أَسْوَأُ مَا فِي الأمْرِ
أنْ يَنْبجسَ الشِّعْرُ
وَ لا أهْلَ
وَ لا غَاوينَ
لِأنَّكَ
قليلُ الخالاتِ بالدَّهناءِ
وَ قدْ صَوَّحَتْ
إلَّا مِنْكَ
وَ أنْتَ تُذَرّي الآهاتِ
بَيَادِرَ جَمْرٍ
حَسْرَةَ أرملةٍ ريفيَّةٍ
دَاهَمَهَا اللَّيلُ
وَ انْتَهبَ الجُوعُ يَتامَاها
فَامْتَشَقتْ قِدْرَ اللَّبنِ لِتُنقذّهُمْ
فَخَانَتْهَا أفْعَىٰ
وَ اللَّيلُ بَهيمٌ
وَ الدَّربُ طَويلٌ
مَغروسٌ بالخَوْفِ وَ بالجِنّ
إلى أقربِ بيْتٍ
فِيْ طَرَفِ ( النَّزْلِ)
فَنامُوا ، والْتَقَمُوا أحْشَاءَهُمُ خَمَصًا .
فَاكْفَأْ – وَيْكَ – جِفانَ الشِّعْرِ
وَ انْحَرْ إلى عَبْقَرٍ ، وَ نَادِ :
أخَاكُمْ
أخَاكُمْ
أخَاكُمْ
حَيثُ عَدِيٌّ ( )
يُشَعْشِعُ خَمْرَتَهُ بالدّمُوعِ
وَ يَنْدبُ فِيْ جَنْبٍ أراقِمَهُ
وَ الحَباءَ الذَّليلَ
وَ يُقْسمُ
لَوْ أنَّهَا ألبسَتْهُ الصِّبَا لامةً
وَ المُشَهّرَ و السَّيْفَ –
كَي يَفْنِيَ الآدمِيْنَ
وَ ينفِيَ ذُلَّهْ
وَ يُنكِحَهَا ملكًا
لمْ يَطمثِ الخَسْفُ سَاحَهْ –
لخَطَّ لَهَا الأرضَ حَانًا .
وَ عبدُ السَّلامِ ( )
يُؤذّنُ حِينَ يفضُّ خِتامَ الدّنَانِ
وَ يَتْرعُ كَأسَهْ
وَ يَنْهشُ مِنْ نَدَمٍ رُوحَهُ
عَلَىٰ قَمَرٍ نَحَرتْهُ الخَدِيْعَة .
وَ أحمدُ ( ) يُحْبَرُ في روضةٍ
مِنَ الشّعْرِ
حيثُ الدُّنا تُرتّلُ هَمْسَهْ
وَ تَحكي صَداهُ
وَ تَصْدَحُ صَوتَهُ .
وَ مَهْدي( ) شِعْرِ الزَّمَانِ
يَقدُّ فُؤادَهْ
قَوافِي عامرَةً باللَّهيبِ
تَنزُّ دمًا
وَ تُبكّي دَمًا
سِيْمَ مَهْرًا لمُلكٍ عضوضٍ .
هُمُ الأهْلُ
فَانْهَدْ إليْهم بِبَابِلْ
وَ لا تَخْشَ غُرْمًا
لأنَّهُمْ
أشقّاءُ آهٍ
وَ أبناءُ لَوْعَة
يَدْرونَ مِنْ أينَ يَأتِي
وَ يُؤتَى الوَجَعْ
إنها الحياة التي لا يمكن أن تخلوَ من حسرةٍ ولوعةٍ ووجع .
أحسنت أبا علي .