسرار أنضباط طبيعة السياقات التنظيمية للمصادر المعرفية والمعلومات المتعلقة بمباحثهما.٬ ومن هذه الصياغة٬ يشكل التركيب الماوراء العزلة من تحصيل السعادة أو الاستعداد لها؛ الجماعات والافراد؛ المؤسسات والتنظيمات٬ السلع والخدمات؛ القطاعات الكلية المدنية الخلقية.
وقد يرى البعض الأخر٬ أيضا٬ بأن العزلة المتصلة؛ لها منطوق معنيا بها٬ من حيث العناية المحددة بالخواص في نظام الموجودات للمعلومات والمعرفة الضمنية/الصريحة٬ ولها اتصال مع التخصصات للعلوم التقليدية قانونيا٬ ومنهجية الأخذ بمعقولاتها٬ وما لها أيضا من مسكوت عنها. بمعنى٬ أن أسرار العزلة لها مكامن الحقيقة التي لا يفهمها إلا من هو أهل لها٬ وهذا لا يشمل الاكاديميين أو العلماء التقليديين٬ ولا العامة على السواء٬ لانهم ربما ينفروا منها إذا سمعوها٬ دون منجز منتظر٬ قادم نافع. وهي لذلك قز تكون سببا في مضرتهم.
ـ ما مأتى العزلة المؤرخنة معرفيا؟
يعتقد أن فكرة العزلة الكلية٬ أنوجادها هو مجرد ارتداد لفكرة أرخنة تذاوتنا المجرد٬ وأن كل محاولة من قوة العقل/العلم هي لها قوة وضوء وعقل آخر ما يحوي وجودنا بين دفتيها من مكابدات لأشياء٬ فقد أنبثق من المؤرخن أنبثاقا٬ ولا بد أن ينتهي عنه المسح والمسير في المرجعيات الكلية٬ المقدمات الكلية إلى حد تبلغ عنده الغايات المنشودة النتائج٬ فتعود العناصر كقوة داخلية لأرواحنا الفاعلةم مخلوقاتها المعرفية٬ المخلوقات الإبداعية. وهذا العالم المحيط الذي هو منخلاله يتم التعرف إلى مؤثراته؛ الذي يجعل له من العزلة مؤرخنات الوسيلة ظهورها٬ كل المقدمات الكلية لها شيء واحد٬ وأن كل محاولة لعناصرها هو محاولة لفصل الرؤية المشتركة عن مخلوقات العناصر الأخرى المؤثرة في ذواتنا “بيئتنا الباطنية” النسق التنظيمي للمأتى بها. من مدنية فاسدة. إلا أن تكون على سبيل المجاز.
ولما كانت فكرة العزلة المؤرخنة٬ من خلال محاولة التأسيس؛ـ من خلال التصريحات الصحة العالمية الأخيرة٬ ما هي بالأساس الأولى التي أوجدت نفسها بنفسها٬ ثم أن نشت عنها مؤثرات الجزئيات الثقافية (الأنواع للخطاب٬ والتقسيم الطبقي المتشظي..) فالكليات الثقافية هي ثقافات عناصر العزلة الأصلية٬ وهي على ذلك أسبق في العلزلة المصرح بها ؛ بوسائل الصحافية والاعلام٬ من كونها تمثل انعكاسا لجائحة مادية٬ أو جزئية من الخطاب المؤرخت الأصل لها٬ بل إنها كلمات أثيرت تأثرها الكلي شمولا لكل شيء كان هذا أمعن في حقيقة وجودها٬ علة الشيء٬ لوجوده.
ـ ما مأتى العزلة المورخنة تنظيميا؟
وتجد للعزلة معنى آخر يكاد يساوي معنى المكابدة في العلة٬ وهي تسعى في نواتها نحو التشكل للمدنية الفاضلة المجهولة المعايير٬ والتي تأخذ بالعزاء إلى ما يخفي وجه تعليل إيجاد الخلقية بثوابت يفهمها اسرار الحقيقة التي يكون لها سببا وجيها٬ مثل الإلام المضاعف٬ والموت٬ والتنكيل بالقيم الحياتية العامة.
