الْمَرْأَة وَالْمُجْتَمَع قديماً وحاضراً بقلم العلياء العلي

تَغَيَّر دَوْرَ الْمَرْأَةِ عَلَى مَرِّ الْعُصُورِ وَقَدْ أَدَّى إلَى تَحْسِينِ العَدِيدِ مِنَ الْقَيِّمِ وَالْأَخْلَاق الَّتِي تَتَمَتَّع بِهِم الْمَرْأَة ، إذَا أَنَّ هذهٕ التغيرات أَعْطَت لِلْمَرْأَة الدَّوْر الْفِعَال والمساهمة فِي العَدِيدِ مِنَ الْأَحْدَاثِ الْهَامَة ، منذُ العُصُورِ القَدِيمَةِ كَانَ لِلْمَرْأَةِ دُور فِي الْمُجْتَمَع دوراً متنوعاً يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْمَكَان وَالْمِنْطَقَة ، وَلَكِنْ لَهَا دُورٌ وَتَأْثِير عَلَى مُخْتَلَفٌ الْمُجْتَمَعات والحضارات فِي العُصُورِ القَدِيمَةِ ، كَانَ عَلَى النِّسَاءِ مُحَارَبَة الْقَوَاعِدِ الَّتِي وَضَعَهَا الرِّجَال للهيمنة عَلَى الْمُجْتَمَع وَذَكَرْت فِي الْأَدْيَانِ الْقَدِيمَة عَنْ النِّسَاءِ ، إيزابيس فِي مِصْرٍ ، وَرَوَت الْأَسَاطِير عَن
النِّسَاء القويات كانساء الامزون . وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَتْ النِّسَاءُ مهتمات فِي الْأَعْمَال الْمَنْزِلِيَّة وَتَرْبِيَة وَرِعَايَة الْأَبْنَاء إلَّا أَنْ العَدِيدِ مِنَ النِّسَاءِ كسرن الْقَاعِدَة وَالْعَادَات والتقاليد وَحَتَّى وصلن إلَى أَعْلَى القمم كَالْحُكْم وَالْقِيَادَة ليحكمن امبراطوريات كَبِيرَة وَمَنْ بَيْنَ تِلْكَ النِّسَاء . الْمَلَكَة حتشبسوت فِي مِصْرٍ ، شتبان فِي ‏الصين ، وَالْمَلَكَة سيون دَرْك فِي كُورِيا ‏وكان لِلْمَرْأَة دُور بَارِزٌ فِي مَجَالِ الْفُنُون ‏وتأليف الْكُتُبِ فِي التَّارِيخِ ، وَالْفَلْسَفَة ‏والشعر ، وَغَيْرِهَا الْكَثِير . . .
وسطر لَنَا التَّارِيخ الْكَثِيرِ مِنْ أَسْمَاءِ لِلنِّسَاء اللَّوَاتِي كَانَت لَهُنّ العَدِيدِ مِنَ الْأَعْمَالِ والانجازات وَمِنْهُنّ الْخَنْسَاء نعرفت بِالشَّخْصِيَّة الْقَوِيَّة وَرَائِهَا الْحُرّ وَنَظَمَهَا لِلشَّعْرِ وَغَيْرِهِ ، وَتُعْتَبَر مِنْ النِّسَاءِ المخضرمات اللَّوَاتِي عشن فِي عَصْرِ الْجَاهِلِيَّة وَعَصْر الْإِسْلَام…. وَمِنْهُنّ مَارِيّ كُورِي الْفَرَنْسِيَّة اُشْتُهِرَت بِعَمَلِهَا فِي النَّشَاطِ الاشعاعي ، وَالْأُمّ تَبْرِيز اُشْتُهِرَت فِي مَجَالِ الأعْمَالِ الخَيْرِيَّةِ الْإِنْسَانِيَّة .
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلنِّسَاءِ مِنْ العوائل الْفَقِيرَة كَان عَمَلِهِنّ الْحَرْف اليدوية ، وَالزِّرَاعَة ، وَتَرْبِيَة الْحَيَوَانَات ، وقيامهن بِالْأَعْمَال الْمَنْزِلِيَّة ، بَيْنَمَا نِسَاء الطَّبَقَات الْعُلْيَا كانن يدرسن مَوَاضِيع كالادب ، وَالْفَلْسَفَة ، لِذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ إنَّ الطبقية فِي العُصُورِ القَدِيمَةِ أَثَّرَت بِشَكْل عَلَى دَوْرَ الْمَرْأَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ.
أَمَّا دَوْرَ الْمَرْأَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ حديثاً . . أَنَّ النِّسَاءَ يَقُمْنَ الْآن بالعديد مِن الْأَدْوَار ، وَأَخَذ عَلَى عاتقهن الْكَثِيرِ مِنْ الأعباء والمسؤليات ، ، مِنْهُنَّ مِنْ أُخِذَتْ دَوْرُهَا فِي رِعَايَةِ الْأَسِرَّة ، فَالنِّسَاء هُنّ المسؤلات الاساسيات فِي العَصْرِ الحَدِيثِ عَنْ رِعَايَة الْأَسِرَّة سَوَاءٌ الْأَطْفَال أَوْ كِبَارٌ السِّنّ ، فَالْمَرْأَة هِيَ مِنْ تَأْخُذ زِمَام الْمُبَادَرَةُ فِي مُسَاعَدَة الْأَسِرَّة عَلَى التَّكَيُّف وَمُوَاجَهَة التحديات وَلِلْمَرْأَة الدَّوْر الْمُهِمّ والمساهمة فِي انْتِقَالِ الْمُجْتَمِع مِنْ الْأُمِّيَّة إلَى الْقِرَاءَةِ وَالْكِتَابَةُ مِنْ خِلَالِ حِرْصِهَا وتشجيعها لِلْأَطْفَال عَلَى التَّعْلِيمِ و الدِّرَاسَة وَحُضُورِهِم لِلْمَدْرَسَة وبقائهم فِيهَا ، حَيْث شَارَكَت وساهمت فِي بِنَاءِ أَسَرّ مُتَعَلِّمَة ومثقفة ، وَفِي مَجَالٌ الْعَمَل حَيْثُ بَلَغَ نَصِيب النِّسَاءَ فِي الْقُوَى الْعَامِلَة حَالِيًا أَكْثَرَ مِنْ 46 . 4 بِالْمِائَة ، وَهَذَا الدَّوْر النَّسَوِيّ فِي مَجَالِ الْعَمَل سَاعَد الْمُجْتَمَع ، فِي تَحْسِينِ وَضَعَه ، مِنْ خِلَالِ الِاقْتِصَاد وَالْمُشَارَكَة ، وَهَذَا عَلَى مُسْتَوَى الْمَرْأَة الرِّيفِيَّة والحضرية.