(وكنتم أزواجا ثلثة /7)
*أصحاب الميمنة
*أصحاب المشئمة
*السابقون السابقون
وهذا التمفصل الثلاثي :نتيجة نقلة كونية هي التي احدثت هذا المتغير ألأكبر: انه .. (يوم كان مقداره خمسين ألف سنة/المعارج-2) تشير اليه السورة بمفتتحها:
* (اذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة ) .ومن الواقعة ينبجس هذا النسق المزدوج :
1- الخفض والرفع :(خافضة رافعة ) ومن جراء ذلك سيحدث الأنقلاب الجيولوجي التالي:
(أذا رجت ألأرض رجا ) (وبست الجبال بسا) ..
والرج هي الحركة الشديدة التي تحدث في ألأرض ،أما البس بالنسبة للجبال فهو تحويلها الى مادة متلاشية كالدقيق ،ثم ستتحول الى (هباء منبثا) والهباء هو الغبار..
*ذاكرة خطابية .
يمكن للخطاب القرآني أن يحيلني كقارىء على ملفوظ مجاور أو سابق لسورة الواقعة ،وتعتبر أحالة داخلية ضمن
(ذاكرة داخل- نصية) أما آليات سيرورة هذه الذاكرة ف(كل تشكيلة خطابية لها طريقتها في تسير هذه الذاكرة /84/دومنيك مانغونو)
تستقبل المتلقي صورة موهلة..تحيلني كقارىء قرآن الى (هل أتاك حديث الغاشية*وجوه يومئذ خاشعة *عاملة ناصبة*) أو (القارعة وما أدراك ما القارعة وما ادراك ماالقارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش ) أو(اذا زلزلت ألأرض زلزالها*واخرجت ألأرض أثقالها /الزلزلة )وكذلك(يوم تكون السماء كالمهل*وتكون الجبال كالعهن* ولايسئل حميم حميما */المعارج) لكن ثمة سورة كريمة ..تعيد انتاج مشهد سورة الواقعة بشكل اختزالي ،أعني بذلك سورة الحاقة (الحاقة (1) ماالحاقة (2) وماأدراك ما الحاقة (3)) وبعد آيات بينات ..حين أقرأ آلآية التالية ):وحملت ألأرض والجبال فدكتا دكة واحدة )..فأنها تحيلني الى آلآية الكريمة التالية :(أذا رجت ألأرض رجا (4)وبست الجبال بسا (5) فكانت هباء منبثا (6)/سورة الواقعة ) ..
*آصرة ألأتصال:
:هي عنف المتغير الجغرافي الهائل في شكلين من تضاريس ألأرض :العمودي :الجبال
والمنبسط :السهول والوديان …ثم نقرأ آلآية التالية:(فيومئذ
وقعت الواقعة (15))كلمة الواقعة تحيل نباهة القارئة والقارىء الى سورة الواقعة أضافة الى ذلك..هناك الثنائية التالية :(فأما من أوتي كتبه بيمنيه فيقول هاؤم أقرأوا كتبيه (19)) ثم تتدفق ألأيات لتصف لنا أمتيازات حامل الكتاب بيمينه ..لنقرأ بعدها :(وأما من أوتي كتبه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتبيه (25) ثم تتدفق على حامل كتابه بشماله
أنواع العذاب…
هذه الثنائية :اليمين/الشمال ..تحيلني الى (كنتم ازواج ثلاثة/3-الواقعة )..وحين ادقق كقارىء ارى ان ألتباين في نص سورة الواقعة بين طرفين :أصحاب الميمنة/اليمين ..وأصحاب المشمئمة..اما السابقون السابقون فيمكن أعتبارهم نخبة النخبة من أصحاب اليمين..وفي هذا الصدد أحيل القارئة والقارىء الى ص122/الميزان/الجزء التاسع عشر/مؤسسة ألأعلمي/بيروت/ط2/2002.
*المشترك الكوني: ثمة مشترك صوتي بين اسماء السور التالية: الواقعة/الحاقة/القارعة/الغاشية ..
في هذا الصدد يقول (سيدقطب) عن لفظة الحاقة
(أيقاع اللفظ بذاته أشبه شىء برفع الثقل طويلا،ثم أستقراره أستقرارا مكينا. رفعه في مد ألحاء بألألف وجده بتشديد القاف بعدها .وأستقراره بالتاء المربوطة التي تنطق هاء ساكنة/ص72/سيد قطب/في ظلال القرآن/الجزء التاسع والعشرون/ط1/ دارأحياء الكتب العربية )..هذا ألأيقاع كقارىء أشعره حين :ألفظ:القاااااارعة
الغاااااااااااشية
الوااااااااقعة.
*عودة الى النسق الثلاثي :
بعد ذكر ألأنساق الثلاثة/مشيدات سورة (الواقعة) ،يفتتح النص القرآني ثنائيته ألأولى مع النسق الأخير (السابقون السابقون) .
ونلاحظ هنا ان شفرات النص القرآني، تستعين بذاكرة داخل نصية لفكك شفرة (السابقون السابقون)،كما فعل العلامة الطباطبائي،فهو يحيلنا الى آيات بينات في السور التالية
(فاطر:32/البقرة:148/المؤمنون:61/الحديد:21/الميزان/ص121/الجزء التاسع عشر) .ثم ينتقل الى ذاكرة /خارج نصية مجاورة للخطاب القرآني،أعني بها ذاكرة التفاسير التي تشتغل على النص القرآني وتتغذى في الوقت نفسه على نصوص تاريخية مجاورة.والعلامة الطباطبائي،يفرز ما بينهما في قوله(والقولان ألأولان راجعان الى ماتقدم من المعنى،والثالث والرابع ينبغي أن يحملا على التمثيل والباقي كما ترى ألأ يحمل على نحو من التمثيل/ص122/ج13)
*الثنائية ألأولى.