أما ما يتعلق بالمثقف٬ فالعزلة إليه تحيلنا إياه٬ إزاء طبيعة الرؤية نفسها؛ التي تسمح بادبيات مقدمة القول؛ النظرية؛ صنعة الاحتمالات الحادة٬ المعنية ببعد التفسير الظاهر/الجوهر عن بعضهما٬ والعلائق الرابطة التي تعيد صياغة صنعة تأويل السؤال٬ إعادة طرحه” لمن يدعو إليه في ظل هذه العزلة “الجائحة”: هل يعيد النظر في تعريف الأشياء لتدبير عزلته٬ وكيف.؟
حيث نجد العلاقة بين العزلة والمثقف معنى٬ له أبعاد أخرى٬ يساوي في معناه العلة المتشظية٬ وهي العزلة الحاكمة على مصادر المجاهيل ـ الحكمة المدنية الفاضلة/الفاسدة المجهولة٬ وهي التي تخترق البيئة الثقافية التنظيمية٬ وفق سياقات مسكوت عنها٬ وهي مدخلات اسرار التقبل/الرفض لاسرار الحقائق٬ التي لا يفهمها إلا النخبة لها. و
هي بعد٬ ما تخفي تعليل إيجاده٬ مثل الهوية٬ وإيلام الحق المضر/المحنة بالنسبة للعامة٬ وموت الأطفال أو تفكك الخطاب الجمعي. إذن٬ هل العزلة جديرة بأن يكرس لها بعض الناس٬ خطاب المثقف٬ جهودهم وحياتهم لها بالتضحية المباشرة؟ لقد يستدرك البعض من علة الظن٬ بأن الخطاب الثقافي٬ من بعض النخبة٬ إنه لا طائل من إضاعة الوقت في تفكير معزول٬ إقصائي٬ ولا مبرر لوجود العزلة على الإطلاق٬ وقد يعتمد هؤلاء على بعض الفجوات التي انتابت رهان الفكر الإنساني في “مشغل معامل الحداثة/ومابعد الحداثة” في الوقت الذي اخذت الطفرة الالتقنية قفزة خارقة ععابرة الاصطلاحات التقليدية المتداولة؛ ولذا فقد يقولون ؛ أليست العلة في نهايتة تاريخها كمصير نهاية الحداثة/التاريخ/الفلسفة/ موت البطيء/موت النص/موت الكاتب/..إلخ٬ مما يعني أن هذه النهايات ذات التاريخ الطويل من البحث والجدل٬ إلا مقالات صحفية لغرض الرزق في عمل الصحافة٬ مما يكتنفها المزيد من الجلد على العامة٬ أو خلق أضاحي بشرية في التنكيل الفكري الإنساني٬ والإيقاع به في تناقضات حادة في العدم؟ أليست العزلة تثير من المشكلات أكثر مما تقدم من الحلول للاستدامة والاتصال للمدنية الفاضلة.؟
ـ ما مآتى العزلة المؤرخنة أخلاقيا؟
وبالعودة إلى ما سبق٬ في هذه الحيرة من العزلة راح يتقلب سؤال الاصطبار بين ثقافة الاخلاقيات. أي جذوة قوته بواسطة التأمل٬ أن يتم هذا الاصطبار؛ الحكمة والشجاعة والعدل ما يدفع تلك بالسعادة الموعودة حافزا إلى الفضيلة من الإرادة والقوة٬ (المدينة الفاسدة/الفاضلة) إيذانا بالمتحكم٬ أن يفسر أنوجادها؛ جانب أنظوم الأتصال والأنفصال.
نزعة نزوح الإرادة والقدرة٬ معلم تعلم نجاحها لإنجاب مواهبها٬ أثر نفسها٬ إذ توقد في معلمها حملة ما يرضي نوزعها٬ في سبيل ما يحرر تعمقها من المسؤولية٬ حيث المجال أرحب معرفة٬ ومعلومة أوفر و أنضج٬ وما إليها يستلهم استمرار٬ من ذلك٬ في صحة٬ مستعينا بإرادة أو قدرة فيهما ما يحرر قضاء ما يحتاج إليه.
