يحتل المقام العراقي مكانة متميزة في الغناء العراقي من حيث المساحة الفنية أو العمق التاريخي وهو يمثل الركن الأساس للغناء العراقي بالاضافة الى الغناء الريفي وغناء البادية والغنية الحديثة المتمثلة بالاغنية البغدادية المنبثقة في الخمسينيات من القرن الماضي وما أعقبها من الأغنية العراقية الحديثة والتي اتضحت ملامحها الفنية وخصوصيتها العراقية في السبعينيات من القرن الماضي وصولا الى الوقت الحاضر.
يختلف المؤرخون والباحثون الموسيقيون في تحديد عمق المقام العراقي فمنهم من يذهب إلى أنه يعود إلى ( 300… 400 )عام في حين يرى البعض الآخر أن عمره لايتجاوز ال ( 150 ) عاما وما يدحض هذين الرأيين وجود كثير من الإشارات والمدونات والكتب المطبوعة كانت أو المخطوطة تنتظر التحقيق تشير الى ان عمره أبعد من ذلك بكثير فهو يرجع الى العصر العباسي الأول فقد تحدث عنه ابن سينا ( 1037م ) في كتابه ( الشفاء ) ورد ذكر المقام في أرجوزة الانغام لبدر الدين محمد بن علي الخطيب الأرباب ت 1328م وتحدث عنه محمد بن عبد الحميد اللاذقية ومن أهم الأدلة الفنية على ذلك (مقام الإبراهيمي) والذي ينسب إلى المغني إبراهيم الموصلي ت 806م والذي عاش في أيام الخليفة هارون الرشيد ومقام (المنصوري ) المنسوب إلى المغني منصور زلزل.
أن النظام الموسيقي للمقام متبع في العراق وإيران وتركيا والهند واذربيجان مع اختلاف التسميات فالمقام العراقي يتألف من نغمتين بسيطتين وأنغام مركبة هي القطع والاوصال، والمقامات العراقية الرئيسية هي سبعة مقامات .. الراست والبيات والسيكاه والحجاز والعجم والصبا والحسيني أما المقامات الفرعية فهي 57 مقاما.
وهناك مقامات يصاحبها الإيقاع من أول المقام إلى آخره وبعضها يرافق بعض أجزائها وعددها 49 مقام وهي التي يغنى بها الزهري الا مقامين هما القطر والحجاز كار كرد أما المقامات التي تغنى بدون ايقاع فعددها 23 مقاما .
—
* باحث موسيقي عراقي