تبدأ الثنائية ألأولى في قوله تعالى:
*ثلة من ألأولين
وقليل من آلآخرين
*على سررموضونة
متكئين عليها متقابلين
*يطوف عليهم ولدن مخلدون
بأكواب وأباريق وكأس من معين
*لايصدعون عنها ولاينزفون
وفاكهة ممايتخيرون
*وحور عين
كأمثال اللؤلؤ المكنون
جزاء بما كان يعملون
*لايسمعون فيها لغوا ولاتأثيما
ألأ قيل سلما سلما .
ثم تنتقل بنا السورة الكريمة الى المشيد الثاني والذي لايختلف عن سابقه ألأ في الراتوب فقط :
*أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين
*في سدر مخضود وطلح منضود.
وظل ممدود وماء مسكوب
وفكهة كثيرة
لامقطوعة ولا ممنوعة
*وفرش مرفوعة :
أنا أنشأنهن انشاء
فجعلنهن أبكارا
عربا أترابا
*لأصحاب اليمين :ثلة من ألأولين وثلة من آلآخرين .
ثم تنتقل سيرورة السورة ..نقلة نوعية كبرى صوب الطرف النقيض للمشيد ألأول والثاني .
*أصحاب الشمال ماأصحاب الشمال
*في سموم وحميم
*وظل من يحموم:لابارد ولاكريم
*أنهم كانوا قبل ذلك مترفين
*وكانوا يصرون على الحنث العظيم
*وكانوا يقولون أئذ متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون
قل أن ألأولين وألأخرين
لمجموعون الى ميقات يوم معلوم
ثم أنكم أيها الضالون المكذبون
*لأكلون من شجر من زقوم
فمالئون منها البطون
*فشربون عليه من الحميم
فشربون شرب الهيم .
هذا نزلهم يوم الدين
يستمر تدفق ألآيات المحتدمة /ذات ألأسئلة الوجودية، حول النشأة ألأولى والنشأة ألأخرى نحو المتلقى الرافض للخطاب ألقرآني وحين نفتش في ذاكرة خارج النص القرآني سنجد أن ألأحتدام في آلآيات هو رد على لغط المشركين وفي كل آيات المشيد الثالث نجد التأكيد على فاعلية المهيمنة آلآلهية وتسفيه مزاعم ألمشركين كافة .وقوة التسفيه هو بالتساؤل الذي يفند ويجرد المشركين من براهينهم .وستكون حصة أصحاب المشمئمة لهذا السبب أكثر
السابقون السابقون: 17 آية
أصحاب اليمين 19..
أصحاب الشمال:50..
*ألأستراتيجية التصاعدية :كقارىء ألأحظ ان كل نسق تتكون كليته في ألأمتيازات من جزئية التفاصيل المنسقة بجمالية عالية .التي تنمو تصاعديا بسيرورة رشيقة .حيث نبدأ بفهم الكلمات ثم آلآية الكريمة ،ثم يتفعل رابط بين آلآيات سياقيا .فنحصل على منظومة أستجابة متكاملة على أفق أستجاباتنا واخلاقياتنا في القراءة.
*الصورة القرآنية.
تحقق صور كل نسق من ألأنساق الثلاثة:وظائف معنوية عالية ونلاحظ ان كل صورة من الصور في كل نسق من ألأنساق الثلاثة ،تستقي دلالتها المعنوية من تحليل السياق القرآني وعلى مستوى آخر تتصل هذه السيرورة مع المؤثر النفسي على المتلقي .وكقارىء أرى ان هذه الصور القرآني لاتكتفي بنقل المشهد التصويري بل تحفز أستجابي لأعادة انتاجه بتكرار القراءة التي تنشط مخيلتي التصويرية مع كل مشيد من المشيدات الثلاثة.
*تنويه…
شخصيا أكتفت قراءتي بنقل تفاصيل الأنساق دون التعليق ،لأن هذا يوائم أجراءات قراءتي . حيث ركزت القراءة على أنساق التشيد وعلاقتها التجاورية بنصوص قرآنية خارج سورة الواقعة وداخل السياق ذاته…..تاركا الباب مفتوحا لمشاركة القارئة والقارىء من خلال بذل بعض الجهد في هذا الصدد..
*أكتمال الدائرة :كما بدأت السور بنسق ثلاثي ..سوف تعود لذات النسق لتنغلق عليه بآيات بينات :
*فأما أن كان من المقربين *فروح وريحان وجنة نعيم
*وأما أن كان من أصحاب اليمين *فسلم لك من أصحاب اليمين
*وأما أن كان من المكذبين الضالين *فنزل من حميم*وتصلية جحيم *
*ألأحالة التكرارية:
نلاحظ ان سيرورة السورة بدأت كالتالي
1-ذكر النسق الثلاثي
2-تفصيل أمتيازات كل نسق من ألأنساق
3-العودة الى ألأنساق مع أختزال أمتيازات كل نسق مجددا
*ان وظيفة ألأحالة التكرارية مثلثة الفائدة فهي تفيد في (التأكيد والترسيخ أو الثبات في الزمن /ص156/يمنى العيد) .