أن لأفهوم العزلة نفس الطريق التي سلكها البعض من صناع القرار٬ في شرحهم لتدفق المعلومات٬ بانبثاق المعرفة للجائحة بالاشياء من تبني علة إلى المعلول٬ ثم عودتها إليه مرة أخرى٬ فيرى أن العزلة المورخنة معرفيا لزم أن تبتديء من أعلى إلى أسفل٬ تبدي بالمعرفة الكلية للمقدمات٬ “رأس مسألة” لبحثها٬ مؤرخنة٬ تفي نظر المعرفة٬ إلى أن تصل إلى العزلة من جوهر الأشياء الحسية/وغير الحسية٬ الضمنية والصريحة٬ المتصلة والمنقطعة٬ الفضيلة/الفاسدة٬ العاقلة وغير العاقلة..إلخ.
فإذا بلغت روح العزلة تلك المرتبة المعرفية السامية الرفيعة٬ زستطاعت بالتأمل أن تجدد اتحداها المعرفي الصريح بأتحادها بمنافعها/اضرارها٬ وهي تمكن أخذ الإرادة استكشاف غاية الاستعصاء على العزلة الحسية والعقلانية الجامعة٬ أي أن تتمكن من أخذ نظر الاتاحة بالتأمل عليها أن تستدرك معرفة إدراك كنههها إدراكا تاما كاملا لباقي الموجود أو المرجعيات في الأنظوم الداخلي العامة للموارد المنبثقة والمؤثرة في؛ الاقتصاد٬ السياسة٬ الاجتماع/الثقافة٬ والتكنولوجيا٬ لتذهب بنا على وحدة واجب اتحادها ما بلغت إليها أهمية ذواتنا إليها٬ وأن تبني توجها فلسفيا فتعلو صاعدة بها حتى بلوعغ الحقة المعرفية لجديد العقية القادمة٬ والتفلسف القادم له من خطاب لشيئ قوة قاضية٬ أي الاعتراف بالحيز العقائدي في بدء مراحله وتطور صراعاته المستدامة لمراحل الخياة العقلية/العلمية الحقة لاحقا.
فمن أجل خير أسمى٬ لابد من تفكيك الاستفهام والاتحاد بالإرادة فضيلة بواسطة الفعل٬ فهي مدخر للعطاء للمشروع المستقبلي٬ وواجب الإنسان في حياة العزلة أن يسير وفق القانون العقل الفاضل والقلب المطمئن ٬ تمهيدا لتلك السعادة الكبرى/الصغرى للمشاريع٬ مخرجات ما تدفع الإنسان إلى حسن أداء الفضيلة والخير هو مدنية المحبة؛ الخير لنفسه والأخر٬ وحب العمل. فمن أحب الخير/المدنية الفاضلة ينشأ في رؤيته اتصال/أنفصال تمهيدا للمأتي بالانوجاد٬ بواسطة الحكمة٬ والشجاعة والعدل.
وما تلمح إليه العزلة فهي المأتى بالمؤخلقات الكبرى ينبوع الدافع الذي يستقي منه المرء انبثاقا خالصا “أعرف نفسك”٬ “أعرف الآخر” جمالا وكمالا بالخير على السواء في المشاريع/الفعل. أي وثبة الإرادة أن يتوظف التشغيل بالشجاعة حكمة نفيسة للعدل٬ بحيث يتوجه المرء نحو العزلة بأفهوم “النعيم” سياق تنظيمي مقيم٬ وأصحاب الحكمة هم أصحاب الفضيلة بمواجهة الرذيلة/الشر/ الفساد الذين كتب عليهم أن يجعلوا من العزلة بؤسا وشقاء.
ـ العودة لإطار عملية الدراسة
إذا٬ إن الذي يحدد إطار ماهية الدراسة من خلال هذا المقدمة في التدبير تتوزعها حلقات دراسية٬ وأن تسير كما هو مبين في الشكل (١)٬ له من الشروط الذاتية وليس فقط ما يمثله من خلال لفظتي تتولاها الأتصال والأنفصال في ثقافة العزلة٬ وما تنفك إليه خاضعة لوسع ذلك؛ ستغطي ما يشغله في؛
ـ ثقافة العزلة؛ إيضاح لومضات أفعال ثقافة العزلة٬ بما هي روابط الممارسة لعملية تدبير الاتصال والأنفصال٬ وأمتداد حلقاتها.
ـ ثقافة الهيكل هل وكيف تتبع الاستراتيجية٬ والتراتبية لما فيها من ماهية لتصور الرسالة المسبقة للأفعال٬ أنظوم سياقها٬ وما يلاقحها من نسيج عناصر الثقافية مترابطة.
ـ ثقافة الرسالة الهادفة٬ تعددية ما يدفع بها ثقافة العزلة٬٬ وغايات مسبقة لأي عزلة “فن/علم”٬ “صنعة جمالية ثقافة العزلة”.
ولهذا سنلاقي أن أول تمثيل للشكل (١)٬ [راجع الشكل في الحلقة رقم صفر]٬ ملاحقته٬ ثقافة السؤال المركزي٬ الأساسي٬ بأعتبادة يؤنظم عملية كل هذه الشروط في التغطية٬ لأجل الحصول على نتائجها٬ من خلال المقدمات ضرورة٬ هو متابعة تدبير ثقافة العزلة٬ هذا الذي يستهدي مؤكدها العزلة على طبيعة استثناءات التعريفية للأتصال/الأنقطاع٬ من حيث تدبير الإبداع٬ واقع الحد٬ الأمتداد٬ المطلق ليجود الجمال٬ استكمال ما يطعم أول أثلمة فاقدة٬ ومن ثمة تدارك ما يتداعى للوقف عنده٬ بأعتبار العزلة ٬ أو مبدأ السؤال أنوجاد عن التدبير المراد٬ وهنا يطرح منعطفا مضافا للعلة في السؤال؛ أليس العزلة لها ما هو يتدبر كمالها الذي يحي حديثنا عنها أيضا٬ إن كان ثقافة العزلة في المدينة الفاضلة/الفاسدة؟
فالسؤال الذي يمكن أن يقود إليه٬ ينخرط في الشكل (١)٬ في الحلقة صفر ـ السابقة ـ٬ هذا الهيكل التنظيمي لإدارة العملية التنظيمية٬ خصوصا إذا نظرنا؛ للعزلة أعتبارها رؤية مركب يختلي بصيغتين الأنفصال والأتصال؛ يستفهمان مدد البحث عمقا٬ محاولة تدبير الإشكال المركزي لكل منهما (رؤية الأتصال/الأنفصال)٬ بأعتبار يكاد يجرد الآخر عنه في أنظوم السياق الشارح لمعناه.
بألقاء نظرة مستقيمة٬ على شكل (١) (في الحلقة رقم صفر) السابقة٬ وعلى مستوى زراعة الجذر الأفهوم الثقافي والتراثي واللغوي٬ ضمن التركيب للمعنى٬ سنجد أنه لا مأتاه إلا نسج بترتيب لغرض فك المشترك من روابط نحو الجمع للمجزء٬ أنشطار التدبير التقليدي للمعنى المشترك٬ فالعزلة تأخذ رؤية شاقولية ـ أفقية مقترنة بصيغة تدفق المعرفة من أعلى إلى أسفل٬ لغرض شفط المعلومات لمشاريع تجريبية المعلومات٬ من أسفل للأعلى. بمعنى تدبير المعرفة وفقا لرسالة محددة٬ تبحث عن طريق الأنتقال بأنوجاد العناية في الأنظومة هيكلية٬ سياقيا في المعالجة والإطعام المعرفي٬ ونحت المعاني حفظا للثقافة وطلبا للأستقراء٬ معافاة بما أقدمت عليه صحة وطلبا للبيانات٬ التصنيف؛ والشرح والتفسير والمعنى٬ أو المأتى المتماثل في معرفات العزلة برؤية الأتصال/الأنفصال بتدبير العزلة المدنية الفاسدة/الفاضلة٬ تدبير العزلة المدنية الهامش/المركز. لأخذ طبيعة معايير بيئة الأنوجاد للدولة المدينة؛ الكمال والجمال الثقافي٬ لما هو يتقدم على التعريف في التدبير لخصوصية المصالحة بين الحضارة والإنسان في ما تقتضيه المدنية من واجب الحكمة والأخلاق من كمال وجمال في أنظومة الثقافة.
ـ الخلاصة : الإرتضاء
لقد جاء الإشكال الأساسي لأصطبار السؤال في شقيه “تدبير ثقافة الأنفصال والاتصال” مركزا في سؤاله “كيف يتدبر الإنسان ـ استمرار ونمو حياته وثقافته صحية في ثقافة مدن فاضلة/ فاسدة؟٬ وهو علة السؤال الضمني٬ الذي يجيب خافيته علانية عنه؛ في لحظات متتالية وليس دفعة واحدة٬ حيث إنه:
ـ أولا: يحدد مفهومي إشكالي “العزلة” و “الأنوجاد”٬ مبينا أن التدبير هو مجموعة الأفعال الإنسانية التي تهدف إلى غاية معينة؛ سؤال الصياغة الممتحن؛ والتي تستلزم أرخنة الفكر كمبدأ لها؛ وأن
المؤرخن هو صاحب الفضيلة المبدع٬ صانع الفعل٬ المشاكس الممتحن للآراء السائدة في بنية
المدينة الفاضبة٬ المخالف الرذيلة.
ـ ثانيا: يؤكد مفاتيح إشكالية محتوى مآتى العزلة المؤرخنة؛ أن المبدع يحتاج إلى وصفة تمكين؛ إرادة فاعلة تعكس تطلعات بحركة الاستراتيجية الوازنة٬ مثلما يحتاج الية الهيكل التنظيمي؛ إلى معايير وتعليمات الراشدة٬ الدليل المتجدد للحفاظ على صحة سياق أنظوم الأفعال٬ ومن ثمة يقترح غايات وأهداف “إرادة فعل انوجاده المعرفي” كجواب يؤرخن لعزلته على تساؤلاته الإشكالية٬ معتبرا أن العزلة “فعل” وللذين معه من الاشياء “ضرب المبدع” خاصة لحيرة محنته٬ وما أشرف على تمكنها في بيئة المدن الصفات الرذيلة/الفاسدة.
– ـ ثالثا: يخلص إلى إشكالية مأتى أنوجاد العزلة المؤرخنة معرفيا؛ أي أنه لا يجب على الانوجاد الإبداعي أن ينغمس في عزلة المجتمع ويصبح صورة المجتمع الجوهرـ الإنسان المحتوى /الذات المتعالية مستنسخة لما هو سائد فيه٬ ولا أن يعتزل بالأنفصال لحياته الناس٬ كما يفعل المتوحدين /المتصوفة٬ وإنما يفعل ما عليه من تحمل المسؤليات؛ وأن يشارك الثقافة العامة وتطويرتوجهاتها الجديدة في بعض الأمور٬ ويترفع عن رذائلهم (حافات المدينة الفاسدة) في أخرى٬ لغرض الارتقاء بمأتى أنوجاد العزلة المورخنة تنظيميا مستقبلا.
– ـ رابعا: يبين إشكالية مآتى أنوجاد العزلة المؤرخنة أخلاقيا؛ بمعنى٬ أن الأنوجاد؛ أفكارالمبدع٬ المشاريع (ابتكار عزلة نافعة)/ لها ثقافة الاتصالي الابتكاري المتجدد٬ بأستعماله لإرادته ولقوته العقلية كمالية للجمال٬ وليس الهولانية٬ يرفع مقابلها بذاته إلى الجمالية و الكمال الأخلاقي٬ وهذا ما لا يمكن أن يتحقق للعزلة في المدينة/الفاسدة٬ أو الخلط المجتمعي الشامل٬ أو إكراه اتصال المخالطة بمأتى الانقطاع والعزلة.
يتبع الحلقة القادمة:
محتويات الحلقة الثانية القادمة: عزلة الخطاب التأويلي وخطاب تأويلية العزلة لمعنى ما ؛
ـ العزلة في مقابل مأتى الاتصال والمأتى المؤرخن
ـ ما جوهر أنوجاد عالم العزلة المؤرخن؟
ـ العزلة مقابل مأتى الأنفصال
ـ الخلاصة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 08.30.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)
ــــــــــــــــــــــ
* كتبت هذه الورقة٬ والتي كان اعتمادها لمحاضرات تم تقديمها (عن بعد)٬ بدعوة من مركز الدراسات الاستراتيجية (…) بتعاون مع الجامعة الصينية ( …. ) بالصين٬ وعناية المشاركة جاءت اثر “جائحة كورونا”٬ و المنعقدة بتاريخ ٢١ يونيو/حزيران ٢٠٢٠.